14:21
|
22 وثائقي في الشعائر الحسينية وما راي كبار علماء الشيعة حول تلك الش
وثائقي في الشعائر الحسينية وما راي كبار علماء الشيعة حول تلك الشعائر ج
Ulema on the practice of Tatbeer as well as other cultural...
وثائقي في الشعائر الحسينية وما راي كبار علماء الشيعة حول تلك الشعائر ج
Ulema on the practice of Tatbeer as well as other cultural practices during Muhharam being haram.
More...
Description:
وثائقي في الشعائر الحسينية وما راي كبار علماء الشيعة حول تلك الشعائر ج
Ulema on the practice of Tatbeer as well as other cultural practices during Muhharam being haram.
41:26
|
[Speech on 02.05.2021] Martyrdom of Imam Ali (AS) | Quaid Syed | Abdul Malik Al Houthi | Arabic كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام - 20 رمضان 1442هـ 02-05-2021
أَعُـوْذُ...
كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام - 20 رمضان 1442هـ 02-05-2021
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
وعظَّم الله لنا ولكم الأجر، في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين، وسيِّد الوصيين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب \"عليه السلام\"، الذي أصيب في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، والتحق بالرفيق الأعلى في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك آنذاك، فكان ميعاده للقاء ربه في أشرف الليالي، وأشرف الشهور، وأشرف الأوقات وأفضلها.
واستشهد الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" وهو يقوم بدوره العظيم، في التصدي لحركة النفاق والانحراف في الأمة، ويواصل مشوار الإسلام في امتداده الأصيل والنقي، الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الذي هو وفق منهج الله \"سبحانه وتعالى\".
والإمام عليٌّ \"عليه السلام\" عندما نتحدث عنه، فمن المهم لنا كأمةٍ مسلمةٍ أن نستفيد من سيرته، ومن عطائه، وأن نعي منزلته، وطبيعة علاقتنا به كأمةٍ مسلمة.
وعندما نعود إلى الآيات القرآنية، والنصوص النبوية، ونعود إلى سيرة عليٍّ \"عليه السلام\"، نجد كل ذلك يتمحور حول جانبين أساسيين، كلٌّ منهما له علاقةٌ بنا نحن:
الأول: أنَّ الروايات، وقبل ذلك الآيات القرآنية، إضافةً إلى سيرة عليٍّ \"عليه السلام\"، كل ذلك يقدِّم لنا نحن علياً \"عليه السلام\" باعتباره النموذج، وحسب التعبير القرآني: الشاهد، الذي يقدِّم الصورة المتكاملة الراقية عن الإسلام، الإسلام في أثره في الإنسان، الإسلام الذي يتجسد كـ:
مبادئ.
وأخلاق.
وقيم.
وسيرة عملية في واقع الحياة.
وهذا جانبٌ مهمٌ لنا نحن، نتطلَّع إلى عليٍّ \"عليه السلام\" على هذا الأساس؛ لنرى فيه ما يجسِّد هذا الإسلام بشكلٍ كاملٍ وراقٍ، يبرز:
عظمته.
قيمته.
أثره.
أهميته.
ونرى أيضاً هذا الإسلام في الواقع الحياتي والعملي في أثره ونتائجه، وفي أثره التربوي في الإنسان، كيف يسمو بهذا الإنسان، كيف يرتقي بهذا الإنسان، كيف تبرز آثاره على كل المستويات في هذا الإنسان، فيؤدي دوره في الحياة دوراً عظيماً متكاملاً.
ونرى الإسلام بصفائه، بنقائه، بحقيقته، سليماً من كل شائبة، من كل تشويش، وهذه مسألة في غاية الأهمية لنا نحن، نحن في أمسِّ الحاجة إليها كأمةٍ مسلمة؛ لأنه في تاريخ الأمة وإلى اليوم، يبرز الكثير ممن يُقدَّم لنا باعتباره يُقدِّم النموذج الذي يعبِّر:
في سلوكه.
في أعماله.
في مواقفه.
في فكره.
في ثقافته.
عن الإسلام؛ بينما تشوبه الكثير من الشوائب التي تشوِّه الإسلام، وهذا يحصل كثيراً في تاريخ الأمة، وفي حاضرها، ويحصل أيضاً في مستقبلها، فعندما تكون هناك نسخة أصيلة، سليمة، موثَّقة، نقية، متجسِّدة، بسيرتها، بسلوكها، تمثل هي النموذج الحقيقي، يمكننا أن نستفيد من ذلك على امتداد تاريخنا، ثم في حاضرنا، وفي مستقبلنا.
والجانب الآخر بالنسبة للإمام عليٍّ \"عليه السلام\": هو ما يمثله من دورٍ أساسيٍ في الامتداد لهذا الإسلام، ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في موقعه في القدوة والهداية، وهذه أيضاً مسألة مهمةٌ جداً، وبالذات تجاه ما عصف بالأمة من الفتن والمؤامرات، والنشاط الكبير لحركة النفاق والانحراف في داخل الأمة، التي سعت:
إلى تزييف حقيقة الإسلام.
وإلى تغيير الكثير والكثير من معالمه.
وإلى التشويش على الكثير والكثير من حقائقه.
وعندما نتحدث عن عناوين مختصرة من مسيرة عليٍّ في المرحلتين:
في مرحلة التنزيل.
وفي مرحلة التأويل.
في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد ذلك، حتى من خلال عناوين محدودة، وعرضٍ موجز، يتجلى لنا ذلك بوضوح.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" كانت مسيرة حياته متميزة، وعلى نحوٍ فريدٍ وعجيب، فهو وليد الكعبة، وهو في ختام حياته شهيد المحراب، وما بين ولادته واستشهاده مسيرة حياةٍ كلها متميزةً بالإيمان، والتقوى، والعمل الصالح، والسمو، والارتقاء الإنساني والأخلاقي، وعلى نحوٍ عجيب.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" حظي في طفولته، ثم ما بعد ذلك، في كل مرحلة حياته مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، إلى أن توفي رسول الله، حظي بعلاقةٍ واختصاصٍ في صلته برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فهو تربَّى عند رسول الله، كفله رسول الله \"صلى الله وسلم عليه وعلى آله\"، وربَّاه عنده، ومنذ طفولته المبكرة نشأ في بيت رسول الله، وعند رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ورسول الله حتى ما قبل البعثة كان إنساناً عظيماً، ومؤمناً، متكاملاً، وعلى درجةٍ عظيمةٍ في أخلاقه، ونبله، ومرتبةٍ عاليةٍ جداً في ذلك، وموحِّداً لله \"سبحانه وتعالى\"، ويحظى بعناية إلهية خاصة، ما قبل البعثة إلى الناس.
ثم في تلك المرحلة التي ربَّى فيها علياً عنده، لم يكن اهتمامه بعليٍّ \"عليه السلام\" منحصراً على العناية به في التغذية، والاحتياجات الخاصة الإنسانية، فيهتم به فيما يتعلق باحتياجاته كإنسان، من غذاء، وكساء، ونحو ذلك؛ إنما كانت عنايته أيضاً بعليٍّ \"عليه السلام\" متجهةً إلى التربية الأخلاقية، فكما قال عليٌّ \"عليه السلام\"، وهو يتحدث عن تلك المرحلة في طفولته: (ولقد كنت أتَّبعه اتِّباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يومٍ من أخلاقه عَلَماً، ويأمرني بالاقتداء به)، هكذا كان، يتربى تربية يسمو فيها، على المستوى الأخلاقي، والروحي، والتربوي، والإنساني، على نحوٍ فريد، مع قابليةٍ عاليةٍ جداً عند الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، وهبه الله \"سبحانه وتعالى\" قابليةً عالية، ثم هيَّأ له هذا المربي العظيم: رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\".
عند البعثة كان رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" وهو يعتني بهذا الفتى اليافع عنده، كان عليٌّ \"عليه السلام\" السابق إلى الإيمان برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، والمصدِّق به، وبرسالته، وبعثته، على نحوٍ متميز، لم يسبق ذلك شركٌ، ولا شيءٌ من دنس الجاهلية.
الذين أسلموا، أسلموا مع سابقة شرك، مع ماضٍ من دنس الجاهلية وسلبياتها؛ أمَّا الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" فكانت سابقته الإيمانية متميزةً، بأنه لم يسبقها أبداً شيءٌ من الشرك، ولا من دنس الجاهلية ورذائلها.
والسبق فضيلةٌ عظيمة، الله \"سبحانه وتعالى\" يقول في القرآن الكريم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}[الواقعة: 10-11]، سبقٌ إلى الإيمان، سبقٌ إلى أيضاً الإيمان على نحوٍ راقٍ جداً، وإلى نصرة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فسبق كمؤمنٍ عظيمٍ، وجنديٍ متميزٍ، ومناصرٍ صادقٍ، مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\".
ثم في إطار مسيرة حياته، هذه المسيرة الإيمانية مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، كان في حياته، وفي أثر تربية رسول الله له، يرتقي ارتقاءً عظيماً ومتميزاً:
على المستوى الأخلاقي، والإيماني.
وعلى المستوى المعرفي.
وعلى مستوى الهداية، والوعي، والبصيرة.
فكان هو النموذج الأول، والمصداق الأول، لكل ما ورد في القرآن الكريم من آياتٍ قرآنية فيها ثناءٌ على المؤمنين، وحديثٌ عن مواصفاتهم، وبشارةٌ لهم، وكما قال ابن عباسٍ رحمه الله: (أنَّ كل آيةٍ نزلت فيها ثناءٌ على المؤمنين، وبشارةٌ لهم، إلَّا وكان عليٌّ أميرها)، يعني: كان هو المصداق الأول، والنموذج الأكمل، المصداق الأول لتلك الآيات، التي تتحدث عن المؤمنين، عن مواصفاتهم، عن الثناء عليهم، وعن البشارة لهم، وعن النموذج الأكمل فيما بينهم، ولذلك كان هو الشاهد- بحسب التعبير القرآني- الذي يشهد فيما هو عليه من سلوك، في أثر الإسلام فيه، في سموه الإنساني والأخلاقي، يشهد:
على عظمة الرسول.
على عظمة الرسالة.
على عظمة القرآن.
لأنه من خلال أثر التربية النبوية في هذا الإنسان، أثر القرآن فيه، أثر الإسلام فيه، يتجلى للناس أنَّ عظمة الإسلام فعلاً مسألة مؤكَّدة ومتجسِّدة في واقع الحياة، وليست فقط نظريةً مثاليةً لا يمكن أن نلمس، أو نرى آثارها، في واقع الحياة.
عندما نأتي إلى مسيرة حياته في ظل رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، مؤمناً به، ومناصراً له، وجندياً مخلصاً معه، ووزيراً صادقاً، نجد تلك الحياة المتميزة، الإيمانية، العظيمة:
فعلى مستوى الجهاد: كان جهاده في سبيل الله، وبيعه لنفسه من الله \"سبحانه وتعالى\"، وتفانيه في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، على نحوٍ متميزٍ، جعل منه رجل المهمات الصعبة، والمواقف الاستثنائية، والبطولات التي سطَّرها التاريخ، ولا مثيل لها في تاريخ الإسلام:
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" في مرحلة مكة، ما قبل الهجرة، كان ملازماً لرسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وكان هو الحارس الشخصي الملازم على نحوٍ دائم، والحاضر في كل لحظة لأن يفدي رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" بنفسه، بروحه وحياته.
وفي تلك المرحلة الحسَّاسة كان يواصل هذا الدور، إلى أن أتى ميعاد الهجرة من مكة إلى المدينة، فكان هو الذي قام بالمهمة في تلك الليلة، مهمة الفداء، مهمة المبيت على فراش النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في عملية تمويهية أمنية، تمثل غطاءً لخروج النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وانتقاله من منزله إلى خارج مكة، إلى الغار.
فالإمام عليٌّ \"عليه السلام\" في تلك الليلة، عندما عرض عليه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" هذه المهمة الفدائية، تلقَّاها بكل استبشار، بكل رحابة صدر، بكل شوقٍ وتلهف، بإيمانه العظيم، وكان المهم عنده هو سلامة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وبات في تلك الليلة، جاهزاً بشكلٍ تامٍ للشهادة في سبيل الله، والتضحية في سبيل الله، بائعاً نفسه من الله.
وكان أن سطَّر القرآن الكريم ليلة الفداء هذه، وذلك الموقف الذي باع فيه نفسه من الله، واستعد بشكلٍ تامٍ للشهادة في سبيل الله، القرآن سطَّر هذا الموقف وجعله نموذجاً، وهذا ما ركَّز عليه القرآن في كل ما قدَّمه بشأن عليٍّ، أنه يقدمه كنموذج في دائرة العنوان الإيماني؛ ليكون نموذجاً للمؤمنين، نموذجاً للناس في: الإيمان، والارتقاء الإيماني، والالتزام الإيماني، والاستعداد العالي للتضحية في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، فقال الله \"جلَّ شأنه\": {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: الآية207]، فالقرآن يقدِّم لنا هذا الموقف العظيم، ويكشف لنا في هذه الآية المباركة حتى عن مشاعر عليٍّ \"عليه السلام\"، أنه عندما قدَّم نفسه في سبيل الله، مستعداً للتضحية على نحوٍ تامٍ بدون أي تردد، وبدون أي توجس، وبدون أي قلق، هو يبتغي بذلك مرضاة الله \"سبحانه وتعالى\"، مخلصاً لله \"سبحانه وتعالى\"، وكان الإخلاص لله من أبرز العناوين التي نجدها في سيرة عليٍّ \"عليه السلام\":
في أعماله.
في مواقفه.
في جهاده.
في كل أعماله الصالحة، الإخلاص لله، والابتغاء لمرضاة الله، والسعي لنيل محبة لله \"سبحانه وتعالى\" ومرضاته، كان هو الهدف والغاية الرئيسية للإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، وهذا درسٌ عظيمٌ ومهمٌ لنا جميعاً، لكل المسلمين، لكل المؤمنين.
وهكذا استمر في عطائه مع الله \"سبحانه وتعالى\"، بعد هجرة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" أدَّى عنه الودائع، وكان يؤدِّي أيضاً هذا النوع من المهام، التي لها صلة مباشرة وخاصة برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فيؤدي عنه، فأدَّى عنه الودائع في مكة، كان هو أيضاً الذي يقضي دينه، يؤدي كل المهام الخاصة المتصلة بالنبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، يثق به ثقةً كاملة، ويطمئن إليه أنه سيؤدي عنه ما يؤديه.
وهاجر أيضاً، والتحق برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ونقل معه أسرة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى المدينة، في قصةٍ مشهورة، تحدى فيها خطر المشركين، عندما حاولوا أن يلحقوا به، وأن يحولوا بينه وبين الهجرة، وأن يعيدوا من معه من أسرة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، إلَّا أنه تصدى لهم بكل حزم، ونجح في مهمته.
في مرحلة المدينة أدَّى دوره على نحوٍ عظيمٍ ومتميز، فكان في كل أدائه الجهادي، وفي كل المعارك، وفي كل المواقف والتحديات، التي كانت أبرز ملاحم الإسلام، هو البطل الأول، الذي يؤدِّي دوره العظيم، كجنديٍ عظيمٍ متميز، ومتفانٍ في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\":
في غزوة بدرٍ الكبرى:
كان له أكبر رصيدٍ بين المجاهدين مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في تفانيه، واستبساله، ونكايته بالمشركين، وكان هو من باشر القتل بمعظم القتلى الذين قتلوا في غزوة بدر، وعندما برز هو وعمه حمزة بن عبد المطلب، وابن عمه عبيدة بن الحارث، نزلت الآية القرآنية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج: من الآية19]،فكان هو المخاصم لأعداء الله، للذين واجهوا الإسلام، وحاربوا الإسلام، وبرز هو وعمه وابن عمه في أول ما بدأت تلك المواجهة، في تلك المعركة، في موقفٍ تاريخيٍ مذكورٍ في السِّير النبوية. واستمر كذلك.
في معركة أحد:
كان له أبرز دورٍ في نصرة الإسلام، في الجهاد، فكان هو قاتل حملة الرايات، وقاتل الصناديد والأبطال من المشركين، وكان هو الثابت، المتفاني، المستبسل، عند الهزيمة، التي شملت الكثير من المسلمين، {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}[آل عمران: من الآية153]، كانت هزيمةً مؤلمة.
وكانت المرحلة آنذاك وذلك الظرف الحساس يشكِّل خطورةً كبيرةً على حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فكان ثابتاً مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ومستبسلاً، ومتفانياً، إلى حدٍ عجيب، كانت كلما أتت كتيبة تتجه نحو النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وتزحف بكل جدية، وبكل اهتمام، بهدف قتله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، يتجه الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" إلى تلك الكتيبة بكل استبسال وتفانٍ، ويقتل قائدها، فتنكسر، وترجع من زحفها، ثم يتجه إلى الكتيبة الأخرى... وهكذا، من هنا وهناك بكل استبسالٍ وتفانٍ، إلى درجة أن عَجِب جبرائيل- وهو حاضرٌ إلى جوار النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"- من هذا الاستبسال، من هذا التفاني، فقال: (إنَّ هذه لهي المواساة)، فقال النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (إنَّه منِّي، وأنا منه)، فقال جبرائيل: (وأنا منكما)، هذا شرفٌ عظيمٌ جداً جداً.
في معركة الخندق:
وهي معركة خطيرة وحساسة، وحوصرت فيها المدينة، وبلغت الحالة في داخل المدينة مبلغاً كبيراً من الضغط النفسي والمعنوي على المسلمين، {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}[الأحزاب: من الآية11]، وتحدث المنافقون بالإرجاف، والتهويل، والتشكيك، ولعبوا دوراً سلبياً في زعزعة الوضع الداخلي للمسلمين، واشتدت المشكلة على المسلمين، وتضاعف الهم والمحنة عليهم.
كان للإمام عليٍّ \"عليه السلام\" دوره البارز والمتميز، وتصدى هو لعمرو بن عبد ود العامري، وضربه ضربته الشهيرة، وقُتِلَ، وهو من أكابر فرسان المشركين، ومثَّل قتله ضربة معنوية كبيرة للأعداء.
وكانت تلك المواقف البطولية، وذلك الدور الرئيسي، في كل تلك المرحلة، مرحلة غزوة الخندق، منذ بداية الحصار، إلى حين انكشافه، وهزيمة المشركين ورجوعهم، كان الدور المحوري البارز للإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، يقدم النموذج الذي تحدثت عنه الآية المباركة في سورة الأحزاب: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: الآية23]، فكان المصداق الأول، والنموذج الأكمل لهذه النماذج:
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\".
وحمزة بن عبد المطلب.
وجعفر بن أبي طالب.
كانوا هم النموذج الأكمل، وهم المصداق الأول، وهي تشمل كل المؤمنين الذين نهجوا هذا النهج، ولكنهم يبقون دائماً في أول القائمة، وفي أول العنوان، على نحوٍ متميزٍ في كمال ما كانوا عليه من ذلك، وفي أنهم الذين بادروا وسبقوا إلى ذلك.
فيما بعد ذلك أيضاً، في ملاحم الإسلام الأخرى:
في خيبر:
وملحمة خيبر من أبرز الملاحم التاريخية، ومن أهم الملاحم في السيرة النبوية، وقد تراجع فيها المسلمون مرةً تلو أخرى، إلى أن قال النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (لأبعثن غداً عليهم رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كراراً، غير فرار، يفتح الله على يديه)، الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" كان في المراحل التي تراجع فيها المسلمون في تلك الملحمة، كان مصاباً بالرمد، كان مريضاً، لا يبصر، لا يكاد يبصر موضع قدميه، فلم يكن حضر، وباشر، وشارك، في تلك العمليات التي تراجع فيها المسلمون، ولكن رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" تفل بريقه المبارك في عينيه، ودعا له بالشفاء، وشفي بشكلٍ تام، وأعطاه الراية، وانطلق، وفتح الله على يديه، في لحظةٍ سريعةٍ، ومعركةٍ حاسمةٍ وسريعة.
وكانت هذه المواصفات العظيمة والراقية تقدمه أيضاً كنموذج، (رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار، غير فرار، يفتح الله على يديه).
فنجده أيضاً في ملحمة حنين:
كان هو الثابت، بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت بأكثر المسلمين، ولم يبقَ مع رسول الله إلا القلة القليلة، كان أبرزهم وأكثرهم تفانياً واستبسالاً، وأكثرهم عناءً وجهداً وعملاً، وإسهاماً في الدفع عن رسول الله، وعن الإسلام، والتصدي للأعداء، كان هو عليٌّ \"عليه السلام\"، وأنزل الله سكينته على رسوله، وعلى المؤمنين، وتراجع المسلمون، وختمت تلك الملحمة التاريخية، والمعركة الكبيرة، بالنصر الحاسم لصالح المسلمين.
وهكذا في محطات كثيرة، وفي مراحل كثيرة، وفي تحديات كثيرة، كان يتميز الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" بتفانيه في سبيل الله، ببطولاته، التي لم تكن فقط مبنيةً على الشجاعة الفطرية فحسب؛ وإنما تستند أيضاً إلى هذا الرصيد الإيماني العظيم، وإلى هذا التوفيق والتأييد الإلهي الكبير، الذي كان يحظى به؛ لإيمانه، وصلته بالله \"سبحانه وتعالى\"، وعظيم منزلته في الإسلام.
والجهاد في سبيل الله عندما ينطلق من هذا المنطلق الإيماني، وبهذه القيم، وبهذا الوعي لعظمة الإسلام، وبهذا الحمل للإسلام، كقضية تدافع عنها، وتجسدها في واقعك العملي، يكون فضيلةً عظيمةً، ومرتبةً عاليةً جداً، وهو في سلم الأعمال الصالحة، وفي سلم العناوين، وفي قائمة العناوين الإيمانية، في المرتبة الأولى، {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}[النساء: 95-96].
الإمام عليٌ \"عليه السلام\" على هذا المستوى في جهاده، في ارتقائه الإيماني، في علمه ومعرفته، وما منحه الله \"سبحانه وتعالى\" من الهداية، كان:
هو الأُذُن الواعية: المصداق الأول في الأُذُن الواعية، في الوعي، في الاستيعاب، في التفهم، في الاستنارة بنور الله \"سبحانه وتعالى\"، في الاستيعاب لما بلَّغه رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى الأمه، وفيما علَّم به هذا التلميذ العظيم.
وكان هو باب مدينة العلم: كما في النص عن النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وهو يكشف لنا:
المقام العلمي العظيم من جهة.
والجانب المؤتمن لحمل وتبليغ ما أداه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى الأمة، على نحوٍ وثيقٍ، وصادقٍ، ونقيٍ من كل الشوائب، وسليمٍ، أمانةٍ عاليةٍ، واستيعابٍ كبير، ومن واقع هذا الدور الذي يؤديه من خلال اقترانه بالقرآن.
وكان كما قال عنه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي):
فكان مع القرآن: استوعب القرآن، استوعب هداية القرآن الكريم على نحوٍ عظيم، يناسب هذا الدور الذي أوكل إليه، هذا الدور الذي عليه أن يقوم به.
ثم مع ذلك كان مجسداً للقرآن الكريم في واقع حياته:
كمواقف.
وكتعليمات.
وكسلوك.
وكأخلاق.
وكمبادئ.
وكمسيرة عمل، يلتزم به، يتحرك على أساسه.
فكان قرآناً ناطقاً بكل ما تعنيه الكلمة.
وكان يمثل استمرارية الإسلام بشكلٍ صحيح: في تقديمه للأمة، وفي الحركة بالأمة على أساسه، بشكلٍ صحيح؛ حتى تكون الأمة مهتديةً بالقرآن، حتى لا تتشوش عليها هذه العلاقة مع القرآن:
بمفاهيم غير صحيحة.
بتأويلٍ غير صحيح.
بتفسيرٍ غير صحيح.
بتزييفٍ للمفاهيم، التي تحسب على القرآن الكريم.
فكان هو الذي قاتل على تأويل القرآن، كما قاتل النبي على تنزيله، كما أخبر النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" بذلك، وهو يخبر هذه الأمة، ويطلعها على طبيعة هذا الدور، الذي يقوم به عليٌّ \"عليه السلام\" ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فأخبر الأمة أن علياً \"عليه السلام\" سيقاتل على تأويل القرآن، كما قاتل النبي على تنزيله.
فكان في مرحلة التنزيل، في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ذلك النموذج العظيم، الأكمل، والمصداق الأول، على مستوى العناوين الإيمانية والقرآنية.
وما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" كان هو الذي يؤدي هذا الدور في:
الحماية للمفاهيم القرآنية.
ومعارف الإسلام.
وحقيقة الإسلام.
ويتحرك بالأمة على هذا الأساس بشكلٍ صحيح؛ حتى يحميها من الانحراف، الانحراف الخطير الذي تتحرك به حركة النفاق والانحراف في داخل الأمة، وتحركت، وتحركت بذلك.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" منزلته التي كان فيها في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، حددها، ووضحها، وبينها، النص النبوي، الذي رواه المسلمون بكل مذاهبهم، عندما قال \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\" للإمام عليٍّ \"عليه السلام\": (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعد)، فله هذه المنزلة وهو يؤدي هذا الدور، في عهد النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد وفاته.
وبقي الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" يمثل العلامة الفارقة بين الإيمان والنفاق، فهو يمثل الاتجاه الصحيح، السليم، في مسيرة الإسلام، وعندما أتت حركة النفاق لتناوئ هذا المسار، ولتحارب هذا المسار والامتداد الأصيل والصحيح، كانت مكشوفة، كانت مفضوحة؛ لأن هناك ما يعبر عن الامتداد الصحيح، ما يمثل النموذج، وما يمثل الشاهد، وما له موقع القيادة والهداية، وهذه نعمة كبيرة جداً للأمة، هذه نعمة جداً، حتى لا تلتبس الأمور ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"؛ لأن النبي أنذر أمته بأنها مقبلةٌ على فتنٍ كقطع الليل المظلم، وأنها مقبلةٌ على حالةٍ من التلبيس والانحراف، وأنها مقبلة على حالةٍ من الانحراف، الذي يشكل خطورةً كبيرةً عليها:
في نقاء الإسلام.
في فهمها الصحيح للإسلام.
في أن تسير بشكلٍ مكتملٍ، وفق مبادئ الإسلام كاملةً نقية.
فعملية الانحراف والتلبيس لن تأتي لتغير العنوان الإسلامي بكله، ولكنها تشوشه، تُلَبِّس فيه، تزيف الكثير من حقائقه؛ فتلبس الحق بالباطل، وتحول هذا الإسلام إلى إسلامٍ مختلطٍ بكثيرٍ من المفاهيم، التي تحسب عليه وليست منه، وإنما هي في حقيقة أمرها تعبر عن النفاق، وقد كان هذا الخطر على نحوٍ كبيرٍ جداً، في مرحلة عودة الدور الأموي، والنفوذ الأموي، من جديد في واقع الأمة، وكان يشكِّل خطراً كبيراً جداً على هذه الأمة، في إسلامها:
في إسلامها أن يبقى نقياً.
أن يبقى سليماً.
أن تبقى له ثمرته الحقيقية في الإنسان والحياة.
وأن يبقى له أثره المبتغى منه في واقع الحياة، وفي الدنيا والآخرة.
فالدور الأموي الذي شكَّل تهديداً بالغاً، وغذى معه كل أشكال الانحراف، ووظف معه كل حالات الانحراف الموجودة والممتدة في مختلف الساحة الإسلامية، والتي وصلت إلى مستوى التوغل إلى داخل الكوفة، عاصمة الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، عاصمة الأمة الإسلامية، فوظف كل حالة الانحراف، وغذاها، وحركها، بما في ذلك ظاهرة الخوارج، استفاد منها الجانب الأموي، وحركها وفق خيوطه وأساليبه الماكرة والخبيثة، وشغَّلها على النحو الذي يحقق له أهدافه ومآربه الشيطانية.
فالإمام عليٌّ \"عليه السلام\" تصدى للدور الأموي على أكمل وجه، قام بمسؤولياته على أكمل وجه، حفظ للإسلام نقاءه:
وهو يبلِّغ.
وهو يعبِّر.
وهو يقدِّم هذا الإسلام.
وهو يجسد هذا الإسلام:
في مواقفه.
في سلوكه.
في أعماله.
في مواقفه.
وهو يجاهد بكل أشكال الجهاد، ويدافع عن هذا الإسلام، عن الأمة نفسها؛ ليبقى لها هذا الإسلام كما هو، وليعطي هذا الامتداد في مرحلة من أخطر المراحل، ومن أسوأ المراحل، تشكل تهديداً على الإسلام، وتمثل منعطفاً خطيراً جداً في تاريخ الأمة.
وفي نهاية المطاف استشهد، ضحى بحياته، بروحه، في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، وقد أتم دوره، وقام بواجبه، على أكمل وجه.
فكان هو الشاهد في كل تلك المراحل:
في مرحلة التنزيل.
وفي مرحلة التأويل.
وكان هو النموذج، الذي يمكن للأمة أن تتطلع إليه في كل عصر، لتقيس على تلك الروحية، على تلك المنهجية، كل النماذج الأخرى، فتشاهد النموذج الأصيل، والعظيم جداً، والراقي جداً، والكامل، الذي تقيس عليه النماذج الأخرى مهما صغرت، فلا تلتبس عليها مسألة الرموز، مسألة القادة، مسألة الأعلام، الذين تسير بعدهم، الذين تتأثر بهم، الذين تتجه بهم؛ لأن أمامها نموذج واضح جداً، وكامل جداً، ويؤدي دوره في الشهادة على نحوٍ مستمرٍ عبر الأجيال.
عندما نأتي إلى زمننا هذا، نتطلع إلى الإمام عليٍّ \"عليه السلام\" وهو في هذا الموقع:
في موقع القدوة والقيادة.
وهو في موقع أيضاً النموذج الأكمل، والمصداق الأول، لكل تلك العناوين والمواصفات الإيمانية العظيمة.
فنرى فيه مدرسةً متكاملةً، معطاءةً وغنية، نستهدي بها، نستهدي بسيرتها، نستهدي بما قدمه:
في مواقفه.
في صبره.
في عطائه.
ونجد فيه النموذج الإنساني الراقي، المكتمل، الذي قدمه القرآن أيضاً في سورة الإنسان، في عطائه الإنساني، وهو كما قال عنه \"سبحانه وتعالى\"، وهو يقدم صورةً من عطائه مع أصحاب الكساء: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}[الإنسان: 8-10]، وهكذا تقدمه هذه الآيات المباركة، وهو في عطائه، إلى هذا المستوى الذي يؤثر على نفسه في أضيق الحالات، في أشد الظروف، في أقسى الظروف، على المستوى المعيشي، فيؤثر حتى بطعامه، الذي لا يمتلك غيره، يؤثر الفئات المحتاجة، من:
مسكينٍ.
ويتيمٍ.
وأسير.
ويبقى جائعاً. هذا هو عليٌّ \"عليه السلام\" في عطائه الراقي جداً، وبإخلاصٍ عظيمٍ لله \"سبحانه وتعالى\"، ليس لأهداف أخرى، حتى على مستوى الشكور، على مستوى الثناء، على مستوى المديح، لم يسع لذلك من خلال عطائه، فكان ذلك النموذج الراقي في عطائه، في إخلاصه، تجسدت حالته الإيمانية:
في اهتمامه بأمر الناس.
واهتمامه بعباد الله.
ورحمته بالمستضعفين.
ودفاعه عنهم.
وعطائه لهم.
مع خوفٍ من الله \"سبحانه وتعالى\".
ومحبةٍ عظيمةٍ لله \"جلَّ شأنه\".
وصلةٍ إيمانيةٍ راقية.
ثم كان هو ذلك الذي عندما أتت الشهادة قال كلمته الشهيرة: (فزت ورب الكعبة)؛ لأنه:
كان على يقين من سلامة منهجه، من صحة موقفه.
كان على بصيرةٍ عاليةٍ تجاه مسيرته ومواقفه.
كان يدرك أيضاً فضل الشهادة، وعظيم منزلتها، وعظيم منزلته هو فيما أداه، وفيما توفق له، وفيما كان عليه من إيمانٍ عظيم، وفيما عمل به وقدمه من العمل الصالح العظيم.
وبقيت أعماله، وآثار أعماله، ممتدةً فيما قدمه، وفيما أسهم به:
في رفع راية الإسلام.
وفي تخليد الحق.
وفي خدمة المستضعفين.
ممتدةً إلى يوم القيامة.
مدرسةٌ، وقدوةٌ، ومنهجيةٌ نستفيدها من الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، في مرحلةٍ نحن في أمسِّ الحاجة إلى ذلك.
وكان حبه علامةً فارقةً بين الإيمان والنفاق؛ لهذا الدور الذي يؤديه في مستقبل الأمة، ويبقى علامةً فارقةً بين الإيمان، وبين النفاق؛ لأن:
الإيمان في امتداده الأصيل: جسَّده عليٌّ، وقدمه علي.
والنفاق: كان دائماً في الاتجاه المناوئ لعلي، والمعارض لعلي، والباغض لعلي، والكاره لعلي، والمستاء دائماً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب \"عليه السلام\".
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لأن نقتدي بالإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، لأن نقتدي برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فيما يمثله عليٌّ من حلقة وصلٍ برسول الله، حلقة وصلٍ موثوقةٍ، وأمينةٍ، وصادقةٍ، وأصيلةٍ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
More...
Description:
كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام - 20 رمضان 1442هـ 02-05-2021
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
وعظَّم الله لنا ولكم الأجر، في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين، وسيِّد الوصيين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب \"عليه السلام\"، الذي أصيب في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، والتحق بالرفيق الأعلى في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك آنذاك، فكان ميعاده للقاء ربه في أشرف الليالي، وأشرف الشهور، وأشرف الأوقات وأفضلها.
واستشهد الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" وهو يقوم بدوره العظيم، في التصدي لحركة النفاق والانحراف في الأمة، ويواصل مشوار الإسلام في امتداده الأصيل والنقي، الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الذي هو وفق منهج الله \"سبحانه وتعالى\".
والإمام عليٌّ \"عليه السلام\" عندما نتحدث عنه، فمن المهم لنا كأمةٍ مسلمةٍ أن نستفيد من سيرته، ومن عطائه، وأن نعي منزلته، وطبيعة علاقتنا به كأمةٍ مسلمة.
وعندما نعود إلى الآيات القرآنية، والنصوص النبوية، ونعود إلى سيرة عليٍّ \"عليه السلام\"، نجد كل ذلك يتمحور حول جانبين أساسيين، كلٌّ منهما له علاقةٌ بنا نحن:
الأول: أنَّ الروايات، وقبل ذلك الآيات القرآنية، إضافةً إلى سيرة عليٍّ \"عليه السلام\"، كل ذلك يقدِّم لنا نحن علياً \"عليه السلام\" باعتباره النموذج، وحسب التعبير القرآني: الشاهد، الذي يقدِّم الصورة المتكاملة الراقية عن الإسلام، الإسلام في أثره في الإنسان، الإسلام الذي يتجسد كـ:
مبادئ.
وأخلاق.
وقيم.
وسيرة عملية في واقع الحياة.
وهذا جانبٌ مهمٌ لنا نحن، نتطلَّع إلى عليٍّ \"عليه السلام\" على هذا الأساس؛ لنرى فيه ما يجسِّد هذا الإسلام بشكلٍ كاملٍ وراقٍ، يبرز:
عظمته.
قيمته.
أثره.
أهميته.
ونرى أيضاً هذا الإسلام في الواقع الحياتي والعملي في أثره ونتائجه، وفي أثره التربوي في الإنسان، كيف يسمو بهذا الإنسان، كيف يرتقي بهذا الإنسان، كيف تبرز آثاره على كل المستويات في هذا الإنسان، فيؤدي دوره في الحياة دوراً عظيماً متكاملاً.
ونرى الإسلام بصفائه، بنقائه، بحقيقته، سليماً من كل شائبة، من كل تشويش، وهذه مسألة في غاية الأهمية لنا نحن، نحن في أمسِّ الحاجة إليها كأمةٍ مسلمة؛ لأنه في تاريخ الأمة وإلى اليوم، يبرز الكثير ممن يُقدَّم لنا باعتباره يُقدِّم النموذج الذي يعبِّر:
في سلوكه.
في أعماله.
في مواقفه.
في فكره.
في ثقافته.
عن الإسلام؛ بينما تشوبه الكثير من الشوائب التي تشوِّه الإسلام، وهذا يحصل كثيراً في تاريخ الأمة، وفي حاضرها، ويحصل أيضاً في مستقبلها، فعندما تكون هناك نسخة أصيلة، سليمة، موثَّقة، نقية، متجسِّدة، بسيرتها، بسلوكها، تمثل هي النموذج الحقيقي، يمكننا أن نستفيد من ذلك على امتداد تاريخنا، ثم في حاضرنا، وفي مستقبلنا.
والجانب الآخر بالنسبة للإمام عليٍّ \"عليه السلام\": هو ما يمثله من دورٍ أساسيٍ في الامتداد لهذا الإسلام، ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في موقعه في القدوة والهداية، وهذه أيضاً مسألة مهمةٌ جداً، وبالذات تجاه ما عصف بالأمة من الفتن والمؤامرات، والنشاط الكبير لحركة النفاق والانحراف في داخل الأمة، التي سعت:
إلى تزييف حقيقة الإسلام.
وإلى تغيير الكثير والكثير من معالمه.
وإلى التشويش على الكثير والكثير من حقائقه.
وعندما نتحدث عن عناوين مختصرة من مسيرة عليٍّ في المرحلتين:
في مرحلة التنزيل.
وفي مرحلة التأويل.
في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد ذلك، حتى من خلال عناوين محدودة، وعرضٍ موجز، يتجلى لنا ذلك بوضوح.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" كانت مسيرة حياته متميزة، وعلى نحوٍ فريدٍ وعجيب، فهو وليد الكعبة، وهو في ختام حياته شهيد المحراب، وما بين ولادته واستشهاده مسيرة حياةٍ كلها متميزةً بالإيمان، والتقوى، والعمل الصالح، والسمو، والارتقاء الإنساني والأخلاقي، وعلى نحوٍ عجيب.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" حظي في طفولته، ثم ما بعد ذلك، في كل مرحلة حياته مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، إلى أن توفي رسول الله، حظي بعلاقةٍ واختصاصٍ في صلته برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فهو تربَّى عند رسول الله، كفله رسول الله \"صلى الله وسلم عليه وعلى آله\"، وربَّاه عنده، ومنذ طفولته المبكرة نشأ في بيت رسول الله، وعند رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ورسول الله حتى ما قبل البعثة كان إنساناً عظيماً، ومؤمناً، متكاملاً، وعلى درجةٍ عظيمةٍ في أخلاقه، ونبله، ومرتبةٍ عاليةٍ جداً في ذلك، وموحِّداً لله \"سبحانه وتعالى\"، ويحظى بعناية إلهية خاصة، ما قبل البعثة إلى الناس.
ثم في تلك المرحلة التي ربَّى فيها علياً عنده، لم يكن اهتمامه بعليٍّ \"عليه السلام\" منحصراً على العناية به في التغذية، والاحتياجات الخاصة الإنسانية، فيهتم به فيما يتعلق باحتياجاته كإنسان، من غذاء، وكساء، ونحو ذلك؛ إنما كانت عنايته أيضاً بعليٍّ \"عليه السلام\" متجهةً إلى التربية الأخلاقية، فكما قال عليٌّ \"عليه السلام\"، وهو يتحدث عن تلك المرحلة في طفولته: (ولقد كنت أتَّبعه اتِّباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يومٍ من أخلاقه عَلَماً، ويأمرني بالاقتداء به)، هكذا كان، يتربى تربية يسمو فيها، على المستوى الأخلاقي، والروحي، والتربوي، والإنساني، على نحوٍ فريد، مع قابليةٍ عاليةٍ جداً عند الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، وهبه الله \"سبحانه وتعالى\" قابليةً عالية، ثم هيَّأ له هذا المربي العظيم: رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\".
عند البعثة كان رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" وهو يعتني بهذا الفتى اليافع عنده، كان عليٌّ \"عليه السلام\" السابق إلى الإيمان برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، والمصدِّق به، وبرسالته، وبعثته، على نحوٍ متميز، لم يسبق ذلك شركٌ، ولا شيءٌ من دنس الجاهلية.
الذين أسلموا، أسلموا مع سابقة شرك، مع ماضٍ من دنس الجاهلية وسلبياتها؛ أمَّا الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" فكانت سابقته الإيمانية متميزةً، بأنه لم يسبقها أبداً شيءٌ من الشرك، ولا من دنس الجاهلية ورذائلها.
والسبق فضيلةٌ عظيمة، الله \"سبحانه وتعالى\" يقول في القرآن الكريم: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}[الواقعة: 10-11]، سبقٌ إلى الإيمان، سبقٌ إلى أيضاً الإيمان على نحوٍ راقٍ جداً، وإلى نصرة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فسبق كمؤمنٍ عظيمٍ، وجنديٍ متميزٍ، ومناصرٍ صادقٍ، مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\".
ثم في إطار مسيرة حياته، هذه المسيرة الإيمانية مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، كان في حياته، وفي أثر تربية رسول الله له، يرتقي ارتقاءً عظيماً ومتميزاً:
على المستوى الأخلاقي، والإيماني.
وعلى المستوى المعرفي.
وعلى مستوى الهداية، والوعي، والبصيرة.
فكان هو النموذج الأول، والمصداق الأول، لكل ما ورد في القرآن الكريم من آياتٍ قرآنية فيها ثناءٌ على المؤمنين، وحديثٌ عن مواصفاتهم، وبشارةٌ لهم، وكما قال ابن عباسٍ رحمه الله: (أنَّ كل آيةٍ نزلت فيها ثناءٌ على المؤمنين، وبشارةٌ لهم، إلَّا وكان عليٌّ أميرها)، يعني: كان هو المصداق الأول، والنموذج الأكمل، المصداق الأول لتلك الآيات، التي تتحدث عن المؤمنين، عن مواصفاتهم، عن الثناء عليهم، وعن البشارة لهم، وعن النموذج الأكمل فيما بينهم، ولذلك كان هو الشاهد- بحسب التعبير القرآني- الذي يشهد فيما هو عليه من سلوك، في أثر الإسلام فيه، في سموه الإنساني والأخلاقي، يشهد:
على عظمة الرسول.
على عظمة الرسالة.
على عظمة القرآن.
لأنه من خلال أثر التربية النبوية في هذا الإنسان، أثر القرآن فيه، أثر الإسلام فيه، يتجلى للناس أنَّ عظمة الإسلام فعلاً مسألة مؤكَّدة ومتجسِّدة في واقع الحياة، وليست فقط نظريةً مثاليةً لا يمكن أن نلمس، أو نرى آثارها، في واقع الحياة.
عندما نأتي إلى مسيرة حياته في ظل رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، مؤمناً به، ومناصراً له، وجندياً مخلصاً معه، ووزيراً صادقاً، نجد تلك الحياة المتميزة، الإيمانية، العظيمة:
فعلى مستوى الجهاد: كان جهاده في سبيل الله، وبيعه لنفسه من الله \"سبحانه وتعالى\"، وتفانيه في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، على نحوٍ متميزٍ، جعل منه رجل المهمات الصعبة، والمواقف الاستثنائية، والبطولات التي سطَّرها التاريخ، ولا مثيل لها في تاريخ الإسلام:
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" في مرحلة مكة، ما قبل الهجرة، كان ملازماً لرسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وكان هو الحارس الشخصي الملازم على نحوٍ دائم، والحاضر في كل لحظة لأن يفدي رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" بنفسه، بروحه وحياته.
وفي تلك المرحلة الحسَّاسة كان يواصل هذا الدور، إلى أن أتى ميعاد الهجرة من مكة إلى المدينة، فكان هو الذي قام بالمهمة في تلك الليلة، مهمة الفداء، مهمة المبيت على فراش النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في عملية تمويهية أمنية، تمثل غطاءً لخروج النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وانتقاله من منزله إلى خارج مكة، إلى الغار.
فالإمام عليٌّ \"عليه السلام\" في تلك الليلة، عندما عرض عليه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" هذه المهمة الفدائية، تلقَّاها بكل استبشار، بكل رحابة صدر، بكل شوقٍ وتلهف، بإيمانه العظيم، وكان المهم عنده هو سلامة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وبات في تلك الليلة، جاهزاً بشكلٍ تامٍ للشهادة في سبيل الله، والتضحية في سبيل الله، بائعاً نفسه من الله.
وكان أن سطَّر القرآن الكريم ليلة الفداء هذه، وذلك الموقف الذي باع فيه نفسه من الله، واستعد بشكلٍ تامٍ للشهادة في سبيل الله، القرآن سطَّر هذا الموقف وجعله نموذجاً، وهذا ما ركَّز عليه القرآن في كل ما قدَّمه بشأن عليٍّ، أنه يقدمه كنموذج في دائرة العنوان الإيماني؛ ليكون نموذجاً للمؤمنين، نموذجاً للناس في: الإيمان، والارتقاء الإيماني، والالتزام الإيماني، والاستعداد العالي للتضحية في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، فقال الله \"جلَّ شأنه\": {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: الآية207]، فالقرآن يقدِّم لنا هذا الموقف العظيم، ويكشف لنا في هذه الآية المباركة حتى عن مشاعر عليٍّ \"عليه السلام\"، أنه عندما قدَّم نفسه في سبيل الله، مستعداً للتضحية على نحوٍ تامٍ بدون أي تردد، وبدون أي توجس، وبدون أي قلق، هو يبتغي بذلك مرضاة الله \"سبحانه وتعالى\"، مخلصاً لله \"سبحانه وتعالى\"، وكان الإخلاص لله من أبرز العناوين التي نجدها في سيرة عليٍّ \"عليه السلام\":
في أعماله.
في مواقفه.
في جهاده.
في كل أعماله الصالحة، الإخلاص لله، والابتغاء لمرضاة الله، والسعي لنيل محبة لله \"سبحانه وتعالى\" ومرضاته، كان هو الهدف والغاية الرئيسية للإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، وهذا درسٌ عظيمٌ ومهمٌ لنا جميعاً، لكل المسلمين، لكل المؤمنين.
وهكذا استمر في عطائه مع الله \"سبحانه وتعالى\"، بعد هجرة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" أدَّى عنه الودائع، وكان يؤدِّي أيضاً هذا النوع من المهام، التي لها صلة مباشرة وخاصة برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فيؤدي عنه، فأدَّى عنه الودائع في مكة، كان هو أيضاً الذي يقضي دينه، يؤدي كل المهام الخاصة المتصلة بالنبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، يثق به ثقةً كاملة، ويطمئن إليه أنه سيؤدي عنه ما يؤديه.
وهاجر أيضاً، والتحق برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ونقل معه أسرة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى المدينة، في قصةٍ مشهورة، تحدى فيها خطر المشركين، عندما حاولوا أن يلحقوا به، وأن يحولوا بينه وبين الهجرة، وأن يعيدوا من معه من أسرة رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، إلَّا أنه تصدى لهم بكل حزم، ونجح في مهمته.
في مرحلة المدينة أدَّى دوره على نحوٍ عظيمٍ ومتميز، فكان في كل أدائه الجهادي، وفي كل المعارك، وفي كل المواقف والتحديات، التي كانت أبرز ملاحم الإسلام، هو البطل الأول، الذي يؤدِّي دوره العظيم، كجنديٍ عظيمٍ متميز، ومتفانٍ في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\":
في غزوة بدرٍ الكبرى:
كان له أكبر رصيدٍ بين المجاهدين مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، في تفانيه، واستبساله، ونكايته بالمشركين، وكان هو من باشر القتل بمعظم القتلى الذين قتلوا في غزوة بدر، وعندما برز هو وعمه حمزة بن عبد المطلب، وابن عمه عبيدة بن الحارث، نزلت الآية القرآنية: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج: من الآية19]،فكان هو المخاصم لأعداء الله، للذين واجهوا الإسلام، وحاربوا الإسلام، وبرز هو وعمه وابن عمه في أول ما بدأت تلك المواجهة، في تلك المعركة، في موقفٍ تاريخيٍ مذكورٍ في السِّير النبوية. واستمر كذلك.
في معركة أحد:
كان له أبرز دورٍ في نصرة الإسلام، في الجهاد، فكان هو قاتل حملة الرايات، وقاتل الصناديد والأبطال من المشركين، وكان هو الثابت، المتفاني، المستبسل، عند الهزيمة، التي شملت الكثير من المسلمين، {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}[آل عمران: من الآية153]، كانت هزيمةً مؤلمة.
وكانت المرحلة آنذاك وذلك الظرف الحساس يشكِّل خطورةً كبيرةً على حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فكان ثابتاً مع رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ومستبسلاً، ومتفانياً، إلى حدٍ عجيب، كانت كلما أتت كتيبة تتجه نحو النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وتزحف بكل جدية، وبكل اهتمام، بهدف قتله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، يتجه الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" إلى تلك الكتيبة بكل استبسال وتفانٍ، ويقتل قائدها، فتنكسر، وترجع من زحفها، ثم يتجه إلى الكتيبة الأخرى... وهكذا، من هنا وهناك بكل استبسالٍ وتفانٍ، إلى درجة أن عَجِب جبرائيل- وهو حاضرٌ إلى جوار النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"- من هذا الاستبسال، من هذا التفاني، فقال: (إنَّ هذه لهي المواساة)، فقال النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (إنَّه منِّي، وأنا منه)، فقال جبرائيل: (وأنا منكما)، هذا شرفٌ عظيمٌ جداً جداً.
في معركة الخندق:
وهي معركة خطيرة وحساسة، وحوصرت فيها المدينة، وبلغت الحالة في داخل المدينة مبلغاً كبيراً من الضغط النفسي والمعنوي على المسلمين، {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}[الأحزاب: من الآية11]، وتحدث المنافقون بالإرجاف، والتهويل، والتشكيك، ولعبوا دوراً سلبياً في زعزعة الوضع الداخلي للمسلمين، واشتدت المشكلة على المسلمين، وتضاعف الهم والمحنة عليهم.
كان للإمام عليٍّ \"عليه السلام\" دوره البارز والمتميز، وتصدى هو لعمرو بن عبد ود العامري، وضربه ضربته الشهيرة، وقُتِلَ، وهو من أكابر فرسان المشركين، ومثَّل قتله ضربة معنوية كبيرة للأعداء.
وكانت تلك المواقف البطولية، وذلك الدور الرئيسي، في كل تلك المرحلة، مرحلة غزوة الخندق، منذ بداية الحصار، إلى حين انكشافه، وهزيمة المشركين ورجوعهم، كان الدور المحوري البارز للإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، يقدم النموذج الذي تحدثت عنه الآية المباركة في سورة الأحزاب: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: الآية23]، فكان المصداق الأول، والنموذج الأكمل لهذه النماذج:
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\".
وحمزة بن عبد المطلب.
وجعفر بن أبي طالب.
كانوا هم النموذج الأكمل، وهم المصداق الأول، وهي تشمل كل المؤمنين الذين نهجوا هذا النهج، ولكنهم يبقون دائماً في أول القائمة، وفي أول العنوان، على نحوٍ متميزٍ في كمال ما كانوا عليه من ذلك، وفي أنهم الذين بادروا وسبقوا إلى ذلك.
فيما بعد ذلك أيضاً، في ملاحم الإسلام الأخرى:
في خيبر:
وملحمة خيبر من أبرز الملاحم التاريخية، ومن أهم الملاحم في السيرة النبوية، وقد تراجع فيها المسلمون مرةً تلو أخرى، إلى أن قال النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (لأبعثن غداً عليهم رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كراراً، غير فرار، يفتح الله على يديه)، الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" كان في المراحل التي تراجع فيها المسلمون في تلك الملحمة، كان مصاباً بالرمد، كان مريضاً، لا يبصر، لا يكاد يبصر موضع قدميه، فلم يكن حضر، وباشر، وشارك، في تلك العمليات التي تراجع فيها المسلمون، ولكن رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" تفل بريقه المبارك في عينيه، ودعا له بالشفاء، وشفي بشكلٍ تام، وأعطاه الراية، وانطلق، وفتح الله على يديه، في لحظةٍ سريعةٍ، ومعركةٍ حاسمةٍ وسريعة.
وكانت هذه المواصفات العظيمة والراقية تقدمه أيضاً كنموذج، (رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار، غير فرار، يفتح الله على يديه).
فنجده أيضاً في ملحمة حنين:
كان هو الثابت، بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت بأكثر المسلمين، ولم يبقَ مع رسول الله إلا القلة القليلة، كان أبرزهم وأكثرهم تفانياً واستبسالاً، وأكثرهم عناءً وجهداً وعملاً، وإسهاماً في الدفع عن رسول الله، وعن الإسلام، والتصدي للأعداء، كان هو عليٌّ \"عليه السلام\"، وأنزل الله سكينته على رسوله، وعلى المؤمنين، وتراجع المسلمون، وختمت تلك الملحمة التاريخية، والمعركة الكبيرة، بالنصر الحاسم لصالح المسلمين.
وهكذا في محطات كثيرة، وفي مراحل كثيرة، وفي تحديات كثيرة، كان يتميز الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" بتفانيه في سبيل الله، ببطولاته، التي لم تكن فقط مبنيةً على الشجاعة الفطرية فحسب؛ وإنما تستند أيضاً إلى هذا الرصيد الإيماني العظيم، وإلى هذا التوفيق والتأييد الإلهي الكبير، الذي كان يحظى به؛ لإيمانه، وصلته بالله \"سبحانه وتعالى\"، وعظيم منزلته في الإسلام.
والجهاد في سبيل الله عندما ينطلق من هذا المنطلق الإيماني، وبهذه القيم، وبهذا الوعي لعظمة الإسلام، وبهذا الحمل للإسلام، كقضية تدافع عنها، وتجسدها في واقعك العملي، يكون فضيلةً عظيمةً، ومرتبةً عاليةً جداً، وهو في سلم الأعمال الصالحة، وفي سلم العناوين، وفي قائمة العناوين الإيمانية، في المرتبة الأولى، {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}[النساء: 95-96].
الإمام عليٌ \"عليه السلام\" على هذا المستوى في جهاده، في ارتقائه الإيماني، في علمه ومعرفته، وما منحه الله \"سبحانه وتعالى\" من الهداية، كان:
هو الأُذُن الواعية: المصداق الأول في الأُذُن الواعية، في الوعي، في الاستيعاب، في التفهم، في الاستنارة بنور الله \"سبحانه وتعالى\"، في الاستيعاب لما بلَّغه رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى الأمه، وفيما علَّم به هذا التلميذ العظيم.
وكان هو باب مدينة العلم: كما في النص عن النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وهو يكشف لنا:
المقام العلمي العظيم من جهة.
والجانب المؤتمن لحمل وتبليغ ما أداه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" إلى الأمة، على نحوٍ وثيقٍ، وصادقٍ، ونقيٍ من كل الشوائب، وسليمٍ، أمانةٍ عاليةٍ، واستيعابٍ كبير، ومن واقع هذا الدور الذي يؤديه من خلال اقترانه بالقرآن.
وكان كما قال عنه النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\": (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي):
فكان مع القرآن: استوعب القرآن، استوعب هداية القرآن الكريم على نحوٍ عظيم، يناسب هذا الدور الذي أوكل إليه، هذا الدور الذي عليه أن يقوم به.
ثم مع ذلك كان مجسداً للقرآن الكريم في واقع حياته:
كمواقف.
وكتعليمات.
وكسلوك.
وكأخلاق.
وكمبادئ.
وكمسيرة عمل، يلتزم به، يتحرك على أساسه.
فكان قرآناً ناطقاً بكل ما تعنيه الكلمة.
وكان يمثل استمرارية الإسلام بشكلٍ صحيح: في تقديمه للأمة، وفي الحركة بالأمة على أساسه، بشكلٍ صحيح؛ حتى تكون الأمة مهتديةً بالقرآن، حتى لا تتشوش عليها هذه العلاقة مع القرآن:
بمفاهيم غير صحيحة.
بتأويلٍ غير صحيح.
بتفسيرٍ غير صحيح.
بتزييفٍ للمفاهيم، التي تحسب على القرآن الكريم.
فكان هو الذي قاتل على تأويل القرآن، كما قاتل النبي على تنزيله، كما أخبر النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" بذلك، وهو يخبر هذه الأمة، ويطلعها على طبيعة هذا الدور، الذي يقوم به عليٌّ \"عليه السلام\" ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فأخبر الأمة أن علياً \"عليه السلام\" سيقاتل على تأويل القرآن، كما قاتل النبي على تنزيله.
فكان في مرحلة التنزيل، في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ذلك النموذج العظيم، الأكمل، والمصداق الأول، على مستوى العناوين الإيمانية والقرآنية.
وما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\" كان هو الذي يؤدي هذا الدور في:
الحماية للمفاهيم القرآنية.
ومعارف الإسلام.
وحقيقة الإسلام.
ويتحرك بالأمة على هذا الأساس بشكلٍ صحيح؛ حتى يحميها من الانحراف، الانحراف الخطير الذي تتحرك به حركة النفاق والانحراف في داخل الأمة، وتحركت، وتحركت بذلك.
الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" منزلته التي كان فيها في ظل حياة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، حددها، ووضحها، وبينها، النص النبوي، الذي رواه المسلمون بكل مذاهبهم، عندما قال \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\" للإمام عليٍّ \"عليه السلام\": (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعد)، فله هذه المنزلة وهو يؤدي هذا الدور، في عهد النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وما بعد وفاته.
وبقي الإمام عليٌّ \"عليه السلام\" يمثل العلامة الفارقة بين الإيمان والنفاق، فهو يمثل الاتجاه الصحيح، السليم، في مسيرة الإسلام، وعندما أتت حركة النفاق لتناوئ هذا المسار، ولتحارب هذا المسار والامتداد الأصيل والصحيح، كانت مكشوفة، كانت مفضوحة؛ لأن هناك ما يعبر عن الامتداد الصحيح، ما يمثل النموذج، وما يمثل الشاهد، وما له موقع القيادة والهداية، وهذه نعمة كبيرة جداً للأمة، هذه نعمة جداً، حتى لا تلتبس الأمور ما بعد وفاة النبي \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"؛ لأن النبي أنذر أمته بأنها مقبلةٌ على فتنٍ كقطع الليل المظلم، وأنها مقبلةٌ على حالةٍ من التلبيس والانحراف، وأنها مقبلة على حالةٍ من الانحراف، الذي يشكل خطورةً كبيرةً عليها:
في نقاء الإسلام.
في فهمها الصحيح للإسلام.
في أن تسير بشكلٍ مكتملٍ، وفق مبادئ الإسلام كاملةً نقية.
فعملية الانحراف والتلبيس لن تأتي لتغير العنوان الإسلامي بكله، ولكنها تشوشه، تُلَبِّس فيه، تزيف الكثير من حقائقه؛ فتلبس الحق بالباطل، وتحول هذا الإسلام إلى إسلامٍ مختلطٍ بكثيرٍ من المفاهيم، التي تحسب عليه وليست منه، وإنما هي في حقيقة أمرها تعبر عن النفاق، وقد كان هذا الخطر على نحوٍ كبيرٍ جداً، في مرحلة عودة الدور الأموي، والنفوذ الأموي، من جديد في واقع الأمة، وكان يشكِّل خطراً كبيراً جداً على هذه الأمة، في إسلامها:
في إسلامها أن يبقى نقياً.
أن يبقى سليماً.
أن تبقى له ثمرته الحقيقية في الإنسان والحياة.
وأن يبقى له أثره المبتغى منه في واقع الحياة، وفي الدنيا والآخرة.
فالدور الأموي الذي شكَّل تهديداً بالغاً، وغذى معه كل أشكال الانحراف، ووظف معه كل حالات الانحراف الموجودة والممتدة في مختلف الساحة الإسلامية، والتي وصلت إلى مستوى التوغل إلى داخل الكوفة، عاصمة الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، عاصمة الأمة الإسلامية، فوظف كل حالة الانحراف، وغذاها، وحركها، بما في ذلك ظاهرة الخوارج، استفاد منها الجانب الأموي، وحركها وفق خيوطه وأساليبه الماكرة والخبيثة، وشغَّلها على النحو الذي يحقق له أهدافه ومآربه الشيطانية.
فالإمام عليٌّ \"عليه السلام\" تصدى للدور الأموي على أكمل وجه، قام بمسؤولياته على أكمل وجه، حفظ للإسلام نقاءه:
وهو يبلِّغ.
وهو يعبِّر.
وهو يقدِّم هذا الإسلام.
وهو يجسد هذا الإسلام:
في مواقفه.
في سلوكه.
في أعماله.
في مواقفه.
وهو يجاهد بكل أشكال الجهاد، ويدافع عن هذا الإسلام، عن الأمة نفسها؛ ليبقى لها هذا الإسلام كما هو، وليعطي هذا الامتداد في مرحلة من أخطر المراحل، ومن أسوأ المراحل، تشكل تهديداً على الإسلام، وتمثل منعطفاً خطيراً جداً في تاريخ الأمة.
وفي نهاية المطاف استشهد، ضحى بحياته، بروحه، في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، وقد أتم دوره، وقام بواجبه، على أكمل وجه.
فكان هو الشاهد في كل تلك المراحل:
في مرحلة التنزيل.
وفي مرحلة التأويل.
وكان هو النموذج، الذي يمكن للأمة أن تتطلع إليه في كل عصر، لتقيس على تلك الروحية، على تلك المنهجية، كل النماذج الأخرى، فتشاهد النموذج الأصيل، والعظيم جداً، والراقي جداً، والكامل، الذي تقيس عليه النماذج الأخرى مهما صغرت، فلا تلتبس عليها مسألة الرموز، مسألة القادة، مسألة الأعلام، الذين تسير بعدهم، الذين تتأثر بهم، الذين تتجه بهم؛ لأن أمامها نموذج واضح جداً، وكامل جداً، ويؤدي دوره في الشهادة على نحوٍ مستمرٍ عبر الأجيال.
عندما نأتي إلى زمننا هذا، نتطلع إلى الإمام عليٍّ \"عليه السلام\" وهو في هذا الموقع:
في موقع القدوة والقيادة.
وهو في موقع أيضاً النموذج الأكمل، والمصداق الأول، لكل تلك العناوين والمواصفات الإيمانية العظيمة.
فنرى فيه مدرسةً متكاملةً، معطاءةً وغنية، نستهدي بها، نستهدي بسيرتها، نستهدي بما قدمه:
في مواقفه.
في صبره.
في عطائه.
ونجد فيه النموذج الإنساني الراقي، المكتمل، الذي قدمه القرآن أيضاً في سورة الإنسان، في عطائه الإنساني، وهو كما قال عنه \"سبحانه وتعالى\"، وهو يقدم صورةً من عطائه مع أصحاب الكساء: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}[الإنسان: 8-10]، وهكذا تقدمه هذه الآيات المباركة، وهو في عطائه، إلى هذا المستوى الذي يؤثر على نفسه في أضيق الحالات، في أشد الظروف، في أقسى الظروف، على المستوى المعيشي، فيؤثر حتى بطعامه، الذي لا يمتلك غيره، يؤثر الفئات المحتاجة، من:
مسكينٍ.
ويتيمٍ.
وأسير.
ويبقى جائعاً. هذا هو عليٌّ \"عليه السلام\" في عطائه الراقي جداً، وبإخلاصٍ عظيمٍ لله \"سبحانه وتعالى\"، ليس لأهداف أخرى، حتى على مستوى الشكور، على مستوى الثناء، على مستوى المديح، لم يسع لذلك من خلال عطائه، فكان ذلك النموذج الراقي في عطائه، في إخلاصه، تجسدت حالته الإيمانية:
في اهتمامه بأمر الناس.
واهتمامه بعباد الله.
ورحمته بالمستضعفين.
ودفاعه عنهم.
وعطائه لهم.
مع خوفٍ من الله \"سبحانه وتعالى\".
ومحبةٍ عظيمةٍ لله \"جلَّ شأنه\".
وصلةٍ إيمانيةٍ راقية.
ثم كان هو ذلك الذي عندما أتت الشهادة قال كلمته الشهيرة: (فزت ورب الكعبة)؛ لأنه:
كان على يقين من سلامة منهجه، من صحة موقفه.
كان على بصيرةٍ عاليةٍ تجاه مسيرته ومواقفه.
كان يدرك أيضاً فضل الشهادة، وعظيم منزلتها، وعظيم منزلته هو فيما أداه، وفيما توفق له، وفيما كان عليه من إيمانٍ عظيم، وفيما عمل به وقدمه من العمل الصالح العظيم.
وبقيت أعماله، وآثار أعماله، ممتدةً فيما قدمه، وفيما أسهم به:
في رفع راية الإسلام.
وفي تخليد الحق.
وفي خدمة المستضعفين.
ممتدةً إلى يوم القيامة.
مدرسةٌ، وقدوةٌ، ومنهجيةٌ نستفيدها من الإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، في مرحلةٍ نحن في أمسِّ الحاجة إلى ذلك.
وكان حبه علامةً فارقةً بين الإيمان والنفاق؛ لهذا الدور الذي يؤديه في مستقبل الأمة، ويبقى علامةً فارقةً بين الإيمان، وبين النفاق؛ لأن:
الإيمان في امتداده الأصيل: جسَّده عليٌّ، وقدمه علي.
والنفاق: كان دائماً في الاتجاه المناوئ لعلي، والمعارض لعلي، والباغض لعلي، والكاره لعلي، والمستاء دائماً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب \"عليه السلام\".
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لأن نقتدي بالإمام عليٍّ \"عليه السلام\"، لأن نقتدي برسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، فيما يمثله عليٌّ من حلقة وصلٍ برسول الله، حلقة وصلٍ موثوقةٍ، وأمينةٍ، وصادقةٍ، وأصيلةٍ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.
والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
49:01
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 20 رمضان 1443ه 21-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ20 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 20-رمضان-1443هـ 21-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ20 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 20-رمضان-1443هـ 21-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
كان من أبرز الأحداث وأكبر المآسي في تاريخ الأمة، التي وقعت في شهر رمضان، وكانت في شهر رمضان لسنة أربعين من الهجرة النبوية، في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان آنذاك، أن استهدف أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وسيِّد الوصيين علي بن أبي طالبٍ \"عليه السلام\"، وهو خارجٌ في مسجده لأداء صلاة الفجر في جامع الكوفة، وهو يتقدَّم لصلاة الفجر، فأصيب في عمليةٍ استهدافيةٍ غادرة، استهدفه فيها أشقى الأشقياء: ابن ملجم لعنه الله.
وفي الليلة الثالثة للضربة تلك، ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان آنذاك، التحق أمير المؤمنين \"عليه السلام\" بالرفيق الأعلى شهيداً فائزاً سعيداً، في اللحظة التي أصيب فيها بالسيف على رأسه الشريف، قال كلمته الشهيرة التي سجلها التاريخ: ((فزت وربِّ الكعبة)).
ذلك الاستهداف كان من أكبر المآسي في تاريخ الأمة، التي امتدت تأثيراتها السيئة على الأمة جيلاً بعد جيل، وما حدث لم يكن مجرد واقعةٍ عاديةٍ، استهدفت شخصاً يحكم الدولة الإسلامية، فأتى بديلاً عنه شخصٌ آخر، الأمر يختلف كلياً، الذي استهدف بتلك الضربة الغادرة هو: أمير المؤمنين، سيِّد الوصيين، إمام المتقين، هو من قال عنه رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\" مبيِّناً منزلته، مقامه العظيم عند الله، دوره في الإسلام وحركة الإسلام، علاقته بالأمة: ((أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنه لا نبي بعدي)).
فالذي أصيب في ذلك الاستهداف الغادر، هو من له هذه المنزلة، من له هذه المرتبة، التي هي المرتبة الثانية بعد رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\"، في مقامه الإيماني العظيم، وكماله الإيماني العظيم، في منزلته عند الله \"سبحانه وتعالى\"، في دوره العظيم في نصرة رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، ومؤازرته، وفي العمل على إقامة الإسلام، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي التصدي لكل أعداء الإسلام الذين حاربوه في عصر الرسالة الأول، في كل ما يتعلق بمسيرة الإسلام، وأيضاً في طبيعة دوره في الأمة، فيما بعد وفاة رسول \"صلى الله عليه وعلى آله\"، وامتداد المسيرة الإسلامية وفق أصالتها.
فها هو أمير المؤمنين \"عليه السلام\" في ذلك المقام العظيم، والمنزلة العالية، يُستَهدف بسيفٍ محسوبٍ على أنه من الأمة، منتسبٌ إلى الأمة، وإن لم يكن في واقع الحال يمكن أن يكون منها من يرتكب جرماً فظيعاً عظيماً مهولاً بذلك المستوى، ولكن كان هناك أيضاً تخطيطٌ لهذه العملية، ولم تكن مجرد تصرفٍ شخصيٍ، نابعٍ من قرارٍ شخصي، كان وراء ذلك تدبيرٌ وسعيٌ من حركة النفاق في هذه الأمة، التي تزعَّمها وحمل لواءها الطغيان الأموي في تلك المرحلة.
أمير المؤمنين \"عليه السلام\" بمقامه العظيم عند الله، ومنزلته العالية عند الله \"سبحانه وتعالى\"، يتبين لنا من خلال هذا الاعتبار أن ننظر إلى فظاعة ما حدث، إلى هول الجريمة، إلى شناعة تلك الجريمة، وهي تطال ولياً من أولياء الله، من صفوة أولياء الله \"سبحانه وتعالى\".
في القرآن الكريم يخبرنا الله \"سبحانه وتعالى\" عن فظاعة جريمة استهداف أي إنسانٍ مؤمن، في قوله \"سبحانه وتعالى\": {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: الآية93]، على مستوى مؤمنٍ واحدٍ، من أي المؤمنين، من سائر المؤمنين، لا يُشترط أن يكون قد بلغ أعلى مراتب الإيمان، هذا الغضب من الله \"سبحانه وتعالى\" إلى هذه الدرجة: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، من أكبر الوعيد الذي أتى في القرآن الكريم، وهو وعيدٌ على جريمةٍ محددة، هناك في القرآن الكريم يتكرر الوعيد على جرائم محددة، ولكن يبرز هذا الوعيد الشديد، الذي يبين غضب الله الشديد، والعذاب العظيم؛ وبالتالي يبين شناعة تلك الجريمة، فما بالك عندما يكون المستهدف هو مولى المؤمنين، هو أكمل المؤمنين إيماناً، هو أعلاهم مرتبةً في إيمانه، وأسبق الأمة في إيمانها برسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وعلى مستوى عظيم، إيمانٌ متميزٌ بالكمال والسبق بما لا مثيل له في هذه الأمة.
الله \"سبحانه وتعالى\" قال أيضاً في حديثٍ قدسيٍ مرويٍ: ((من عادى لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة))، من يعادي ولياً من أولياء الله، فعلى ماذا يعاديه؟ إلَّا على ما يحمله من الإيمان، ما يتحرك به في إطار الحق، يعاديه من أجل موقفه الحق، من أجل ما يقوم به ويتحرك به مما يجسِّد إيمانه بالله \"سبحانه وتعالى\"، وامتثاله لأمر الله \"جلَّ شأنه.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ20 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 20-رمضان-1443هـ 21-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
كان من أبرز الأحداث وأكبر المآسي في تاريخ الأمة، التي وقعت في شهر رمضان، وكانت في شهر رمضان لسنة أربعين من الهجرة النبوية، في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان آنذاك، أن استهدف أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وسيِّد الوصيين علي بن أبي طالبٍ \"عليه السلام\"، وهو خارجٌ في مسجده لأداء صلاة الفجر في جامع الكوفة، وهو يتقدَّم لصلاة الفجر، فأصيب في عمليةٍ استهدافيةٍ غادرة، استهدفه فيها أشقى الأشقياء: ابن ملجم لعنه الله.
وفي الليلة الثالثة للضربة تلك، ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان آنذاك، التحق أمير المؤمنين \"عليه السلام\" بالرفيق الأعلى شهيداً فائزاً سعيداً، في اللحظة التي أصيب فيها بالسيف على رأسه الشريف، قال كلمته الشهيرة التي سجلها التاريخ: ((فزت وربِّ الكعبة)).
ذلك الاستهداف كان من أكبر المآسي في تاريخ الأمة، التي امتدت تأثيراتها السيئة على الأمة جيلاً بعد جيل، وما حدث لم يكن مجرد واقعةٍ عاديةٍ، استهدفت شخصاً يحكم الدولة الإسلامية، فأتى بديلاً عنه شخصٌ آخر، الأمر يختلف كلياً، الذي استهدف بتلك الضربة الغادرة هو: أمير المؤمنين، سيِّد الوصيين، إمام المتقين، هو من قال عنه رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\" مبيِّناً منزلته، مقامه العظيم عند الله، دوره في الإسلام وحركة الإسلام، علاقته بالأمة: ((أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنه لا نبي بعدي)).
فالذي أصيب في ذلك الاستهداف الغادر، هو من له هذه المنزلة، من له هذه المرتبة، التي هي المرتبة الثانية بعد رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\"، في مقامه الإيماني العظيم، وكماله الإيماني العظيم، في منزلته عند الله \"سبحانه وتعالى\"، في دوره العظيم في نصرة رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، ومؤازرته، وفي العمل على إقامة الإسلام، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي التصدي لكل أعداء الإسلام الذين حاربوه في عصر الرسالة الأول، في كل ما يتعلق بمسيرة الإسلام، وأيضاً في طبيعة دوره في الأمة، فيما بعد وفاة رسول \"صلى الله عليه وعلى آله\"، وامتداد المسيرة الإسلامية وفق أصالتها.
فها هو أمير المؤمنين \"عليه السلام\" في ذلك المقام العظيم، والمنزلة العالية، يُستَهدف بسيفٍ محسوبٍ على أنه من الأمة، منتسبٌ إلى الأمة، وإن لم يكن في واقع الحال يمكن أن يكون منها من يرتكب جرماً فظيعاً عظيماً مهولاً بذلك المستوى، ولكن كان هناك أيضاً تخطيطٌ لهذه العملية، ولم تكن مجرد تصرفٍ شخصيٍ، نابعٍ من قرارٍ شخصي، كان وراء ذلك تدبيرٌ وسعيٌ من حركة النفاق في هذه الأمة، التي تزعَّمها وحمل لواءها الطغيان الأموي في تلك المرحلة.
أمير المؤمنين \"عليه السلام\" بمقامه العظيم عند الله، ومنزلته العالية عند الله \"سبحانه وتعالى\"، يتبين لنا من خلال هذا الاعتبار أن ننظر إلى فظاعة ما حدث، إلى هول الجريمة، إلى شناعة تلك الجريمة، وهي تطال ولياً من أولياء الله، من صفوة أولياء الله \"سبحانه وتعالى\".
في القرآن الكريم يخبرنا الله \"سبحانه وتعالى\" عن فظاعة جريمة استهداف أي إنسانٍ مؤمن، في قوله \"سبحانه وتعالى\": {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: الآية93]، على مستوى مؤمنٍ واحدٍ، من أي المؤمنين، من سائر المؤمنين، لا يُشترط أن يكون قد بلغ أعلى مراتب الإيمان، هذا الغضب من الله \"سبحانه وتعالى\" إلى هذه الدرجة: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، من أكبر الوعيد الذي أتى في القرآن الكريم، وهو وعيدٌ على جريمةٍ محددة، هناك في القرآن الكريم يتكرر الوعيد على جرائم محددة، ولكن يبرز هذا الوعيد الشديد، الذي يبين غضب الله الشديد، والعذاب العظيم؛ وبالتالي يبين شناعة تلك الجريمة، فما بالك عندما يكون المستهدف هو مولى المؤمنين، هو أكمل المؤمنين إيماناً، هو أعلاهم مرتبةً في إيمانه، وأسبق الأمة في إيمانها برسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وعلى مستوى عظيم، إيمانٌ متميزٌ بالكمال والسبق بما لا مثيل له في هذه الأمة.
الله \"سبحانه وتعالى\" قال أيضاً في حديثٍ قدسيٍ مرويٍ: ((من عادى لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة))، من يعادي ولياً من أولياء الله، فعلى ماذا يعاديه؟ إلَّا على ما يحمله من الإيمان، ما يتحرك به في إطار الحق، يعاديه من أجل موقفه الحق، من أجل ما يقوم به ويتحرك به مما يجسِّد إيمانه بالله \"سبحانه وتعالى\"، وامتثاله لأمر الله \"جلَّ شأنه.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
36:11
|
[ARABIC][1October11] كلمة آية الله خامنئي لدعم الانتفاضة الفلسطينية
الإمام الخامنئی فی مؤتمر نصرة الانتفاضة الفلسطینیة: فلسطین هی فلسطین «من النهر إلی البحر»
01/10/2011
بسم...
الإمام الخامنئی فی مؤتمر نصرة الانتفاضة الفلسطینیة: فلسطین هی فلسطین «من النهر إلی البحر»
01/10/2011
بسم الله الرحمن الرحیم
السلام علیکم و رحمة الله..
الحمد لله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد و آله الطاهرین و صحبه المنتجبین، و علی من تبعهم بإحسان إلی یوم الدین.
قال الله الحکیم: «أذن للذین یقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله علی نصرهم لقدیر، الذین أخرجوا من دیارهم بغیر حق إلا أن یقولوا ربنا الله و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدّمت صوامع و بیع و صلوات و مساجد یذکر فیها اسم الله کثیراً و لینصرن الله من ینصره إن الله لقوی عزیز».
أرحب بالضیوف الأعزاء و جمیع الحضور المحترمین.
تتمیز القضیة الفلسطینیة بخصوصیة فریدة من بین کل الموضوعات التی یجدر بالنخبة الدینیة و السیاسیة فی کل العالم الإسلامی أن تتطرق لها. فلسطین هی القضیة الأولی بین کل الموضوعات المشترکة للبلدان الإسلامیة. و ثمة خصوصیات منقطعة النظیر فی هذه القضیة:
أولاً: أن یغتصب بلد مسلم من شعبه، و یعطی لأجانب جُمّعوا من بلدان شتی، و کوّنوا مجتمعاً موزائیکیاً مزیفاً.
ثانیاً: أن هذا الحدث غیر المسبوق فی التاریخ جری بواسطة المذابح و الجرائم و الظلم و الإهانات المستمرة.
ثالثاً: أن قبلة المسلمین الأولی و الکثیر من المراکز الدینیة المحترمة فی هذا البلد مهدَّدة بالهدم و الامتهان و الزوال.
رابعاً: أن هذه الحکومة و المجتمع المزیّفین مارسا فی أکثر مناطق العالم الإسلامی حساسیة، منذ بدایة ظهورهما و إلی الآن، دور القاعدة العسکریة و الأمنیة و السیاسیة للحکومات الاستکباریة، و دور المحور للغرب الاستعماری الذی هو - و لأسباب متعددة - عدو اتحاد البلدان الإسلامیة و رفعتها و تقدمها، و قد استخدمه کالخنجر فی خاصرةَ الأمة الإسلامیة.
خامساً: أن الصهیونیة التی تعدّ خطراً أخلاقیاً و سیاسیاً و اقتصادیاً کبیراً علی المجتمع البشری استخدمت محطّ الأقدام هذا وسیلة و نقطة انطلاق لتوسیع نفوذها و هیمنتها فی العالم.
و یمکن إضافة نقاط أخری للنقاط السابقة منها التکالیف المالیة و البشریة الجسیمة التی تحمّلتها البلدان الإسلامیة لحد الآن، و الانشغال الذهنی للحکومات و الشعوب المسلمة، و معاناة و محن ملایین المشردین الفلسطینیین الذین لا یزال البعض منهم یعیشون لحد الآن و بعد ستة عقود فی المخیمات، و الانقطاع التاریخی لقطب حضاری مهم فی العالم الإسلامی، و .... الخ.
و قد أضیفت الیوم نقطة أساسیة أخری إلی تلک النقاط، ألا و هی نهضة الصحوة الإسلامیة التی عمّت کل المنطقة، و فتحت فصلاً جدیداً حاسماً فی تاریخ الأمة الإسلامیة. هذه الحرکة العظیمة التی یمکنها بلا شک أن تؤدی إلی إیجاد منظومة إسلامیة مقتدرة و متقدمة و منسجمة فی هذه المنطقة الحساسة من العالم، و تضع بحول الله و قوته و بالعزیمة الراسخة لرواد هذه النهضة نهایة لعصر التخلف و الضعف و المهانة الذی عاشته الشعوب المسلمة، استمدت جانباً مهماً من طاقتها و حماسها من قضیة فلسطین.
الظلم و العسف المتصاعد الذی یمارسه الکیان الصهیونی و مواکبة بعض الحکام المستبدین الفاسدین المرتزقین لأمریکا لهذا العسف من جهة، و انبعاث المقاومة الفلسطینیة و اللبنانیة المستمیتة و الانتصارات المعجزة للشباب المؤمن فی حربی الـ 33 یوماً فی لبنان و الـ 22 یوماً فی غزة من جهة أخری، هی من جملة العوامل المهمة التی أطلقت الطوفان فی المحیط الهادئ فی ظاهره للشعوب فی مصر و تونس و لیبیا و باقی بلدان المنطقة.
إنها لحقیقة أن الکیان الصهیونی المدجج بالسلاح و المدعی أنه عصیّ علی الهزیمة تلقی فی حرب غیر متکافئة فی لبنان هزیمة قاسیة مذلة من القضبات المشدودة للمجاهدین المؤمنین الأبطال، و بعد ذلک اختبر سیفه الکلیل مرة أخری أمام المقاومة الفولاذیة المظلومة لغزة و ذاق طعم الإخفاق.
هذه أمور یجب أخذها بعین الجد فی تحلیل الأوضاع الحالیة للمنطقة، و قیاس صحة أی قرار یتخذ علی ضوئها.
إذن، إنه لرأی و حکم دقیق بأن قضیة فلسطین اکتسبت الیوم أهمیة و فوریة مضاعفة، و من حق الشعب الفلسطینی أن یتوقع المزید من البلدان المسلمة فی الوضع الراهن للمنطقة.
لنلق نظرة علی الماضی و الحاضر و نرسم خارطة طریق للمستقبل. و أنا أطرح هاهنا بعض رؤوس النقاط.
مضت علی فاجعة اغتصاب فلسطین أکثر من ستة عقود. و جمیع المسببین الرئیسیین لهذه الفاجعة الدامیة معرفون، و علی رأسهم الحکومة البریطانیة المستعمرة، حیث استخدمت سیاستها و قواها العسکریة و الأمنیة و الاقتصادیة و الثقافیة، هی و سائر الحکومات الغربیة و الشرقیة المستکبرة من بعد ذلک، لخدمة هذا الظلم الکبیر. و قد طرد الشعب الفلسطینی المشرد تحت وطأة قبضات المحتلین التی لا تعرف الرحمة، و قتل و أخرج من موطنه و دیاره. و إلی الیوم لم یجر تصویر حتی واحد بالمائة من الفاجعة الإنسانیة و المدنیة التی وقعت علی ید أدعیاء التحضر و الأخلاق فی ذلک الحین، و لم تحظ بنصیب من الفنون الإعلامیة و المرئیة، فهذا ما لم یشأه کبار أرباب الفنون التصویریة و السینمائیة و التلفزیونیة و المافیات الغربیة لإنتاج الأفلام، و لم یسمحوا به. شعب کامل قتل و تشرد وسط صمت مطبق.
ظهرت حالات المقاومة فی بدایة الأمر، و قد قمعت بقسوة و شدة. و بذل رجال علی الحدود الفلسطینیة، و خصوصاً من مصر، جهوداً بمحفزات إسلامیة، لکنها لم تحظ بالدعم اللازم و لم تستطع التأثیر فی الساحة.
و بعد ذلک جاء الدور للحروب الرسمیة و الکلاسیکیة بین عدة بلدان عربیة و الجیش الصهیونی. جندت مصر و سوریة و الأردن قواتها العسکریة فی الساحة، لکن المساعدات العسکریة و الإمدادیة و المالیة السخیة و الزاخرة و المتزایدة التی قدمتها أمریکا و بریطانیا و فرنسا للکیان الغاصب فرضت الإخفاق علی الجیوش العربیة. إنهم لم یعجزوا عن مساعدة الشعب الفلسطینی و حسب، بل و خسروا أجزاء مهمة من أراضیهم فی هذه الحروب.
و مع اتضاح عجز الحکومات العربیة الجارة لفلسطین تکوّنت تدریجیاً خلایا المقاومة المنظمة فی معظم الجماعات الفلطسینیة المسلحة، و بعد فترة من اجتماعها تأسست منظمة التحریر الفلسطینیة. و کان هذه بصیص أمل تألق تألقاً حسناً لکنه لم یستمر طویلاً حتی خبا. و یمکن ردّ هذا الإخفاق إلی العدید من الأسباب، بید أن السبب الرئیسی هو ابتعادهم عن الجماهیر و عن عقیدتهم و إیمانهم الإسلامی. الإیدیولوجیا الیساریة أو مجرد المشاعر القومیة لم تکن الشیء الذی تحتاجه قضیة فلسطین المعقدة الصعبة. ما کان بوسعه إنزال شعب بکامله إلی ساحة المقاومة و خلق قوة عصیة علی الهزیمة من أبناء الشعب هو الإسلام و الجهاد و الشهادة. أولئک لم یدرکوا هذه الفکرة بصورة صحیحة. فی الأشهر الأولی لانتصار الثورة الإسلامیة الکبری حیث کان زعماء منظمة التحریر الفلسطینیة قد اکتسبوا معنویات جدیدة و راحوا یترددون علی طهران، سألت أحد شخصیاتهم المهمة: لماذا لا ترفعون رایة الإسلام فی کفاحکم الحق. و کان جوابه إن بیننا بعض المسیحیین. و قد جری اغتیال هذا الشخص بعد ذلک فی أحد البلدان العربیة علی ید الصهاینة، و نتمنی إن یکون الغفران الإلهی قد شمله إن شاء الله، لکن استدلاله هذا کان ناقصاً و غیر ناهض. أعتقد أن المناضل المسیحی المؤمن یکتسب إلی جانب الجماعة المجاهدة المضحیة التی تقاتل بإخلاص من منطلق الإیمان بالله و القیامة و الأمل بالمعونة الإلهیة، و تتمتع بالدعم المادی و المعنوی لشعبها، یکتسب محفزات أکبر و أکثر للنضال مما لو کان إلی جانب جماعة عدیمة الإیمان و معتمدة علی مشاعر متزعزعة و بعیدةً عن الإسناد الشعبی الوفی.
عدم توفر الإیمان الدینی الراسخ و الانقطاع عن الشعب جعلهم بمرور الوقت عاجزین و عدیمی التأثیر. طبعاً کان بینهم رجال شرفاء و متحفزون و غیورون، بید أن الجماعة و التنظیم سار فی طریق آخر. انحرافهم وجّه و لا یزال الضربات للقضیة الفلسطینیة. هم أیضاً تنکروا کبعض الحکومات العربیة الخائنة لأهداف المقاومة التی کانت و لا تزال السبیل الوحید لإنقاذ فلسطین، و قد وجّهوا الضربات لا لفلسطین و حسب بل لأنفسهم أیضاً. و علی حد تعبیر الشاعر المسیحی العربی:
لئن أضعتم فلسطيناً فعيشكم طول الحياة مضاضات و آلامٌ
و هکذا مضت إثنتان و ثلاثون سنة من عمر النکبة.. لکن ید القدرة الإلهیة قلبت الصفحة فجأة. و قلب انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران فی سنة 1979 (1357 هجری شمسی) الأوضاع فی هذه المنطقة رأساً علی عقب، و فتح صفحة جدیدة. و من بین التأثیرات العالمیة المذهلة لهذه الثورة کانت الضربة التی وجّهتها للحکومة الصهیونیة هی الأسرع و الأوضح من بین الضربات الشدیدة و العمیقة التی وجّهتها للسیاسات الاستکباریة. و کانت تصریحات ساسة الکیان الصهیونی فی تلک الأیام جدیرة بالقراءة و تنمّ عن وضعهم الأسود الغارق فی الاضطراب. فی الأسابیع الأولی للانتصار أغلقت السفارة الإسرائیلیة فی طهران، و أخرج العاملون فیها، و جری تسلیم مکانها رسمیاً لممثلی منظمة التحریر الفلسطینیة، و هم موجودن هناک لحد الآن. أعلن إمامنا الجلیل أن أحد أهداف هذه الثورة تحریر الأرض الفلسطینیة و استئصال غدة إسرائیل السرطانیة. الأمواج القویة لهذه الثورة التی عمّت العالم کله فی ذلک الحین حملت معها إین ما ذهبت هذه الرسالة: «یجب تحریر فلسطین». المشاکل المتتابعة و الکبیرة التی فرضها أعداء الثورة علی نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و إحداها حرب الأعوام الثمانیة التی شنها نظام صدام حسین بتحریض من أمریکا و بریطانیا و دعم الأنظمة العربیة الرجعیة، لم تستطع هی الأخری سلب الجمهوریة الإسلامیة محفزات الدفاع عن فلسطین.
و هکذا تم ضخّ دماء جدیدة فی عروق فلسطین، و انبثقت الجماعات الفلسطینیة المجاهدة الإسلامیة، و فتحت المقاومة فی لبنان جبهة قویة جدیدة أمام العدو و حماته. و اعتمدت فلسطین بدل الاستناد إلی الحکومات العربیة و من دون مدّ الید للأوساط العالمیة من قبیل منظمة الأمم المتحدة - و هی شریکة إجرام الحکومات الاستکباریة - اعتمدت علی نفسها و علی شبابها و علی إیمانها الإسلامی العمیق و علی رجالها و نسائها المضحین.
هذا هو مفتاح کل الفتوحات و النجاحات.
لقد تقدم هذا السیاق و تصاعد خلال العقود الثلاثة الأخیرة یوماً بعد یوم. و کانت الهزیمة الذلیلة للکیان الصهیونی فی لبنان عام 2006 (1385 هجری شمسی)، و الأخفاق الفاضح الذی منی به ذلک الجیش المتشدق فی غزة سنة 2008 (1387 هجری شمسی)، و الفرار من جنوب لبنان و الانسحاب من غزة، و تأسیس حکومة المقاومة فی غزة، و بکلمة واحدة تحول الشعب الفلسطینی من مجموعة من الناس الیائسین العاجزین إلی شعب متفائل مقاوم له ثقته بنفسه، کانت هذه کلها من الخصائص البارزة للأعوام الثلاثین الأخیرة.
هذه الصورة الکلیة الإجمالیة سوف تکتمل حینما یُنظر بصورة صحیحة للتحرکات الاستسلامیة و الخیانیة التی تهدف إلی إطفاء المقاومة و انتزاع الاعتراف الرسمی بشرعیة إسرائیل من الجماعات الفلسطینیة و الحکومات العربیة.
هذه التحرکات التی بدأت علی ید الخلیفة الخائن و اللاخلف لجمال عبد الناصر فی معاهدة کامب دیفید المخزیة أرادت دوماً ممارسة دور التثبیط حیال العزیمة الفولاذیة للمقاومة. فی معاهدة کامب دیفید اعترفت حکومة عربیة رسمیاً و لأول مرة بصهیونیة الأراضی الإسلامیة فی فلسطین، و ترکت توقیعها تحت سطور اعترفت بإسرائیل داراً قومیاً للیهود.
و بعد ذلک وصولاً إلی معاهدة أوسلو فی سنة 1993 (1372 هجری شمسی) و المشاریع التکمیلیة الأخری التی أعقبتها و التی أدارتها أمریکا، و واکبتها البلدان الأوربیة الاستعماریة، و فُرِضت عبأً علی عاتق الجماعات الاستسلامیة عدیمة الهمّة من الفلسطینیین، انصبت کل مساعی العدو علی صرف الشعب و الجماعات الفلسطینیة عن خیار المقاومة بوعود مخادعة جوفاء و إشغالهم بألاعیب صبیانیة فی الساحات السیاسیة. و سرعان ما تجلی عدم اعتبار کل هذه المعاهدات، و أثبت الصهاینة و حماتهم مراراً أنهم ینظرون لما کتب علی أنه مجرد قصاصات ورق لا قیمة لها. کان الهدف من هذه المشاریع بث الشکوک و التردید فی قلوب الفلسطینیین، و تطمیع الأفراد عدیمی الإیمان و طلاب الدنیا، و شلّ حرکة المقاومة الإسلامیة لیس إلا.
و قد کان المضاد لهذا السمّ فی کل هذه الألاعیب الخیانیة لحد الآن هو روح المقاومة لدی الجماعات الإسلامیة و الشعب الفلسطینی. لقد صمد هؤلاء أمام العدو بإذن الله، و کما وعد الله «و لینصرن الله من ینصره، إن الله لقوی عزیز» فقد حظوا بالمعونة و النصرة الإلهیة. لقد کان صمود غزة علی الرغم من المحاصرة المطلقة نصراً إلهیاً. و سقوط النظام الخائن الفاسد لحسنی مبارک نصراً إلهیاً، و ظهور موجة الصحوة الإسلامیة القویة فی المنطقة نصراً إلهیاً، و سقوط أستار النفاق و الزیف عن وجوه أمریکا و بریطانیا و فرنسا، و الکراهیة المتصاعدة لشعوب المنطقة لهم کانت نصرة إلهیة. و المشکلات المتتابعة و العصیة علی الحصر للکیان الصهیونی ابتداء من المشکلات السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة الداخلیة إلی عزلته العالمیة و الکراهیة العامة له حتی فی الجامعات الأوربیة، کلها من مظاهر النصرة الإلهیة.
الکیان الصهیونی الیوم مکروه و ضعیف و معزول أکثر من أی وقت آخر، و حامیته الرئیسیة أمریکا مبتلاة متحیرة أکثر من أی وقت آخر.
الصفحة الکلیة و الإجمالیة لفلسطین طوال نیّف و ستین عاماً الماضیة أمام أنظارنا حالیاً. ینبغی تنظیم المستقبل بالنظر لهذا الماضی و استلهام الدروس منه.
ینبغی قبل کل شیء إیضاح نقطتین:
الأولی: إن دعوانا هی تحریر فلسطین و لیس تحریر جزء من فلسطین. أی مشروع یرید تقسیم فلسطین مرفوض بالمرة. مشروع الدولتین الذی خلعوا علیه لبوس الشرعیة «الاعتراف بحکومة فلسطین کعضو فی منظمة الأمم المتحدة» لیس سوی الاستسلام لإرادة الصهاینة، أی «الاعتراف للدولة الصهیونیة بالأرض الفلسطینیة». و هذا معناه سحق حقوق الشعب الفلسطینی و تجاهل الحق التاریخی للمشردین الفلسطینین، بل و تهدید حقوق الفلسطینیین الساکنین علی أراضی 1948 . و هو یعنی بقاء الغدة السرطانیة و التهدید الدائم لجسد الأمة الإسلامیة و خصوصاً شعوب المنطقة. و هو بمعنی تکرار آلام و محن عشرات الأعوام و سحق دماء الشهداء.
أی مشروع عملیاتی یجب أن یکون علی أساس مبدأ: «کل فلسطین لکل الشعب الفلسطینی». فلسطین هی فلسطین «من النهر إلی البحر»، و لیس أقل من ذلک حتی بمقدار شبر. طبعاً یجب عدم نسیان أن الشعب الفلسطینی کما فعل فی غزة، سوف یتولی إدارة شؤونه بنفسه عن طریق حکومته المنتخبة فی أی جزء من تراب فلسطین یستطیع أن یحرره، لکنه لن ینسی الهدف النهائی علی الإطلاق.
النقطة الثانیة: هی أنه من أجل الوصول إلی هذا الهدف السامی لا بد من العمل و لیس الکلام، و لا بد من الجدّ و لیس الممارسات الاستعراضیة، و لا بد من الصبر و التدبیر لا السلوکیات المتلونة غیر الصبورة. ینبغی النظر للآفاق البعیدة و التقدم للأمام خطوة خطوة بعزم و توکل و أمل. یمکن لکل واحدة من الحکومات و الشعوب المسلمة و الجماعات المقاومة فی فلسطین و لبنان و باقی البلدان أن تعرف نصیبها و دورها من هذا الجهاد العام، و أن تملأ بإذن الله جدول المقاومة.
مشروع الجمهوریة الإسلامیة لحل قضیة فلسطین و لمداواة هذا الجرح القدیم مشروع واضح و منطقی و مطابق للعرف السیاسی المقبول لدی الرأی العام العالمی، و قد سبق أن عرض بالتفصیل. إننا لا نقترح الحرب الکلاسیکیة لجیوش البلدان الإسلامیة، و لا رمی الیهود المهاجرین فی البحر، و لا طبعاً تحکیم منظمة الأمم المتحدة و سائر المنظمات الدولیة. إننا نقترح إجراء استفتاء للشعب الفلسطینی. من حق الشعب الفلسطینی کأی شعب آخر أن یقرر مصیره و یختار النظام الذی یحکم بلاده. یشارک کل الفلسطینیین الأصلیین من مسلمین و مسیحیین و یهود - و لیس المهاجرون الأجانب - أین ما کانوا، فی داخل فلسطین أو فی المخیمات أو فی أی مکان آخر، فی استفتاء عام و منضبط و یحددوا النظام المستقبلی لفلسطین. و بعد أن یستقر ذلک النظام و الحکومة المنبثقة عنه سوف یقرر أمر المهاجرین غیر الفلسطینیین الذین انتقلوا إلی هذا البلد خلال الأعوام الماضیة. هذا مشروع عادل و منطقی یستوعبه الرأی العام العالمی بصورة صحیحة، و یمکن أن یتمتع بدعم الشعوب و الحکومات المستقلة. بالطبع، لا نتوقع أن یرضخ الصهاینة الغاصبون له بسهولة، و هنا یتکون دور الحکومات و الشعوب و منظمات المقاومة و یکتسب معناه.
الرکن الأهم لدعم الشعب الفلسطینی هو قطع الدعم للعدو الغاصب، و هذا هو الواجب الکبیر الذی یقع علی عاتق الحکومات الإسلامیة. الآن و بعد نزول الشعوب إلی الساحة و شعاراتهم المقتدرة ضد الکیان الصهیونی بأی منطق تواصل الحکومات المسلمة علاقاتها مع الکیان الغاصب؟ وثیقة صدق الحکومات المسلمة فی مناصرتها للشعب الفلسطینی هو قطع علاقاتها السیاسیة و الاقتصادیة الجلیة و الخفیة مع ذلک الکیان. الحکومات التی تستضیف سفارات الصهاینة أو مکاتبهم الاقتصادیة لا تستطیع أن تدعی الدفاع عن فلسطین، و أی شعار معاد للصهیونیة لن یأخذ منهم علی مأخذ الجد و الحقیقة.
منظمات المقاومة الإسلامیة التی تحملت فی الأعوام الماضیة أعباء الجهاد الثقیلة لا تزال الیوم أیضاً أمام هذا الواجب الکبیر. مقاومتهم المنظمة هی الذراع الفاعل الذی بمقدوره أخذ الشعب الفلسطینی نحو هذا الهدف النهائی. المقاومة الشجاعة للجماهیر التی احتلت دیارهم و بلادهم معترف بها رسمیاً و ممدوحة و مشاد بها فی کل المواثیق الدولیة. تهمة الإرهاب التی تطلقها الشبکات السیاسیة و الإعلامیة التابعة للصهیونیة کلام أجوف لا قیمة له. الإرهابی العلنی هو الکیان الصهیونی و حماته الغربیون، و المقاومة الفلسطینیة حرکة إنسانیة مقدسة مناهضة للإرهابیین.
و فی هذا الخضم، من الجدیر بالبلدان الغربیة أیضاً أن تکون لها نظرتها الواقعیة. الغرب الیوم علی مفترق طرق. إما أن یتخلی عن منطق القوة الذی استخدمه زمناً طویلاً و یعترف بحقوق الشعب الفلسطینی، و لا یواصل أکثر من هذا اتباع المخططات الصهیونیة التعسفیة اللاإنسانیة، و إما أن ینتظر ضربات أقسی فی المستقبل غیر البعید. و هذه الضربات الشالة لیست مجرد السقوط المتتابع للحکومات المطیعة لهم فی المنطقة الإسلامیة، إنما یوم تدرک الشعوب فی أوربا و أمریکا أن أغلب مشکلاتهم الاقتصادیة و الاجتماعیة و الأخلاقیة نابعة من الهیمنة الأخطبوطیة للصهیونیة الدولیة علی حکوماتهم، و أن ساستهم یطیعون و یسلمون لتعسف أصحاب الشرکات الصهیونیة المصاصة للدماء فی أمریکا و أوربا من أجل الحفاظ علی مصالحهم الشخصیة و الحزبیة، فسوف یخلقون لهم جحیماً لا یمکن تصور أی سبیل للخلاص منه.
یقول رئیس جمهوریة أمریکا إن أمن إسرائیل هو خطنا الأحمر. من الذی رسم هذا الخط الأحمر؟ مصالح الشعب الأمریکی أم حاجة أوباما الشخصیة للمال و دعم الشرکات الصهیونیة للحصول علی کرسی الرئاسة فی الدورة الرئاسیة الثانیة؟ إلی متی ستستطیعون خداع شعبکم؟ ماذا سیفعل الشعب الأمریکی یوم یدرک عن حق أنکم رضیتم بالذلة و التبعیة و التمرّغ فی التراب أمام أرباب المال الصهاینة، و نحرتم مصالح شعب کبیر أمام أقدامهم من أجل البقاء فی السلطة أیاماً أضافیة؟
أیها الإخوة و الأخوات الأعزاء، إعلموا أن هذا الخط الأحمر لأوباما و أمثاله سوف یتحطم علی ید الشعوب المسلمة الثائرة. ما یهدد الکیان الصهیونی لیس صواریخ إیران أو جماعات المقاومة حتی تنصبوا أمامه درعاً صاروخیاً هنا و هناک. التهدید الحقیقی و الذی لا علاج له هو العزیمة الراسخة للرجال و النساء و الشباب فی البلدان الإسلامیة الذین لم یعودوا یریدون أن تتحکم فیهم أمریکا و أوربا و عملاؤهم، و یفرضون علیهم الهوان.
و بالطبع، فإن تلک الصواریخ سوف تؤدی واجباتها متی ما ظهر تهدید من قبل العدو.
«فاصبر إن وعد الله حق و لا یستخفنک الذین لا یوقنون».
و السلام عليكم و رحمة الله.
http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1224&Itemid=127
More...
Description:
الإمام الخامنئی فی مؤتمر نصرة الانتفاضة الفلسطینیة: فلسطین هی فلسطین «من النهر إلی البحر»
01/10/2011
بسم الله الرحمن الرحیم
السلام علیکم و رحمة الله..
الحمد لله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد و آله الطاهرین و صحبه المنتجبین، و علی من تبعهم بإحسان إلی یوم الدین.
قال الله الحکیم: «أذن للذین یقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله علی نصرهم لقدیر، الذین أخرجوا من دیارهم بغیر حق إلا أن یقولوا ربنا الله و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدّمت صوامع و بیع و صلوات و مساجد یذکر فیها اسم الله کثیراً و لینصرن الله من ینصره إن الله لقوی عزیز».
أرحب بالضیوف الأعزاء و جمیع الحضور المحترمین.
تتمیز القضیة الفلسطینیة بخصوصیة فریدة من بین کل الموضوعات التی یجدر بالنخبة الدینیة و السیاسیة فی کل العالم الإسلامی أن تتطرق لها. فلسطین هی القضیة الأولی بین کل الموضوعات المشترکة للبلدان الإسلامیة. و ثمة خصوصیات منقطعة النظیر فی هذه القضیة:
أولاً: أن یغتصب بلد مسلم من شعبه، و یعطی لأجانب جُمّعوا من بلدان شتی، و کوّنوا مجتمعاً موزائیکیاً مزیفاً.
ثانیاً: أن هذا الحدث غیر المسبوق فی التاریخ جری بواسطة المذابح و الجرائم و الظلم و الإهانات المستمرة.
ثالثاً: أن قبلة المسلمین الأولی و الکثیر من المراکز الدینیة المحترمة فی هذا البلد مهدَّدة بالهدم و الامتهان و الزوال.
رابعاً: أن هذه الحکومة و المجتمع المزیّفین مارسا فی أکثر مناطق العالم الإسلامی حساسیة، منذ بدایة ظهورهما و إلی الآن، دور القاعدة العسکریة و الأمنیة و السیاسیة للحکومات الاستکباریة، و دور المحور للغرب الاستعماری الذی هو - و لأسباب متعددة - عدو اتحاد البلدان الإسلامیة و رفعتها و تقدمها، و قد استخدمه کالخنجر فی خاصرةَ الأمة الإسلامیة.
خامساً: أن الصهیونیة التی تعدّ خطراً أخلاقیاً و سیاسیاً و اقتصادیاً کبیراً علی المجتمع البشری استخدمت محطّ الأقدام هذا وسیلة و نقطة انطلاق لتوسیع نفوذها و هیمنتها فی العالم.
و یمکن إضافة نقاط أخری للنقاط السابقة منها التکالیف المالیة و البشریة الجسیمة التی تحمّلتها البلدان الإسلامیة لحد الآن، و الانشغال الذهنی للحکومات و الشعوب المسلمة، و معاناة و محن ملایین المشردین الفلسطینیین الذین لا یزال البعض منهم یعیشون لحد الآن و بعد ستة عقود فی المخیمات، و الانقطاع التاریخی لقطب حضاری مهم فی العالم الإسلامی، و .... الخ.
و قد أضیفت الیوم نقطة أساسیة أخری إلی تلک النقاط، ألا و هی نهضة الصحوة الإسلامیة التی عمّت کل المنطقة، و فتحت فصلاً جدیداً حاسماً فی تاریخ الأمة الإسلامیة. هذه الحرکة العظیمة التی یمکنها بلا شک أن تؤدی إلی إیجاد منظومة إسلامیة مقتدرة و متقدمة و منسجمة فی هذه المنطقة الحساسة من العالم، و تضع بحول الله و قوته و بالعزیمة الراسخة لرواد هذه النهضة نهایة لعصر التخلف و الضعف و المهانة الذی عاشته الشعوب المسلمة، استمدت جانباً مهماً من طاقتها و حماسها من قضیة فلسطین.
الظلم و العسف المتصاعد الذی یمارسه الکیان الصهیونی و مواکبة بعض الحکام المستبدین الفاسدین المرتزقین لأمریکا لهذا العسف من جهة، و انبعاث المقاومة الفلسطینیة و اللبنانیة المستمیتة و الانتصارات المعجزة للشباب المؤمن فی حربی الـ 33 یوماً فی لبنان و الـ 22 یوماً فی غزة من جهة أخری، هی من جملة العوامل المهمة التی أطلقت الطوفان فی المحیط الهادئ فی ظاهره للشعوب فی مصر و تونس و لیبیا و باقی بلدان المنطقة.
إنها لحقیقة أن الکیان الصهیونی المدجج بالسلاح و المدعی أنه عصیّ علی الهزیمة تلقی فی حرب غیر متکافئة فی لبنان هزیمة قاسیة مذلة من القضبات المشدودة للمجاهدین المؤمنین الأبطال، و بعد ذلک اختبر سیفه الکلیل مرة أخری أمام المقاومة الفولاذیة المظلومة لغزة و ذاق طعم الإخفاق.
هذه أمور یجب أخذها بعین الجد فی تحلیل الأوضاع الحالیة للمنطقة، و قیاس صحة أی قرار یتخذ علی ضوئها.
إذن، إنه لرأی و حکم دقیق بأن قضیة فلسطین اکتسبت الیوم أهمیة و فوریة مضاعفة، و من حق الشعب الفلسطینی أن یتوقع المزید من البلدان المسلمة فی الوضع الراهن للمنطقة.
لنلق نظرة علی الماضی و الحاضر و نرسم خارطة طریق للمستقبل. و أنا أطرح هاهنا بعض رؤوس النقاط.
مضت علی فاجعة اغتصاب فلسطین أکثر من ستة عقود. و جمیع المسببین الرئیسیین لهذه الفاجعة الدامیة معرفون، و علی رأسهم الحکومة البریطانیة المستعمرة، حیث استخدمت سیاستها و قواها العسکریة و الأمنیة و الاقتصادیة و الثقافیة، هی و سائر الحکومات الغربیة و الشرقیة المستکبرة من بعد ذلک، لخدمة هذا الظلم الکبیر. و قد طرد الشعب الفلسطینی المشرد تحت وطأة قبضات المحتلین التی لا تعرف الرحمة، و قتل و أخرج من موطنه و دیاره. و إلی الیوم لم یجر تصویر حتی واحد بالمائة من الفاجعة الإنسانیة و المدنیة التی وقعت علی ید أدعیاء التحضر و الأخلاق فی ذلک الحین، و لم تحظ بنصیب من الفنون الإعلامیة و المرئیة، فهذا ما لم یشأه کبار أرباب الفنون التصویریة و السینمائیة و التلفزیونیة و المافیات الغربیة لإنتاج الأفلام، و لم یسمحوا به. شعب کامل قتل و تشرد وسط صمت مطبق.
ظهرت حالات المقاومة فی بدایة الأمر، و قد قمعت بقسوة و شدة. و بذل رجال علی الحدود الفلسطینیة، و خصوصاً من مصر، جهوداً بمحفزات إسلامیة، لکنها لم تحظ بالدعم اللازم و لم تستطع التأثیر فی الساحة.
و بعد ذلک جاء الدور للحروب الرسمیة و الکلاسیکیة بین عدة بلدان عربیة و الجیش الصهیونی. جندت مصر و سوریة و الأردن قواتها العسکریة فی الساحة، لکن المساعدات العسکریة و الإمدادیة و المالیة السخیة و الزاخرة و المتزایدة التی قدمتها أمریکا و بریطانیا و فرنسا للکیان الغاصب فرضت الإخفاق علی الجیوش العربیة. إنهم لم یعجزوا عن مساعدة الشعب الفلسطینی و حسب، بل و خسروا أجزاء مهمة من أراضیهم فی هذه الحروب.
و مع اتضاح عجز الحکومات العربیة الجارة لفلسطین تکوّنت تدریجیاً خلایا المقاومة المنظمة فی معظم الجماعات الفلطسینیة المسلحة، و بعد فترة من اجتماعها تأسست منظمة التحریر الفلسطینیة. و کان هذه بصیص أمل تألق تألقاً حسناً لکنه لم یستمر طویلاً حتی خبا. و یمکن ردّ هذا الإخفاق إلی العدید من الأسباب، بید أن السبب الرئیسی هو ابتعادهم عن الجماهیر و عن عقیدتهم و إیمانهم الإسلامی. الإیدیولوجیا الیساریة أو مجرد المشاعر القومیة لم تکن الشیء الذی تحتاجه قضیة فلسطین المعقدة الصعبة. ما کان بوسعه إنزال شعب بکامله إلی ساحة المقاومة و خلق قوة عصیة علی الهزیمة من أبناء الشعب هو الإسلام و الجهاد و الشهادة. أولئک لم یدرکوا هذه الفکرة بصورة صحیحة. فی الأشهر الأولی لانتصار الثورة الإسلامیة الکبری حیث کان زعماء منظمة التحریر الفلسطینیة قد اکتسبوا معنویات جدیدة و راحوا یترددون علی طهران، سألت أحد شخصیاتهم المهمة: لماذا لا ترفعون رایة الإسلام فی کفاحکم الحق. و کان جوابه إن بیننا بعض المسیحیین. و قد جری اغتیال هذا الشخص بعد ذلک فی أحد البلدان العربیة علی ید الصهاینة، و نتمنی إن یکون الغفران الإلهی قد شمله إن شاء الله، لکن استدلاله هذا کان ناقصاً و غیر ناهض. أعتقد أن المناضل المسیحی المؤمن یکتسب إلی جانب الجماعة المجاهدة المضحیة التی تقاتل بإخلاص من منطلق الإیمان بالله و القیامة و الأمل بالمعونة الإلهیة، و تتمتع بالدعم المادی و المعنوی لشعبها، یکتسب محفزات أکبر و أکثر للنضال مما لو کان إلی جانب جماعة عدیمة الإیمان و معتمدة علی مشاعر متزعزعة و بعیدةً عن الإسناد الشعبی الوفی.
عدم توفر الإیمان الدینی الراسخ و الانقطاع عن الشعب جعلهم بمرور الوقت عاجزین و عدیمی التأثیر. طبعاً کان بینهم رجال شرفاء و متحفزون و غیورون، بید أن الجماعة و التنظیم سار فی طریق آخر. انحرافهم وجّه و لا یزال الضربات للقضیة الفلسطینیة. هم أیضاً تنکروا کبعض الحکومات العربیة الخائنة لأهداف المقاومة التی کانت و لا تزال السبیل الوحید لإنقاذ فلسطین، و قد وجّهوا الضربات لا لفلسطین و حسب بل لأنفسهم أیضاً. و علی حد تعبیر الشاعر المسیحی العربی:
لئن أضعتم فلسطيناً فعيشكم طول الحياة مضاضات و آلامٌ
و هکذا مضت إثنتان و ثلاثون سنة من عمر النکبة.. لکن ید القدرة الإلهیة قلبت الصفحة فجأة. و قلب انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران فی سنة 1979 (1357 هجری شمسی) الأوضاع فی هذه المنطقة رأساً علی عقب، و فتح صفحة جدیدة. و من بین التأثیرات العالمیة المذهلة لهذه الثورة کانت الضربة التی وجّهتها للحکومة الصهیونیة هی الأسرع و الأوضح من بین الضربات الشدیدة و العمیقة التی وجّهتها للسیاسات الاستکباریة. و کانت تصریحات ساسة الکیان الصهیونی فی تلک الأیام جدیرة بالقراءة و تنمّ عن وضعهم الأسود الغارق فی الاضطراب. فی الأسابیع الأولی للانتصار أغلقت السفارة الإسرائیلیة فی طهران، و أخرج العاملون فیها، و جری تسلیم مکانها رسمیاً لممثلی منظمة التحریر الفلسطینیة، و هم موجودن هناک لحد الآن. أعلن إمامنا الجلیل أن أحد أهداف هذه الثورة تحریر الأرض الفلسطینیة و استئصال غدة إسرائیل السرطانیة. الأمواج القویة لهذه الثورة التی عمّت العالم کله فی ذلک الحین حملت معها إین ما ذهبت هذه الرسالة: «یجب تحریر فلسطین». المشاکل المتتابعة و الکبیرة التی فرضها أعداء الثورة علی نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و إحداها حرب الأعوام الثمانیة التی شنها نظام صدام حسین بتحریض من أمریکا و بریطانیا و دعم الأنظمة العربیة الرجعیة، لم تستطع هی الأخری سلب الجمهوریة الإسلامیة محفزات الدفاع عن فلسطین.
و هکذا تم ضخّ دماء جدیدة فی عروق فلسطین، و انبثقت الجماعات الفلسطینیة المجاهدة الإسلامیة، و فتحت المقاومة فی لبنان جبهة قویة جدیدة أمام العدو و حماته. و اعتمدت فلسطین بدل الاستناد إلی الحکومات العربیة و من دون مدّ الید للأوساط العالمیة من قبیل منظمة الأمم المتحدة - و هی شریکة إجرام الحکومات الاستکباریة - اعتمدت علی نفسها و علی شبابها و علی إیمانها الإسلامی العمیق و علی رجالها و نسائها المضحین.
هذا هو مفتاح کل الفتوحات و النجاحات.
لقد تقدم هذا السیاق و تصاعد خلال العقود الثلاثة الأخیرة یوماً بعد یوم. و کانت الهزیمة الذلیلة للکیان الصهیونی فی لبنان عام 2006 (1385 هجری شمسی)، و الأخفاق الفاضح الذی منی به ذلک الجیش المتشدق فی غزة سنة 2008 (1387 هجری شمسی)، و الفرار من جنوب لبنان و الانسحاب من غزة، و تأسیس حکومة المقاومة فی غزة، و بکلمة واحدة تحول الشعب الفلسطینی من مجموعة من الناس الیائسین العاجزین إلی شعب متفائل مقاوم له ثقته بنفسه، کانت هذه کلها من الخصائص البارزة للأعوام الثلاثین الأخیرة.
هذه الصورة الکلیة الإجمالیة سوف تکتمل حینما یُنظر بصورة صحیحة للتحرکات الاستسلامیة و الخیانیة التی تهدف إلی إطفاء المقاومة و انتزاع الاعتراف الرسمی بشرعیة إسرائیل من الجماعات الفلسطینیة و الحکومات العربیة.
هذه التحرکات التی بدأت علی ید الخلیفة الخائن و اللاخلف لجمال عبد الناصر فی معاهدة کامب دیفید المخزیة أرادت دوماً ممارسة دور التثبیط حیال العزیمة الفولاذیة للمقاومة. فی معاهدة کامب دیفید اعترفت حکومة عربیة رسمیاً و لأول مرة بصهیونیة الأراضی الإسلامیة فی فلسطین، و ترکت توقیعها تحت سطور اعترفت بإسرائیل داراً قومیاً للیهود.
و بعد ذلک وصولاً إلی معاهدة أوسلو فی سنة 1993 (1372 هجری شمسی) و المشاریع التکمیلیة الأخری التی أعقبتها و التی أدارتها أمریکا، و واکبتها البلدان الأوربیة الاستعماریة، و فُرِضت عبأً علی عاتق الجماعات الاستسلامیة عدیمة الهمّة من الفلسطینیین، انصبت کل مساعی العدو علی صرف الشعب و الجماعات الفلسطینیة عن خیار المقاومة بوعود مخادعة جوفاء و إشغالهم بألاعیب صبیانیة فی الساحات السیاسیة. و سرعان ما تجلی عدم اعتبار کل هذه المعاهدات، و أثبت الصهاینة و حماتهم مراراً أنهم ینظرون لما کتب علی أنه مجرد قصاصات ورق لا قیمة لها. کان الهدف من هذه المشاریع بث الشکوک و التردید فی قلوب الفلسطینیین، و تطمیع الأفراد عدیمی الإیمان و طلاب الدنیا، و شلّ حرکة المقاومة الإسلامیة لیس إلا.
و قد کان المضاد لهذا السمّ فی کل هذه الألاعیب الخیانیة لحد الآن هو روح المقاومة لدی الجماعات الإسلامیة و الشعب الفلسطینی. لقد صمد هؤلاء أمام العدو بإذن الله، و کما وعد الله «و لینصرن الله من ینصره، إن الله لقوی عزیز» فقد حظوا بالمعونة و النصرة الإلهیة. لقد کان صمود غزة علی الرغم من المحاصرة المطلقة نصراً إلهیاً. و سقوط النظام الخائن الفاسد لحسنی مبارک نصراً إلهیاً، و ظهور موجة الصحوة الإسلامیة القویة فی المنطقة نصراً إلهیاً، و سقوط أستار النفاق و الزیف عن وجوه أمریکا و بریطانیا و فرنسا، و الکراهیة المتصاعدة لشعوب المنطقة لهم کانت نصرة إلهیة. و المشکلات المتتابعة و العصیة علی الحصر للکیان الصهیونی ابتداء من المشکلات السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة الداخلیة إلی عزلته العالمیة و الکراهیة العامة له حتی فی الجامعات الأوربیة، کلها من مظاهر النصرة الإلهیة.
الکیان الصهیونی الیوم مکروه و ضعیف و معزول أکثر من أی وقت آخر، و حامیته الرئیسیة أمریکا مبتلاة متحیرة أکثر من أی وقت آخر.
الصفحة الکلیة و الإجمالیة لفلسطین طوال نیّف و ستین عاماً الماضیة أمام أنظارنا حالیاً. ینبغی تنظیم المستقبل بالنظر لهذا الماضی و استلهام الدروس منه.
ینبغی قبل کل شیء إیضاح نقطتین:
الأولی: إن دعوانا هی تحریر فلسطین و لیس تحریر جزء من فلسطین. أی مشروع یرید تقسیم فلسطین مرفوض بالمرة. مشروع الدولتین الذی خلعوا علیه لبوس الشرعیة «الاعتراف بحکومة فلسطین کعضو فی منظمة الأمم المتحدة» لیس سوی الاستسلام لإرادة الصهاینة، أی «الاعتراف للدولة الصهیونیة بالأرض الفلسطینیة». و هذا معناه سحق حقوق الشعب الفلسطینی و تجاهل الحق التاریخی للمشردین الفلسطینین، بل و تهدید حقوق الفلسطینیین الساکنین علی أراضی 1948 . و هو یعنی بقاء الغدة السرطانیة و التهدید الدائم لجسد الأمة الإسلامیة و خصوصاً شعوب المنطقة. و هو بمعنی تکرار آلام و محن عشرات الأعوام و سحق دماء الشهداء.
أی مشروع عملیاتی یجب أن یکون علی أساس مبدأ: «کل فلسطین لکل الشعب الفلسطینی». فلسطین هی فلسطین «من النهر إلی البحر»، و لیس أقل من ذلک حتی بمقدار شبر. طبعاً یجب عدم نسیان أن الشعب الفلسطینی کما فعل فی غزة، سوف یتولی إدارة شؤونه بنفسه عن طریق حکومته المنتخبة فی أی جزء من تراب فلسطین یستطیع أن یحرره، لکنه لن ینسی الهدف النهائی علی الإطلاق.
النقطة الثانیة: هی أنه من أجل الوصول إلی هذا الهدف السامی لا بد من العمل و لیس الکلام، و لا بد من الجدّ و لیس الممارسات الاستعراضیة، و لا بد من الصبر و التدبیر لا السلوکیات المتلونة غیر الصبورة. ینبغی النظر للآفاق البعیدة و التقدم للأمام خطوة خطوة بعزم و توکل و أمل. یمکن لکل واحدة من الحکومات و الشعوب المسلمة و الجماعات المقاومة فی فلسطین و لبنان و باقی البلدان أن تعرف نصیبها و دورها من هذا الجهاد العام، و أن تملأ بإذن الله جدول المقاومة.
مشروع الجمهوریة الإسلامیة لحل قضیة فلسطین و لمداواة هذا الجرح القدیم مشروع واضح و منطقی و مطابق للعرف السیاسی المقبول لدی الرأی العام العالمی، و قد سبق أن عرض بالتفصیل. إننا لا نقترح الحرب الکلاسیکیة لجیوش البلدان الإسلامیة، و لا رمی الیهود المهاجرین فی البحر، و لا طبعاً تحکیم منظمة الأمم المتحدة و سائر المنظمات الدولیة. إننا نقترح إجراء استفتاء للشعب الفلسطینی. من حق الشعب الفلسطینی کأی شعب آخر أن یقرر مصیره و یختار النظام الذی یحکم بلاده. یشارک کل الفلسطینیین الأصلیین من مسلمین و مسیحیین و یهود - و لیس المهاجرون الأجانب - أین ما کانوا، فی داخل فلسطین أو فی المخیمات أو فی أی مکان آخر، فی استفتاء عام و منضبط و یحددوا النظام المستقبلی لفلسطین. و بعد أن یستقر ذلک النظام و الحکومة المنبثقة عنه سوف یقرر أمر المهاجرین غیر الفلسطینیین الذین انتقلوا إلی هذا البلد خلال الأعوام الماضیة. هذا مشروع عادل و منطقی یستوعبه الرأی العام العالمی بصورة صحیحة، و یمکن أن یتمتع بدعم الشعوب و الحکومات المستقلة. بالطبع، لا نتوقع أن یرضخ الصهاینة الغاصبون له بسهولة، و هنا یتکون دور الحکومات و الشعوب و منظمات المقاومة و یکتسب معناه.
الرکن الأهم لدعم الشعب الفلسطینی هو قطع الدعم للعدو الغاصب، و هذا هو الواجب الکبیر الذی یقع علی عاتق الحکومات الإسلامیة. الآن و بعد نزول الشعوب إلی الساحة و شعاراتهم المقتدرة ضد الکیان الصهیونی بأی منطق تواصل الحکومات المسلمة علاقاتها مع الکیان الغاصب؟ وثیقة صدق الحکومات المسلمة فی مناصرتها للشعب الفلسطینی هو قطع علاقاتها السیاسیة و الاقتصادیة الجلیة و الخفیة مع ذلک الکیان. الحکومات التی تستضیف سفارات الصهاینة أو مکاتبهم الاقتصادیة لا تستطیع أن تدعی الدفاع عن فلسطین، و أی شعار معاد للصهیونیة لن یأخذ منهم علی مأخذ الجد و الحقیقة.
منظمات المقاومة الإسلامیة التی تحملت فی الأعوام الماضیة أعباء الجهاد الثقیلة لا تزال الیوم أیضاً أمام هذا الواجب الکبیر. مقاومتهم المنظمة هی الذراع الفاعل الذی بمقدوره أخذ الشعب الفلسطینی نحو هذا الهدف النهائی. المقاومة الشجاعة للجماهیر التی احتلت دیارهم و بلادهم معترف بها رسمیاً و ممدوحة و مشاد بها فی کل المواثیق الدولیة. تهمة الإرهاب التی تطلقها الشبکات السیاسیة و الإعلامیة التابعة للصهیونیة کلام أجوف لا قیمة له. الإرهابی العلنی هو الکیان الصهیونی و حماته الغربیون، و المقاومة الفلسطینیة حرکة إنسانیة مقدسة مناهضة للإرهابیین.
و فی هذا الخضم، من الجدیر بالبلدان الغربیة أیضاً أن تکون لها نظرتها الواقعیة. الغرب الیوم علی مفترق طرق. إما أن یتخلی عن منطق القوة الذی استخدمه زمناً طویلاً و یعترف بحقوق الشعب الفلسطینی، و لا یواصل أکثر من هذا اتباع المخططات الصهیونیة التعسفیة اللاإنسانیة، و إما أن ینتظر ضربات أقسی فی المستقبل غیر البعید. و هذه الضربات الشالة لیست مجرد السقوط المتتابع للحکومات المطیعة لهم فی المنطقة الإسلامیة، إنما یوم تدرک الشعوب فی أوربا و أمریکا أن أغلب مشکلاتهم الاقتصادیة و الاجتماعیة و الأخلاقیة نابعة من الهیمنة الأخطبوطیة للصهیونیة الدولیة علی حکوماتهم، و أن ساستهم یطیعون و یسلمون لتعسف أصحاب الشرکات الصهیونیة المصاصة للدماء فی أمریکا و أوربا من أجل الحفاظ علی مصالحهم الشخصیة و الحزبیة، فسوف یخلقون لهم جحیماً لا یمکن تصور أی سبیل للخلاص منه.
یقول رئیس جمهوریة أمریکا إن أمن إسرائیل هو خطنا الأحمر. من الذی رسم هذا الخط الأحمر؟ مصالح الشعب الأمریکی أم حاجة أوباما الشخصیة للمال و دعم الشرکات الصهیونیة للحصول علی کرسی الرئاسة فی الدورة الرئاسیة الثانیة؟ إلی متی ستستطیعون خداع شعبکم؟ ماذا سیفعل الشعب الأمریکی یوم یدرک عن حق أنکم رضیتم بالذلة و التبعیة و التمرّغ فی التراب أمام أرباب المال الصهاینة، و نحرتم مصالح شعب کبیر أمام أقدامهم من أجل البقاء فی السلطة أیاماً أضافیة؟
أیها الإخوة و الأخوات الأعزاء، إعلموا أن هذا الخط الأحمر لأوباما و أمثاله سوف یتحطم علی ید الشعوب المسلمة الثائرة. ما یهدد الکیان الصهیونی لیس صواریخ إیران أو جماعات المقاومة حتی تنصبوا أمامه درعاً صاروخیاً هنا و هناک. التهدید الحقیقی و الذی لا علاج له هو العزیمة الراسخة للرجال و النساء و الشباب فی البلدان الإسلامیة الذین لم یعودوا یریدون أن تتحکم فیهم أمریکا و أوربا و عملاؤهم، و یفرضون علیهم الهوان.
و بالطبع، فإن تلک الصواریخ سوف تؤدی واجباتها متی ما ظهر تهدید من قبل العدو.
«فاصبر إن وعد الله حق و لا یستخفنک الذین لا یوقنون».
و السلام عليكم و رحمة الله.
http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1224&Itemid=127
39:39
|
[ARABIC] كلمة الإمام الخامنئي في إفتتاح مؤتمر علماء الصحوة الإسلامية
كلمة قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي في المؤتمر العالمي لعلماء الدين و الصحوة الإسلامية
29/04/2013
بسم...
كلمة قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي في المؤتمر العالمي لعلماء الدين و الصحوة الإسلامية
29/04/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المصطفى، و آله الأطيبين و صحبه المنتجبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أرحب بكم أيها الضيوف الأعزاء، و أسأل الله العزيز الرحيم أن يبارك في هذا الجهد الجماعي، و أن يجعله شوطاً فاعلاً على طريق حياة أفضل للمسلمين إنه سميع مجيب.
موضوع الصحوة الإسلامية الذي ستتناولونه في هذا المؤتمر هو اليوم في رأس قائمة قضايا العالم الإسلامي و الأمة الإسلامية.. إنه ظاهرة عظيمة لو بقيت سليمة و تواصلت بإذن الله لاستطاعت أن تقيم الحضارة الإسلامية في أفق ليس ببعيد للعالم الإسلامي و من ثَمّ للبشرية جمعاء.
إنّ البارز أمام أعيننا اليوم، و لا يستطيع أي إنسان مطّلع و ذي بصيرة أن ينكره هو أن الإسلام اليوم قد خرج من هامش المعادلات الاجتماعية و السياسية في العالم، و اتخذ مكانة بارزة و ماثلة في مركز العناصر الفاعلة لحوادث العالم، ليقدم رؤية جديدة على ساحة الحياة و السياسة و الحكم و التطورات الاجتماعية. و يشكل ذلك، في عالمنا المعاصر الذي يعاني بعد هزيمة الشيوعية و الليبرالية من فراغ فكري و نظري عميق، ظاهرةً ذات مغزى و أهمية بالغة.
و هذا أول أثر تركته الحوادث السياسية و الثورية في شمال أفريقيا و المنطقة العربية على الصعيد العالمي، و يبشّر بدوره ببروز حقائق أكبر في المستقبل.
إنّ الصحوة الإسلامية التي يتجنب ذكرها المتحدثون باسم جبهة الاستكبار و الرجعية، بل يخافون أن يجري اسمها على ألسنتهم، هي حقيقة نرى معالمها اليوم في أرجاء العالم الإسلامي كافة. و أبرز معالمها تطلع الرأي العام و خاصة فئة الشباب إلى إحياء مجد الإسلام و عظمته، و وعيهم لحقيقة نظام الهيمنة العالمية، و انكشاف الوجه الخبيث و الظالم و المستكبر لحكومات و دوائر أنشبت أظفارها الدامية لأكثر من قرنين في المشرق الإسلامي و غير الإسلامي، و جعلت مقدرات الشعوب عرضة لنزعتها الشرسة و العدوانية نحو الهيمنة، و ذلك بنقاب المدنية و الحضارة.
أبعاد هذه الصحوة المباركة واسعة غاية السعة و ذات امتداد رمزي، و لكن ما حققته من حاضر العطاء في بعض بلدان شمال أفريقيا من شأنه أن يجعل القلوب واثقة بمعطيات مستقبلية كبرى و هائلة. إن تحقق معاجز الوعود الإلهية يحمل دائماً معه دلالات أمل يبشّر بتحقق وعود أكبر. و ما يحكيه القرآن الكريم عن الوعدين الإلهيين لأمّ موسى هو نموذج من هذه السنة الربانية.
إذ في تلك اللحظات العسيرة، حيث صدر الأمر بإلقاء الصندوق حامل الرضيع في اليمّ، جاء الخطاب الإلهي بالوعد: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). (1) إن تحقق الوعد الأول، و هو الوعد الأصغر الذي شدّ على قلب الأم، أصبح منطلقاً لتحقق وعد الرسالة، و هو أكبر بكثير، و يستلزم طبعاً تحمّل المشاق و المجاهدة و الصبر الطويل: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَ لَا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ...). (2) هذا الوعد الحقّ هو تلك الرسالة الكبرى التي تحققت بعد سنين و غيّرت مسيرة التاريخ.
و من النماذج الأخرى التذكير بالقدرة الإلهية الفائقة في قمع المهاجمين للكعبة، و الذي ورد في القرآن بلسان الرسول الأعظم (ألم يجعل كيدهم في تضليل) (3) و ذلك لتشجيع المخاطبين علی امتثال الأمر الالهي: (فليعبدوا رب هذا البيت). (4)
و في موضع آخر يذكّر سبحانه رسوله بما أغدقه عليه من نعم تشبه المعجزة: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)، ليكون ذلك وسيلة لتقوية معنويات نبيّه الحبيب و إيمانه بالوعد الإلهي في قوله: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مَا قَلَى)، (5) و مثل هذه الأمثلة كثيرة في القرآن الكريم.
حين انتصر الإسلام في إيران، و استطاع أن يفتح قلاع أمريكا و الصهيونية في أحد أكثر البلدان حساسية من هذه المنطقة المهمة بامتياز، عَلِم أهل العبرة و الحكمة أنهم إذا انتهجوا طریق الصبر و البصيرة فإن فتوحات أخرى ستتعاقب علیهم، و قد تعاقبت فعلاً.
الحقائق الساطعة في الجمهورية الإسلامية و التي يعترف بها الأعداء قد تحققت بأجمعها في ظل الثقة بالوعد الإلهي و الصبر و المقاومة و الاستمداد من ربّ العالمين. شعبنا كان يرفع دائماً صوته بالقول: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، (6) أمام وساوس الضعفاء الذين كانوا يردّدون في الفترات الحرجة: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ). (7)
هذه التجربة الثمینة هي اليوم في متناول الشعوب التي نهضت بوجه الاستكبار و الاستبداد، و استطاعت أن تسقط أو تزلزل عروش الحكومات الفاسدة الخاضعة و التابعة لأمريكا. الثبات و الصبر و البصيرة و الثقة بالوعد الإلهي في قوله سبحانه: (وَ لَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، (8) بإمكانها أن تمهّد طريق العزّ هذا أمام الأمة الإسلامية حتى تصل إلى قمة الحضارة الإسلامية.
إنني في هذا الاجتماع الهام لعلماء الأمة بمختلف أقطارهم و مذاهبهم أرى من المناسب أن أبيّن عدة نقاط ضرورية حول قضايا الصحوة الإسلامية:
الأولى: إن الأمواج الأولى للصحوة في بلدان هذه المنطقة، و التي اقترنت ببدايات دخول الغزو الاستعماري، قد انطلقت غالباً على يد علماء الدين و المصلحين الدينيين. لقد خلدت صفحات التاريخ و للأبد أسماء قادة و شخصيات بارزة من أمثال السيد جمال الدين الأسد آبادي، و محمد عبده، و الميرزا الشيرازي، و الآخوند الخراساني، و محمود الحسن، و محمد علي، و الشيخ فضل الله النوري، و الحاج آقا نور الله، و أبي الأعلى المودودي، و عشرات من كبار علماء الدين المعروفين و المجاهدين و المتنفذين من إيران و مصر و الهند و العراق. و يبرز في عصرنا الراهن اسم الإمام الخميني العظيم مثل كوكب ساطع على جبين الثورة الإسلامية في إيران. و كان لمئات العلماء المعروفين و آلاف العلماء غير المعروفين في الحاضر و الماضي دور في المشاريع الإصلاحية الكبيرة و الصغيرة على ساحة مختلف البلدان. و قائمة المصلحين الدينيين من غير علماء الدين كحسن البنا و إقبال اللاهوري هي طويلة أيضاً و مثيرة للإعجاب.
و قد كانت المرجعيّة الفكريّة لعلماء الدين و رجال الفكر الديني بدرجة و أخرى، و في كل مكان. لقد كانوا سنداً روحياً قوياً للجماهير، و حيثما قامت قيامة التحولات الكبرى ظهروا في دور المرشد و الهادي، و تقدموا لمواجهة الخطر في مقدمة صفوف الحراك الشعبي، و ازداد الارتباط الفكري بينهم و بين الناس، و ازداد معه تأثيرهم في دفع الناس نحو الطريق الصحيح. و هذا له من الفائدة و البركة لنهضة الصحوة الإسلامية بمقدار ما يجرّ على أعداء الأمة و الحاقدين على الإسلام و المعارضين لسيادة القيم الإسلامية من انزعاج و امتعاض ما يدفعهم إلى محاولة إلغاء هذه المرجعية الفكرية للمؤسسات الدينية و استحداث أقطاب جديدة عرفوا بالتجربة أنها يمكن المساومة معها بسهولة على حساب المبادئ و القيم الدينية. و هذا ما لا يحدث إطلاقاً مع العلماء الأتقياء و رجال الدين الملتزمين.
إن هذا يضاعف ثقل مسؤولية علماء الدين. فعليهم أن يسدّوا الطريق أمام الاختراق بفطنة و دقة متناهية و بمعرفة أساليب العدوّ الخادعة و حيله، و أن يحبطوا مكائده. إن الانشداد للموائد الملوّنة بمتاع الدنيا من أكبر الآفات. و التلوث بهبات أصحاب المال و السلطة و عطاياهم، و الارتباط المادي بطواغيت الشهوة و القوة من أخطر عوامل الانفصال عن الناس و التفريط بثقتهم و محبتهم. الأنانية و حبّ الجاه الذي يجرّ الضعفاء إلى أقطاب القوة يشكّلان أرضية خصبة للتلوث بالفساد و الانحراف. لا بدّ أن نضع نصب أعيننا قوله سبحانه: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لَا فَسَادًا وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). (9)
إننا اليوم، في عصر حراك الصحوة الإسلامية و ما تبعثه في النفوس من أمل، نشاهد أحيانًا مساعي خدم أمريكا و الصهيونية لاصطناع مرجعيات فكرية مشبوهة من ناحية، و مساعي الغارقين في المال و مستنقع الشهوات لجرّ أهل الدين و التقوى إلى موائدهم المسمومة الملوثة من ناحية أخرى.
فعلى علماء الدين و الرجال المتدينين و المحافظين على الدين أن يراقبوا هذه الأمور بشدة و دقّة.
المسألة الثانية، ضرورة رسم هدف بعيد المدى للصحوة الإسلامية في البلدان المسلمة يوضع أمام الجماهير ليكون البوصلة في حركتها للوصول إليه. و بمعرفة هذا الهدف يمكن رسم خريطة الطريق و تحديد الأهداف القريبة و المتوسطة. هذا الهدف النهائي لا يمكن أن يكون أقل من إقامة «الحضارة الإسلامية المجيدة». الأمة الإسلامية، بكل أجزائها في إطار الشعوب و البلدان، يجب أن تعتلي مكانتها الحضارية التي يدعو إليها القرآن الكريم.
إن من الخصائص الأصلية و العامة لهذه الحضارة استثمار أبناء البشر لجميع ما أودعه الله في عالم الطبيعة و في وجودهم من مواهب و طاقات مادية و معنوية لتحقيق سعادتهم و سموّهم. و يمكن، بل و ينبغي مشاهدة مظاهر هذه الحضارة في إقامة حكومة شعبية، و في قوانين مستلهمة من القرآن، و في الاجتهاد و تلبية الاحتياجات المستحدثة للبشر، و في رفض الجمود الفكري و الرجعية، ناهيك عن البدعة و الالتقاط، و في إنتاج الرفاه و الثروة العامة، و في استتباب العدل، و في التخلص من الاقتصاد القائم على الاستئثار و الربا و التكاثر، و في إشاعة الأخلاق الإنسانية، و في الدفاع عن المظلومين في العالم، و في السعي و العمل و الابداع.
و من مستلزمات هذا البناء الحضاري النظرة الاجتهادية و العلمية للساحات المختلفة بدء من العلوم الإنسانية و نظام التربية و التعليم الرسمي، و مروراً بالاقتصاد و النظام المصرفي، و انتهاء بالإنتاج الصناعي و التقني و وسائل الإعلام الحديثة و الفن و السينما، بالإضافة إلى العلاقات الدولية و غيرها من الساحات.
و تدلّ التجربة علی أن كل ذلك ممكن و في متناول مجتمعاتنا بطاقاتها المتوفرة. لا يجوز أن ننظر إلى هذا الأفق بنظرة متسرعة أو متشائمة. التشاؤم في تقويم قدراتنا كفران بنعم الله، و الغفلة عن الإمداد الإلهي و دعم سنن الكون انزلاق في ورطة : (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ). (10)
نحن قادرون على أن نكسر حلقات الاحتكارات العلمية و الاقتصادية و السياسية لقوى الهيمنة، و أن نجعل الأمة الإسلامية سبّاقة لإحقاق حقوق أكثرية شعوب العالم التي هي اليوم مقهورة أمام أقلية مستكبرة.
الحضارة الإسلامية بمقوماتها الإيمانية و العلمية و الأخلاقية، و عبر الجهاد الدائم، قادرة علی أن تقدم للأمة الإسلامية و للبشرية المشاريع الفكرية المتطورة و الأخلاق السامية، و أن تكون منطلق الخلاص من مظالم الرؤية المادية للكون و من الأخلاق الغارقة في مستنقع الرذيلة التي تشكل أركان الحضارة الغربية القائمة.
المسألة الثالثة: في إطار حركات الصحوة الإسلامية يجب الاهتمام باستمرار بالتجربة المرّة و الفظيعة التي تركتها التبعية للغرب على السياسة و الأخلاق و السلوك و نمط الحياة.
البلدان الإسلامية خلال أكثر من قرن من التبعية لثقافة الدول المستكبرة و سياستها قد مُنيت بآفات مهلكة مثل الذيلية و الذلة السياسية و الفقر الاقتصادي و تهاوي الأخلاق و الفضيلة، و التخلف العلمي المُخجِل، بينما الأمة الإسلامية تمتلك تاريخاً مشرقاً من التقدم في جميع هذه المجالات.
هذا الكلام لا ينبغي اعتباره مناصبة العداء للغرب، نحن لا نكنّ العداء لأية مجموعة إنسانية بسبب تمايزها الجغرافي. نحن تعلمنا من الإمام علي (عليه السلام) ما قاله عن الإنسان أنه: «إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». (11) اعتراضنا إنما هو على الظلم و الاستكبار و التحكم و العدوان و الفساد و الانحطاط الأخلاقي و العملي الذي تمارسه القوى الاستعمارية و الاستكبارية ضد شعوبنا. و نحن الآن أيضاً نشاهد تحكّم و تدخل و تعنّت أمريكا و بعض ذيولها في المنطقة داخل البلدان التي تحوّل فيها نسيم الصحوة إلى نهوض عاصف و إلى ثورة. وعود هؤلاء و توعّداتهم يجب أن لا تؤثر في قرارات و مبادرات النخب السياسية و في الحركة الجماهيرية العظيمة.
و هنا أيضاً يجب أن نتلقى الدروس من التجارب. أولئك الذين انشدّت قلوبهم لسنوات طويلة بوعود أمريكا و جعلوا الركون إلى الظالم أساساً لنهجهم و سياستهم لم يستطيعوا أن يحلّوا مشكلة من مشاكل شعبهم أو أن يبعدوا ظلماً عنهم أو عن غيرهم. بل إن هؤلاء باستسلامهم لأمريكا لم يستطيعوا أن يحولوا دون هدم بيت فلسطيني واحد على الأقل في إرض هي ملك للفلسطينيين.
الساسة و النخب المخدوعة بالتطميع أو المرعوبة بتهديد جبهة الاستكبار و الذين يخسرون فرصة الصحوة الإسلامية يجب أن يخشوا ما وجهه الله سبحانه إليهم من تهديد إذ قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا وَ أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَ بِئْسَ الْقَرَارُ). (12)
المسألة الرابعة: إن أخطر ما يواجه حركة الصحوة الاسلامية اليوم هو إثارة الخلافات و دفع هذا الحراك نحو صدامات دموية طائفية و مذهبية و قومية و محلیة. هذه المؤامرة تتابع أجهزة الجاسوسية الغربية و الصهيونية تنفيذها اليوم بجدٍ و اهتمام في منطقة تمتد من شرق آسيا حتى شمال أفريقيا، و خاصة في المنطقة العربية، بدعم من دولارات النفط و الساسة المأجورين. و الأموال التي یمکن استخدمها في تحقيق رفاه خلق الله، تُنفق في التهديد و التكفير و الاغتيال و التفجير و إراقة دم المسلمين و إضرام نيران الأحقاد الدفينة. أولئك الذين يرون في قوة اتحاد المسلمين مانعاً لتطبيق أهدافهم الخبيثة رأوا في إثارة الخلافات داخل الأمة الإسلامية أيسر طريق لتنفيذ أهدافهم الشيطانية، و جعلوا من اختلاف وجهات النظر في الفقه و الكلام و التاريخ و الحديث، و هو اختلاف طبيعي لا يمكن اجتنابه، ذريعة للتكفير و سفك الدماء و الفتنة و الفساد.
نظرة فاحصة لساحة النزاعات الداخلية تكشف بوضوح يد العدوّ وراء هذه المآسي. هذه اليد الغادرة تستثمر دون شك الجهل و العصبية و السطحية في مجتمعاتنا، و تصبّ الزيت على النار. مسؤولية المصلحين و النخب الدينية و السياسية في هذا الخضمّ ثقيلة جداً.
ليبيا بشكل، و مصر و تونس بشكل أخر، و سوريا بشكل، و باكستان بشكل أخر، و العراق و لبنان بشكل، تعاني اليوم أو في معرض المعاناة من هذه النيران الخطرة. لا بدّ من المراقبة الشديدة و البحث عن العلاج.
من السذاجة أن نعزو كل ذلك إلى عوامل و دوافع عقائدية أو قومية. الدعاية الغربية و الإعلام الإقليمي التابع و المأجور يصوّران الحرب المدمّرة في سورية بأنها نزاع سنّي ــ شيعي، و يوفران بذلك مساحة آمنة للصهاينة و أعداء المقاومة في سوريا و لبنان. بينما النزاع في سوريا ليس بين طرفين سني و شيعي، بل بين أنصار المقاومة ضد الصهيونية و معارضي هذه المقاومة. ليست حكومة سوريا حكومة شيعية، و لا المعارضة العلمانية المعادية للإسلام مجموعة سنية، إنما المنفذون لهذا السيناريو المأساوي كانوا بارعين في قدرتهم على استغلال المشاعر الدينية للسذج في هذا الحريق المهلك. نظرة إلى الساحة و الفاعلين فيها على المستويات المختلفة توضّح هذه المسألة لكل إنسان منصف.
هذه الموجة الإعلامية تؤدّي دورها بشكل آخر في البحرين لاختلاق الكذب و الخداع. في البحرين هناك أكثرية مظلومة محرومة لسنوات طويلة من حق التصويت و سائر الحقوق الأساسية للشعب، قد نهضت للمطالبة بحقها. ترى هل يصحّ أن نعتبر الصراع شيعيا سنياً لأن هذه الأكثرية المظلومة من الشيعة، و الحكومة المتجبّرة العلمانية تتظاهر بالتسنّن ؟!
المستعمرون الأوربيون و الأمريكيون و من لفّ لفهم في المنطقة يريدون طبعاً أن يصوّروا الأمر بهذا الشكل، و لكن أهذه هي الحقيقة؟!
هذا ما يستدعي من جميع علماء الدين المصلحين و المنصفين أن يقفوا تجاهه بتأمّل و دقة و شعور بالمسؤولية، و يحتّم عليهم أن يعرفوا أهداف العدو في إثارة الخلافات الطائفية و القومية و الحزبية.
المسألة الخامسة: إن سلامة مسيرة حركات الصحوة الإسلامية يجب أن نبحث عنها، فيما نبحث، في موقفها تجاه قضية فلسطين. منذ ستين عاماً حتى الآن لم تنزل على قلب الأمة الإسلامية كارثة أكبر من اغتصاب فلسطين.
مأساة فلسطين منذ اليوم الأول حتى الآن كانت مزيجاً من القتل و الارهاب و الهدم و الغصب و الإساءة للمقدسات الإسلامية. وجوب الصمود و النضال أمام هذا العدو المحارب هو موضع اتفاق جميع المذاهب الإسلامية و محل إجماع كل التيارات الوطنية الصادقة و السليمة.
إنّ أيّ تيار في البلدان الإسلامية يتناسى هذا الواجب الديني و الوطني انصياعاً للإرادة الأمريكية المتعنتة أو بمبررات غير منطقية يجب أن لا يتوقع غير التشكيك في وفائه للإسلام و في صدق ادعاءاته الوطنية.
إنّ هذا هو المحكّ. كل من يرفض شعار تحرير القدس الشريف و إنقاذ الشعب الفلسطيني و أرض فلسطين، أو يجعلها مسألة ثانوية و يدير ظهره لجبهة المقاومة، فهو متّهم.
الأمة الإسلامية يجب أن تضع نصب عينيها هذا المؤشر و المعيار الواضح الأساسي في كل مكان و زمان.
أيها الضيوف الأعزاء.. أيها الإخوة و الأخوات..
لا تبعدوا عن أنظاركم كيد العدوّ، فإن غفلتنا توفّر الفرصة للعدوّ.
إنّ درس الإمام علي (عليه السلام) لنا هو أنه: «من نام لم يُنَم عنه». (13) تجربتنا في الجمهورية الإسلامية هي بدورها مليئة بدروس العبرة في هذا المجال. إذ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بدأت الحكومات الغربية و الأمريكية المستكبرة التي كانت منذ أمد بعيد تسيطر على طواغيت إيران و تتحكم في المصير السياسي و الاقتصادي و الثقافي لبلدنا، و تستهين بالقوة الضخمة للايمان الإسلامي في داخل المجتمع، و كانت غافلة عن قوة الإسلام و القرآن في التعبئة و التوجيه، بدأت تفهم فجأة ما وقعت فيه من غفلة، فتحركت دوائرها السيادية و أجهزتها الاستخبارية و مراكز صنع القرار فيها لِتَجبُرَ ما مُنيت به من هزيمة فاحشة .
رأينا خلال هذه الأعوام التي تربو علی الثلاثين أنواع المؤامرات و المخططات، و الذي بدّد مكرهم أساساً هو عاملان: الثبات على المبادئ الإسلامية، و الحضور الجماهيري في الساحة.
هذان العاملان هما مفتاح الفتح و الفَرَج في كل مكان. العامل الأول يضمنه الإيمان الصادق بالوعد الإلهي، و العامل الثاني سيبقى ببركة الجهود المخلصة و البيان الصادق. الشعب الذي يؤمن بصدقِ قادته و إخلاصهم يجعل الساحة فاعلة بحضوره المبارك. و أينما بقي الشعب في الساحة بعزم راسخ فإن أية قدرة ستكون عاجزة عن إنزال الهزيمة به. هذه تجربة ناجحة لكل الشعوب التي صنعت بحضورها الصحوة الإسلامية.
أسأل الله تعالى لكم و لكل الشعوب أن يسددكم و يأخذ بأیدیکم و يعينكم و يغدق عليكم شآبيب رحمته إنه تعالى سميع مجيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1 - سورة القصص، الآیة 7 .
2 - سورة القصص، الآیة 13 .
3 - سورة الفیل، الآیة 2 .
4 - سورة قریش، الآیة 3 .
5 - سورة الضحی، الآیة 3 .
6 - سورة الشعراء، الآیة 62 .
7 - سورة الشعراء، الآیة 61 .
8 - سورة الحج، الآیة 40 .
9 - سورة القصص، الآیة 83 .
10 - سورة الفتح، الآیة 6 .
11 - نهج البلاغة، الکتاب رقم 53 .
12 - سورة إبراهیم، الآیتان 28 و 29 .
13 - نهج البلاغة، الکتاب رقم 62 .
Source: http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1569
More...
Description:
كلمة قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي في المؤتمر العالمي لعلماء الدين و الصحوة الإسلامية
29/04/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المصطفى، و آله الأطيبين و صحبه المنتجبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أرحب بكم أيها الضيوف الأعزاء، و أسأل الله العزيز الرحيم أن يبارك في هذا الجهد الجماعي، و أن يجعله شوطاً فاعلاً على طريق حياة أفضل للمسلمين إنه سميع مجيب.
موضوع الصحوة الإسلامية الذي ستتناولونه في هذا المؤتمر هو اليوم في رأس قائمة قضايا العالم الإسلامي و الأمة الإسلامية.. إنه ظاهرة عظيمة لو بقيت سليمة و تواصلت بإذن الله لاستطاعت أن تقيم الحضارة الإسلامية في أفق ليس ببعيد للعالم الإسلامي و من ثَمّ للبشرية جمعاء.
إنّ البارز أمام أعيننا اليوم، و لا يستطيع أي إنسان مطّلع و ذي بصيرة أن ينكره هو أن الإسلام اليوم قد خرج من هامش المعادلات الاجتماعية و السياسية في العالم، و اتخذ مكانة بارزة و ماثلة في مركز العناصر الفاعلة لحوادث العالم، ليقدم رؤية جديدة على ساحة الحياة و السياسة و الحكم و التطورات الاجتماعية. و يشكل ذلك، في عالمنا المعاصر الذي يعاني بعد هزيمة الشيوعية و الليبرالية من فراغ فكري و نظري عميق، ظاهرةً ذات مغزى و أهمية بالغة.
و هذا أول أثر تركته الحوادث السياسية و الثورية في شمال أفريقيا و المنطقة العربية على الصعيد العالمي، و يبشّر بدوره ببروز حقائق أكبر في المستقبل.
إنّ الصحوة الإسلامية التي يتجنب ذكرها المتحدثون باسم جبهة الاستكبار و الرجعية، بل يخافون أن يجري اسمها على ألسنتهم، هي حقيقة نرى معالمها اليوم في أرجاء العالم الإسلامي كافة. و أبرز معالمها تطلع الرأي العام و خاصة فئة الشباب إلى إحياء مجد الإسلام و عظمته، و وعيهم لحقيقة نظام الهيمنة العالمية، و انكشاف الوجه الخبيث و الظالم و المستكبر لحكومات و دوائر أنشبت أظفارها الدامية لأكثر من قرنين في المشرق الإسلامي و غير الإسلامي، و جعلت مقدرات الشعوب عرضة لنزعتها الشرسة و العدوانية نحو الهيمنة، و ذلك بنقاب المدنية و الحضارة.
أبعاد هذه الصحوة المباركة واسعة غاية السعة و ذات امتداد رمزي، و لكن ما حققته من حاضر العطاء في بعض بلدان شمال أفريقيا من شأنه أن يجعل القلوب واثقة بمعطيات مستقبلية كبرى و هائلة. إن تحقق معاجز الوعود الإلهية يحمل دائماً معه دلالات أمل يبشّر بتحقق وعود أكبر. و ما يحكيه القرآن الكريم عن الوعدين الإلهيين لأمّ موسى هو نموذج من هذه السنة الربانية.
إذ في تلك اللحظات العسيرة، حيث صدر الأمر بإلقاء الصندوق حامل الرضيع في اليمّ، جاء الخطاب الإلهي بالوعد: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). (1) إن تحقق الوعد الأول، و هو الوعد الأصغر الذي شدّ على قلب الأم، أصبح منطلقاً لتحقق وعد الرسالة، و هو أكبر بكثير، و يستلزم طبعاً تحمّل المشاق و المجاهدة و الصبر الطويل: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَ لَا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ...). (2) هذا الوعد الحقّ هو تلك الرسالة الكبرى التي تحققت بعد سنين و غيّرت مسيرة التاريخ.
و من النماذج الأخرى التذكير بالقدرة الإلهية الفائقة في قمع المهاجمين للكعبة، و الذي ورد في القرآن بلسان الرسول الأعظم (ألم يجعل كيدهم في تضليل) (3) و ذلك لتشجيع المخاطبين علی امتثال الأمر الالهي: (فليعبدوا رب هذا البيت). (4)
و في موضع آخر يذكّر سبحانه رسوله بما أغدقه عليه من نعم تشبه المعجزة: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)، ليكون ذلك وسيلة لتقوية معنويات نبيّه الحبيب و إيمانه بالوعد الإلهي في قوله: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مَا قَلَى)، (5) و مثل هذه الأمثلة كثيرة في القرآن الكريم.
حين انتصر الإسلام في إيران، و استطاع أن يفتح قلاع أمريكا و الصهيونية في أحد أكثر البلدان حساسية من هذه المنطقة المهمة بامتياز، عَلِم أهل العبرة و الحكمة أنهم إذا انتهجوا طریق الصبر و البصيرة فإن فتوحات أخرى ستتعاقب علیهم، و قد تعاقبت فعلاً.
الحقائق الساطعة في الجمهورية الإسلامية و التي يعترف بها الأعداء قد تحققت بأجمعها في ظل الثقة بالوعد الإلهي و الصبر و المقاومة و الاستمداد من ربّ العالمين. شعبنا كان يرفع دائماً صوته بالقول: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)، (6) أمام وساوس الضعفاء الذين كانوا يردّدون في الفترات الحرجة: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ). (7)
هذه التجربة الثمینة هي اليوم في متناول الشعوب التي نهضت بوجه الاستكبار و الاستبداد، و استطاعت أن تسقط أو تزلزل عروش الحكومات الفاسدة الخاضعة و التابعة لأمريكا. الثبات و الصبر و البصيرة و الثقة بالوعد الإلهي في قوله سبحانه: (وَ لَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، (8) بإمكانها أن تمهّد طريق العزّ هذا أمام الأمة الإسلامية حتى تصل إلى قمة الحضارة الإسلامية.
إنني في هذا الاجتماع الهام لعلماء الأمة بمختلف أقطارهم و مذاهبهم أرى من المناسب أن أبيّن عدة نقاط ضرورية حول قضايا الصحوة الإسلامية:
الأولى: إن الأمواج الأولى للصحوة في بلدان هذه المنطقة، و التي اقترنت ببدايات دخول الغزو الاستعماري، قد انطلقت غالباً على يد علماء الدين و المصلحين الدينيين. لقد خلدت صفحات التاريخ و للأبد أسماء قادة و شخصيات بارزة من أمثال السيد جمال الدين الأسد آبادي، و محمد عبده، و الميرزا الشيرازي، و الآخوند الخراساني، و محمود الحسن، و محمد علي، و الشيخ فضل الله النوري، و الحاج آقا نور الله، و أبي الأعلى المودودي، و عشرات من كبار علماء الدين المعروفين و المجاهدين و المتنفذين من إيران و مصر و الهند و العراق. و يبرز في عصرنا الراهن اسم الإمام الخميني العظيم مثل كوكب ساطع على جبين الثورة الإسلامية في إيران. و كان لمئات العلماء المعروفين و آلاف العلماء غير المعروفين في الحاضر و الماضي دور في المشاريع الإصلاحية الكبيرة و الصغيرة على ساحة مختلف البلدان. و قائمة المصلحين الدينيين من غير علماء الدين كحسن البنا و إقبال اللاهوري هي طويلة أيضاً و مثيرة للإعجاب.
و قد كانت المرجعيّة الفكريّة لعلماء الدين و رجال الفكر الديني بدرجة و أخرى، و في كل مكان. لقد كانوا سنداً روحياً قوياً للجماهير، و حيثما قامت قيامة التحولات الكبرى ظهروا في دور المرشد و الهادي، و تقدموا لمواجهة الخطر في مقدمة صفوف الحراك الشعبي، و ازداد الارتباط الفكري بينهم و بين الناس، و ازداد معه تأثيرهم في دفع الناس نحو الطريق الصحيح. و هذا له من الفائدة و البركة لنهضة الصحوة الإسلامية بمقدار ما يجرّ على أعداء الأمة و الحاقدين على الإسلام و المعارضين لسيادة القيم الإسلامية من انزعاج و امتعاض ما يدفعهم إلى محاولة إلغاء هذه المرجعية الفكرية للمؤسسات الدينية و استحداث أقطاب جديدة عرفوا بالتجربة أنها يمكن المساومة معها بسهولة على حساب المبادئ و القيم الدينية. و هذا ما لا يحدث إطلاقاً مع العلماء الأتقياء و رجال الدين الملتزمين.
إن هذا يضاعف ثقل مسؤولية علماء الدين. فعليهم أن يسدّوا الطريق أمام الاختراق بفطنة و دقة متناهية و بمعرفة أساليب العدوّ الخادعة و حيله، و أن يحبطوا مكائده. إن الانشداد للموائد الملوّنة بمتاع الدنيا من أكبر الآفات. و التلوث بهبات أصحاب المال و السلطة و عطاياهم، و الارتباط المادي بطواغيت الشهوة و القوة من أخطر عوامل الانفصال عن الناس و التفريط بثقتهم و محبتهم. الأنانية و حبّ الجاه الذي يجرّ الضعفاء إلى أقطاب القوة يشكّلان أرضية خصبة للتلوث بالفساد و الانحراف. لا بدّ أن نضع نصب أعيننا قوله سبحانه: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لَا فَسَادًا وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). (9)
إننا اليوم، في عصر حراك الصحوة الإسلامية و ما تبعثه في النفوس من أمل، نشاهد أحيانًا مساعي خدم أمريكا و الصهيونية لاصطناع مرجعيات فكرية مشبوهة من ناحية، و مساعي الغارقين في المال و مستنقع الشهوات لجرّ أهل الدين و التقوى إلى موائدهم المسمومة الملوثة من ناحية أخرى.
فعلى علماء الدين و الرجال المتدينين و المحافظين على الدين أن يراقبوا هذه الأمور بشدة و دقّة.
المسألة الثانية، ضرورة رسم هدف بعيد المدى للصحوة الإسلامية في البلدان المسلمة يوضع أمام الجماهير ليكون البوصلة في حركتها للوصول إليه. و بمعرفة هذا الهدف يمكن رسم خريطة الطريق و تحديد الأهداف القريبة و المتوسطة. هذا الهدف النهائي لا يمكن أن يكون أقل من إقامة «الحضارة الإسلامية المجيدة». الأمة الإسلامية، بكل أجزائها في إطار الشعوب و البلدان، يجب أن تعتلي مكانتها الحضارية التي يدعو إليها القرآن الكريم.
إن من الخصائص الأصلية و العامة لهذه الحضارة استثمار أبناء البشر لجميع ما أودعه الله في عالم الطبيعة و في وجودهم من مواهب و طاقات مادية و معنوية لتحقيق سعادتهم و سموّهم. و يمكن، بل و ينبغي مشاهدة مظاهر هذه الحضارة في إقامة حكومة شعبية، و في قوانين مستلهمة من القرآن، و في الاجتهاد و تلبية الاحتياجات المستحدثة للبشر، و في رفض الجمود الفكري و الرجعية، ناهيك عن البدعة و الالتقاط، و في إنتاج الرفاه و الثروة العامة، و في استتباب العدل، و في التخلص من الاقتصاد القائم على الاستئثار و الربا و التكاثر، و في إشاعة الأخلاق الإنسانية، و في الدفاع عن المظلومين في العالم، و في السعي و العمل و الابداع.
و من مستلزمات هذا البناء الحضاري النظرة الاجتهادية و العلمية للساحات المختلفة بدء من العلوم الإنسانية و نظام التربية و التعليم الرسمي، و مروراً بالاقتصاد و النظام المصرفي، و انتهاء بالإنتاج الصناعي و التقني و وسائل الإعلام الحديثة و الفن و السينما، بالإضافة إلى العلاقات الدولية و غيرها من الساحات.
و تدلّ التجربة علی أن كل ذلك ممكن و في متناول مجتمعاتنا بطاقاتها المتوفرة. لا يجوز أن ننظر إلى هذا الأفق بنظرة متسرعة أو متشائمة. التشاؤم في تقويم قدراتنا كفران بنعم الله، و الغفلة عن الإمداد الإلهي و دعم سنن الكون انزلاق في ورطة : (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ). (10)
نحن قادرون على أن نكسر حلقات الاحتكارات العلمية و الاقتصادية و السياسية لقوى الهيمنة، و أن نجعل الأمة الإسلامية سبّاقة لإحقاق حقوق أكثرية شعوب العالم التي هي اليوم مقهورة أمام أقلية مستكبرة.
الحضارة الإسلامية بمقوماتها الإيمانية و العلمية و الأخلاقية، و عبر الجهاد الدائم، قادرة علی أن تقدم للأمة الإسلامية و للبشرية المشاريع الفكرية المتطورة و الأخلاق السامية، و أن تكون منطلق الخلاص من مظالم الرؤية المادية للكون و من الأخلاق الغارقة في مستنقع الرذيلة التي تشكل أركان الحضارة الغربية القائمة.
المسألة الثالثة: في إطار حركات الصحوة الإسلامية يجب الاهتمام باستمرار بالتجربة المرّة و الفظيعة التي تركتها التبعية للغرب على السياسة و الأخلاق و السلوك و نمط الحياة.
البلدان الإسلامية خلال أكثر من قرن من التبعية لثقافة الدول المستكبرة و سياستها قد مُنيت بآفات مهلكة مثل الذيلية و الذلة السياسية و الفقر الاقتصادي و تهاوي الأخلاق و الفضيلة، و التخلف العلمي المُخجِل، بينما الأمة الإسلامية تمتلك تاريخاً مشرقاً من التقدم في جميع هذه المجالات.
هذا الكلام لا ينبغي اعتباره مناصبة العداء للغرب، نحن لا نكنّ العداء لأية مجموعة إنسانية بسبب تمايزها الجغرافي. نحن تعلمنا من الإمام علي (عليه السلام) ما قاله عن الإنسان أنه: «إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». (11) اعتراضنا إنما هو على الظلم و الاستكبار و التحكم و العدوان و الفساد و الانحطاط الأخلاقي و العملي الذي تمارسه القوى الاستعمارية و الاستكبارية ضد شعوبنا. و نحن الآن أيضاً نشاهد تحكّم و تدخل و تعنّت أمريكا و بعض ذيولها في المنطقة داخل البلدان التي تحوّل فيها نسيم الصحوة إلى نهوض عاصف و إلى ثورة. وعود هؤلاء و توعّداتهم يجب أن لا تؤثر في قرارات و مبادرات النخب السياسية و في الحركة الجماهيرية العظيمة.
و هنا أيضاً يجب أن نتلقى الدروس من التجارب. أولئك الذين انشدّت قلوبهم لسنوات طويلة بوعود أمريكا و جعلوا الركون إلى الظالم أساساً لنهجهم و سياستهم لم يستطيعوا أن يحلّوا مشكلة من مشاكل شعبهم أو أن يبعدوا ظلماً عنهم أو عن غيرهم. بل إن هؤلاء باستسلامهم لأمريكا لم يستطيعوا أن يحولوا دون هدم بيت فلسطيني واحد على الأقل في إرض هي ملك للفلسطينيين.
الساسة و النخب المخدوعة بالتطميع أو المرعوبة بتهديد جبهة الاستكبار و الذين يخسرون فرصة الصحوة الإسلامية يجب أن يخشوا ما وجهه الله سبحانه إليهم من تهديد إذ قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا وَ أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَ بِئْسَ الْقَرَارُ). (12)
المسألة الرابعة: إن أخطر ما يواجه حركة الصحوة الاسلامية اليوم هو إثارة الخلافات و دفع هذا الحراك نحو صدامات دموية طائفية و مذهبية و قومية و محلیة. هذه المؤامرة تتابع أجهزة الجاسوسية الغربية و الصهيونية تنفيذها اليوم بجدٍ و اهتمام في منطقة تمتد من شرق آسيا حتى شمال أفريقيا، و خاصة في المنطقة العربية، بدعم من دولارات النفط و الساسة المأجورين. و الأموال التي یمکن استخدمها في تحقيق رفاه خلق الله، تُنفق في التهديد و التكفير و الاغتيال و التفجير و إراقة دم المسلمين و إضرام نيران الأحقاد الدفينة. أولئك الذين يرون في قوة اتحاد المسلمين مانعاً لتطبيق أهدافهم الخبيثة رأوا في إثارة الخلافات داخل الأمة الإسلامية أيسر طريق لتنفيذ أهدافهم الشيطانية، و جعلوا من اختلاف وجهات النظر في الفقه و الكلام و التاريخ و الحديث، و هو اختلاف طبيعي لا يمكن اجتنابه، ذريعة للتكفير و سفك الدماء و الفتنة و الفساد.
نظرة فاحصة لساحة النزاعات الداخلية تكشف بوضوح يد العدوّ وراء هذه المآسي. هذه اليد الغادرة تستثمر دون شك الجهل و العصبية و السطحية في مجتمعاتنا، و تصبّ الزيت على النار. مسؤولية المصلحين و النخب الدينية و السياسية في هذا الخضمّ ثقيلة جداً.
ليبيا بشكل، و مصر و تونس بشكل أخر، و سوريا بشكل، و باكستان بشكل أخر، و العراق و لبنان بشكل، تعاني اليوم أو في معرض المعاناة من هذه النيران الخطرة. لا بدّ من المراقبة الشديدة و البحث عن العلاج.
من السذاجة أن نعزو كل ذلك إلى عوامل و دوافع عقائدية أو قومية. الدعاية الغربية و الإعلام الإقليمي التابع و المأجور يصوّران الحرب المدمّرة في سورية بأنها نزاع سنّي ــ شيعي، و يوفران بذلك مساحة آمنة للصهاينة و أعداء المقاومة في سوريا و لبنان. بينما النزاع في سوريا ليس بين طرفين سني و شيعي، بل بين أنصار المقاومة ضد الصهيونية و معارضي هذه المقاومة. ليست حكومة سوريا حكومة شيعية، و لا المعارضة العلمانية المعادية للإسلام مجموعة سنية، إنما المنفذون لهذا السيناريو المأساوي كانوا بارعين في قدرتهم على استغلال المشاعر الدينية للسذج في هذا الحريق المهلك. نظرة إلى الساحة و الفاعلين فيها على المستويات المختلفة توضّح هذه المسألة لكل إنسان منصف.
هذه الموجة الإعلامية تؤدّي دورها بشكل آخر في البحرين لاختلاق الكذب و الخداع. في البحرين هناك أكثرية مظلومة محرومة لسنوات طويلة من حق التصويت و سائر الحقوق الأساسية للشعب، قد نهضت للمطالبة بحقها. ترى هل يصحّ أن نعتبر الصراع شيعيا سنياً لأن هذه الأكثرية المظلومة من الشيعة، و الحكومة المتجبّرة العلمانية تتظاهر بالتسنّن ؟!
المستعمرون الأوربيون و الأمريكيون و من لفّ لفهم في المنطقة يريدون طبعاً أن يصوّروا الأمر بهذا الشكل، و لكن أهذه هي الحقيقة؟!
هذا ما يستدعي من جميع علماء الدين المصلحين و المنصفين أن يقفوا تجاهه بتأمّل و دقة و شعور بالمسؤولية، و يحتّم عليهم أن يعرفوا أهداف العدو في إثارة الخلافات الطائفية و القومية و الحزبية.
المسألة الخامسة: إن سلامة مسيرة حركات الصحوة الإسلامية يجب أن نبحث عنها، فيما نبحث، في موقفها تجاه قضية فلسطين. منذ ستين عاماً حتى الآن لم تنزل على قلب الأمة الإسلامية كارثة أكبر من اغتصاب فلسطين.
مأساة فلسطين منذ اليوم الأول حتى الآن كانت مزيجاً من القتل و الارهاب و الهدم و الغصب و الإساءة للمقدسات الإسلامية. وجوب الصمود و النضال أمام هذا العدو المحارب هو موضع اتفاق جميع المذاهب الإسلامية و محل إجماع كل التيارات الوطنية الصادقة و السليمة.
إنّ أيّ تيار في البلدان الإسلامية يتناسى هذا الواجب الديني و الوطني انصياعاً للإرادة الأمريكية المتعنتة أو بمبررات غير منطقية يجب أن لا يتوقع غير التشكيك في وفائه للإسلام و في صدق ادعاءاته الوطنية.
إنّ هذا هو المحكّ. كل من يرفض شعار تحرير القدس الشريف و إنقاذ الشعب الفلسطيني و أرض فلسطين، أو يجعلها مسألة ثانوية و يدير ظهره لجبهة المقاومة، فهو متّهم.
الأمة الإسلامية يجب أن تضع نصب عينيها هذا المؤشر و المعيار الواضح الأساسي في كل مكان و زمان.
أيها الضيوف الأعزاء.. أيها الإخوة و الأخوات..
لا تبعدوا عن أنظاركم كيد العدوّ، فإن غفلتنا توفّر الفرصة للعدوّ.
إنّ درس الإمام علي (عليه السلام) لنا هو أنه: «من نام لم يُنَم عنه». (13) تجربتنا في الجمهورية الإسلامية هي بدورها مليئة بدروس العبرة في هذا المجال. إذ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، بدأت الحكومات الغربية و الأمريكية المستكبرة التي كانت منذ أمد بعيد تسيطر على طواغيت إيران و تتحكم في المصير السياسي و الاقتصادي و الثقافي لبلدنا، و تستهين بالقوة الضخمة للايمان الإسلامي في داخل المجتمع، و كانت غافلة عن قوة الإسلام و القرآن في التعبئة و التوجيه، بدأت تفهم فجأة ما وقعت فيه من غفلة، فتحركت دوائرها السيادية و أجهزتها الاستخبارية و مراكز صنع القرار فيها لِتَجبُرَ ما مُنيت به من هزيمة فاحشة .
رأينا خلال هذه الأعوام التي تربو علی الثلاثين أنواع المؤامرات و المخططات، و الذي بدّد مكرهم أساساً هو عاملان: الثبات على المبادئ الإسلامية، و الحضور الجماهيري في الساحة.
هذان العاملان هما مفتاح الفتح و الفَرَج في كل مكان. العامل الأول يضمنه الإيمان الصادق بالوعد الإلهي، و العامل الثاني سيبقى ببركة الجهود المخلصة و البيان الصادق. الشعب الذي يؤمن بصدقِ قادته و إخلاصهم يجعل الساحة فاعلة بحضوره المبارك. و أينما بقي الشعب في الساحة بعزم راسخ فإن أية قدرة ستكون عاجزة عن إنزال الهزيمة به. هذه تجربة ناجحة لكل الشعوب التي صنعت بحضورها الصحوة الإسلامية.
أسأل الله تعالى لكم و لكل الشعوب أن يسددكم و يأخذ بأیدیکم و يعينكم و يغدق عليكم شآبيب رحمته إنه تعالى سميع مجيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1 - سورة القصص، الآیة 7 .
2 - سورة القصص، الآیة 13 .
3 - سورة الفیل، الآیة 2 .
4 - سورة قریش، الآیة 3 .
5 - سورة الضحی، الآیة 3 .
6 - سورة الشعراء، الآیة 62 .
7 - سورة الشعراء، الآیة 61 .
8 - سورة الحج، الآیة 40 .
9 - سورة القصص، الآیة 83 .
10 - سورة الفتح، الآیة 6 .
11 - نهج البلاغة، الکتاب رقم 53 .
12 - سورة إبراهیم، الآیتان 28 و 29 .
13 - نهج البلاغة، الکتاب رقم 62 .
Source: http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=1569
51:49
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 25 رمضان 1443ه 26-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ25 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 25-رمضان-1443هـ 26-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ25 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 25-رمضان-1443هـ 26-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن المبدأ الإسلامي العظيم: الاعتصام بحبل الله جميعاً، والأخوة الإيمانية، والحديث عن خطورة الفرقة بين المؤمنين، تجلَّى لنا أهمية هذا المبدأ، وأهمية تلك الفريضة العظيمة، بالاعتبار الإيماني، فلا يمكن أن تكون متقياً لله، مؤمناً كامل الإيمان، صادق الإيمان، مستجيباً لله \"سبحانه وتعالى\"، ملتزماً بدين الله \"سبحانه وتعالى\"، إلَّا وتهتم بهذا المبدأ، وتسعى للالتزام به، وتسعى لتطبيق تلك الفريضة، التي هي: الأخوة الإيمانية.
وتبيَّن إلى جانب الأهمية الإيمانية لهذه المسألة، أهميتها أيضاً على مستوى الواقع، في أن تكون الأمة قويةً في مواجهة أعدائها، وفي النهوض بمسؤولياتها، وفي إنجاز أهدافها المقدَّسة، وفي الاهتمام بمصالحها الكبرى، كل هذا لابدَّ فيه من وحدة الكلمة، من التعاون على المستوى العام، الأمة الإسلامية بشكلٍ عام، أو على مستوى أي مجتمع من مجتمعات أمتنا، يريد أن يستجيب لله \"سبحانه وتعالى\"، وأن يتحرك على أساس هذا المبدأ العظيم، الذي ثمرته معلومةٌ، ومعروفةٌ، ومؤكَّدة.
وكما قلنا في سياق الحديث في المحاضرات الماضية: هذا المبدأ يلقى أشد المحاربة من الشيطان، ومن أعداء المسلمين بشكلٍ عام؛ لأنهم يعون أهميته، يعون كم أنه يشكِّل عائقاً أمام مؤامراتهم، وأهدافهم، وأحقادهم، ومساعيهم للسيطرة على هذه الأمة، أو على أي مجتمع من أبناء هذه الأمة، يسعى وفق ذلك المبدأ العظيم، وينطلق على أساسه، هم يدركون أنه يمثِّل عامل قوة للأمة بشكلٍ عام، أو لبعضها، من يتحرك على أساسه من أبناء هذه الأمة، وهم يريدون أن يزيحوا من أمامهم كل ما يمكن أن يشكِّل عائقاً لهم في تحقيق أهدافهم، في السيطرة على أمتنا الإسلامية، وعلى أوطانها وثرواتها، وحتى على ثروتها البشرية، فهم يتحركون لمحاربة هذا المبدأ العظيم بكل الوسائل، وتحت كل العناوين، ومنذ زمنٍ طويل، ليست حربهم على هذا المبدأ، واستهدافهم للأمة في هذا المبدأ العظيم شيئاً جديداً، إنما يتطور مع الوقت، وتتطور أساليبهم فيه، ووسائلهم لتحقيقه.
من المعروف أنَّ أعداء الأمة سعوا إلى تقسيم العالم الإسلامي الكبير إلى دويلاتٍ متفرقة، ففصَّلوه جغرافياً وسياسياً، وأطَّروا كل بقعةٍ منه على المستوى الجغرافي والسياسي؛ ليفصلوها عن البقعة الأخرى، فهم كانوا وراء هذا التقسيم الذي عليه بلاد المسلمين، وفيما سبق كان العالم الإسلامي عالماً واحداً، ولكنهم سعوا إلى تجزئته، وتقطيع أوصاله؛ لإضعاف أبنائه، وهذا شيءٌ معروف، عُقِدَّت له مؤتمرات، وكانت لها مخرجات، ووثائق معينة، إلى درجة أنَّ أبناء العالم الإسلامي إذا اختلفوا، وتنازعوا أحياناً على الحدود، هم يحتكمون- البعض منهم- إلى العدو الذي فرَّقهم، وقسَّم أوطانهم، وجزَّأ بلدانهم؛ لأنهم يعتبرونه هو الأعرف كيف فعل، كيف قسم هذه المنطقة عن تلك المنطقة، وهذا البلد عن ذلك البلد، وكيف قطَّع أوصال ذلك الوطن، فيحتكمون إليه، يحتكمون عند البريطاني، ليقول لهم كيف قسم أوطانهم، أين هي الحدود وفق تقسيمه.
لم يكتفوا بذلك، أن قسموا العالم الإسلامي إلى أوطان مؤطَّرة سياسياً وجغرافياً، وفرقوا بين أبنائه على هذا الأساس، بل عملوا بكل جهد إلى توسيع الفرقة المذهبية، وإلى استنساخ مذاهب إضافية، وإلى إحداث الفرقة حتى داخل كل مذهب؛ ليشتتوا الأمة فكرياً، وثقافياً، ودينياً.
وأكثر من ذلك: يحاولون أن يزرعوا في العالم الإسلامي من جديد أقليات دينية، يعملون على إنشاء أقليات دينية، بديانات جديدة غير الإسلام، ثم إلى فرضها سياسياً، إلى أن يفرضوا لها حقوقاً سياسية، وأن يؤقلموا الوضع العام في البلد على مستوى النظام، وعلى مستوى ما يعتمد عليه أبناء البلد في نظم شؤون حياتهم، إلى أن يكون وفقاً لذلك لإزاحة الإسلام وشريعة الإسلام من شؤون الحياة، فعملوا على أن يزرعوا في كثيرٍ من العالم الإسلامي ديانات جديدة غير الإسلام، ويعملون على أن يوسعوا دائرتها بكل جهد، واستغربنا في الآونة الأخيرة حينما جلبوا إلى اليمن البهائية، والأحمدية، وأصبحوا يجلبون أيضاً عناوين أخرى، ويحاولون أن ينشروها، وأن يوسعوا دائرتها.
أمَّا على مستوى ما هو محسوبٌ على الإسلام من مذاهب، وأفكار، وتوجهات ثقافية وفكرية مشتتة، فهم يشتغلون باستمرار، وتحريف المفاهيم، وتغييرها، والشتات الفكري والثقافي الذي يسعون من ورائه بعثرة الأمة؛ حتى لا تعتصم بحبل الله جميعاً، تتوجه على أساسٍ واحد، ورؤيةٍ واحدة، وهم يشتغلون بشكل مستمر، ويستفيدون في هذا العصر من الإمكانات التقنية، وبالذات من الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع على الإنترنت، ويحاولون أن يستغلوا فقدان المنعة الثقافية لدى الكثير من أبناء الأمة، والضعف الثقافي لدى الكثير من أبناء الأمة، والفراغ الثقافي لدى الكثير منهم، في التأثير عليهم، وهم يعملون في هذا الاتجاه عملاً واسعاً.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ25 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 25-رمضان-1443هـ 26-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن المبدأ الإسلامي العظيم: الاعتصام بحبل الله جميعاً، والأخوة الإيمانية، والحديث عن خطورة الفرقة بين المؤمنين، تجلَّى لنا أهمية هذا المبدأ، وأهمية تلك الفريضة العظيمة، بالاعتبار الإيماني، فلا يمكن أن تكون متقياً لله، مؤمناً كامل الإيمان، صادق الإيمان، مستجيباً لله \"سبحانه وتعالى\"، ملتزماً بدين الله \"سبحانه وتعالى\"، إلَّا وتهتم بهذا المبدأ، وتسعى للالتزام به، وتسعى لتطبيق تلك الفريضة، التي هي: الأخوة الإيمانية.
وتبيَّن إلى جانب الأهمية الإيمانية لهذه المسألة، أهميتها أيضاً على مستوى الواقع، في أن تكون الأمة قويةً في مواجهة أعدائها، وفي النهوض بمسؤولياتها، وفي إنجاز أهدافها المقدَّسة، وفي الاهتمام بمصالحها الكبرى، كل هذا لابدَّ فيه من وحدة الكلمة، من التعاون على المستوى العام، الأمة الإسلامية بشكلٍ عام، أو على مستوى أي مجتمع من مجتمعات أمتنا، يريد أن يستجيب لله \"سبحانه وتعالى\"، وأن يتحرك على أساس هذا المبدأ العظيم، الذي ثمرته معلومةٌ، ومعروفةٌ، ومؤكَّدة.
وكما قلنا في سياق الحديث في المحاضرات الماضية: هذا المبدأ يلقى أشد المحاربة من الشيطان، ومن أعداء المسلمين بشكلٍ عام؛ لأنهم يعون أهميته، يعون كم أنه يشكِّل عائقاً أمام مؤامراتهم، وأهدافهم، وأحقادهم، ومساعيهم للسيطرة على هذه الأمة، أو على أي مجتمع من أبناء هذه الأمة، يسعى وفق ذلك المبدأ العظيم، وينطلق على أساسه، هم يدركون أنه يمثِّل عامل قوة للأمة بشكلٍ عام، أو لبعضها، من يتحرك على أساسه من أبناء هذه الأمة، وهم يريدون أن يزيحوا من أمامهم كل ما يمكن أن يشكِّل عائقاً لهم في تحقيق أهدافهم، في السيطرة على أمتنا الإسلامية، وعلى أوطانها وثرواتها، وحتى على ثروتها البشرية، فهم يتحركون لمحاربة هذا المبدأ العظيم بكل الوسائل، وتحت كل العناوين، ومنذ زمنٍ طويل، ليست حربهم على هذا المبدأ، واستهدافهم للأمة في هذا المبدأ العظيم شيئاً جديداً، إنما يتطور مع الوقت، وتتطور أساليبهم فيه، ووسائلهم لتحقيقه.
من المعروف أنَّ أعداء الأمة سعوا إلى تقسيم العالم الإسلامي الكبير إلى دويلاتٍ متفرقة، ففصَّلوه جغرافياً وسياسياً، وأطَّروا كل بقعةٍ منه على المستوى الجغرافي والسياسي؛ ليفصلوها عن البقعة الأخرى، فهم كانوا وراء هذا التقسيم الذي عليه بلاد المسلمين، وفيما سبق كان العالم الإسلامي عالماً واحداً، ولكنهم سعوا إلى تجزئته، وتقطيع أوصاله؛ لإضعاف أبنائه، وهذا شيءٌ معروف، عُقِدَّت له مؤتمرات، وكانت لها مخرجات، ووثائق معينة، إلى درجة أنَّ أبناء العالم الإسلامي إذا اختلفوا، وتنازعوا أحياناً على الحدود، هم يحتكمون- البعض منهم- إلى العدو الذي فرَّقهم، وقسَّم أوطانهم، وجزَّأ بلدانهم؛ لأنهم يعتبرونه هو الأعرف كيف فعل، كيف قسم هذه المنطقة عن تلك المنطقة، وهذا البلد عن ذلك البلد، وكيف قطَّع أوصال ذلك الوطن، فيحتكمون إليه، يحتكمون عند البريطاني، ليقول لهم كيف قسم أوطانهم، أين هي الحدود وفق تقسيمه.
لم يكتفوا بذلك، أن قسموا العالم الإسلامي إلى أوطان مؤطَّرة سياسياً وجغرافياً، وفرقوا بين أبنائه على هذا الأساس، بل عملوا بكل جهد إلى توسيع الفرقة المذهبية، وإلى استنساخ مذاهب إضافية، وإلى إحداث الفرقة حتى داخل كل مذهب؛ ليشتتوا الأمة فكرياً، وثقافياً، ودينياً.
وأكثر من ذلك: يحاولون أن يزرعوا في العالم الإسلامي من جديد أقليات دينية، يعملون على إنشاء أقليات دينية، بديانات جديدة غير الإسلام، ثم إلى فرضها سياسياً، إلى أن يفرضوا لها حقوقاً سياسية، وأن يؤقلموا الوضع العام في البلد على مستوى النظام، وعلى مستوى ما يعتمد عليه أبناء البلد في نظم شؤون حياتهم، إلى أن يكون وفقاً لذلك لإزاحة الإسلام وشريعة الإسلام من شؤون الحياة، فعملوا على أن يزرعوا في كثيرٍ من العالم الإسلامي ديانات جديدة غير الإسلام، ويعملون على أن يوسعوا دائرتها بكل جهد، واستغربنا في الآونة الأخيرة حينما جلبوا إلى اليمن البهائية، والأحمدية، وأصبحوا يجلبون أيضاً عناوين أخرى، ويحاولون أن ينشروها، وأن يوسعوا دائرتها.
أمَّا على مستوى ما هو محسوبٌ على الإسلام من مذاهب، وأفكار، وتوجهات ثقافية وفكرية مشتتة، فهم يشتغلون باستمرار، وتحريف المفاهيم، وتغييرها، والشتات الفكري والثقافي الذي يسعون من ورائه بعثرة الأمة؛ حتى لا تعتصم بحبل الله جميعاً، تتوجه على أساسٍ واحد، ورؤيةٍ واحدة، وهم يشتغلون بشكل مستمر، ويستفيدون في هذا العصر من الإمكانات التقنية، وبالذات من الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع على الإنترنت، ويحاولون أن يستغلوا فقدان المنعة الثقافية لدى الكثير من أبناء الأمة، والضعف الثقافي لدى الكثير من أبناء الأمة، والفراغ الثقافي لدى الكثير منهم، في التأثير عليهم، وهم يعملون في هذا الاتجاه عملاً واسعاً.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
14:44
|
[ARABIC] Vali Amr Muslimeen Ayatullah Ali Khamenei - HAJJ Message 2011
نداء قائد الثورة الإسلامیة
الإمام سيد علي الحسيني الخامنئي
إلى حجاج بيت الله الحرام – 1432هجرية
بسم...
نداء قائد الثورة الإسلامیة
الإمام سيد علي الحسيني الخامنئي
إلى حجاج بيت الله الحرام – 1432هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلوات الله وتحياته على سيد الأنام محمد المصطفى وآله الطيبين وصحبه المنتجبين.
حلّ الآن ربيع الحج بطراوته وصفائه المعنوي وعظمته وحشمته الموهوبة، وصيّر القلوب المؤمنة والمشتاقة كالفَراشات تحلّق حول كعبة التوحيد والوحدة. مكة ومنى والمشعر وعرفات منازل أناسٍ سُعداء لَبّوا نداء (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) وفازوا بالحضور في ضیافة الربّ الكريم الغفور. فهنا ذلك البيت المبارك ومنطلق الهداية، حيث تسطع منه الآيات الإلهية البينات وتمتدّ فيه مظلة الأمان على رؤوس الجميع.
اغسلوا القلب في زمزم الصفاء والذكر والخشوع، وافتحوا عيون باطنكم على آيات ربّ العالمين الباهرة، واتجهوا إلى الإخلاص والتسليم فهما معالم العبودية الحقيقية، وأحيوا القلوبَ مرّات ومرّات بذكرى ذلك الأب الذي أخذ إسماعيله إلى المذبح عن طواعية وتسليم، وبذلك تعرفون الطريق اللاحب الواضح الذي فتحه أمَامنا للوصول إلى مقام الخليل للربّ الجليل، واحفظوا في همتكم الإیمانیة ونيتكم الصادقة عزم ولوج هذا الطريق.
مقام إبراهيم واحد من تلك الآيات البيّنات. موضع قدم إبراهيم (عليه السلام) بجوار الكعبة الشريفة، ليس الا رمزا لمقام إبراهيم. مقام إبراهيم هو مقام إخلاصه وإيثاره وتضحيته ، هو مقام وقوفه أمام دوافع النفس وعواطف الأبوّة، وكذلك أمام سيطرة الكفر والشرك وسلطة نمرود العصر.
هذان الطريقان للنجاة ماثلان الآن أمام كل فرد من أفراد أمتنا الإسلامية. ما فينا من همّة وشجاعة وعزم راسخ يستطيع أن يقودنا إلى نفس تلك الأهداف التي دعا البشرَ إليها أنبياءُ الله من آدم إلى الخاتم، ووعدوا السائرين نحوها بالعزّة والسعادة في الدنيا والآخرة.
في هذا المحضر العظيم للأمة الإسلامية ينبغي للحجاج أن يتناولوا أهمّ مسائل العالم الإسلامي.
إنّ على رأس هذه المسائل جميعًا اليوم، النهوض والثورة في بعض البلدان الإسلاميّة المهمة.بين حجّ العام الماضي وحجّ هذا العام برزت في العالم الإسلامي حوادث تستطيع أن تغيّر مصير الأمة الإسلامية، وتبشّر بمستقبل وضّاء مُفعم بالعزّة والتطور المادي والمعنوي. في مصر وتونس وليبيا أطيحَ بالطواغيت المتفرعنين الفاسدين العملاء، وفي بعض البلدان الأخرى تتصاعد أمواج الثورات الشعبية الهادرة لتهدّد قصور المال والقوّة بالإبادة والانهدام.
هذه الصفحة الجديدة من تاريخ أمتنا توضّح حقائق هي بأجمعها من الآيات الإلهية البينات، وتقدّم لنا دروسًا حياتية، هذه الحقائق يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في جميع محاسبات الشعوب المسلمة.
الأولى : أنه انبثق من قلب الشعوب التي كانت لعشرات السنوات قابعة تحت السيطرة السياسية الأجنبية جيل من الشباب باعتماد على النفس ـ يستحق التقدير ـ خاطر بنفسه ونهض لمواجهة القوى المهينة وشمّر عن ساعد الجدّ لتغيير الأوضاع.
والحقيقة الأخرى: أنه رغم سيطرة الحكام العَلمانيين وما بذلوه من سعي في السر و العلن لعزل الدين عن الحياة في هذه البلدان، فإن الإسلام بنفوذٍ وحضور باهر وعظيم قد صار هاديا و موجّهًا للألسن والقلوب، و مثل ينبوع متدفّق بعث الطراوة والحياة في أقوال الجماهير المليونية وأعمالهم. وفي تجمعاتهم ومواقفهم. المآذن والمساجد والتكبير والشعارات الإسلامية معالم واضحة لهذه الحقيقة، والانتخابات الأخيرة في تونس برهان قاطع على هذا الادّعاء. ومن دون شك فإن الانتخابات الحرّة في أي بلد إسلامي آخر سوف لا تكون لها غير نتيجة ما حدث في تونس.
والأخرى : أن حوادث هذا العام قد بيّنت للجميع أن الله العزيز القدير قد جهّز في عزم الشعوب وإرادتها قدرةً لا تستطيع أن تقاومها أية قدرة أخرى. الشعوب بما وهبها الله من هذه القوة قادرة أن تغيّر مصيرها وتجعل النصر الإلهي من نصيبها.
والأخرى: أنّ الدول المستكبرة وعلى رأسها أمريكا مع انّها قد عملت لعشرات الأعوام، بممارسة أحابيلها السياسية والأمنية، على إخضاع حكومات المنطقة ظانة أنها قد عبّدت طريقًا سالكًا للسيطرة الاقتصادية والثقافية والسياسية المتزايدة على هذا الجزء الحسّاس من العالم، أصبحت الآن أول من یواجه السخط والرفض والنفور من شعوب المنطقة. ومما لا شك فيه أن الأنظمة المنبثقة عن هذه الثورات سوف لن تنصاع أبدًا لحالة عدم التعادل المهينة السابقة، وسوف تتغير الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة بيد الشعوب وفي اتجاه التحقيق التام لعزّتها واستقلالها.
والأخرى: أن الطبيعة المزوّرة والمنافقة للقوى الغربية قد انكشفت لشعوب هذه البلدان. أمريكا وأوربا بذلتا كل ما فی وسعهما بشكل من الأشكال لإبقاء صنائعهما في مصر وتونس وليبيا، وحين تغلّب عزم الشعوب على ما أرادوه، توجّهوا إلى هذه الشعوب المنتصرة بابتسامة صداقة مزوّرة.
الحقائق القيّمة والآيات الإلهية البينة في حوادث العام الأخير بهذه المنطقة أكثر مما ذُكر وليس بالعسير على أهل التدبّر أن يروها ويعرفوها.
ولكن مع ذلك فإن الأمة الإسلامية بأجمعها وخاصة الشعوب الناهضة بحاجة إلى عنصرين أساسيين:
الأول: مواصلة الصمود، والحذر الشديد من وهن العزم الراسخ. الأمر الإلهي للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم هو: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) و (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) وفي الكتاب الكريم وعلى لسان موسى ورد قوله سبحانه: (وقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
إنّ مصداق التقوى البارز للشعوب الناهضة في هذه الفترة يتمثل في عدم توقّف حركتها المباركة، وأن لا تُلهينّها منجزات هذا المقطع. هذا هو القسم الأعظم من التقوى التي وُعد أصحابها بعاقبة الخير العميم.
الثاني: الوعي واليقظة أمام ما يكيده المستكبرون الدوليون والقوى التي صُفعت جرّاء هذه الثورات والنهضات. هؤلاء سوف لن یقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيتوجهون إلى الساحة بكل قواهم السياسية والأمنية والمالية لاستعادة نفوذهم واقتدارهم في هذه البلدان. آليّتهم في ذلك التطميع والتهديد والخداع. التجارب دلت على أن بين الخاصة يوجد مَن تفعل هذه الآلية فعلَها فيهم، ويدفعهم الخوف والطمع والغفلة عالمين أو غير عالمين، إلى خدمة العدوّ. لابدّ أن تكون عيون الشباب اليقظين والمثقفين وعلماء الدين في حالة دقيقة من المراقبة.
إنّ أهم خطر هو تدخل جبهة الكفر والاستكبار وتأثيرها على صياغة النظام السياسي الجديد في هذه البلدان. سوف يبذلون ما بوسعهم كي لا تتخذ الأنظمة الجديدة هوية إسلاميّة وشعبيّة. المخلصون في هذه البلدان بأجمعهم والذين يحملون همّ عزة بلدانهم وكرامتها وتطورها كلهم يجب أن يسعوا إلى تحقيق إسلامية النظام الجديد وشعبيته بشكل تام وكامل. دور الدساتير له المكانة البارزة في هذا المجال. إن الاتحاد الوطني وقبول التنوع المذهبي والقبلي والقومي شرط لما يُستقبل من انتصارات.
لِتعلَم الشعوب الشجاعة الناهضة في مصر وتونس وليبيا والشعوب اليقظة المناضلة الأخرى أن نجاتها من ظلم وكيد أمريكا وسائر المستكبرين الغربيين يكمن فقط وفقط في أن يكون میزان القوى في العالم لصالحهم. من أجل أن يستطيع المسلمون حلّ قضایاهم مع القوى العالمية الطامعة بشكل جادّ، يجب عليهم أن يوصلوا أنفسهم إلى مشارف قوة عالمية كبرى. وهذا لا يتحقق إلاّ بالتعاون والتعاضد والاتحاد بين البلدان الإسلامية. وهذه هي الوصية الخالدة للإمام الخميني العظيم. أمريكا والناتو بذريعة القذافي الخبيث والدكتاتور صبّت النيران لأشهر على ليبيا وشعبها. والقذافي هو نفسه الذي كان يُعتبر قبل ما أقدم عليه الشعب الليبي من نهوض شجاع ،من أصدقائهم المقربين، وكانوا يحتضنونه وينهبون ثروات ليبيا على يديه، بل يشدّون على يديه أو يقبّلونها من أجل اِغوائه.. وبعد نهوض الشعب اتخذوه ذريعة وهدموا جميع البنى التحتية في ليبيا. أية دولة استطاعت أن تحول دون مأساة قتل الشعب الليبي وانهدام ليبيا بيد الناتو؟ مادامت مخالب القوى الدموية الطامعة والوحشية الغربية لم تنكسر فإن مثل هذه الأخطار متصوّرة للبلدان الإسلامية، ولا نجاة إلاّ بتشكيل قطب مقتدر من العالم الإسلامي.
الغرب وأمريكا والصهيونية اليوم أكثر ضعفًا من أي وقت مضى، إنّ المشاكل الاقتصادية، والهزائم المتتالية في أفغانستان والعراق، والاعتراضات العميقة الشعبية في أمريكا والبلدان الغربية الأخرى التي اتسعت يومًا بعد يوم، ونضال الشعب الفلسطيني واللبناني وتضحياتهما، والإنتفاضات البطولیة للشعوب في اليمن والبحرين وبعض البلدان الأخرى القابعة تحت النفوذ الأمریکي.. كل هذا يحمل بشائر كبرى للأمة الإسلامية وخاصة للبلدان الثائرة الجديدة.
المؤمنون من الرجال والنساء في جميع أرجاء العالم وخاصة في مصر وتونس وليبيا عليهم أن يستثمروا هذه الفرصة أكثر فأكثر لإقامة القوة الدولية الإسلامية. وليتوكل الخواص وطلائع النهضة على الله العلي القدير ويعتمدوا على وعده بالنصر، ويزيّنوا الصفحة الجديدة المفتوحة من تاريخ الأمة الإسلامية بمفاخرهم الخالدة التي ترضي الله تعالى وتوفّر لهم عوامل نصرته سبحانه.
والسلام على عباد الله الصالحين
سيد علي الحسيني الخامنئي
29 ذي القعدة 1432 هجرية
More...
Description:
نداء قائد الثورة الإسلامیة
الإمام سيد علي الحسيني الخامنئي
إلى حجاج بيت الله الحرام – 1432هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلوات الله وتحياته على سيد الأنام محمد المصطفى وآله الطيبين وصحبه المنتجبين.
حلّ الآن ربيع الحج بطراوته وصفائه المعنوي وعظمته وحشمته الموهوبة، وصيّر القلوب المؤمنة والمشتاقة كالفَراشات تحلّق حول كعبة التوحيد والوحدة. مكة ومنى والمشعر وعرفات منازل أناسٍ سُعداء لَبّوا نداء (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) وفازوا بالحضور في ضیافة الربّ الكريم الغفور. فهنا ذلك البيت المبارك ومنطلق الهداية، حيث تسطع منه الآيات الإلهية البينات وتمتدّ فيه مظلة الأمان على رؤوس الجميع.
اغسلوا القلب في زمزم الصفاء والذكر والخشوع، وافتحوا عيون باطنكم على آيات ربّ العالمين الباهرة، واتجهوا إلى الإخلاص والتسليم فهما معالم العبودية الحقيقية، وأحيوا القلوبَ مرّات ومرّات بذكرى ذلك الأب الذي أخذ إسماعيله إلى المذبح عن طواعية وتسليم، وبذلك تعرفون الطريق اللاحب الواضح الذي فتحه أمَامنا للوصول إلى مقام الخليل للربّ الجليل، واحفظوا في همتكم الإیمانیة ونيتكم الصادقة عزم ولوج هذا الطريق.
مقام إبراهيم واحد من تلك الآيات البيّنات. موضع قدم إبراهيم (عليه السلام) بجوار الكعبة الشريفة، ليس الا رمزا لمقام إبراهيم. مقام إبراهيم هو مقام إخلاصه وإيثاره وتضحيته ، هو مقام وقوفه أمام دوافع النفس وعواطف الأبوّة، وكذلك أمام سيطرة الكفر والشرك وسلطة نمرود العصر.
هذان الطريقان للنجاة ماثلان الآن أمام كل فرد من أفراد أمتنا الإسلامية. ما فينا من همّة وشجاعة وعزم راسخ يستطيع أن يقودنا إلى نفس تلك الأهداف التي دعا البشرَ إليها أنبياءُ الله من آدم إلى الخاتم، ووعدوا السائرين نحوها بالعزّة والسعادة في الدنيا والآخرة.
في هذا المحضر العظيم للأمة الإسلامية ينبغي للحجاج أن يتناولوا أهمّ مسائل العالم الإسلامي.
إنّ على رأس هذه المسائل جميعًا اليوم، النهوض والثورة في بعض البلدان الإسلاميّة المهمة.بين حجّ العام الماضي وحجّ هذا العام برزت في العالم الإسلامي حوادث تستطيع أن تغيّر مصير الأمة الإسلامية، وتبشّر بمستقبل وضّاء مُفعم بالعزّة والتطور المادي والمعنوي. في مصر وتونس وليبيا أطيحَ بالطواغيت المتفرعنين الفاسدين العملاء، وفي بعض البلدان الأخرى تتصاعد أمواج الثورات الشعبية الهادرة لتهدّد قصور المال والقوّة بالإبادة والانهدام.
هذه الصفحة الجديدة من تاريخ أمتنا توضّح حقائق هي بأجمعها من الآيات الإلهية البينات، وتقدّم لنا دروسًا حياتية، هذه الحقائق يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في جميع محاسبات الشعوب المسلمة.
الأولى : أنه انبثق من قلب الشعوب التي كانت لعشرات السنوات قابعة تحت السيطرة السياسية الأجنبية جيل من الشباب باعتماد على النفس ـ يستحق التقدير ـ خاطر بنفسه ونهض لمواجهة القوى المهينة وشمّر عن ساعد الجدّ لتغيير الأوضاع.
والحقيقة الأخرى: أنه رغم سيطرة الحكام العَلمانيين وما بذلوه من سعي في السر و العلن لعزل الدين عن الحياة في هذه البلدان، فإن الإسلام بنفوذٍ وحضور باهر وعظيم قد صار هاديا و موجّهًا للألسن والقلوب، و مثل ينبوع متدفّق بعث الطراوة والحياة في أقوال الجماهير المليونية وأعمالهم. وفي تجمعاتهم ومواقفهم. المآذن والمساجد والتكبير والشعارات الإسلامية معالم واضحة لهذه الحقيقة، والانتخابات الأخيرة في تونس برهان قاطع على هذا الادّعاء. ومن دون شك فإن الانتخابات الحرّة في أي بلد إسلامي آخر سوف لا تكون لها غير نتيجة ما حدث في تونس.
والأخرى : أن حوادث هذا العام قد بيّنت للجميع أن الله العزيز القدير قد جهّز في عزم الشعوب وإرادتها قدرةً لا تستطيع أن تقاومها أية قدرة أخرى. الشعوب بما وهبها الله من هذه القوة قادرة أن تغيّر مصيرها وتجعل النصر الإلهي من نصيبها.
والأخرى: أنّ الدول المستكبرة وعلى رأسها أمريكا مع انّها قد عملت لعشرات الأعوام، بممارسة أحابيلها السياسية والأمنية، على إخضاع حكومات المنطقة ظانة أنها قد عبّدت طريقًا سالكًا للسيطرة الاقتصادية والثقافية والسياسية المتزايدة على هذا الجزء الحسّاس من العالم، أصبحت الآن أول من یواجه السخط والرفض والنفور من شعوب المنطقة. ومما لا شك فيه أن الأنظمة المنبثقة عن هذه الثورات سوف لن تنصاع أبدًا لحالة عدم التعادل المهينة السابقة، وسوف تتغير الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة بيد الشعوب وفي اتجاه التحقيق التام لعزّتها واستقلالها.
والأخرى: أن الطبيعة المزوّرة والمنافقة للقوى الغربية قد انكشفت لشعوب هذه البلدان. أمريكا وأوربا بذلتا كل ما فی وسعهما بشكل من الأشكال لإبقاء صنائعهما في مصر وتونس وليبيا، وحين تغلّب عزم الشعوب على ما أرادوه، توجّهوا إلى هذه الشعوب المنتصرة بابتسامة صداقة مزوّرة.
الحقائق القيّمة والآيات الإلهية البينة في حوادث العام الأخير بهذه المنطقة أكثر مما ذُكر وليس بالعسير على أهل التدبّر أن يروها ويعرفوها.
ولكن مع ذلك فإن الأمة الإسلامية بأجمعها وخاصة الشعوب الناهضة بحاجة إلى عنصرين أساسيين:
الأول: مواصلة الصمود، والحذر الشديد من وهن العزم الراسخ. الأمر الإلهي للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم هو: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) و (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) وفي الكتاب الكريم وعلى لسان موسى ورد قوله سبحانه: (وقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
إنّ مصداق التقوى البارز للشعوب الناهضة في هذه الفترة يتمثل في عدم توقّف حركتها المباركة، وأن لا تُلهينّها منجزات هذا المقطع. هذا هو القسم الأعظم من التقوى التي وُعد أصحابها بعاقبة الخير العميم.
الثاني: الوعي واليقظة أمام ما يكيده المستكبرون الدوليون والقوى التي صُفعت جرّاء هذه الثورات والنهضات. هؤلاء سوف لن یقفوا مكتوفي الأيدي، بل سيتوجهون إلى الساحة بكل قواهم السياسية والأمنية والمالية لاستعادة نفوذهم واقتدارهم في هذه البلدان. آليّتهم في ذلك التطميع والتهديد والخداع. التجارب دلت على أن بين الخاصة يوجد مَن تفعل هذه الآلية فعلَها فيهم، ويدفعهم الخوف والطمع والغفلة عالمين أو غير عالمين، إلى خدمة العدوّ. لابدّ أن تكون عيون الشباب اليقظين والمثقفين وعلماء الدين في حالة دقيقة من المراقبة.
إنّ أهم خطر هو تدخل جبهة الكفر والاستكبار وتأثيرها على صياغة النظام السياسي الجديد في هذه البلدان. سوف يبذلون ما بوسعهم كي لا تتخذ الأنظمة الجديدة هوية إسلاميّة وشعبيّة. المخلصون في هذه البلدان بأجمعهم والذين يحملون همّ عزة بلدانهم وكرامتها وتطورها كلهم يجب أن يسعوا إلى تحقيق إسلامية النظام الجديد وشعبيته بشكل تام وكامل. دور الدساتير له المكانة البارزة في هذا المجال. إن الاتحاد الوطني وقبول التنوع المذهبي والقبلي والقومي شرط لما يُستقبل من انتصارات.
لِتعلَم الشعوب الشجاعة الناهضة في مصر وتونس وليبيا والشعوب اليقظة المناضلة الأخرى أن نجاتها من ظلم وكيد أمريكا وسائر المستكبرين الغربيين يكمن فقط وفقط في أن يكون میزان القوى في العالم لصالحهم. من أجل أن يستطيع المسلمون حلّ قضایاهم مع القوى العالمية الطامعة بشكل جادّ، يجب عليهم أن يوصلوا أنفسهم إلى مشارف قوة عالمية كبرى. وهذا لا يتحقق إلاّ بالتعاون والتعاضد والاتحاد بين البلدان الإسلامية. وهذه هي الوصية الخالدة للإمام الخميني العظيم. أمريكا والناتو بذريعة القذافي الخبيث والدكتاتور صبّت النيران لأشهر على ليبيا وشعبها. والقذافي هو نفسه الذي كان يُعتبر قبل ما أقدم عليه الشعب الليبي من نهوض شجاع ،من أصدقائهم المقربين، وكانوا يحتضنونه وينهبون ثروات ليبيا على يديه، بل يشدّون على يديه أو يقبّلونها من أجل اِغوائه.. وبعد نهوض الشعب اتخذوه ذريعة وهدموا جميع البنى التحتية في ليبيا. أية دولة استطاعت أن تحول دون مأساة قتل الشعب الليبي وانهدام ليبيا بيد الناتو؟ مادامت مخالب القوى الدموية الطامعة والوحشية الغربية لم تنكسر فإن مثل هذه الأخطار متصوّرة للبلدان الإسلامية، ولا نجاة إلاّ بتشكيل قطب مقتدر من العالم الإسلامي.
الغرب وأمريكا والصهيونية اليوم أكثر ضعفًا من أي وقت مضى، إنّ المشاكل الاقتصادية، والهزائم المتتالية في أفغانستان والعراق، والاعتراضات العميقة الشعبية في أمريكا والبلدان الغربية الأخرى التي اتسعت يومًا بعد يوم، ونضال الشعب الفلسطيني واللبناني وتضحياتهما، والإنتفاضات البطولیة للشعوب في اليمن والبحرين وبعض البلدان الأخرى القابعة تحت النفوذ الأمریکي.. كل هذا يحمل بشائر كبرى للأمة الإسلامية وخاصة للبلدان الثائرة الجديدة.
المؤمنون من الرجال والنساء في جميع أرجاء العالم وخاصة في مصر وتونس وليبيا عليهم أن يستثمروا هذه الفرصة أكثر فأكثر لإقامة القوة الدولية الإسلامية. وليتوكل الخواص وطلائع النهضة على الله العلي القدير ويعتمدوا على وعده بالنصر، ويزيّنوا الصفحة الجديدة المفتوحة من تاريخ الأمة الإسلامية بمفاخرهم الخالدة التي ترضي الله تعالى وتوفّر لهم عوامل نصرته سبحانه.
والسلام على عباد الله الصالحين
سيد علي الحسيني الخامنئي
29 ذي القعدة 1432 هجرية
40:01
|
المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 01-رمضان-1443هـ 02-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الأولى لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 01-رمضان-1443هـ 02-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الأولى لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 01-رمضان-1443هـ 02-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في رحاب شهر رمضان المبارك نتوجه إليكم من جديد بالمباركة والتهاني، ونسأل الله \"سبحانه وتعالى\" أن يوفِّقنا وإيَّاكم في هذا الشهر المبارك الكريم لما يرضيه عنا من صالح الأعمال، وأن يوفِّقنا للتزود بالتقوى من شهر الصيام والتقوى.
شهر رمضان هو من الفرص التي أتاحها الله \"سبحانه وتعالى\" وما أكثرها التي يهيئ الله للإنسان فيها الظروف الملائمة للتربية الإيمانية، لتزكية النفس، للاهتداء بهدى الله \"سبحانه وتعالى\".
أبواب رحمة الله \"سبحانه وتعالى\" هي مفتوحةٌ في كل وقتٍ وحين، والاستقامة والصلاح والتقوى أمرٌ مطلوبٌ من الإنسان بشكلٍ مستمر، لكن الله \"سبحانه وتعالى\" يهيِّئ للإنسان الفرص والأجواء المتنوعة على المستوى الزمني، وعلى مستوى الأحداث والمتغيرات، أشياء كثيرة يهيِّئ الله للإنسان من خلالها التذكر، وتمثل عاملاً مساعداً على الاستقامة، وأيضاً فرص كثيرة هيَّأها الله \"سبحانه وتعالى\" تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني والأخلاقي من جهة، وعلى اكتساب الأجر والثواب، وأن يحظى بالقرب من الله \"سبحانه وتعالى\"، وأن تتعزز علاقته الإيمانية بالله جلَّ شأنه من جهةٍ أخرى، ويهيِّئ الله للإنسان على المستوى الشخصي، وعلى مستوى المجتمع كمجتمعٍ مسلم، يتجه اتجاهاً إيمانياً وفق هدى الله \"سبحانه وتعالى\"، أن يحظى من خلال ذلك برعايةٍ واسعةٍ من الله، فيما لذلك من ثمرات ونتائج طيبة وعظيمة في عاجل الدنيا وفي آجل الآخرة.
في شهر رمضان تتهيأ الظروف كمحطةٍ سنويةٍ مع أجواء الصيام وبركاته للصفاء الذهني والنفسي، وللقابلية لهدى الله \"سبحانه وتعالى\" على نحوٍ متميز، وهي فرصة، فرصةٌ للتذكير، لِنُذكِّر أنفسنا بهدى الله، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: من الآية55]، وأيضاً شهر رمضان هو شهر نزول القرآن، وهناك صلةٌ وثيقةٌ ما بين الصيام في الغاية المرجوة منه وهي التقوى، وما بين القرآن الكريم، والاهتداء بالقرآن الكريم، والقرآن الكريم في أثره العظيم على المستوى التربوي سماه الله شفاءً، يشفي النفس البشرية من كل ما تعانيه من الترسبات والعلل الأخلاقية والتربوية التي تدنسها، التي تؤثر سلباً على فطرتها، التي تؤثر عليها التأثيرات السيئة، فينتج عن ذلك الأعمال السيئة والانحرافات في مسيرة الحياة، ولذلك للقرآن الكريم أثره الكبير عندما نتذكر بالقرآن، ونذكر بالقرآن، ونلتفت إلى القرآن الكريم بالتدبر والتأمل، مع التقييم لأنفسنا، والتقييم لواقعنا، والتقييم لأعمالنا، والتوجه العملي الصادق على تلافي جوانب القصور، وإصلاح جوانب الخلل:
أول ما نتحدث عنه في هذا السياق هو عن الصيام في غايته المرجوة العملية منه، الله \"سبحانه وتعالى\" قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، فهنا يحدد الله \"سبحانه وتعالى\" ثمرةً عمليةً هي ثمرةٌ تربوية، لها أهميتها الكبيرة التي تساعد الإنسان على الاستقامة، وبالتالي الوقاية من النتائج للأعمال السيئة.
كثيراً ما نذكر أن مصدر الخطر على الإنسان بالدرجة الأولى والمباشرة هي: الأعمال السيئة ونتائجها السيئة، عندما نلتفت إلى واقع المجتمع البشري، فأكثر ما يعاني منه الناس هي الجرائم، هي المظالم، هي المفاسد، لها تأثيرات سيئة جداً على حياة الناس على:
المستوى الاقتصادي: على المستوى الاقتصادي كثيرٌ من الأزمات، كثير من المشاكل الاقتصادية، تعود إلى اختلالين:
اختلال في المحرمات، في التجاوزات، في المعاصي، وما لذلك من تأثيرات مباشرة، الجرائم لها تأثيرات مباشرة، المفاسد لها تأثيرات مباشرة، ثم أيضاً في عقوباتها في واقع الحياة، في نتائجها في واقع الحياة، ما يترتب عليها من العقوبات، من نقص البركات، من نقص الخيرات، إلى غير ذلك.
وأيضاً الاختلال الآخر هو: عدم الاهتمام بما علينا أن نهتم به، بما على المجتمع البشري أن يفعله، أن يقوم به، هناك التزامات عملية فيما علينا أن نعمل، وهناك التزامات تجاه ما ينبغي أن نتركه، أن نحذر منه، ما نهانا الله \"سبحانه وتعالى\" عنه.
ثم الجانب الأمني كذلك: الكثير من المشاكل الأمنية، بل كل المشاكل الأمنية تعود إلى اختلالات كبيرة في الجوانب السلوكية والعملية، نتيجةً لما يحصل من جرائم، من مفاسد، من رذائل، تسبب الكثير من المآسي للناس في حياتهم، فمصدر الشر في هذه الحياة هو الأعمال السيئة، ونتائجها السيئة المباشرة، والعقوبات عليها، ولذلك تأتي مسألة التقوى لتضبط لدى الإنسان أداؤه العملي فيما يقيه من تلك النتائج السيئة، من تلك الأعمال السيئة ومن عواقبها السيئة، ونحن نلحظ مثلاً ما يمثله الأشرار في واقع البشر، والسيئون، والمجرمون، والظالمون، والمفسدون، من مشاكل كبيرة في حياة الناس، في كل مجالات حياتهم: في الجوانب الاقتصادية، في الجوانب الأمنية، في الجوانب الاجتماعية، في الجوانب السياسية، في جوانب كثيرة،
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الأولى لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 01-رمضان-1443هـ 02-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في رحاب شهر رمضان المبارك نتوجه إليكم من جديد بالمباركة والتهاني، ونسأل الله \"سبحانه وتعالى\" أن يوفِّقنا وإيَّاكم في هذا الشهر المبارك الكريم لما يرضيه عنا من صالح الأعمال، وأن يوفِّقنا للتزود بالتقوى من شهر الصيام والتقوى.
شهر رمضان هو من الفرص التي أتاحها الله \"سبحانه وتعالى\" وما أكثرها التي يهيئ الله للإنسان فيها الظروف الملائمة للتربية الإيمانية، لتزكية النفس، للاهتداء بهدى الله \"سبحانه وتعالى\".
أبواب رحمة الله \"سبحانه وتعالى\" هي مفتوحةٌ في كل وقتٍ وحين، والاستقامة والصلاح والتقوى أمرٌ مطلوبٌ من الإنسان بشكلٍ مستمر، لكن الله \"سبحانه وتعالى\" يهيِّئ للإنسان الفرص والأجواء المتنوعة على المستوى الزمني، وعلى مستوى الأحداث والمتغيرات، أشياء كثيرة يهيِّئ الله للإنسان من خلالها التذكر، وتمثل عاملاً مساعداً على الاستقامة، وأيضاً فرص كثيرة هيَّأها الله \"سبحانه وتعالى\" تساعد الإنسان على الارتقاء الإيماني والأخلاقي من جهة، وعلى اكتساب الأجر والثواب، وأن يحظى بالقرب من الله \"سبحانه وتعالى\"، وأن تتعزز علاقته الإيمانية بالله جلَّ شأنه من جهةٍ أخرى، ويهيِّئ الله للإنسان على المستوى الشخصي، وعلى مستوى المجتمع كمجتمعٍ مسلم، يتجه اتجاهاً إيمانياً وفق هدى الله \"سبحانه وتعالى\"، أن يحظى من خلال ذلك برعايةٍ واسعةٍ من الله، فيما لذلك من ثمرات ونتائج طيبة وعظيمة في عاجل الدنيا وفي آجل الآخرة.
في شهر رمضان تتهيأ الظروف كمحطةٍ سنويةٍ مع أجواء الصيام وبركاته للصفاء الذهني والنفسي، وللقابلية لهدى الله \"سبحانه وتعالى\" على نحوٍ متميز، وهي فرصة، فرصةٌ للتذكير، لِنُذكِّر أنفسنا بهدى الله، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: من الآية55]، وأيضاً شهر رمضان هو شهر نزول القرآن، وهناك صلةٌ وثيقةٌ ما بين الصيام في الغاية المرجوة منه وهي التقوى، وما بين القرآن الكريم، والاهتداء بالقرآن الكريم، والقرآن الكريم في أثره العظيم على المستوى التربوي سماه الله شفاءً، يشفي النفس البشرية من كل ما تعانيه من الترسبات والعلل الأخلاقية والتربوية التي تدنسها، التي تؤثر سلباً على فطرتها، التي تؤثر عليها التأثيرات السيئة، فينتج عن ذلك الأعمال السيئة والانحرافات في مسيرة الحياة، ولذلك للقرآن الكريم أثره الكبير عندما نتذكر بالقرآن، ونذكر بالقرآن، ونلتفت إلى القرآن الكريم بالتدبر والتأمل، مع التقييم لأنفسنا، والتقييم لواقعنا، والتقييم لأعمالنا، والتوجه العملي الصادق على تلافي جوانب القصور، وإصلاح جوانب الخلل:
أول ما نتحدث عنه في هذا السياق هو عن الصيام في غايته المرجوة العملية منه، الله \"سبحانه وتعالى\" قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183]، فهنا يحدد الله \"سبحانه وتعالى\" ثمرةً عمليةً هي ثمرةٌ تربوية، لها أهميتها الكبيرة التي تساعد الإنسان على الاستقامة، وبالتالي الوقاية من النتائج للأعمال السيئة.
كثيراً ما نذكر أن مصدر الخطر على الإنسان بالدرجة الأولى والمباشرة هي: الأعمال السيئة ونتائجها السيئة، عندما نلتفت إلى واقع المجتمع البشري، فأكثر ما يعاني منه الناس هي الجرائم، هي المظالم، هي المفاسد، لها تأثيرات سيئة جداً على حياة الناس على:
المستوى الاقتصادي: على المستوى الاقتصادي كثيرٌ من الأزمات، كثير من المشاكل الاقتصادية، تعود إلى اختلالين:
اختلال في المحرمات، في التجاوزات، في المعاصي، وما لذلك من تأثيرات مباشرة، الجرائم لها تأثيرات مباشرة، المفاسد لها تأثيرات مباشرة، ثم أيضاً في عقوباتها في واقع الحياة، في نتائجها في واقع الحياة، ما يترتب عليها من العقوبات، من نقص البركات، من نقص الخيرات، إلى غير ذلك.
وأيضاً الاختلال الآخر هو: عدم الاهتمام بما علينا أن نهتم به، بما على المجتمع البشري أن يفعله، أن يقوم به، هناك التزامات عملية فيما علينا أن نعمل، وهناك التزامات تجاه ما ينبغي أن نتركه، أن نحذر منه، ما نهانا الله \"سبحانه وتعالى\" عنه.
ثم الجانب الأمني كذلك: الكثير من المشاكل الأمنية، بل كل المشاكل الأمنية تعود إلى اختلالات كبيرة في الجوانب السلوكية والعملية، نتيجةً لما يحصل من جرائم، من مفاسد، من رذائل، تسبب الكثير من المآسي للناس في حياتهم، فمصدر الشر في هذه الحياة هو الأعمال السيئة، ونتائجها السيئة المباشرة، والعقوبات عليها، ولذلك تأتي مسألة التقوى لتضبط لدى الإنسان أداؤه العملي فيما يقيه من تلك النتائج السيئة، من تلك الأعمال السيئة ومن عواقبها السيئة، ونحن نلحظ مثلاً ما يمثله الأشرار في واقع البشر، والسيئون، والمجرمون، والظالمون، والمفسدون، من مشاكل كبيرة في حياة الناس، في كل مجالات حياتهم: في الجوانب الاقتصادية، في الجوانب الأمنية، في الجوانب الاجتماعية، في الجوانب السياسية، في جوانب كثيرة،
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
48:05
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 08 رمضان 1443ه 09-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثامنة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 08-رمضان-1443هـ 09-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثامنة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 08-رمضان-1443هـ 09-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من ضمن الآيات المباركة التي أتت في سياق الحديث عن فريضة صيام شهر رمضان- الآيات المباركة في سورة البقرة- أتى قول الله \"سبحانه وتعالى\": {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: الآية186].
الدعاء في الحالة الإيمانية هو من لوازم الإيمان، وجزءٌ مما يعبِّر به الإنسان المؤمن عن إيمانه، فالدعاء يعبِّر عن إيمانك بالله \"سبحانه وتعالى\" أنه الحي القيوم، أنه المدبر لشأنك، وشؤون السماوات والأرض، وشؤون الخلائق أجمعين، أنه الرحيم الكريم، أنه أرحم الراحمين، أنه سميع الدعاء، أنه المنعم المتفضل، أنه الملاذ والملجأ، الذي تلجأ إليه، وتلوذ به، وتفر إليه من كل هموم هذه الحياة، ومن كل التحديات والمخاطر فيها.
ومن جانبٍ آخر، هو يعبِّر ويدل على تذكُّرك لله \"سبحانه وتعالى\"، أنك ذاكرٌ له، لست غافلاً عنه، لست ناسياً له، الحالة البديلة عن الدعاء لله \"سبحانه وتعالى\"، هي: حالة النسيان لله، والالتجاء إلى غير الله \"سبحانه وتعالى\"؛ لأن الإنسان هو عبدٌ ضعيفٌ مفتقرٌ دائماً، يحتاج إلى العون، يحتاج إلى الرعاية، يحتاج إلى المساعدة، هو إمَّا أن يكون متوجِّهاً إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، وإلَّا كان البديل أن يتوجه إلى غير الله، إلى أمثاله من العبيد الضعفاء المحتاجين، الفقراء إلى الله \"سبحانه وتعالى\".
وهو أيضاً يعبِّر عن رجائك كإنسانٍ مؤمن، أنك ترجو الله، ترجو رحمته، ترجو فضله، تثق به، تتوكل عليه، أنك منيبٌ إليه، توَّابٌ إليه، رجَّاعٌ دائماً في كل المهمات والملمات، وفي كل الأحوال والظروف، إلى رحمته وكرمه وفضله، فالدعاء موقعه من الإيمان هذا الموقع المهم جدًّا، والذي لا بدَّ منه في الحالة الإيمانية.
في إطار الحديث عن صيام شهر رمضان المبارك في الآيات المباركة من سورة البقرة، أتت هذه الآية المباركة، بهذا التعبير الرقيق، الذي يعبِّر عن رحمة الله \"سبحانه وتعالى\"، وعن كرمه، وعن فضله، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، الله \"سبحانه وتعالى\" هو القريب من عباده، يعلم بكل أحوالهم وظروفهم، ويسمع دعاءهم ونداءهم، يَذْكُر من ذَكَرَه، ويَشْكُر من شَكَرَه، وهو \"سبحانه وتعالى\" يجيب الدعاء، يسمع الدعاء، ويجيب الدعاء، {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ويَسَّر لعباده مسألة الدعاء، فليست مسألةً معقَّدةً في وسائلها، وليست مسألةً ترتبط بأشخاص محددين فقط، يَسَّر المسألة إلى هذا المستوى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، فهو يجيب كل من دعاه إذا دعاه، وفق حكمته ورحمته \"سبحانه وتعالى\" وتدبيره، وهو الحي القيوم، ووفق ما يتعلق أيضاً بأحوال الداعي إذا دعا، وهو ما نتحدث عن بعضٍ منه على نحوٍ مختصرٍ إن شاء الله.
في مسألة الدعاء، الدعاء حالةٌ مطلوبةٌ من الإنسان في كل الأحوال؛ لأنها- كما قلنا- جزءٌ من إيمانه، ومن التزاماته الإيمانية، ومن اهتماماته الإيمانية، تعبِّر عن عمق علاقته بالله \"سبحانه وتعالى\"، فهي حالةٌ مطلوبةٌ في العسر واليسر، وفي الشدة والرخاء، وفي مختلف الحالات، وفي مختلف الظروف، وفي مختلف الأوقات، فالإنسان المؤمن لا يغفل عن الله بشكلٍ مستمر، لا يبقى في حالةٍ من الغفلة والنسيان والإعراض، وينكفئ على نفسه في همومه، في مشاكل حياته، في آماله ورغباته، في متطلبات حياته، كل شيءٍ في واقع حياته يشده إلى الله، حالة اليسر تشده إلى الله، وحالة العسر كذلك، حالة الرخاء تشده إلى الله، وحالة الشدة كذلك، الاهتمامات التي لديه المتعلقة بإيمانه ودينه ومستقبله في آخرته تشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، وظروف وشؤون حياته هذه، بكل ما فيها من هموم ومشاكل ومعاناة، وبكل ما فيها من يسرٍ وخيرٍ، تشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، فهو ذلك الذي يلتجئ إلى الله دوماً، ويتوجه إليه بالدعاء في كل الحالات، كل شيءٍ يشده إلى الله، يدفعه إلى الدعاء لله \"سبحانه وتعالى\".
البرنامج العبادي في الذكر والصلاة يشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، الأوقات المباركة، الأوقات المميزة، التي تعتبر فرص الاستجابة فيها أكثر، من أهم الأوقات عند الإنسان المؤمن التي يحاول أن يقتنص الفرصة فيها، وألَّا تفوته الفرصة فيها، فهو أيضاً يبحث عن تلك الأوقات، وهو أيضاً يحرص عليها، يحرص على المناسبات، على الأعمال؛ لأن هناك من الأوقات، ومن الأعمال، ومن الحالات، ما تكون فرصة الاستجابة فيها للدعاء أكثر، فهو يحرص على تلك الأوقات المميزة، الحالات المميزة، ومنها: شهر رمضان، ومنها: ليلة القدر أيضاً في داخل شهر رمضان، ومنها: العشر الأواخر في شهر رمضان، ومنها: الأوقات المباركة على الدوام، مثل: أوقات السحر، أوقات آخر الليل، مثل: عقب الصلوات... أوقات متعددة تعطى فيها للإنسان فرصة أن يدعو الله \"سبحانه وتعالى\"، وأن يحظى بالاستجابة من الله \"سبحانه وتعالى\".
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثامنة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 08-رمضان-1443هـ 09-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من ضمن الآيات المباركة التي أتت في سياق الحديث عن فريضة صيام شهر رمضان- الآيات المباركة في سورة البقرة- أتى قول الله \"سبحانه وتعالى\": {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: الآية186].
الدعاء في الحالة الإيمانية هو من لوازم الإيمان، وجزءٌ مما يعبِّر به الإنسان المؤمن عن إيمانه، فالدعاء يعبِّر عن إيمانك بالله \"سبحانه وتعالى\" أنه الحي القيوم، أنه المدبر لشأنك، وشؤون السماوات والأرض، وشؤون الخلائق أجمعين، أنه الرحيم الكريم، أنه أرحم الراحمين، أنه سميع الدعاء، أنه المنعم المتفضل، أنه الملاذ والملجأ، الذي تلجأ إليه، وتلوذ به، وتفر إليه من كل هموم هذه الحياة، ومن كل التحديات والمخاطر فيها.
ومن جانبٍ آخر، هو يعبِّر ويدل على تذكُّرك لله \"سبحانه وتعالى\"، أنك ذاكرٌ له، لست غافلاً عنه، لست ناسياً له، الحالة البديلة عن الدعاء لله \"سبحانه وتعالى\"، هي: حالة النسيان لله، والالتجاء إلى غير الله \"سبحانه وتعالى\"؛ لأن الإنسان هو عبدٌ ضعيفٌ مفتقرٌ دائماً، يحتاج إلى العون، يحتاج إلى الرعاية، يحتاج إلى المساعدة، هو إمَّا أن يكون متوجِّهاً إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، وإلَّا كان البديل أن يتوجه إلى غير الله، إلى أمثاله من العبيد الضعفاء المحتاجين، الفقراء إلى الله \"سبحانه وتعالى\".
وهو أيضاً يعبِّر عن رجائك كإنسانٍ مؤمن، أنك ترجو الله، ترجو رحمته، ترجو فضله، تثق به، تتوكل عليه، أنك منيبٌ إليه، توَّابٌ إليه، رجَّاعٌ دائماً في كل المهمات والملمات، وفي كل الأحوال والظروف، إلى رحمته وكرمه وفضله، فالدعاء موقعه من الإيمان هذا الموقع المهم جدًّا، والذي لا بدَّ منه في الحالة الإيمانية.
في إطار الحديث عن صيام شهر رمضان المبارك في الآيات المباركة من سورة البقرة، أتت هذه الآية المباركة، بهذا التعبير الرقيق، الذي يعبِّر عن رحمة الله \"سبحانه وتعالى\"، وعن كرمه، وعن فضله، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، الله \"سبحانه وتعالى\" هو القريب من عباده، يعلم بكل أحوالهم وظروفهم، ويسمع دعاءهم ونداءهم، يَذْكُر من ذَكَرَه، ويَشْكُر من شَكَرَه، وهو \"سبحانه وتعالى\" يجيب الدعاء، يسمع الدعاء، ويجيب الدعاء، {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ويَسَّر لعباده مسألة الدعاء، فليست مسألةً معقَّدةً في وسائلها، وليست مسألةً ترتبط بأشخاص محددين فقط، يَسَّر المسألة إلى هذا المستوى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، فهو يجيب كل من دعاه إذا دعاه، وفق حكمته ورحمته \"سبحانه وتعالى\" وتدبيره، وهو الحي القيوم، ووفق ما يتعلق أيضاً بأحوال الداعي إذا دعا، وهو ما نتحدث عن بعضٍ منه على نحوٍ مختصرٍ إن شاء الله.
في مسألة الدعاء، الدعاء حالةٌ مطلوبةٌ من الإنسان في كل الأحوال؛ لأنها- كما قلنا- جزءٌ من إيمانه، ومن التزاماته الإيمانية، ومن اهتماماته الإيمانية، تعبِّر عن عمق علاقته بالله \"سبحانه وتعالى\"، فهي حالةٌ مطلوبةٌ في العسر واليسر، وفي الشدة والرخاء، وفي مختلف الحالات، وفي مختلف الظروف، وفي مختلف الأوقات، فالإنسان المؤمن لا يغفل عن الله بشكلٍ مستمر، لا يبقى في حالةٍ من الغفلة والنسيان والإعراض، وينكفئ على نفسه في همومه، في مشاكل حياته، في آماله ورغباته، في متطلبات حياته، كل شيءٍ في واقع حياته يشده إلى الله، حالة اليسر تشده إلى الله، وحالة العسر كذلك، حالة الرخاء تشده إلى الله، وحالة الشدة كذلك، الاهتمامات التي لديه المتعلقة بإيمانه ودينه ومستقبله في آخرته تشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، وظروف وشؤون حياته هذه، بكل ما فيها من هموم ومشاكل ومعاناة، وبكل ما فيها من يسرٍ وخيرٍ، تشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، فهو ذلك الذي يلتجئ إلى الله دوماً، ويتوجه إليه بالدعاء في كل الحالات، كل شيءٍ يشده إلى الله، يدفعه إلى الدعاء لله \"سبحانه وتعالى\".
البرنامج العبادي في الذكر والصلاة يشده إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، الأوقات المباركة، الأوقات المميزة، التي تعتبر فرص الاستجابة فيها أكثر، من أهم الأوقات عند الإنسان المؤمن التي يحاول أن يقتنص الفرصة فيها، وألَّا تفوته الفرصة فيها، فهو أيضاً يبحث عن تلك الأوقات، وهو أيضاً يحرص عليها، يحرص على المناسبات، على الأعمال؛ لأن هناك من الأوقات، ومن الأعمال، ومن الحالات، ما تكون فرصة الاستجابة فيها للدعاء أكثر، فهو يحرص على تلك الأوقات المميزة، الحالات المميزة، ومنها: شهر رمضان، ومنها: ليلة القدر أيضاً في داخل شهر رمضان، ومنها: العشر الأواخر في شهر رمضان، ومنها: الأوقات المباركة على الدوام، مثل: أوقات السحر، أوقات آخر الليل، مثل: عقب الصلوات... أوقات متعددة تعطى فيها للإنسان فرصة أن يدعو الله \"سبحانه وتعالى\"، وأن يحظى بالاستجابة من الله \"سبحانه وتعالى\".
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
5:04
|
محاور الحوار (060) - ثاني اثنين اذ هما في الغار - Arabic
#أهل_السنة_و_الجماعة
#أهل_البدعة_و_الخلاف
#التعجب
#الولاية_الإمامة_الخلافة
#أهل_البيت
#وصاية_النبي
#الغدير...
#أهل_السنة_و_الجماعة
#أهل_البدعة_و_الخلاف
#التعجب
#الولاية_الإمامة_الخلافة
#أهل_البيت
#وصاية_النبي
#الغدير
#البكرية_و_العمرية
ومن عجيب أمرهم، وظاهر عنادهم: افتخارهم لأبي بكر بآية الغار، وإكثارهم من ذكرها، ولا يذكرون مبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك
الليلة على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث بذل مهجته دونه، وفداه بنفسه، واضطجع في موضعه الذي يقصده إليه أعداؤه، حتى تعجبت من ذلك الملائكة، وأنزل الله في مبيته: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)، هنالك قالت الملائكة:
هنيئا لك يا بن أبي طالب وأنت الحبيب المواسي ، فما انصراف القوم عن هذه الفضيلة العظيمة، ولهجهم بذكر آية الغار، إلا معاندة في الدين، وبغضة قد خالطت لحومهم لأمير المؤمنين (عليه السلام)!
ومن العجب: أن يفتخر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمبيته على الفراش فلا يعدونه له فخرا، ويعترف أبو بكر بأن حزنه في الغار معصية، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبره أن حزنه إثم وفتنة، فيخالفونه ويعدونه فخرا، وقد نظم كل واحد منها في ذلك شعرا، فروي أن أمير المؤمنين قال في مبيته:
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله الخلق أن مكروا به فنجاه ذو الطول الكريم من المكر
وبت أراعيهم وما يثبتونني وقد صبرت نفسي على القتل والأسر
وقال أبو بكر في أبيات له رواها ابن إسحاق في السيرة، وهو عند القوم أمين، ثقة:
ولما ولجت الغار قال محمد أمنت فثق في كل ممسى ومولج
بربك إن الله بالغك الذي تنوء به في كل مثوى ومخرج
ولا تحزنن فالحزن إثم وفتنة يكون على ذي البهجة المتحرج
فيقر الرجل في شعره بأن النبي أخبره أن حزنه في تلك الحال فتنة وإثم، فالفتنة الكفر، قال الله تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) ، ولا صرفها في هذا المكان إلى بعض محتملاتها من غير هذا الوجه لما قد قارنها من الإثم الذي لا يكون إلا في معصية الله عز وجل وشيعة الرجل يكذبونه فيما أخبر به، ويعدون معصيته حسنة، وحزنه مسرة، ويجعلون له ببغداد عيدا في كل سنة يظهرون فيه الفرح والمسرة، فيفرحون يوم إثمه، ويسرون يوم حزنه، وقد كان يجب أن يحزنوا كما حزن، ويغتموا بما جنى وأثم، بل يبكون لبكائه إذا كانوا من شيعته وأوليائه، لكن قصوراتهم واضحة، ومناقضاتهم فاضحة!
More...
Description:
#أهل_السنة_و_الجماعة
#أهل_البدعة_و_الخلاف
#التعجب
#الولاية_الإمامة_الخلافة
#أهل_البيت
#وصاية_النبي
#الغدير
#البكرية_و_العمرية
ومن عجيب أمرهم، وظاهر عنادهم: افتخارهم لأبي بكر بآية الغار، وإكثارهم من ذكرها، ولا يذكرون مبيت أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك
الليلة على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث بذل مهجته دونه، وفداه بنفسه، واضطجع في موضعه الذي يقصده إليه أعداؤه، حتى تعجبت من ذلك الملائكة، وأنزل الله في مبيته: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)، هنالك قالت الملائكة:
هنيئا لك يا بن أبي طالب وأنت الحبيب المواسي ، فما انصراف القوم عن هذه الفضيلة العظيمة، ولهجهم بذكر آية الغار، إلا معاندة في الدين، وبغضة قد خالطت لحومهم لأمير المؤمنين (عليه السلام)!
ومن العجب: أن يفتخر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمبيته على الفراش فلا يعدونه له فخرا، ويعترف أبو بكر بأن حزنه في الغار معصية، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبره أن حزنه إثم وفتنة، فيخالفونه ويعدونه فخرا، وقد نظم كل واحد منها في ذلك شعرا، فروي أن أمير المؤمنين قال في مبيته:
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله الخلق أن مكروا به فنجاه ذو الطول الكريم من المكر
وبت أراعيهم وما يثبتونني وقد صبرت نفسي على القتل والأسر
وقال أبو بكر في أبيات له رواها ابن إسحاق في السيرة، وهو عند القوم أمين، ثقة:
ولما ولجت الغار قال محمد أمنت فثق في كل ممسى ومولج
بربك إن الله بالغك الذي تنوء به في كل مثوى ومخرج
ولا تحزنن فالحزن إثم وفتنة يكون على ذي البهجة المتحرج
فيقر الرجل في شعره بأن النبي أخبره أن حزنه في تلك الحال فتنة وإثم، فالفتنة الكفر، قال الله تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) ، ولا صرفها في هذا المكان إلى بعض محتملاتها من غير هذا الوجه لما قد قارنها من الإثم الذي لا يكون إلا في معصية الله عز وجل وشيعة الرجل يكذبونه فيما أخبر به، ويعدون معصيته حسنة، وحزنه مسرة، ويجعلون له ببغداد عيدا في كل سنة يظهرون فيه الفرح والمسرة، فيفرحون يوم إثمه، ويسرون يوم حزنه، وقد كان يجب أن يحزنوا كما حزن، ويغتموا بما جنى وأثم، بل يبكون لبكائه إذا كانوا من شيعته وأوليائه، لكن قصوراتهم واضحة، ومناقضاتهم فاضحة!
Video Tags:
امامت,امام
شناسی,اذ
ابتلى
ابراهيم
ربه
بكلمات,الحق
و
الباطل,من
ادعى
الإمامة,التعجب,أهل
السنة
و
الجماعة,أهل
البدعة
و
الخلاف,الإسلام
يعلو
ولا
يعلى
عليه,الحقيقة,الحقائق
المكتومة,أبوبكر,عمر,عثمان,عائشة,حفصة,الخلفاء
الراشدين,الأمراء
الفاسقين,الظلمة,الطغاة,الخلافة,الولاية,المعصية,الصحيفة
الملعونة,الأصحاب,الوهابية,البكرية,العمرية,الصراط
المستقيم,الحق
المبين,الخطر,التحذير,السعادة,التولي,التبري,أهل
البيت,المودة,آية
الغار,و
يطعمون,الأغلاط,النفاق,فسق,الإباحية,الجميلات,الإرهاب
72:21
|
[ARABIC] 7 FEB 2012 كلمة السيد حسن نصر الله Sayyed Hasan Nasrallah
إستهل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمته اليوم الثلاثاء بمناسبة إحتفال المولد النبوي الشريف...
إستهل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمته اليوم الثلاثاء بمناسبة إحتفال المولد النبوي الشريف واسبوع الوحدة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بالترحيب والمباركة للجميع ومن ثم تحدث عن معجزة النبي محمد(ص) وكيف صنع أمة، ومن بعدها تحدث سماحته عن موضوع الوحدة الإسلامية وما تواجهه، واشار إلى موضوع التحريض في ما يسمى المدّ الشيعي ومن ثم إنتقل للحديث عن موضوع الدعم الإيراني لحزب الله ، معتبرا أنه يتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل اشكاله وبدون أملاءات ،كما تطرق سماحته إلى موضوع إتهام الحزب بغسيل الأموال وقال إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح في هذا الموضوع.
وفي الموضوع السوري إعتبر السيد نصر الله أن هناك الكثير من التهويل، مشيرا إلى ان النظام القائم في سورية لديه دستور وجيش وليس معزولا على الصعيد الشعبي لافتا إلى وجود قرار غربي عربي لإسقاط النظام والمطلوب هو رأس المقاومة، ورأى سماحته ان طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سورية والرهان على أميركا هو رهان خاسر، ومن بعدها تطرق سماحته الى موضوع الحكومة اللبنانية معتبرا انه ليس وقت اسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان .
بداية تحدث السيد نصر الله عن "معجزة النبي الكبرى والتي استطاع بها أن يصنع هذه الأمة وأن يوجد هذا التحول وهذه المعجزة التي يمكن اللجوء إليها واللوذ بها والاستعانة بها لايقاظ أمة من جديد لاستنهاض الأمة وقيام الأمة من جديد لاحداث ذلك التحول الفكري والايماني والعقائدي والاجتماعي والروحي والمعنوي والتربوي والثقافي من جديد هو كتاب الله سبحانه وتعالى وهو القرآن الكريم هذا القرآن المعجزة الخالدة ببلاغته ومضمونه وهو الذي نزل على قلب نبي أمي في مجتمع أمي ومعجزة هذا القرآن أيضاً لجهة استمراره في التحدي طوال كل هذه القرون".
واضاف سماحته أن" الرسول استطاع أن يصنع أمة عظيمة وحضارة كبرى ولكن من أي شيء وهو الذي انطلق وقام وبعث في جزيرة العرب شبه الجزيرة العربية من شعب كان يسوده الجهل والأمية والجاهلية والخرافات وعبادة الأوثان والأصنام والتمزق والعصبيات القبلية والعشائرية والعائلية والاقتتال وغياب أي جامع مركزي من دين أو قضية أو قيادة أو مشروع أو ثقافة".
وتابع سماحته أنه" ومن الواقع السيء المنحط فكريا ودينيا وأخلاقيا وإنسانيا إلى الحد الذي كان يئد فيه الأب ابنته فقط لأنها أنثى استطاع النبي أن يصنع أمة وهذه هي المعجزة أمة مؤمنة أمة أخلاق أمة قيم أمة حضارة أمة استطاعت أيضاً أن تدخل التاريخ من بابه الواسع وخلال عقود قليلة أمة كان لها ولا زال تاريخها وحضورها وتأثيرها في العالم".
وأشار السيد نصر الله إلى أننا"بعد 1400 سنة يصل إلى أجيالنا الحاضرة القرآن مصونا مصانا محفوظا من أي زيادة أو نقصان أو تحريف أو تزوير أليست هذه معجزة الهية واضحة للعيان".
واعتبر سماحته أن"أساس هذا القرآن وهذا الدين الذي جاء به محمد يا اخواني وأخواتي هو الدعوة إلى التوحيد وإلى الوحدة إلى توحيد الخالق وإلى الوحدة بين بين الناس بين عباد الخالق الواحد الذين يجمعهم أنهم خلق الله سبحانه وتعالى فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق هذا هو خطاب ديننا والتزامنا".
ومن ثم بدأ سماحته بالعنوان الأول وهو الوحدة الاسلامية واعتبر أنه يجب التنبه والتثبت من المعلومات والحقائق في زمن كثرت فيه المحن ".
وأضاف سماحته " لا يجوز أن نبني على كل ما يقال في وسائل الاعلام ونحن نشهد خصوصاً في السنوات الأخيرة مرحلة عجيبة غريبة قد لا يكون لها مثيل أو نظير في التاريخ يعني ينسبون لجهات مواقف أصلا لم تصدر عنها ثم يبنى عليها مواقف وتحليلات وعداوات وحروب يخترع ويختلق أحداث ووقائع ويطلب اتخاذ مواقف على أساس أحداث لم تحدث ووقائع لم تقع إنما فبركت وزورت ووضعت وهذا يجري الآن في كل ساعة وفي كل دقيقة وإذا كان الانسان يريد أن ينفي فقط لا يعمل شيئا سوى إصدار بيانات النفي".
ولفت سماحته إلى أنه يجب على الانسان أن يعرف كيف يبني موقفا ويجب أن يتأكد من المعلومات والوقائع دون الوقوع في جو الأكاذيب والشائعات التي يستخدم لها اليوم أقوى وأهم مؤسسات رأي عام في العالم ".
واعتبر السيد نصر الله أنه عندما نتحدث عن موضوع الوحدة الاسلامية طبعا هذا مشروع عمل له الكثيرون خلال مئات السنين وحتى قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران وقبل الامام الخميني(قدس) لكن مما لا شك فيه أن انتصار هذه الثورة بقيادة الامام سنة 1979 وقيام دولة بأهمية وسعة وقوة الجمهورية الاسلامية وتبني قيادة هذه الجمهورية لهذا الهدف لهذا المشروع لهذا الشعار وعملت له طوال سنين على المستوى المؤسساتي والاعلامي والفكري أعطى دفعا خاصا لفكرة ومشروع الوحدة الاسلامية".
وأوضح سماحته أنه" لم يكن يوما المقصود ان يتم تذويب المذاهب الاسلامية في مذهب واحد أو أن يصبح المسلمون جميعا أتباع مذهب واحد على الاطلاق".
التحريض في موضوع ما يسمى المد الشيعي
وفي موضوع ما يسمى حركة التشيع والمد الشيعي في المنطقة قال سماحته إنه"لم يكن مطروحا أبدا أن يصبح الشيعة سنة أو يصبح السنة شيعة وهذا مجرد اوهام للتحريض". وأضاف أنه"على المسلمين أن يقتربوا من بعض أن يتعارفوا أن يتحادثوا أن يبحثوا عن مصالحهم الكبرى كأمة وأن يتحابوا ويتعاونوا لخدمة هذه الأهداف والمصالح الكبرى وليس مطلوبا أكثر من ذلك لا أن يتنازل أحد لأحد على مستوى التفاصيل العقائدية ولا على مستوى الفروع الفقهية".
وأضاف سماحته"بطبيعة الحال المستكبرون والمستعمرون والمحتلون ليس لهم مصلحة في أن تجتمع كلمة هذه الأمة وتتعاون على قاعدة فرق تسد ولذلك لن يسمحوا بذلك لأن سيطرة هذه القوى الكبرى على النفط والغاز والمقدسات".
وأشار السيد إلى انه"المسألة بالنسبة لأميركا ليست مذهب الحاكم ولا دينه إنما موقعه السياسي وأداؤه السياسي وولاؤه السياسي ".
وأضاف سماحته" ذنب إيران أنها أسقطت الشاه وأعادت التوازن للأمة بعد خروج مصر في كامب دايفيد واستمرت الحرب على إيران 8 سنوات وكانت مدعومة أميركياً وغربياً وللاسف الشديد أغلب الدول العربية دعمتها وبعض الدول العربية الغنية أنفقت مليارات الدولارات على هذه الحرب هذه المليارات الممنوعة والمحجوبة عن فلسطين وهذه الأموال المحجوبة عن فصائل المقاومة الفلسطينية التي تريد بحق أن تستعيد أرضها ومقدسات الأمة ولكنها أنفقت لتمويل الحرب على دولة إسلامية فتية رفعت شعار فلسطين والزحف نحو القدس وكان لهذه الحرب الأثر الكبير على مشروع الوحدة في الأمة وكان هناك تداعيات خطيرة".
وتابع سماحته"بعد فشل الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في إيران أدراج الرياح بدأ البحث عن طريقة أخرى للحؤول دون تلاقي المسلمين في هذه الأمة وكل شعوب أمتنا تريد الكرامة والعزة والاستقلال،و بعد الحرب ذهبوا لموضوع الفتنة المذهبية واختراع ما أسموه المد الايراني والمد الشيعي وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها اميركا والغرب في مواجهة الأمة".
وأضاف"التهمة هي أن إيران تقوم بانشاء مد شيعي في العالم الاسلامي وأنها تريد أن تشيّع السنّة في العالم الاسلامي أي أن إيران تريد تشييع مليار ونصف مسلم بالحد الأدنى ولذلك يتم الحديث عن خطر داهم اسمه المد الشيعي وهذا عمل الشياطين لا يستند إلى أي وقائع أو حقائق".
وأوضح سماحته أنه في الموضوع الديني لا أساس للمد الشيعي من الصحة ولكن نعم هناك من يروج له وأنا سأقول بعض التفاصيل مثلا في مصر التقيت مع شخصيات كبيرة وقد صدقت ان هناك حركة مد كبيرة وان ايران تقودها وان التشيع وصل لحد 5 مليون".
وتابع سماحته"أنا شخص منفتح وأعرف كبار العلماء والشخصيات من السنة في سورية وألتقي بهم وهذا شرف لي ولكن بعضهم فعلا أجرى معي نقاشا تفصيليا وقال إن هناك حركة تشييع كبرى في سورية وان نظام الرئيس الاسد متهم بدعم هذه الحركة وحتى الآن تشيع في سورية 6 مليون وبالفعل مستشار أحد الملوك العرب فاتحني بهذا الموضوع وقال لي إن تقارير قدمت لبعض الملوك حول ذلك الأمر".
واضاف" ذهبت إلى الشام في ذلك الحين والتقيت مع المسؤولين وحتى مع جهات أمنية وطلبت القيام بدراسة للعثور على هؤلاء الملايين الستة ولكن لا شيء حصل ولم نر ولا حتى 1000 ولا 500 هناك حالات فردية تحصل أينما كان حيث هناك شباب سنّة تشيعوا والعكس صحيح أيضاً لكن لا شيء اسمه مد شيعي ومد سني على الإطلاق".
وأردف سماحته بالقول"هناك قيادات دينية كبيرة مقتنعة بهذا الكلام إلى حد أن إحدى المرجعيات الدينية الكبرى في العالم الاسلامية قدم لها تقرير وصدقت مضمونه وأنه لقد تشيع خلال 33 سنة من انتصار الثورة الى اليوم تشيع 50 مليون سني وهذا شيء مضحك بالفعل".
وتابع سماحته"أقول لكم اليوم في ذكرى ولادة رسول الله محمد (ص) نحن مسلمون شيعة لعلي بن أبي طالب (ع) أتباع مذهب الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام نحن نؤمن بأنّ أتباع المذاهب الاسلامية الأخرى كلها هم مسلمون لنا ما لهم وعلينا ما عليهم وكل مسلم يملك الحرية الكاملة في أن يتبع المذهب الذي يريد ونحن كما قال الامام الخامنئي(قدس) ليس لدى أحد منا مشروع الدعوة إلى التشيع وتحويل أي سني إلى شيعي و بكل وضوح هذا ليس برنامجنا ولا هدفنا ".
وتمنى سماحته أن"نصل بهذه النقطة إلى مكان حاسم وأن لا يسمح أي منا خصوصاً في وسط إخواننا أهل السنة لأحد أن يزرع كذبا أو فتنة من هذا النوع وكنت أقول للجهات الفلسطينية ولاخواننا في معسكرات التدريب أن التدريب هو عسكري أما الثقافة فتعود لهم وللجهة التي ينتمون إليها ونرفض فتح أي باب لأي شبهة من هذا النوع".
واعتبر سماحته أنه"نحن كحركة إسلامية في لبنان عندما نتحدث عن تعاون وطني بين المسلمين والمسيحيين وعن ضرورة بناء دولة وطنية في لبنان يشارك فيها الجميع يتمثل فيها الجميع تخدم مصالح الجميع تحمي الجميع نحن لا نتكلم سياسة بل ننطلق من أصولنا الدينية العقائدية الفقهية وهذا ليس تكتيكا سياسياً".
وأضاف سماحته"كل علمائنا من السيد موسى الصدر والسيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد مهدي شمس الدين ومراجعنا اليوم يتفقون على ذلك ونحن في حزب الله لا يمكن ان نشارك في الانتخابات النيابية او الحكومة اذا لم يكن هناك مسوغ ديني أو شرعي وهذا موقف فقهي نحن معنيون به وبالتالي انتماؤنا الديني لا يمكن أن يشكل حائلا دون أن نبني دولة سويا وان يكون مجتمعنا متعاونا".
التحريض على مواقف سابقة
وأشار سماحته إلى انه "بعض الناس من أجل التحريض ينطلقون من مواقف أخذت في الـ82 والـ83 أننا نريد إقامة جمهورية إسلامية وهذا صحيح لقد خطبنا بذلك في بداية الثمانينات لكن أريد أن أذكر القيادات المسيحية اليوم التي تتحدث بالتعايش والسلم الأهلي كيف كانوا يتحدثون يومها بالوطن المسيحي والتقسيم والفدرالية!؟".
وأضاف "حزب الله منذ أكثر من 20 سنة خطابه السياسي واضحاً وهذه قناعاتنا التي نشخصها ونرى أنها مصلحة شعبنا في لبنان من كل الطوائف".
نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله من إيران
وتابع سماحته "على خلفية كلام السيد القائد يوم الجمعة والذي قال فيه بصراحة إن الجمهورية الاسلامية تقدم الدعم لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين ولا تريد شيئا مقابل هذا الدعم وإنما تؤدي واجبا شرعيا بهذا الوضوح أستطيع أن أقول من أعلى سلطة في الجمهورية الاسلامية لاول مرة يصدر بهذا الوضوح الشديد وأنا سأبني عليه لمعالجة العديد من المسائل المطروحة ".
وقال سماحته"نعم نحن في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الاسلامية في إيران منذ عام 1982" .
وأردف قائلا "هذا الدعم الذي قدم منذ البداية هو مفخرة الجمهورية الاسلامية في إيران لأن هذه المقاومة في لبنان التي حققت أكبر وأهم وأوضح انتصار عربي على إسرائيل في 25 أيار 2000 ما كان هذا الانتصار ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي والمادي الايراني لحركة المقاومة في لبنان هذا الانتصار الذي تحقق بلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني وطبعا كان لسورية دور كبير لكن أتحدث الآن عن إيران".
وتابع سماحته"إن حركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز ما كانت لتصمد وتنتصر أيضاً لولا هذا الدعم الايراني وحركة المقاومة في فلسطين هي المعنية تتحدث عن نفسها وسواء تحدثت ام لم تتحدث فهذا شأنها".
ووجه السيد نصر الله الشكر للمسؤولين في إيران الذين يدفعون أثمانا باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطين ولبنان واذا باعت ايران فلسطين اليوم كل شيء يحل فمشكلة أميركا ليست الديمقراطية بل النفط وإسرائيل".
نحن لا نغسّل أموالا ولا نغطي ولا نسامح
وأشار سماحته إلى أنه"من آثار هذا الكلام أن أوضح أيضا في الموضوع المالي والمادي ففي كل مدة يطلون عبر وسائل الاعلام ليتحدثوا عن شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وأفريقيا وأن حزب الله يدير هذه الشبكات وهي التي تمول أنشطته وكنا دائما ننفي هذا الموضوع وأنا أضيف أن تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام وأيضاً أغنانا الله بدولته الاسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام".
وأضاف سماحته "نحن لا نغسّل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم لا في الداخل ولا في الخارج وقد ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية التي نفذناها في الفترة السابقة".
وأوضح سماحته أنه" نحن في قيادة حزب الله نؤمن أن أي حركة جهادية أو حزب سياسي تقوم بالتجارة إذا اضطرت ولكن من نتائج ذلك الفساد والافساد ولذلك لدينا مشكلة مع هذا الموضوع وحتى موضوع التبرعات أنا أقول أنني لا أقبل أن يدق أحد أبواب العالم لدينا من المال والسلاح والعتاد ما يكفي للقيام بواجبنا لكن تركنا هيئة دعم المقاومة الاسلامية لاجل من يريد أن يشارك خصوصا أن هناك ما يسمى الجهاد بالمال".
لا يوجد أي إملاءات إيرانية مقابل الدعم
وأضاف سماحته "نحن قادرون على القيام بمشروعنا المقاوم دفاعا عن لبنان ولسنا بحاجة لأي مشروع حلال أو حرام ".
وتابع" منذ الـ82 الى اليوم لا يوجد أي إملاءات إيرانية مقابل الدعم كما يزعم البعض وقد ذكرت سابقا هذا الموضوع على طاولة الحوار حين كانت برئاسة دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري وطلبت ان ياتوا لي بمثل واحد لعمل قام به حزب الله لخدمة مصالح الجمهورية الاسلامية ولم يستطع أحد أن يأتي بمثل واحد وبعد نصف ساعة تذكر واحد موضوع الرهائن وهو موضوع كان له علاقة بمعتقلين لبنانيين لا علاقة له بايران ومصالح ايران".
واعتبر السيد أنه"حتى في ما يتعلق بالتطورات الآتية في المنطقة وهناك تحليل ان اسرائيل اذا قامت بقصف المنشآت النووية الايرانية ماذا يمكن ان يحصل وأنا أقول لكم في ذلك اليوم الذي أستبعده أقول لكم القيادة الايرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولم ترغب بشيء لكن اقول في ذلك اليوم نحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل".
واكد سماحته أنه"على كل أبناء المقاومة مجاهدي المقاومة جمهورية المقاومة ان يواجهوا هذه الجمهورية وهذا النظام بالشكر والتقدير والاحترام على هذا الموقف وهذا الدعم".
هناك الكثير من التهويل في الموضوع السوري
وبلغة الدقة والوضوح انتقل السيد نصر لله الى الموضوع السوري حيث قال إن" هناك الكثير من التهويل على هذا الصعيد علينا وعلى غيرنا وأنا أقول لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب في أي موضوع من الموضوعات وقلبنا في ما نراه حق لا يمكن أن يهزه شيء حتى لو وقف العالم كله في وجهنا ".
ورجع السيد للملاحظة التي قالها في البداية عن التدقيق بالمعطيات وقال" قبل مدة خرجت بعض الفضائيات العربية بخبر عاجل عن جهة معارضة سورية أن حزب الله قصف الزبداني بالكاتيوشا باعتبار أن هناك شخص يأكل (ساندويش) وهو مخبأ وتمر القصة وفي ذلك الوقت لم يكن هناك شيء نهائيا وفي اليوم التالي حزب الله يهاجم الزبداني وتتصدى له الجماعات المسلحة وأن جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات ولم يدلنا أحد على هذه الجثث وهذا مثل عن مقاربة الاعلام للموضوع السوري".
وأضاف " يوم اجتماع مجلس الأمن بدأوا بالحديث عن أن حمص (ولعانة) وهذا يجعل أي شخص ينقز ونحن لدينا موقف سياسي واضح لكن أمام هذا المشهد لا يمكن لأحد إلا أن يتأثر وبعد التدقيق تبين أن لا شيء في حمص وتوقيت الخبر وهذا الضخ قبيل جلسة مجلس الأمن ليس مبنيا على وقائع بل تسخير للاعلام في إطار معركة تريد تحقيق هدفها بالحلال والحرام وبأي شكل من الأشكال ".
النظام قائم في سورية ولديه دستور وجيش وليس معزولا على الصعيد الشعبي
واعتبر سماحته أن "هناك نظام ما زال قائما لديه دستور والجيش مع هذا النظام وحتى الآن بحسب معلوماتنا لا يزال واقفا مع هذا النظام وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبر عن تأييدها للنظام وتتظاهر في الشوارع وبالتالي فافتراض أن هذا النظام معزول شعبيا غير صحيح".
وتطرق سماحته إلى ما كتبته بعض الصحف اللبنانية أن هؤلاء الذين احتشدوا في ساحة الأمويون عشرات الآلاف أتى بهم حزب فاعل في الأكثرية أي حزب الله لكن نسأل هناك عشرات الآلاف ذهبوا عن طريق المصنع ولم يشعر بهم أحد إلا جريدة لبنانية معيّنة ؟!
وتابع "هناك جزء من الشعب السوري ما يزال مع النظام وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة وهناك مواجهات مسلحة في عدد من المناطق السورية وهذا أمر مسلح وهناك أيضا جزء كبير من سورية ينعم باستقرار".
هناك قرار غربي عربي على إسقاط النظام في سورية
وأضاف سماحته"خارج سورية هناك قرار أميركي إسرائيلي غربي عربي على مستوى دول الاعتدال العربي باسقاط النظام في سورية وهذا لا نقاش فيه وقد رأيناه بأم العين وقبل أسابيع قام موظف اسرائيلي بتحليل شخصي يظهر منه أنه يدافع عن نظام الأسد فلم يبقى أحد في 14 آذار إلا وتحدث عن الموضوع ولكن اليوم هناك شبه اجماع اسرائيلي على وجوب اسقاط نظام الاسد اين 14 آذار لماذا بلعوا لساناتهم هل لأن المشهد تغير؟".
وتابع سماحته "المطلوب اسقاط النظام للاتيان بنظام بديل وبعض الاصدقاء المشتركين قالوا لنا ان لا نقلق وان النظام الجديد سيدعم المقاومة وهذا قيل ويقال في الكواليس لكننا لا نورّط نفسنا بهذا الموقف بل نحن منسجمون مع أنفسنا".
المطلوب في سورية هو رأس المقاومة
واعتبر سماحته أن" المطلوب في سورية هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني وهذه هي الحقيقة".
وأشار السيد نصر الله إلى ان" القيادة السورية موافقة على معظم الاصلاحات التي طلبت والقيادة جاهزة للحوار والآن يقولون فات الأوان، كيف فات الأوان وهناك حرب في سورية وهناك من يدفع سورية لحرب أهلية؟ الآن الجماعات المسلحة تقتل من أبناء الطوائف وقتلت من السنّة السوريين أكثر مما قتلت من الطوائف الأخرى وغير صحيح أن الحرب في سورية طائفية وإن كانوا يدفعون نحو حرب أهلية، من يحرص على سورية لا يقول فات الأوان بل يذهب إلى الحوار دون شروط لا بشرط تنحي الرئيس".
طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سورية والرهان على أميركا هو رهان خاسر
وسأل السيد نصر الله "هل إقفال الباب حرص على الشعب السوري وعلى قيادة سوريا وهل يخدم القضية الفلسطينية؟ هذا السلوك من يخدم؟ أنا أقول ما أقول الآن لله عز وجل وهذه وقائع ومعطيات بمعزل عن التفاصيل التي لا يجب أن نغرق فيها لكي لا نذهب للمزيد من القتل وسفك الدماء، طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سوريا والرهان على أميركا هو رهان خاسر بطبيعة الحال وهذا هو موقفنا ونرى فيه مصلحة سورية وشعب سورية ومصلحة لبنان وشعب لبنان وفلسطين وشعب فلسطين بمعزل عن الاحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق منها بعض الناس".
الحركات الإسلامية امام تحديات خطيرة واستحقاقات صعبة
وفي موضوع الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات في المنطقة العربية إعتبر سماحته أنها امام تحديات خطيرة واستحقاقات صعبة وهي مستهدَفة لان الاميركيين يسعون لجعلها تفشل وهذا يحتاج لكلام كثير لكن بعض القيادات الاسلامية اليوم وأنا أعرفهم جيدا وهم أصدقائي الآن ونظرا للظروف السياسية في بلدانهم لا يأخذون مواقف واضحة في القضية القومية وفي الموضوع الاسرائيلي بل أحيانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة وعندما نراجع ونناقش يقال لنا انه يجب تفهم تلك الظروف".
حريصون على إستمرار الحكومة
وفي موضوع الحكومة اللبنانية قال سماحته "نحن حريصون على استمرار الحكومة وليس مطلوبا وساطة فمعالجة الازمة مسؤولية الجميع واقول لمن بدأوا يجهزوا "جاكيتاتهم وكرافاتاتهم" للحكومة الجديدة لا حكومة جديدة وهذه الحكومة ستستمر علما أنها ليست حكومة حزب الله".
وأضاف " هذه الحكومة بمعزل عن توصيفها حتى الآن هي أساس استقرار في البلد ويجب أن نجهد لتنجز شيئا والوقت الآن ليس وقت اسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان وعلينا بتعاوننا واخلاصنا وانفتاحنا ان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة ان شاء الله".
المصدر: قناة المنار
07-02-2012 - 12:47 آخر تحديث 07-02-2012 - 23:48 | 14106 قراءة
More...
Description:
إستهل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمته اليوم الثلاثاء بمناسبة إحتفال المولد النبوي الشريف واسبوع الوحدة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بالترحيب والمباركة للجميع ومن ثم تحدث عن معجزة النبي محمد(ص) وكيف صنع أمة، ومن بعدها تحدث سماحته عن موضوع الوحدة الإسلامية وما تواجهه، واشار إلى موضوع التحريض في ما يسمى المدّ الشيعي ومن ثم إنتقل للحديث عن موضوع الدعم الإيراني لحزب الله ، معتبرا أنه يتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل اشكاله وبدون أملاءات ،كما تطرق سماحته إلى موضوع إتهام الحزب بغسيل الأموال وقال إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح في هذا الموضوع.
وفي الموضوع السوري إعتبر السيد نصر الله أن هناك الكثير من التهويل، مشيرا إلى ان النظام القائم في سورية لديه دستور وجيش وليس معزولا على الصعيد الشعبي لافتا إلى وجود قرار غربي عربي لإسقاط النظام والمطلوب هو رأس المقاومة، ورأى سماحته ان طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سورية والرهان على أميركا هو رهان خاسر، ومن بعدها تطرق سماحته الى موضوع الحكومة اللبنانية معتبرا انه ليس وقت اسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان .
بداية تحدث السيد نصر الله عن "معجزة النبي الكبرى والتي استطاع بها أن يصنع هذه الأمة وأن يوجد هذا التحول وهذه المعجزة التي يمكن اللجوء إليها واللوذ بها والاستعانة بها لايقاظ أمة من جديد لاستنهاض الأمة وقيام الأمة من جديد لاحداث ذلك التحول الفكري والايماني والعقائدي والاجتماعي والروحي والمعنوي والتربوي والثقافي من جديد هو كتاب الله سبحانه وتعالى وهو القرآن الكريم هذا القرآن المعجزة الخالدة ببلاغته ومضمونه وهو الذي نزل على قلب نبي أمي في مجتمع أمي ومعجزة هذا القرآن أيضاً لجهة استمراره في التحدي طوال كل هذه القرون".
واضاف سماحته أن" الرسول استطاع أن يصنع أمة عظيمة وحضارة كبرى ولكن من أي شيء وهو الذي انطلق وقام وبعث في جزيرة العرب شبه الجزيرة العربية من شعب كان يسوده الجهل والأمية والجاهلية والخرافات وعبادة الأوثان والأصنام والتمزق والعصبيات القبلية والعشائرية والعائلية والاقتتال وغياب أي جامع مركزي من دين أو قضية أو قيادة أو مشروع أو ثقافة".
وتابع سماحته أنه" ومن الواقع السيء المنحط فكريا ودينيا وأخلاقيا وإنسانيا إلى الحد الذي كان يئد فيه الأب ابنته فقط لأنها أنثى استطاع النبي أن يصنع أمة وهذه هي المعجزة أمة مؤمنة أمة أخلاق أمة قيم أمة حضارة أمة استطاعت أيضاً أن تدخل التاريخ من بابه الواسع وخلال عقود قليلة أمة كان لها ولا زال تاريخها وحضورها وتأثيرها في العالم".
وأشار السيد نصر الله إلى أننا"بعد 1400 سنة يصل إلى أجيالنا الحاضرة القرآن مصونا مصانا محفوظا من أي زيادة أو نقصان أو تحريف أو تزوير أليست هذه معجزة الهية واضحة للعيان".
واعتبر سماحته أن"أساس هذا القرآن وهذا الدين الذي جاء به محمد يا اخواني وأخواتي هو الدعوة إلى التوحيد وإلى الوحدة إلى توحيد الخالق وإلى الوحدة بين بين الناس بين عباد الخالق الواحد الذين يجمعهم أنهم خلق الله سبحانه وتعالى فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق هذا هو خطاب ديننا والتزامنا".
ومن ثم بدأ سماحته بالعنوان الأول وهو الوحدة الاسلامية واعتبر أنه يجب التنبه والتثبت من المعلومات والحقائق في زمن كثرت فيه المحن ".
وأضاف سماحته " لا يجوز أن نبني على كل ما يقال في وسائل الاعلام ونحن نشهد خصوصاً في السنوات الأخيرة مرحلة عجيبة غريبة قد لا يكون لها مثيل أو نظير في التاريخ يعني ينسبون لجهات مواقف أصلا لم تصدر عنها ثم يبنى عليها مواقف وتحليلات وعداوات وحروب يخترع ويختلق أحداث ووقائع ويطلب اتخاذ مواقف على أساس أحداث لم تحدث ووقائع لم تقع إنما فبركت وزورت ووضعت وهذا يجري الآن في كل ساعة وفي كل دقيقة وإذا كان الانسان يريد أن ينفي فقط لا يعمل شيئا سوى إصدار بيانات النفي".
ولفت سماحته إلى أنه يجب على الانسان أن يعرف كيف يبني موقفا ويجب أن يتأكد من المعلومات والوقائع دون الوقوع في جو الأكاذيب والشائعات التي يستخدم لها اليوم أقوى وأهم مؤسسات رأي عام في العالم ".
واعتبر السيد نصر الله أنه عندما نتحدث عن موضوع الوحدة الاسلامية طبعا هذا مشروع عمل له الكثيرون خلال مئات السنين وحتى قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران وقبل الامام الخميني(قدس) لكن مما لا شك فيه أن انتصار هذه الثورة بقيادة الامام سنة 1979 وقيام دولة بأهمية وسعة وقوة الجمهورية الاسلامية وتبني قيادة هذه الجمهورية لهذا الهدف لهذا المشروع لهذا الشعار وعملت له طوال سنين على المستوى المؤسساتي والاعلامي والفكري أعطى دفعا خاصا لفكرة ومشروع الوحدة الاسلامية".
وأوضح سماحته أنه" لم يكن يوما المقصود ان يتم تذويب المذاهب الاسلامية في مذهب واحد أو أن يصبح المسلمون جميعا أتباع مذهب واحد على الاطلاق".
التحريض في موضوع ما يسمى المد الشيعي
وفي موضوع ما يسمى حركة التشيع والمد الشيعي في المنطقة قال سماحته إنه"لم يكن مطروحا أبدا أن يصبح الشيعة سنة أو يصبح السنة شيعة وهذا مجرد اوهام للتحريض". وأضاف أنه"على المسلمين أن يقتربوا من بعض أن يتعارفوا أن يتحادثوا أن يبحثوا عن مصالحهم الكبرى كأمة وأن يتحابوا ويتعاونوا لخدمة هذه الأهداف والمصالح الكبرى وليس مطلوبا أكثر من ذلك لا أن يتنازل أحد لأحد على مستوى التفاصيل العقائدية ولا على مستوى الفروع الفقهية".
وأضاف سماحته"بطبيعة الحال المستكبرون والمستعمرون والمحتلون ليس لهم مصلحة في أن تجتمع كلمة هذه الأمة وتتعاون على قاعدة فرق تسد ولذلك لن يسمحوا بذلك لأن سيطرة هذه القوى الكبرى على النفط والغاز والمقدسات".
وأشار السيد إلى انه"المسألة بالنسبة لأميركا ليست مذهب الحاكم ولا دينه إنما موقعه السياسي وأداؤه السياسي وولاؤه السياسي ".
وأضاف سماحته" ذنب إيران أنها أسقطت الشاه وأعادت التوازن للأمة بعد خروج مصر في كامب دايفيد واستمرت الحرب على إيران 8 سنوات وكانت مدعومة أميركياً وغربياً وللاسف الشديد أغلب الدول العربية دعمتها وبعض الدول العربية الغنية أنفقت مليارات الدولارات على هذه الحرب هذه المليارات الممنوعة والمحجوبة عن فلسطين وهذه الأموال المحجوبة عن فصائل المقاومة الفلسطينية التي تريد بحق أن تستعيد أرضها ومقدسات الأمة ولكنها أنفقت لتمويل الحرب على دولة إسلامية فتية رفعت شعار فلسطين والزحف نحو القدس وكان لهذه الحرب الأثر الكبير على مشروع الوحدة في الأمة وكان هناك تداعيات خطيرة".
وتابع سماحته"بعد فشل الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في إيران أدراج الرياح بدأ البحث عن طريقة أخرى للحؤول دون تلاقي المسلمين في هذه الأمة وكل شعوب أمتنا تريد الكرامة والعزة والاستقلال،و بعد الحرب ذهبوا لموضوع الفتنة المذهبية واختراع ما أسموه المد الايراني والمد الشيعي وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها اميركا والغرب في مواجهة الأمة".
وأضاف"التهمة هي أن إيران تقوم بانشاء مد شيعي في العالم الاسلامي وأنها تريد أن تشيّع السنّة في العالم الاسلامي أي أن إيران تريد تشييع مليار ونصف مسلم بالحد الأدنى ولذلك يتم الحديث عن خطر داهم اسمه المد الشيعي وهذا عمل الشياطين لا يستند إلى أي وقائع أو حقائق".
وأوضح سماحته أنه في الموضوع الديني لا أساس للمد الشيعي من الصحة ولكن نعم هناك من يروج له وأنا سأقول بعض التفاصيل مثلا في مصر التقيت مع شخصيات كبيرة وقد صدقت ان هناك حركة مد كبيرة وان ايران تقودها وان التشيع وصل لحد 5 مليون".
وتابع سماحته"أنا شخص منفتح وأعرف كبار العلماء والشخصيات من السنة في سورية وألتقي بهم وهذا شرف لي ولكن بعضهم فعلا أجرى معي نقاشا تفصيليا وقال إن هناك حركة تشييع كبرى في سورية وان نظام الرئيس الاسد متهم بدعم هذه الحركة وحتى الآن تشيع في سورية 6 مليون وبالفعل مستشار أحد الملوك العرب فاتحني بهذا الموضوع وقال لي إن تقارير قدمت لبعض الملوك حول ذلك الأمر".
واضاف" ذهبت إلى الشام في ذلك الحين والتقيت مع المسؤولين وحتى مع جهات أمنية وطلبت القيام بدراسة للعثور على هؤلاء الملايين الستة ولكن لا شيء حصل ولم نر ولا حتى 1000 ولا 500 هناك حالات فردية تحصل أينما كان حيث هناك شباب سنّة تشيعوا والعكس صحيح أيضاً لكن لا شيء اسمه مد شيعي ومد سني على الإطلاق".
وأردف سماحته بالقول"هناك قيادات دينية كبيرة مقتنعة بهذا الكلام إلى حد أن إحدى المرجعيات الدينية الكبرى في العالم الاسلامية قدم لها تقرير وصدقت مضمونه وأنه لقد تشيع خلال 33 سنة من انتصار الثورة الى اليوم تشيع 50 مليون سني وهذا شيء مضحك بالفعل".
وتابع سماحته"أقول لكم اليوم في ذكرى ولادة رسول الله محمد (ص) نحن مسلمون شيعة لعلي بن أبي طالب (ع) أتباع مذهب الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام نحن نؤمن بأنّ أتباع المذاهب الاسلامية الأخرى كلها هم مسلمون لنا ما لهم وعلينا ما عليهم وكل مسلم يملك الحرية الكاملة في أن يتبع المذهب الذي يريد ونحن كما قال الامام الخامنئي(قدس) ليس لدى أحد منا مشروع الدعوة إلى التشيع وتحويل أي سني إلى شيعي و بكل وضوح هذا ليس برنامجنا ولا هدفنا ".
وتمنى سماحته أن"نصل بهذه النقطة إلى مكان حاسم وأن لا يسمح أي منا خصوصاً في وسط إخواننا أهل السنة لأحد أن يزرع كذبا أو فتنة من هذا النوع وكنت أقول للجهات الفلسطينية ولاخواننا في معسكرات التدريب أن التدريب هو عسكري أما الثقافة فتعود لهم وللجهة التي ينتمون إليها ونرفض فتح أي باب لأي شبهة من هذا النوع".
واعتبر سماحته أنه"نحن كحركة إسلامية في لبنان عندما نتحدث عن تعاون وطني بين المسلمين والمسيحيين وعن ضرورة بناء دولة وطنية في لبنان يشارك فيها الجميع يتمثل فيها الجميع تخدم مصالح الجميع تحمي الجميع نحن لا نتكلم سياسة بل ننطلق من أصولنا الدينية العقائدية الفقهية وهذا ليس تكتيكا سياسياً".
وأضاف سماحته"كل علمائنا من السيد موسى الصدر والسيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد مهدي شمس الدين ومراجعنا اليوم يتفقون على ذلك ونحن في حزب الله لا يمكن ان نشارك في الانتخابات النيابية او الحكومة اذا لم يكن هناك مسوغ ديني أو شرعي وهذا موقف فقهي نحن معنيون به وبالتالي انتماؤنا الديني لا يمكن أن يشكل حائلا دون أن نبني دولة سويا وان يكون مجتمعنا متعاونا".
التحريض على مواقف سابقة
وأشار سماحته إلى انه "بعض الناس من أجل التحريض ينطلقون من مواقف أخذت في الـ82 والـ83 أننا نريد إقامة جمهورية إسلامية وهذا صحيح لقد خطبنا بذلك في بداية الثمانينات لكن أريد أن أذكر القيادات المسيحية اليوم التي تتحدث بالتعايش والسلم الأهلي كيف كانوا يتحدثون يومها بالوطن المسيحي والتقسيم والفدرالية!؟".
وأضاف "حزب الله منذ أكثر من 20 سنة خطابه السياسي واضحاً وهذه قناعاتنا التي نشخصها ونرى أنها مصلحة شعبنا في لبنان من كل الطوائف".
نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله من إيران
وتابع سماحته "على خلفية كلام السيد القائد يوم الجمعة والذي قال فيه بصراحة إن الجمهورية الاسلامية تقدم الدعم لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين ولا تريد شيئا مقابل هذا الدعم وإنما تؤدي واجبا شرعيا بهذا الوضوح أستطيع أن أقول من أعلى سلطة في الجمهورية الاسلامية لاول مرة يصدر بهذا الوضوح الشديد وأنا سأبني عليه لمعالجة العديد من المسائل المطروحة ".
وقال سماحته"نعم نحن في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الاسلامية في إيران منذ عام 1982" .
وأردف قائلا "هذا الدعم الذي قدم منذ البداية هو مفخرة الجمهورية الاسلامية في إيران لأن هذه المقاومة في لبنان التي حققت أكبر وأهم وأوضح انتصار عربي على إسرائيل في 25 أيار 2000 ما كان هذا الانتصار ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي والمادي الايراني لحركة المقاومة في لبنان هذا الانتصار الذي تحقق بلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني وطبعا كان لسورية دور كبير لكن أتحدث الآن عن إيران".
وتابع سماحته"إن حركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز ما كانت لتصمد وتنتصر أيضاً لولا هذا الدعم الايراني وحركة المقاومة في فلسطين هي المعنية تتحدث عن نفسها وسواء تحدثت ام لم تتحدث فهذا شأنها".
ووجه السيد نصر الله الشكر للمسؤولين في إيران الذين يدفعون أثمانا باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطين ولبنان واذا باعت ايران فلسطين اليوم كل شيء يحل فمشكلة أميركا ليست الديمقراطية بل النفط وإسرائيل".
نحن لا نغسّل أموالا ولا نغطي ولا نسامح
وأشار سماحته إلى أنه"من آثار هذا الكلام أن أوضح أيضا في الموضوع المالي والمادي ففي كل مدة يطلون عبر وسائل الاعلام ليتحدثوا عن شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وأفريقيا وأن حزب الله يدير هذه الشبكات وهي التي تمول أنشطته وكنا دائما ننفي هذا الموضوع وأنا أضيف أن تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام وأيضاً أغنانا الله بدولته الاسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام".
وأضاف سماحته "نحن لا نغسّل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم لا في الداخل ولا في الخارج وقد ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية التي نفذناها في الفترة السابقة".
وأوضح سماحته أنه" نحن في قيادة حزب الله نؤمن أن أي حركة جهادية أو حزب سياسي تقوم بالتجارة إذا اضطرت ولكن من نتائج ذلك الفساد والافساد ولذلك لدينا مشكلة مع هذا الموضوع وحتى موضوع التبرعات أنا أقول أنني لا أقبل أن يدق أحد أبواب العالم لدينا من المال والسلاح والعتاد ما يكفي للقيام بواجبنا لكن تركنا هيئة دعم المقاومة الاسلامية لاجل من يريد أن يشارك خصوصا أن هناك ما يسمى الجهاد بالمال".
لا يوجد أي إملاءات إيرانية مقابل الدعم
وأضاف سماحته "نحن قادرون على القيام بمشروعنا المقاوم دفاعا عن لبنان ولسنا بحاجة لأي مشروع حلال أو حرام ".
وتابع" منذ الـ82 الى اليوم لا يوجد أي إملاءات إيرانية مقابل الدعم كما يزعم البعض وقد ذكرت سابقا هذا الموضوع على طاولة الحوار حين كانت برئاسة دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري وطلبت ان ياتوا لي بمثل واحد لعمل قام به حزب الله لخدمة مصالح الجمهورية الاسلامية ولم يستطع أحد أن يأتي بمثل واحد وبعد نصف ساعة تذكر واحد موضوع الرهائن وهو موضوع كان له علاقة بمعتقلين لبنانيين لا علاقة له بايران ومصالح ايران".
واعتبر السيد أنه"حتى في ما يتعلق بالتطورات الآتية في المنطقة وهناك تحليل ان اسرائيل اذا قامت بقصف المنشآت النووية الايرانية ماذا يمكن ان يحصل وأنا أقول لكم في ذلك اليوم الذي أستبعده أقول لكم القيادة الايرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولم ترغب بشيء لكن اقول في ذلك اليوم نحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل".
واكد سماحته أنه"على كل أبناء المقاومة مجاهدي المقاومة جمهورية المقاومة ان يواجهوا هذه الجمهورية وهذا النظام بالشكر والتقدير والاحترام على هذا الموقف وهذا الدعم".
هناك الكثير من التهويل في الموضوع السوري
وبلغة الدقة والوضوح انتقل السيد نصر لله الى الموضوع السوري حيث قال إن" هناك الكثير من التهويل على هذا الصعيد علينا وعلى غيرنا وأنا أقول لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب في أي موضوع من الموضوعات وقلبنا في ما نراه حق لا يمكن أن يهزه شيء حتى لو وقف العالم كله في وجهنا ".
ورجع السيد للملاحظة التي قالها في البداية عن التدقيق بالمعطيات وقال" قبل مدة خرجت بعض الفضائيات العربية بخبر عاجل عن جهة معارضة سورية أن حزب الله قصف الزبداني بالكاتيوشا باعتبار أن هناك شخص يأكل (ساندويش) وهو مخبأ وتمر القصة وفي ذلك الوقت لم يكن هناك شيء نهائيا وفي اليوم التالي حزب الله يهاجم الزبداني وتتصدى له الجماعات المسلحة وأن جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات ولم يدلنا أحد على هذه الجثث وهذا مثل عن مقاربة الاعلام للموضوع السوري".
وأضاف " يوم اجتماع مجلس الأمن بدأوا بالحديث عن أن حمص (ولعانة) وهذا يجعل أي شخص ينقز ونحن لدينا موقف سياسي واضح لكن أمام هذا المشهد لا يمكن لأحد إلا أن يتأثر وبعد التدقيق تبين أن لا شيء في حمص وتوقيت الخبر وهذا الضخ قبيل جلسة مجلس الأمن ليس مبنيا على وقائع بل تسخير للاعلام في إطار معركة تريد تحقيق هدفها بالحلال والحرام وبأي شكل من الأشكال ".
النظام قائم في سورية ولديه دستور وجيش وليس معزولا على الصعيد الشعبي
واعتبر سماحته أن "هناك نظام ما زال قائما لديه دستور والجيش مع هذا النظام وحتى الآن بحسب معلوماتنا لا يزال واقفا مع هذا النظام وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبر عن تأييدها للنظام وتتظاهر في الشوارع وبالتالي فافتراض أن هذا النظام معزول شعبيا غير صحيح".
وتطرق سماحته إلى ما كتبته بعض الصحف اللبنانية أن هؤلاء الذين احتشدوا في ساحة الأمويون عشرات الآلاف أتى بهم حزب فاعل في الأكثرية أي حزب الله لكن نسأل هناك عشرات الآلاف ذهبوا عن طريق المصنع ولم يشعر بهم أحد إلا جريدة لبنانية معيّنة ؟!
وتابع "هناك جزء من الشعب السوري ما يزال مع النظام وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة وهناك مواجهات مسلحة في عدد من المناطق السورية وهذا أمر مسلح وهناك أيضا جزء كبير من سورية ينعم باستقرار".
هناك قرار غربي عربي على إسقاط النظام في سورية
وأضاف سماحته"خارج سورية هناك قرار أميركي إسرائيلي غربي عربي على مستوى دول الاعتدال العربي باسقاط النظام في سورية وهذا لا نقاش فيه وقد رأيناه بأم العين وقبل أسابيع قام موظف اسرائيلي بتحليل شخصي يظهر منه أنه يدافع عن نظام الأسد فلم يبقى أحد في 14 آذار إلا وتحدث عن الموضوع ولكن اليوم هناك شبه اجماع اسرائيلي على وجوب اسقاط نظام الاسد اين 14 آذار لماذا بلعوا لساناتهم هل لأن المشهد تغير؟".
وتابع سماحته "المطلوب اسقاط النظام للاتيان بنظام بديل وبعض الاصدقاء المشتركين قالوا لنا ان لا نقلق وان النظام الجديد سيدعم المقاومة وهذا قيل ويقال في الكواليس لكننا لا نورّط نفسنا بهذا الموقف بل نحن منسجمون مع أنفسنا".
المطلوب في سورية هو رأس المقاومة
واعتبر سماحته أن" المطلوب في سورية هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني وهذه هي الحقيقة".
وأشار السيد نصر الله إلى ان" القيادة السورية موافقة على معظم الاصلاحات التي طلبت والقيادة جاهزة للحوار والآن يقولون فات الأوان، كيف فات الأوان وهناك حرب في سورية وهناك من يدفع سورية لحرب أهلية؟ الآن الجماعات المسلحة تقتل من أبناء الطوائف وقتلت من السنّة السوريين أكثر مما قتلت من الطوائف الأخرى وغير صحيح أن الحرب في سورية طائفية وإن كانوا يدفعون نحو حرب أهلية، من يحرص على سورية لا يقول فات الأوان بل يذهب إلى الحوار دون شروط لا بشرط تنحي الرئيس".
طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سورية والرهان على أميركا هو رهان خاسر
وسأل السيد نصر الله "هل إقفال الباب حرص على الشعب السوري وعلى قيادة سوريا وهل يخدم القضية الفلسطينية؟ هذا السلوك من يخدم؟ أنا أقول ما أقول الآن لله عز وجل وهذه وقائع ومعطيات بمعزل عن التفاصيل التي لا يجب أن نغرق فيها لكي لا نذهب للمزيد من القتل وسفك الدماء، طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سوريا والرهان على أميركا هو رهان خاسر بطبيعة الحال وهذا هو موقفنا ونرى فيه مصلحة سورية وشعب سورية ومصلحة لبنان وشعب لبنان وفلسطين وشعب فلسطين بمعزل عن الاحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق منها بعض الناس".
الحركات الإسلامية امام تحديات خطيرة واستحقاقات صعبة
وفي موضوع الحركات الإسلامية التي فازت في الانتخابات في المنطقة العربية إعتبر سماحته أنها امام تحديات خطيرة واستحقاقات صعبة وهي مستهدَفة لان الاميركيين يسعون لجعلها تفشل وهذا يحتاج لكلام كثير لكن بعض القيادات الاسلامية اليوم وأنا أعرفهم جيدا وهم أصدقائي الآن ونظرا للظروف السياسية في بلدانهم لا يأخذون مواقف واضحة في القضية القومية وفي الموضوع الاسرائيلي بل أحيانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة وعندما نراجع ونناقش يقال لنا انه يجب تفهم تلك الظروف".
حريصون على إستمرار الحكومة
وفي موضوع الحكومة اللبنانية قال سماحته "نحن حريصون على استمرار الحكومة وليس مطلوبا وساطة فمعالجة الازمة مسؤولية الجميع واقول لمن بدأوا يجهزوا "جاكيتاتهم وكرافاتاتهم" للحكومة الجديدة لا حكومة جديدة وهذه الحكومة ستستمر علما أنها ليست حكومة حزب الله".
وأضاف " هذه الحكومة بمعزل عن توصيفها حتى الآن هي أساس استقرار في البلد ويجب أن نجهد لتنجز شيئا والوقت الآن ليس وقت اسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان وعلينا بتعاوننا واخلاصنا وانفتاحنا ان نتجاوز هذه المرحلة الصعبة ان شاء الله".
المصدر: قناة المنار
07-02-2012 - 12:47 آخر تحديث 07-02-2012 - 23:48 | 14106 قراءة
83:24
|
[ARABIC][25May12] عيد المقاومة والتحرير الثاني عشر
السيد نصر الله: الجيش هو الضمانة ولننتبه من الفتنة وموافقون على العودة للحوار
احمد شعيتو
اشار الأمين العام...
السيد نصر الله: الجيش هو الضمانة ولننتبه من الفتنة وموافقون على العودة للحوار
احمد شعيتو
اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له أمام احتفال عيد المقاومة والتحرير الثاني عشر الذي اقيم عصراً في بنت جبيل الى اننا نشهد خاتمة طيبة لحادثة اليمة هي قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية حيث تم التاكد ان المخطوفين باتوا في الاراضي التركية ويتحضرون للانطلاق الى مطار بيروت.
واضاف ان الواجب الاخلاقي يقتضي ان نتوجه بالشكر لله اولا الذي بلطفه ورحمته كانت هذه الخاتمة ومنّ علينا جميعا وتفضل ان تنتهي الامور بهذه السرعة بدون اثار سلبية بل آثار ايجابية ان شاء الله . واشار الى انه من اللحظات الاولى، الدولة برؤسائها بمسؤوليها باشرت تحمل المسؤولية والعديد من القيادات السياسية عملت على توظيف علاقاتها وطاقاتها.
واعتبر اننا في تعاون وطني واسع وحقيقي وصلنا الى ما وصلنا اليه. وتابع: اتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الى دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى دولة الرئيس سعد الحريري الذي علمنا انه بذل جهودا خاصة في هذا الاتجاه والى كل من اتصل ووظف علاقاته..
واعلن اننا من اللحظة الاولى كنا على تواصل مع القيادة السورية والسلطات السورية الذين اهتموا بالنساء والرجال الكبار في السن الذين اطلق سراحهم. وبتوجيه من الرئيس بشار الاسد تم تهيئة طائرة لايصال النساء ومن معهن بشكل سريع في تلك الليلة وكان لذلك مساهمة كبيرة في تهدئة النفوس وتطييب الخواطر، من هنا اشكر القيادة السورية، الرئيس بشار الاسد على هذه اللفتة وهذه العناية.
وقال سماحته: يجب ان نشكر العائلات على تحملها وصبرها وان كان البعض حاول في الاعلام ان يصعب الامور. هذا النوع من الاحداث يحتاج الى صبر وحكمة وتعاطي دقيق. يجب ان اتوجه بالشكر ايضا الى الناس الذين ضبطوا انفعالاتهم واستجابوا لنداء الهدوء والعقل.
واشار الى انه ايضا على المستوى الاقليمي حصلت الاتصالات، موجها شكرا خاصا للمسؤولين الاتراك والحكومة التركية على تعاملها ايضا في هذا المجال سواء رئيس الحكومة السيد اردوغان ووزير الخارجية السيد اوغلو و كل من كان له دور في الاتصالات.
وتطرق السيد نصر الله الى ان حادثة الاعتداء على حملة اخرى التي حصلت في العراق وادت الى شهداء من السيدات الجليلات وعدد من الجرحى، وشكر الاخوة في العراق والقوى السياسية والحكومة على اهتمامها بجرحانا وقال: قد علمت ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي سيضع طائرة خاصة للجرحى وبقية الزوار ليعودوا الى بيروت.
واذ لفت الى انه في اللحظات الاولى هناك اناس انفعلوا ونزلوا الى الطرقات قال: لا معنى لقطع الطرقات والنزول الى الشارع فضلا عن الاعتداءات على الممتلكات.. هذا ماذا يفيد؟ اصبح هناك "موضة" بدات في الـ 2005 مع كل حادث يحصل يتم الاعتداء على الرعايا والعمال السوريين في لبنان. هذا حرام شرعا وهو جريمة فما علاقة هؤلاء الناس؟ لا يجوز ان يتصرف احد خارج الموازين الاخلاقية والشرعية.
وتوجه للمسؤولين في حملات الزيارة سواء الى العراق او ايران بالقول لا داعي لحملات تذهب في البر، المرحلة حساسة وصعبة والموضوع امن الزوار وسلامتهم وهذا ليس علاقة له فقط بامن الزوار بل قد يؤدي الى فتن. واكد ان اي مسؤول حملة يصر ان ياخذ الناس بالبر يتحمل المسؤولية الشرعية والجزائية.
كما توجه للخاطفين بالقول ان عملكم هذا مدان. واضاف: لقد تصرفوا بعقل واستجابوا للوساطات هذا امر جيد ولكن خطف الابرياء والاعتداء على الناس بهذه الطريقة يسيء لكم ولكل ما تدّعون او تقولون انكم تعملون لأجله. اذا كان الغرض الضغط على موقفنا السياسي هذا لن يقدم ولن يؤخر، موقفنا السياسي منطلق من ثوابت ورؤية استراتيجية وقراءة دقيقة وهادئة للاحداث والمشاريع والتهديدات لذلك نحن في سوريا مع الحوار والاصلاح والوحدة الوطنية وانتهاء كل شكل من اشكال المواجهة العسكرية ومع المعالجة السياسية. الفرضية الثانية خطف لبنانيين ليضغط لبنان على السلطات في سوريا لاطلاق معتقلين مقابل مختطفين. هذا لن يجدي. السلطات السورية ليست في وارد فتح هذا الباب ونحن لسنا في وارد الدخول في امر من هذا النوع.
واكد السيد نصر الله ان التجربة التي حصلت اليوم (في اطلاق المخطوفين) تجربة طيبة جدا، لافتا الى اننا من اللحظة الاولى قلنا ان المسؤولية مسؤولية الدولة، والدولة والحكومة يجب ان تتحمل مسؤولياتها والقيادات وكلنا نساند مسعى الدولة، وبعض الناس عقبوا على هذا الموقف انه بداية جيدة، مؤكدا ان هذه ليست بداية بل هذا خط قديم.
التحرير والمقاومة
السيد نصر الله تطرق الى موضوع التحرير فأشار الى ان الارض عادت الى سيادة الدولة والدولة تستطيع ان تتواجد في اي شبر من ارض الجنوب وهذا يعني عودة السيادة الى هذه الارض وهذا انجاز ملموس. واضاف: اليوم نحن موجودون في ارضنا وقرانا والناس تعيش بأمن وسلام وطمأنينة. واكد ان الفتنة التي ارادها الاسرائيلي عام 2000 سقطت بسرعة ويجب ان نشكر الله على ذلك.
واضاف: اقول لمن تعامل مع الاسرائيلي ان هذا الاسرائيلي لا يهتم لا بامنكم ولا بسلامتكم ولا حياتكم ولا دمائكم، قاتل بكم كأكياس رمل ثم ترككم في العراء، ترككم للقتل لتكونوا وقود الفتنة.
ولفت الى انه من يوم التحرير الى اليوم هذه المنطقة الحدودية يعيش الناس فيها مع بعض بسلام وفي ظل سلاح المقاومة ومع وجوده. حتى الناس الذين لجأوا او هربوا الى فلسطين المحتلة لم يطلب احد منهم ذلك، من اليوم الاول كان الموقف واضحا لا تزر وازرة وزر اخرى، والاهالي الذين لم يتورطوا مع الاسرائيلي لا احد يقترب منهم ونقول للاهالي يمكنكم ان ترجعوا ولم يكن احد يريد احداث اي تغيير في الجنوب بل كانت المقاومة تريد الخير للجنوب وان يعيش اهل المنطقة الحدودية بسلام ومحبة مع بعضهم.
ولفت سماحته الى ان الانجاز الاخر حماية الجنوب ولبنان وحماية البلد من الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، و في الحماية، المعادلة جيش شعب مقاومة، هذه المعادلة تقوم بانجاز هي حامية الحدود والناس على الحدود واليوم تبنى بيوت على الحدود وهذا تعبير عن الاحساس بالامن والحماية وعن الثقة الكبيرة بالحماية، وطوال الـ12 سنة الاسرائيلي المعتدي بطبعه الطماع بارضنا ومياهنا لا يجرؤ ان يعتدي على قرانا وشعبنا واهلنا.
واكد ان الجدار في كفركلا مؤشر على ان انسحاب العدو الاسرائيلي من لبنان اجهز او دق المسامير الاخيرة في نعش اسرائيل الكبرى، وهذا المشروع انتهى هنا بدماء شهدائكم بصمودكم وبطولاتكم وتضحياتكم.
فوضى السلاح
وقال السيد نصر الله: هناك بحث في البلد اليوم امام فوضى السلاح التي شهدناها أن تعالوا لنهدأ قليلا وهناك ملف جديد اسمه فوضى وانتشار السلاح ونأتي بهذا الموضوع وسلاح المقاومة ونسميهم السلاح غير الشرعي ونقاربهم كملف واحد.. هذه مغالطة كبيرة جدا وليست شطارة. السبب الاول: اتحدث عن انجاز سلاح المقاومة، قولوا لي عن كل السلاح الاخر سواء كان مع قوى 8 او 14 اذار الغير موضوع في معادلة الردع ما هو انجازه وما هي قضيته هناك فارق جوهري بين السلاحين.
حانب اخر: ليس هناك مشكلة ان يتناقش كل شيء.. ومن يريد ان يحمل سلاحا ليواجه به العدو يمكن ان نجمع كل الطاقات لنحمي بلدنا.. تعالوا لننظم كل هذا السلاح في معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
وتابع: لما نتكلم عن هذه المعادلة يجب ان اميز بين معادلة حماية البلد لمواجهة العدو الاسرائيلي وبين معادلة حماية السلم الاهلي والامن والاستقرار في الداخل هذان موضوعان مختلفان.. في مواجهة اسرائيل قناعتنا المبنية على التجربة التي نجحت في لبنان وفي غزة في العراق وافغانستان ومنطق التاريخ والحقائق والعدو واطماعه وامكاناته نقول حماية البلد بمعادلة جيش شعب مقاومة، اما في الداخل فالمسؤول عن الأمن والاستقرار وحماية اللبنانيين هي الدولة والدولة فقط من خلال الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية اللبنانية.
الجيش ضمانة.. من يمنع الانهيار؟
وتطرق السيد نصر الله الى مسألة الجيش واكد ان آخر ضمانة يمكن ان تحمي السلم الاهلي في لبنان هي الجيش اللبناني لذلك يجب ان نحافظ على هذه المؤسسة وأن نحميها وندافع عن وجودها في الساحة حتى لو حصلت احداث مؤلمة.
وقال: في 13 ايلول 93 كان أناس يتظاهرون ومقابلهم جيش وقوى امن واطلق عليها الرصاص وسقط 50 بين شهيد وجريح هل اطلقنا النار على الجيش اللبناني؟ هل طالبنا باخراج الجيش من الضاحية ومحيطها؟ ابدا.. الذين قتلوا اخواننا في مستديرة المطار اين هم؟ الموضوع كان واضحا وليس بحاجة لتحقيق. بعد مدة قتل متظاهرون في حي السلم برصاص الجيش هل احد بالضاحية حمل السلاح على الجيش او طالب بخروج الجيش؟ ابدا.. قبل مدة في مار مخايل كان شباب يتظاهرون، اطلق عليهم النار وقتلوا.. ماذا حصل؟ استنكرنا واعترضنا وخطبنا وطالبنا بالمحاكمة.
واعتبر السيد نصر الله ان القول ان الحادث في عكار الذي ادى الى استشهاد الشيخين مؤسف ومحزن ومدان لكن فلنضعه في سياقه الطبيعي، واضاف: نقول قضاء ومحاسبة، لكن الجيش يجب ان يحفظ ويصان من اجل سلامة هذا البلد ومستقبله.
واكد اننا يجب ان ننتبه من الانجرار الى اي قتال وهناك من يعمل ليكون هناك قتال في اي مكان من الامكنة. واذ تساءل لماذا يحصل اشتباكات في باب التبانة وجبل محسن اشار الى ان الحادثة في كاراكاس كان يمكن ان تذهب للاسوأ، كما اكد انه في حادثة طريق الجديدة جهات حزبية تتحمل المسؤولية متسائلا اين كانت الدولة واين كان الجيش واين كانت القوى الامنية واكد ان هذه الحادثة لا يجوز ان تتكرر لأنها قد تودي بالبلد الى مخاطر اساسية.
وشدد السيد نصر الله على ان من يتصور انه يستطيع ان يمسك الارض ويمنع الانهيار في البلد او الانحدار الى حرب اهلية هو خاطئ ومشتبه. واذا اكد ان من اوصل الشارع الى هنا القيادات السياسية حذر من انه امام التحريض الطائفي والمذهبي قد تصبح القيادات عناصر والعناصر قيادات.
وفي موضوع الموقوفين الاسلاميين جدد الدعوة الى سرعة محاكمتهم وادانة من تثبت ادانته واطلاق من تثبت براءته مشددا على ان تحميل الطائفة الشيعية مسؤولية بقائهم في السجون ظلم وتزوير.
نعود الى الحوار بلا شروط.. فليأتوا بلا شروط
وحول دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار امس اعلن السيد نصر الله باسم حزب الله الموافقة على العودة الى طاولة الحوار والمشاركة فيها وبلا شروط داعيا قوى 14 اذار الى العودة بلا شروط اذا كانت فعلا خائفة قلقة على البلد وترى الى اين هو ذاهب واضاف: لكن من يقول يجب ان تستقيل الحكومة ويجب ويجب.. قبل الذهاب الى الحوار، فهذا لا يريد حوارا بل يريد سلطة.
وحول تشكيل حكومة الوحدة في الكيان الاسرائيلي رأى انها على الاعم الاغلب اسبابها داخلية تتعلق بالتركيبة الداخلية والانقسامات السياسية اكثر من موضوع حرب في المنطقة وهذا عنصر مطمئن لكن لا يعني عدم امكانية استخدامها في اي عدوان على لبنان او غزة او سورية او ايران والرد هو استمرار اليقظة والجهوزية.
وختم سماحته بالقول ان هذا البلد كما حررتموه بدمائكم وفلذات اكبادكم والقادة والشهداء من كل الاحزاب وكما استعدنا سيادتنا وحريتنا وارضنا واسرانا ان شاء الله سنحمي هذا البلد وهذا الجنوب وعيشه المشترك وسلمه وسنحمي الجنوب الذي هو الجبهة المتقدمة لحماية لبنان الذي كان 2006 الجبهة المتقدمة لحماية المنطقة، وان شاء الله معكم وبشجاعتكم وحكمتكم لن يكون هناك الا اعياد وانجازات وانتصارات.
More...
Description:
السيد نصر الله: الجيش هو الضمانة ولننتبه من الفتنة وموافقون على العودة للحوار
احمد شعيتو
اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له أمام احتفال عيد المقاومة والتحرير الثاني عشر الذي اقيم عصراً في بنت جبيل الى اننا نشهد خاتمة طيبة لحادثة اليمة هي قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية حيث تم التاكد ان المخطوفين باتوا في الاراضي التركية ويتحضرون للانطلاق الى مطار بيروت.
واضاف ان الواجب الاخلاقي يقتضي ان نتوجه بالشكر لله اولا الذي بلطفه ورحمته كانت هذه الخاتمة ومنّ علينا جميعا وتفضل ان تنتهي الامور بهذه السرعة بدون اثار سلبية بل آثار ايجابية ان شاء الله . واشار الى انه من اللحظات الاولى، الدولة برؤسائها بمسؤوليها باشرت تحمل المسؤولية والعديد من القيادات السياسية عملت على توظيف علاقاتها وطاقاتها.
واعتبر اننا في تعاون وطني واسع وحقيقي وصلنا الى ما وصلنا اليه. وتابع: اتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الى دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى دولة الرئيس سعد الحريري الذي علمنا انه بذل جهودا خاصة في هذا الاتجاه والى كل من اتصل ووظف علاقاته..
واعلن اننا من اللحظة الاولى كنا على تواصل مع القيادة السورية والسلطات السورية الذين اهتموا بالنساء والرجال الكبار في السن الذين اطلق سراحهم. وبتوجيه من الرئيس بشار الاسد تم تهيئة طائرة لايصال النساء ومن معهن بشكل سريع في تلك الليلة وكان لذلك مساهمة كبيرة في تهدئة النفوس وتطييب الخواطر، من هنا اشكر القيادة السورية، الرئيس بشار الاسد على هذه اللفتة وهذه العناية.
وقال سماحته: يجب ان نشكر العائلات على تحملها وصبرها وان كان البعض حاول في الاعلام ان يصعب الامور. هذا النوع من الاحداث يحتاج الى صبر وحكمة وتعاطي دقيق. يجب ان اتوجه بالشكر ايضا الى الناس الذين ضبطوا انفعالاتهم واستجابوا لنداء الهدوء والعقل.
واشار الى انه ايضا على المستوى الاقليمي حصلت الاتصالات، موجها شكرا خاصا للمسؤولين الاتراك والحكومة التركية على تعاملها ايضا في هذا المجال سواء رئيس الحكومة السيد اردوغان ووزير الخارجية السيد اوغلو و كل من كان له دور في الاتصالات.
وتطرق السيد نصر الله الى ان حادثة الاعتداء على حملة اخرى التي حصلت في العراق وادت الى شهداء من السيدات الجليلات وعدد من الجرحى، وشكر الاخوة في العراق والقوى السياسية والحكومة على اهتمامها بجرحانا وقال: قد علمت ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي سيضع طائرة خاصة للجرحى وبقية الزوار ليعودوا الى بيروت.
واذ لفت الى انه في اللحظات الاولى هناك اناس انفعلوا ونزلوا الى الطرقات قال: لا معنى لقطع الطرقات والنزول الى الشارع فضلا عن الاعتداءات على الممتلكات.. هذا ماذا يفيد؟ اصبح هناك "موضة" بدات في الـ 2005 مع كل حادث يحصل يتم الاعتداء على الرعايا والعمال السوريين في لبنان. هذا حرام شرعا وهو جريمة فما علاقة هؤلاء الناس؟ لا يجوز ان يتصرف احد خارج الموازين الاخلاقية والشرعية.
وتوجه للمسؤولين في حملات الزيارة سواء الى العراق او ايران بالقول لا داعي لحملات تذهب في البر، المرحلة حساسة وصعبة والموضوع امن الزوار وسلامتهم وهذا ليس علاقة له فقط بامن الزوار بل قد يؤدي الى فتن. واكد ان اي مسؤول حملة يصر ان ياخذ الناس بالبر يتحمل المسؤولية الشرعية والجزائية.
كما توجه للخاطفين بالقول ان عملكم هذا مدان. واضاف: لقد تصرفوا بعقل واستجابوا للوساطات هذا امر جيد ولكن خطف الابرياء والاعتداء على الناس بهذه الطريقة يسيء لكم ولكل ما تدّعون او تقولون انكم تعملون لأجله. اذا كان الغرض الضغط على موقفنا السياسي هذا لن يقدم ولن يؤخر، موقفنا السياسي منطلق من ثوابت ورؤية استراتيجية وقراءة دقيقة وهادئة للاحداث والمشاريع والتهديدات لذلك نحن في سوريا مع الحوار والاصلاح والوحدة الوطنية وانتهاء كل شكل من اشكال المواجهة العسكرية ومع المعالجة السياسية. الفرضية الثانية خطف لبنانيين ليضغط لبنان على السلطات في سوريا لاطلاق معتقلين مقابل مختطفين. هذا لن يجدي. السلطات السورية ليست في وارد فتح هذا الباب ونحن لسنا في وارد الدخول في امر من هذا النوع.
واكد السيد نصر الله ان التجربة التي حصلت اليوم (في اطلاق المخطوفين) تجربة طيبة جدا، لافتا الى اننا من اللحظة الاولى قلنا ان المسؤولية مسؤولية الدولة، والدولة والحكومة يجب ان تتحمل مسؤولياتها والقيادات وكلنا نساند مسعى الدولة، وبعض الناس عقبوا على هذا الموقف انه بداية جيدة، مؤكدا ان هذه ليست بداية بل هذا خط قديم.
التحرير والمقاومة
السيد نصر الله تطرق الى موضوع التحرير فأشار الى ان الارض عادت الى سيادة الدولة والدولة تستطيع ان تتواجد في اي شبر من ارض الجنوب وهذا يعني عودة السيادة الى هذه الارض وهذا انجاز ملموس. واضاف: اليوم نحن موجودون في ارضنا وقرانا والناس تعيش بأمن وسلام وطمأنينة. واكد ان الفتنة التي ارادها الاسرائيلي عام 2000 سقطت بسرعة ويجب ان نشكر الله على ذلك.
واضاف: اقول لمن تعامل مع الاسرائيلي ان هذا الاسرائيلي لا يهتم لا بامنكم ولا بسلامتكم ولا حياتكم ولا دمائكم، قاتل بكم كأكياس رمل ثم ترككم في العراء، ترككم للقتل لتكونوا وقود الفتنة.
ولفت الى انه من يوم التحرير الى اليوم هذه المنطقة الحدودية يعيش الناس فيها مع بعض بسلام وفي ظل سلاح المقاومة ومع وجوده. حتى الناس الذين لجأوا او هربوا الى فلسطين المحتلة لم يطلب احد منهم ذلك، من اليوم الاول كان الموقف واضحا لا تزر وازرة وزر اخرى، والاهالي الذين لم يتورطوا مع الاسرائيلي لا احد يقترب منهم ونقول للاهالي يمكنكم ان ترجعوا ولم يكن احد يريد احداث اي تغيير في الجنوب بل كانت المقاومة تريد الخير للجنوب وان يعيش اهل المنطقة الحدودية بسلام ومحبة مع بعضهم.
ولفت سماحته الى ان الانجاز الاخر حماية الجنوب ولبنان وحماية البلد من الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، و في الحماية، المعادلة جيش شعب مقاومة، هذه المعادلة تقوم بانجاز هي حامية الحدود والناس على الحدود واليوم تبنى بيوت على الحدود وهذا تعبير عن الاحساس بالامن والحماية وعن الثقة الكبيرة بالحماية، وطوال الـ12 سنة الاسرائيلي المعتدي بطبعه الطماع بارضنا ومياهنا لا يجرؤ ان يعتدي على قرانا وشعبنا واهلنا.
واكد ان الجدار في كفركلا مؤشر على ان انسحاب العدو الاسرائيلي من لبنان اجهز او دق المسامير الاخيرة في نعش اسرائيل الكبرى، وهذا المشروع انتهى هنا بدماء شهدائكم بصمودكم وبطولاتكم وتضحياتكم.
فوضى السلاح
وقال السيد نصر الله: هناك بحث في البلد اليوم امام فوضى السلاح التي شهدناها أن تعالوا لنهدأ قليلا وهناك ملف جديد اسمه فوضى وانتشار السلاح ونأتي بهذا الموضوع وسلاح المقاومة ونسميهم السلاح غير الشرعي ونقاربهم كملف واحد.. هذه مغالطة كبيرة جدا وليست شطارة. السبب الاول: اتحدث عن انجاز سلاح المقاومة، قولوا لي عن كل السلاح الاخر سواء كان مع قوى 8 او 14 اذار الغير موضوع في معادلة الردع ما هو انجازه وما هي قضيته هناك فارق جوهري بين السلاحين.
حانب اخر: ليس هناك مشكلة ان يتناقش كل شيء.. ومن يريد ان يحمل سلاحا ليواجه به العدو يمكن ان نجمع كل الطاقات لنحمي بلدنا.. تعالوا لننظم كل هذا السلاح في معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
وتابع: لما نتكلم عن هذه المعادلة يجب ان اميز بين معادلة حماية البلد لمواجهة العدو الاسرائيلي وبين معادلة حماية السلم الاهلي والامن والاستقرار في الداخل هذان موضوعان مختلفان.. في مواجهة اسرائيل قناعتنا المبنية على التجربة التي نجحت في لبنان وفي غزة في العراق وافغانستان ومنطق التاريخ والحقائق والعدو واطماعه وامكاناته نقول حماية البلد بمعادلة جيش شعب مقاومة، اما في الداخل فالمسؤول عن الأمن والاستقرار وحماية اللبنانيين هي الدولة والدولة فقط من خلال الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية اللبنانية.
الجيش ضمانة.. من يمنع الانهيار؟
وتطرق السيد نصر الله الى مسألة الجيش واكد ان آخر ضمانة يمكن ان تحمي السلم الاهلي في لبنان هي الجيش اللبناني لذلك يجب ان نحافظ على هذه المؤسسة وأن نحميها وندافع عن وجودها في الساحة حتى لو حصلت احداث مؤلمة.
وقال: في 13 ايلول 93 كان أناس يتظاهرون ومقابلهم جيش وقوى امن واطلق عليها الرصاص وسقط 50 بين شهيد وجريح هل اطلقنا النار على الجيش اللبناني؟ هل طالبنا باخراج الجيش من الضاحية ومحيطها؟ ابدا.. الذين قتلوا اخواننا في مستديرة المطار اين هم؟ الموضوع كان واضحا وليس بحاجة لتحقيق. بعد مدة قتل متظاهرون في حي السلم برصاص الجيش هل احد بالضاحية حمل السلاح على الجيش او طالب بخروج الجيش؟ ابدا.. قبل مدة في مار مخايل كان شباب يتظاهرون، اطلق عليهم النار وقتلوا.. ماذا حصل؟ استنكرنا واعترضنا وخطبنا وطالبنا بالمحاكمة.
واعتبر السيد نصر الله ان القول ان الحادث في عكار الذي ادى الى استشهاد الشيخين مؤسف ومحزن ومدان لكن فلنضعه في سياقه الطبيعي، واضاف: نقول قضاء ومحاسبة، لكن الجيش يجب ان يحفظ ويصان من اجل سلامة هذا البلد ومستقبله.
واكد اننا يجب ان ننتبه من الانجرار الى اي قتال وهناك من يعمل ليكون هناك قتال في اي مكان من الامكنة. واذ تساءل لماذا يحصل اشتباكات في باب التبانة وجبل محسن اشار الى ان الحادثة في كاراكاس كان يمكن ان تذهب للاسوأ، كما اكد انه في حادثة طريق الجديدة جهات حزبية تتحمل المسؤولية متسائلا اين كانت الدولة واين كان الجيش واين كانت القوى الامنية واكد ان هذه الحادثة لا يجوز ان تتكرر لأنها قد تودي بالبلد الى مخاطر اساسية.
وشدد السيد نصر الله على ان من يتصور انه يستطيع ان يمسك الارض ويمنع الانهيار في البلد او الانحدار الى حرب اهلية هو خاطئ ومشتبه. واذا اكد ان من اوصل الشارع الى هنا القيادات السياسية حذر من انه امام التحريض الطائفي والمذهبي قد تصبح القيادات عناصر والعناصر قيادات.
وفي موضوع الموقوفين الاسلاميين جدد الدعوة الى سرعة محاكمتهم وادانة من تثبت ادانته واطلاق من تثبت براءته مشددا على ان تحميل الطائفة الشيعية مسؤولية بقائهم في السجون ظلم وتزوير.
نعود الى الحوار بلا شروط.. فليأتوا بلا شروط
وحول دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار امس اعلن السيد نصر الله باسم حزب الله الموافقة على العودة الى طاولة الحوار والمشاركة فيها وبلا شروط داعيا قوى 14 اذار الى العودة بلا شروط اذا كانت فعلا خائفة قلقة على البلد وترى الى اين هو ذاهب واضاف: لكن من يقول يجب ان تستقيل الحكومة ويجب ويجب.. قبل الذهاب الى الحوار، فهذا لا يريد حوارا بل يريد سلطة.
وحول تشكيل حكومة الوحدة في الكيان الاسرائيلي رأى انها على الاعم الاغلب اسبابها داخلية تتعلق بالتركيبة الداخلية والانقسامات السياسية اكثر من موضوع حرب في المنطقة وهذا عنصر مطمئن لكن لا يعني عدم امكانية استخدامها في اي عدوان على لبنان او غزة او سورية او ايران والرد هو استمرار اليقظة والجهوزية.
وختم سماحته بالقول ان هذا البلد كما حررتموه بدمائكم وفلذات اكبادكم والقادة والشهداء من كل الاحزاب وكما استعدنا سيادتنا وحريتنا وارضنا واسرانا ان شاء الله سنحمي هذا البلد وهذا الجنوب وعيشه المشترك وسلمه وسنحمي الجنوب الذي هو الجبهة المتقدمة لحماية لبنان الذي كان 2006 الجبهة المتقدمة لحماية المنطقة، وان شاء الله معكم وبشجاعتكم وحكمتكم لن يكون هناك الا اعياد وانجازات وانتصارات.
44:15
|
[29 April 2013] سخنرانی امام خامنه ای - علماء و بیداری اسلامی Farsi
بيانات در اجلاس جهانی علما و بيدارى اسلامى
عربی | اردو | English | Spanish | French | Türkçe
تهران، سالن اجلاس سران...
بيانات در اجلاس جهانی علما و بيدارى اسلامى
عربی | اردو | English | Spanish | French | Türkçe
تهران، سالن اجلاس سران
بسماللهالرّحمنالرّحيم
و الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد المصطفى و ءاله الأطيبين و صحبه المنتجبين و من تبعهم باحسان الى يوم الدّين.
به شما ميهمانان عزيز خوشامد ميگويم و از خداوند عزيز و رحيم ميخواهم كه به اين تلاش جمعى بركت دهد و آن را گام مؤثرى در جهت بهروزى مسلمانان سازد. «انّه سميع مجيب«.
موضوع «بيدارى اسلامى» كه شما در اين اجلاس به آن خواهيد پرداخت، امروزه در صدر فهرست مسائل جهان اسلام و امت اسلامى است؛ پديدهى شگرفى است كه اگر باذن الله سالم بماند و ادامه يابد، قادر خواهد بود سربرآوردنِ تمدناسلامى را در چشماندازى نه چندان دوردست، براى امت اسلامى و آنگاه براى جهان بشريت رقم زند.
آنچه امروز در برابر چشم ما است و هيچ انسان مطّلع و هوشمندى نميتواند آن را انكار كند، آن است كه اكنون اسلام از حاشيهى معادلات اجتماعى و سياسى جهان خارج شده و در مركز عناصر تعيينكنندهى حوادث عالم، جايگاهى برجسته و نمايان يافته است و نگاه تازهاى را در عرصهى زندگى و سياست و حكومت و تحولات اجتماعى عرضه ميكند؛ و اين در دنياى كنونى كه پس از شكست كمونيزم و ليبراليزم، دچار خلأ عميق فكرى و نظرى است، پديدهاى مهم و پرمعنى به شمار ميرود. اين نخستين اثرى است كه حوادث سياسى و انقلابى در شمال آفريقا و منطقهى عربى، در مقياس جهانى بر جاى گذاشته است، و خود مبشّر حقايق بزرگترى است كه در آينده اتفاق خواهد افتاد.
بيدارى اسلامى كه سخنگويان جبههى استكبار و ارتجاع حتّى از به زبان آوردن نام آن نيز پرهيز ميكنند و ميترسند، حقيقتى است كه اكنون تقريباً در سراسر دنياى اسلام ميتوان نشانههاى آن را ديد. بارزترين نشانهى آن، اشتياق افكار عمومى و بويژه در قشرهاى جوان، به احياء مجد و عظمت اسلام و آگاه شدن آنان از ماهيت نظام سلطهى بينالمللى و آشكار شدن چهرهى وقيح و ستمگر و مستكبر دولتها و كانونهائى است كه بيش از دويست سال شرق اسلامى و غيراسلامى را در زير پنجههاى خونين خود فشرده و با نقاب تمدن و فرهنگ، هستى ملتها را دستخوش قدرتطلبىِ بيرحمانه و تجاوزگرانهى خود كردهاند.
ابعاد اين بيدارى مبارك بسى گسترده و داراى امتدادى رمزگونه است؛ ولى آنچه از دستاوردهاى نقد آن در چند كشور شمال آفريقا ديده شد، ميتواند دلها را به نتائج بزرگ و شگرف آينده به اطمينان برساند. همواره تحقق معجزگون وعدههاى الهى، نشانهى اميدبخشى است كه تحقق وعدههاى بزرگتر را نويد ميدهد. حكايت قرآن از دو وعدهاى كه خداوند به مادر موسى داد، نمونهاى از اين تاكتيك ربوبى است.
در آن هنگامهى دشوار كه فرمان به آب افكندن صندوق حامل نوزاد داده شد، خطاب الهى وعده فرمود كه: «انّا رادّوه اليك و جاعلوه من المرسلين».(1) تحقق وعدهى اول كه وعدهى كوچكتر و مايهى دلخوشى مادر بود، نشانهى تحقق وعدهى رسالت شد، كه بسى بزرگتر و البته مستلزم رنج و مجاهدت و صبر بلندمدت بود: «فرددناه الى امّه كى تقرّ عينها و لا تحزن و لتعلم انّ وعد الله حقّ».(2) اين وعدهى حق، همان رسالت بزرگ است كه پس از چند سال تحقق يافت و مسير تاريخ را تغيير داد.
نمونهى ديگر، يادآورى قدرت فائقهى الهى در سركوب مهاجمان به بيت شريف است، كه خداوند به وسيلهى پيامبر اعظم، براى تشويق مخاطبان، به امتثال امرِ: «فليعبدوا ربّ هذا البيت»(3) به كار ميبَرد و ميفرمايد: «أ لم يجعل كيدهم فى تضليل».(4)
يا براى تقويت روحى پيامبر محبوبش و باور وعدهى : «ما ودّعك ربّك و ما قلى»،(5) از يادآورى نعمت معجزگون : «أ لم يجدك يتيما فأوى. و وجدك ضالّا فهدى» بهره ميگيرد. و چنين نمونههائى در قرآن بسيار است.
آن روز كه اسلام در ايران پيروز شد و توانست دژ آمريكا و صهيونيزم را در يكى از حساسترين كشورهاى اين منطقهى بسيار حساس فتح كند، اهل عبرت و حكمت دانستند كه اگر صبر و بصيرت را به كار گيرند، فتوحات ديگر پىدرپى فرا خواهد رسيد؛ و فرا رسيد.
واقعيتهاى درخشان در جمهورى اسلامى كه دشمنان ما بدان اعتراف ميكنند، همه در سايهى اعتماد به وعدهى الهى و صبر و مقاومت و استمداد از خداوند به دست آمده است. مردم ما همواره در برابر وسوسهى ضعفائى كه در مقاطع اضطرابانگيز، نداى: «انّا لمدركون»(6) سر ميدادند، نهيب زدهاند كه : «كلاّ انّ معى ربّى سيهدين».(7)
امروز اين تجربهاى گرانبهاء در دسترس ملتهائى است كه در برابر استكبار و استبداد قد علم كرده و توانستهاند حكومتهاى فاسد و گوشبهفرمان و وابسته به آمريكا را سرنگون ساخته يا متزلزل كنند.
ايستادگى و صبر و بصر و اعتماد به وعدهى: «و لينصرنّ الله من ينصره انّ الله لقوىّ عزيز»(8) خواهد توانست اين مسير افتخار را تا رسيدن به قلهى تمدن اسلامى، در برابر امت اسلامى هموار كند.
اكنون در اين جلسهى مهم كه جمعى از علماى امت از كشورها و مذاهب گوناگون اسلامى در آن حضور يافتهاند، شايسته ميدانم به بيان چند نكتهى لازم در مسائل بيدارى اسلامى بپردازم:
اولين مطلب آن است كه نخستين امواج بيدارى در كشورهاى اين منطقه كه همزمان با آغاز ورود پيشقراولهاى استعمار آغاز شد، غالباً به وسيلهى علماى دين و مصلحان دينى پديد آمد. نام رهبران و شخصيتهاى برجسته چون سيدجمالالدين و محمد عبده و ميرزاى شيرازى و آخوند خراسانى و محمود الحسن و محمدعلى و شيخ فضلالله و حاج آقا نورالله و ابوالاعلى مودودى و دهها روحانى معروف بزرگ و مجاهد و متنفذ از كشورهاى ايران و مصر و هند و عراق در صفحات تاريخ براى هميشه ثبت و ضبط است.
در دوران معاصر هم نام درخشان «امام خمينى» عظيم چون ستارهى پرفروغى بر تارك انقلاب اسلامى ايران ميدرخشد. در اين ميان، صدها عالم معروف و هزاران عالم غيرمعروف نيز، امروز و ديروز، نقشآفرين حوادث اصلاحىِ بزرگ و كوچك در كشورهاى گوناگون بودهاند. فهرست مصلحان دينى از قشرهاى غيرروحانى همچون حسنالبناء و اقبال لاهورى نيز بلند و اعجابانگيز است.
روحانيان و رجال دينشناس كمابيش در همه جا مرجع فكرى و سنگ صبور روحى مردم بودهاند و هرجا كه در هنگامهى تحولات بزرگ، در نقش هدايتگر و پيشرو ظاهر شده و در پيشاپيش صفوف مردم در مواجهه با خطرات حركت كردهاند، پيوند فكرى ميان آنان و مردم افزايش يافته و انگشت اشارهى آنان در نشان دادن راه به مردم، اثرگذارتر بوده است. اين به همان اندازه كه براى نهضت بيدارى اسلامى داراى سود و بركت است، براى دشمنان امت و كينهورزان با اسلام و مخالفان حاكميت ارزشهاىاسلامى ، دغدغهآفرين و نامطلوب است و سعى ميكنند اين مرجعيت فكرى را از پايگاههاى دينى سلب كرده و قطبهاى جديدى براى آن بتراشند؛ كه به تجربه دريافتهاند كه با آنان ميتوان بر سر اصول و ارزشهاى ملى براحتى معامله كرد! چيزى كه در مورد عالمان باتقوا و رجال دينىِ متعهد هرگز اتفاق نخواهد افتاد.
اين، وظيفهى عالمان دين را سنگينتر ميكند. آنها بايد با هوشيارى و دقت فراوان، و با شناخت شيوهها و ترفندهاى فريبندهى دشمن، راه نفوذ را بكلى ببندند و فريب دشمن را ناكام كنند. نشستن بر سفرهى رنگين متاع دنيا، از بزرگترين آفتها است. آلوده شدن به صله و احسانِ صاحبان زر و زور و نمكگير شدن در برابر طاغوتهاى شهوت و قدرت، خطرناكترين عامل جدائى از مردم و از دست دادن اعتماد و صميميت آنها است. منيّت و قدرتطلبى كه سستعنصران را به گرايش به سوى قطبهاى قدرت فرا ميخواند، بستر آلودگى به فساد و انحراف است. اين آيهى قرآن را همواره بايد در گوش داشته باشند كه: «تلك الدّار الأخرة نجعلها للّذين لايريدون علوّا فى الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتّقين».(9)
امروز در دوران حركتهاى اميدبخش بيدارى اسلامى، گاه صحنههائى ديده ميشود كه نمايشگر تلاش عملهى آمريكا و صهيونيسم براى تراشيدن مرجعيتهاى فكرىِ نامطمئن از يك سو، و تلاش قارونهاى شهوتران براى كشاندن اهل دين و تقوا بر سر بساط مسموم و آلودهى خود، از سوى ديگر است. علماى دين و رجال ديندار و دينمدار، بايد بشدت مراقب و دقيق باشند.
دومين نكته، لزوم ترسيم هدف بلندمدت براى بيدارى اسلامى در كشورهاى مسلمان است؛ نقطهى متعالى و والائى كه بيدارى ملتها را بايد سمت و سو دهد و آنان را به آن نقطه برساند. با شناسائى اين نقطه است كه ميتوان نقشهى راه را ترسيم كرد و هدفهاى ميانى و نزديك را در آن مشخص نمود.
اين هدف نهائى نميتواند چيزى كمتر از «ايجاد تمدن درخشان اسلامى» باشد. امت اسلامى با همهى ابعاض خود در قالب ملتها و كشورها، بايد به جايگاه تمدّنىِ مطلوب قرآن دست يابد. شاخصهى اصلى و عمومى اين تمدن، بهرهمندى انسانها از همهى ظرفيتهاى مادى و معنوىاى است كه خداوند براى تأمين سعادت و تعالى آنان، در عالم طبيعت و در وجود خود آنان تعبيه كرده است. آرايش ظاهرى اين تمدن را در حكومت مردمى، در قوانين برگرفته از قرآن، در اجتهاد و پاسخگوئى به نيازهاى نوبهنوى بشر، در پرهيز از تحجر و ارتجاع و نيز بدعت و التقاط، در ايجاد رفاه و ثروت عمومى، در استقرار عدالت، در خلاص شدن از اقتصاد مبتنى بر ويژهخوارى و ربا و تكاثر، در گسترش اخلاق انسانى، در دفاع از مظلومان عالم، و در تلاش و كار و ابتكار، ميتوان و بايد مشاهده كرد. نگاه اجتهادى و عالمانه به عرصههاى گوناگون، از علوم انسانى تا نظام تعليم و تربيت رسمى، و از اقتصاد و بانكدارى تا توليد فنى و فناورى، و از رسانههاى مدرن تا هنر و سينما، و تا روابط بينالملل و غيره و غيره، همه از لوازم اين تمدنسازى است.
تجربه نشان داده است كه اينها همه، كارهاى ممكن و در دسترس توانائيهاى جوامع ما است. نبايد با نگاه شتابزده يا بدبينانه به اين چشمانداز نگريست. بدبينى به توانائيهاىخود، كفران نعمت الهى است؛ و غفلت از امداد الهى و كمك سنتهاى آفرينش، فرو لغزيدن به ورطهى: «الظّانّين بالله ظنّ السّوء»(10) است. ما ميتوانيم حلقهى انحصارات علمى و اقتصادى و سياسىِ قدرتهاى سلطهگر را بشكنيم و امت اسلامى را پيشروِ احقاق حق اكثريت ملتهاى جهان كه اينك مقهور اقليت مستكبرند، باشيم.
تمدن اسلامى ميتواند با شاخصههاى ايمان و علم و اخلاق و مجاهدت مداوم، انديشهى پيشرفته و اخلاق والا را به امت اسلامى و به همهى بشريت هديه دهد و نقطهى رهائى از جهانبينى مادى و ظالمانه و اخلاقِ به لجن كشيدهاى كه اركان تمدن امروزىِ غربند، باشد.
مطلب سوم آن است كه در نهضتهاى بيدارى اسلامى بايد تجربهى تلخ و دهشتناك تبعيت از غرب در سياست و اخلاق و رفتار و سبك زندگى، مورد توجه دائم باشد. كشورهاى مسلمان در بيش از يك قرن تبعيت از فرهنگ و سياست دولتهاى مستكبر، به آفات مهلكى همچون وابستگى و ذلت سياسى، فلاكت و فقر اقتصادى، سقوط فضيلت و اخلاق، عقبماندگى خجلتآور علمى، دچار شدند؛ و اين در حالى بود كه امت اسلامى از سابقهاى افتخارانگيز در همهى اين عرصهها برخوردار بود.
اين سخن را نبايد به معنى دشمنى با غرب دانست. ما با هيچ گروهى از انسانها به خاطر تمايز جغرافيائى، دشمنى نداريم. ما از على (عليهالسّلام) آموختهايم كه در بارهى انسانها فرمود : «امّا اخ لك فى الدّين او نظير لك فى الخلق».(11) ادعانامهى ما، عليه ظلم و استكبار، و تحكّم و تجاوز، و فساد و انحطاط اخلاقى و عملى است كه از سوى قدرتهاىاستعمارى و استكبارى بر ملتهاى ما وارد شده است. هماكنون نيز تحكّمها و دخالتها و زورگوئيهاى آمريكا و برخى دنبالهروانش در منطقه را در كشورهائى كه نسيم بيدارى در آنها به طوفان قيام و انقلاب بدل شده است، مشاهده ميكنيم.
وعدهها و وعيدهاى آنان نبايد در تصميمها و اقدامهاى نخبگان سياسى و در حركت عظيم مردمى اثر بگذارد. در اينجا نيز بايد از تجربهها درس بياموزيم. آنها كه در طول ساليان به وعدههاى آمريكا دل خوش كرده و ركون به ظالم را مبناى مشى و سياست خود ساختند، نتوانستند گرهى از كار ملت خود بگشايند، يا ستمى را از خود يا ديگران برطرف كنند. آنها با تسليم در برابر آمريكا نتوانستند از ويرانىِ حتّى يك خانهى فلسطينى در سرزمينى كه متعلق به فلسطينيان است، جلوگيرى كنند. سياستمداران و نخبگانىكه فريفتهى تطميع يا مرعوب تهديد جبههى استكبار شوند و فرصت بزرگ بيدارى اسلامى را از دست دهند، بايد از اين تهديد الهى بيمناك باشند كه فرمود: «أ لم تر الى الّذين بدّلوا نعمت الله كفرا و احلّوا قومهم دار البوار. جهنّم يصلونها و بئس القرار».(12)
نكتهى چهارم آن است كه امروز يكى از خطرناكترين چيزهائى كه نهضت بيدارى اسلامى را تهديد ميكند، اختلافافكنى و تبديل اين نهضتها به معارضههاى خونين فرقهاى و مذهبى و قومى و ملّى است. اين توطئه هماكنون از سوى سرويسهاى جاسوسى غرب و صهيونيزم، با كمك دلارهاى نفتى و سياستمداران خودفروخته، از شرق آسيا تا شمال آفريقا و بويژه در منطقهىعربى ، با جد و اهتمام دنبال ميشود و پولى كه ميتوانست در خدمت بهروزى خلق خدا باشد، خرج تهديد و تكفير و ترور و بمبگذارى و ريختن خون مسلمانان و برافروختن آتش كينههاى درازمدت ميگردد. آنها كه قدرت يكپارچهى اسلامى را مانع هدفهاى خبيث خود ميدانند، دامنزدن به اختلافها در درون امت اسلامى را آسانترين راه براى مقصود شيطانى خود يافتهاند و تفاوتهاى نظرى در فقه و كلام و تاريخ و حديث را - كه طبيعى و اجتنابناپذير است - دستاويز تكفير و خونريزى و فتنه و فساد ساختهاند.
نگاه هوشمندانه به صحنهى درگيريهاى داخلى، دست دشمن را در پس اين فاجعهها بروشنى نشان ميدهد. اين دست غدّار، بىشك از جهلها و عصبيتها و سطحىنگرىها در ميان جوامع ما بهرهبردارى ميكند و بر روى آتش، بنزين ميريزد. وظيفهى مصلحان و نخبگان دينى و سياسى در اين ماجرا بسيار سنگين است.
اكنون ليبى به گونهاى، مصر و تونس به گونهاى، سوريه به گونهاى، پاكستان به گونهاى، و عراق و لبنان به گونهاى درگير يا در معرض اين شعلههاى خطرناكند. بايد بشدت مراقب و در پى علاج بود. سادهانديشى است كه اين همه را به عوامل و انگيزههاى عقيدتى و قومى نسبت دهيم. تبليغات غرب و رسانههاى منطقهاىِ وابسته و مزدور، جنگ ويرانگر در سوريه را نزاع شيعه و سنّى وانمود ميكنند و حاشيهى امنى براى صهيونيستها و دشمنان مقاومت در سوريه و لبنان پديد مىآورد. اين در حالى است كه دو طرف نزاع در سوريه، نه سنّى و شيعه، بلكه طرفداران مقاومت ضدصهيونيستى و مخالفان آنند. نه دولت سوريه يك دولت شيعى، و نه معارضهى سكولار و ضد اسلامِ آن يك گروه سنّىاند. تنها هنر گردانندگان اين سناريوى فاجعهآميز آن است كه توانستهاند از احساسات مذهبىِ سادهانديشان در اين آتشافروزى مهلك استفاده كنند. نگاه به صحنه و دستاندركاران سطوح مختلف آن، ميتواند مسئله را براى هر انسان منصفى روشن كند.
اين موج تبليغات در مورد بحرين نيز به گونهاى ديگر به دروغ و فريب سرگرم است. در بحرين، اكثريتى مظلوم كه سالهاى متمادى است از حق رأى و ديگر حقوق اساسىيك ملت، محرومند، به مطالبهى حق خود برخاستهاند. آيا چون اين اكثريتِ مظلوم شيعهاند و حكومت جبارِ سكولار، متظاهر به سنىگرى است، بايد اين را نزاع شيعه و سنّى دانست؟ استعمارگران اروپائى و آمريكائى و همپيالههاى آنان در منطقه البته ميخواهند چنين وانمود كنند، ولى آيا اين حقيقت است؟
اينها است كه علماى دين و مصلحان منصف را به تأمل و دقت و احساس مسئوليت فرا ميخواند و شناختن هدفهاى دشمنان در عمده كردن اختلافات مذهبى و قومى و حزبى را بر همه فرض ميسازد.
نكتهى پنجم آن است كه درستى مسير نهضتهاى بيدارى اسلامى را از جمله بايد در موضعگيرى آنان در قبال مسئلهى فلسطين جستجو كرد. از 60 سال پيش تاكنون داغىبزرگتر از غصب كشور فلسطين بر دل امت اسلامى نهاده نشده است. فاجعهى فلسطين از روز اوّل تاكنون، تركيبى از كشتار و ترور و ويرانگرى و غصب و تعرض به مقدسات اسلامى بوده است. وجوب ايستادگى و مبارزه در برابر اين دشمن حربى و غاصب، مورد اتفاق همهى مذاهب اسلامى و محلّ اجماع همهى جريانات صادق و سالمِ ملّى بوده است. هر جريانى در كشورهاى اسلامى كه اين وظيفهى دينى و ملى را به ملاحظهى خواست تحكّمآميز آمريكا يا به بهانهى توجيههاى غيرمنطقى، به دست فراموشى بسپارد، نبايد انتظار داشته باشد كه به چشم وفادارى به اسلام يا صداقت در ادعاى ميهندوستى به او نگريسته شود. اين يك محك است. هر كس شعار آزادى قدس شريف و نجات ملت فلسطين و سرزمين فلسطين را نپذيرد يا به حاشيه ببرد و به جبههى مقاومت پشت كند، متهم است. امت اسلامى بايد در همه جا و همه وقت، اين معيار و شاخصِ نمايان و اساسى را در مدنظر داشته باشد.
ميهمانان عزيز! برادران و خواهران!
كيد دشمن را هرگز از نظر دور مداريد. غفلت ما براى دشمنان ما فرصتآفرين است. درس على(عليهالسّلام) به ما اين است كه: «من نام لم ينم عنه».(13) تجربهى ما در جمهورى اسلامى در اين زمينه نيز عبرتآموز است. با پيروزى انقلاب اسلامى در ايران، دولتهاى مستكبر غربى و آمريكا كه مدتهاى مديد پيش از آن، طاغوتهاى ايرانى را در مشت خود گرفته و سرنوشت سياسى و اقتصادى و فرهنگى كشورمان را رقم ميزدند و نيروى پرقدرت ايمان اسلامى در درون جامعه را دستكم گرفته و از توان بسيج و هدايت اسلام و قرآن بىخبر مانده بودند، ناگهان به غفلت خود پى بردند و دستگاههاىحاكميتى و سرويسهاى اطلاعاتى و اتاقهاى فرمان آنان به كار افتادند تا شكست فاحش خود را جبران كنند.
انواع توطئهها و ترفندها را در اين سىوچند سال از آنان ديدهايم. چيزى كه مكر آنان را نقش بر آب كرده است، در اصل دو عامل اساسى است: ايستادگى بر سر اصول اسلامى، و حضور مردم در صحنه. اين دو عامل در همه جا كليد فتح و فرج است. عامل اوّل به وسيلهى ايمان صادقانه به وعدهى الهى، و عامل دوم به بركت تلاش مخلصانه و تبيين صادقانه تضمين ميشود. ملتى كه صدق و صميميت پيشوايان را باور كند، صحنه را از حضور پر بركت خود رونق ميبخشد؛ و هر جا كه ملت با عزم راسخ در صحنه بماند، هيچ قدرتى توان شكست دادن آن را نخواهد داشت. اين تجربهى موفقى براى همهى ملتهائى است كه با حضور خود بيدارى اسلامى را رقم زدند.
از خداوند متعال هدايت و دستگيرى و كمك و رحمتش را براى شما و همهى ملتهاى مسلمان مسئلت ميكنم.
والسّلام عليكم و رحمةالله و بركاته
1) قصص: 7
2) قصص: 13
3) قريش: 3
4) فيل: 2
5) ضحى: 3
6) شعراء: 61
7) شعراء: 62
8) حج: 40
9) قصص: 83
10) فتح: 6
11) نهج البلاغه، نامهى 53
12) ابراهيم: 28 و 29
13) نهج البلاغه، نامهى 62
Source: http://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=22405
More...
Description:
بيانات در اجلاس جهانی علما و بيدارى اسلامى
عربی | اردو | English | Spanish | French | Türkçe
تهران، سالن اجلاس سران
بسماللهالرّحمنالرّحيم
و الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على سيّدنا محمّد المصطفى و ءاله الأطيبين و صحبه المنتجبين و من تبعهم باحسان الى يوم الدّين.
به شما ميهمانان عزيز خوشامد ميگويم و از خداوند عزيز و رحيم ميخواهم كه به اين تلاش جمعى بركت دهد و آن را گام مؤثرى در جهت بهروزى مسلمانان سازد. «انّه سميع مجيب«.
موضوع «بيدارى اسلامى» كه شما در اين اجلاس به آن خواهيد پرداخت، امروزه در صدر فهرست مسائل جهان اسلام و امت اسلامى است؛ پديدهى شگرفى است كه اگر باذن الله سالم بماند و ادامه يابد، قادر خواهد بود سربرآوردنِ تمدناسلامى را در چشماندازى نه چندان دوردست، براى امت اسلامى و آنگاه براى جهان بشريت رقم زند.
آنچه امروز در برابر چشم ما است و هيچ انسان مطّلع و هوشمندى نميتواند آن را انكار كند، آن است كه اكنون اسلام از حاشيهى معادلات اجتماعى و سياسى جهان خارج شده و در مركز عناصر تعيينكنندهى حوادث عالم، جايگاهى برجسته و نمايان يافته است و نگاه تازهاى را در عرصهى زندگى و سياست و حكومت و تحولات اجتماعى عرضه ميكند؛ و اين در دنياى كنونى كه پس از شكست كمونيزم و ليبراليزم، دچار خلأ عميق فكرى و نظرى است، پديدهاى مهم و پرمعنى به شمار ميرود. اين نخستين اثرى است كه حوادث سياسى و انقلابى در شمال آفريقا و منطقهى عربى، در مقياس جهانى بر جاى گذاشته است، و خود مبشّر حقايق بزرگترى است كه در آينده اتفاق خواهد افتاد.
بيدارى اسلامى كه سخنگويان جبههى استكبار و ارتجاع حتّى از به زبان آوردن نام آن نيز پرهيز ميكنند و ميترسند، حقيقتى است كه اكنون تقريباً در سراسر دنياى اسلام ميتوان نشانههاى آن را ديد. بارزترين نشانهى آن، اشتياق افكار عمومى و بويژه در قشرهاى جوان، به احياء مجد و عظمت اسلام و آگاه شدن آنان از ماهيت نظام سلطهى بينالمللى و آشكار شدن چهرهى وقيح و ستمگر و مستكبر دولتها و كانونهائى است كه بيش از دويست سال شرق اسلامى و غيراسلامى را در زير پنجههاى خونين خود فشرده و با نقاب تمدن و فرهنگ، هستى ملتها را دستخوش قدرتطلبىِ بيرحمانه و تجاوزگرانهى خود كردهاند.
ابعاد اين بيدارى مبارك بسى گسترده و داراى امتدادى رمزگونه است؛ ولى آنچه از دستاوردهاى نقد آن در چند كشور شمال آفريقا ديده شد، ميتواند دلها را به نتائج بزرگ و شگرف آينده به اطمينان برساند. همواره تحقق معجزگون وعدههاى الهى، نشانهى اميدبخشى است كه تحقق وعدههاى بزرگتر را نويد ميدهد. حكايت قرآن از دو وعدهاى كه خداوند به مادر موسى داد، نمونهاى از اين تاكتيك ربوبى است.
در آن هنگامهى دشوار كه فرمان به آب افكندن صندوق حامل نوزاد داده شد، خطاب الهى وعده فرمود كه: «انّا رادّوه اليك و جاعلوه من المرسلين».(1) تحقق وعدهى اول كه وعدهى كوچكتر و مايهى دلخوشى مادر بود، نشانهى تحقق وعدهى رسالت شد، كه بسى بزرگتر و البته مستلزم رنج و مجاهدت و صبر بلندمدت بود: «فرددناه الى امّه كى تقرّ عينها و لا تحزن و لتعلم انّ وعد الله حقّ».(2) اين وعدهى حق، همان رسالت بزرگ است كه پس از چند سال تحقق يافت و مسير تاريخ را تغيير داد.
نمونهى ديگر، يادآورى قدرت فائقهى الهى در سركوب مهاجمان به بيت شريف است، كه خداوند به وسيلهى پيامبر اعظم، براى تشويق مخاطبان، به امتثال امرِ: «فليعبدوا ربّ هذا البيت»(3) به كار ميبَرد و ميفرمايد: «أ لم يجعل كيدهم فى تضليل».(4)
يا براى تقويت روحى پيامبر محبوبش و باور وعدهى : «ما ودّعك ربّك و ما قلى»،(5) از يادآورى نعمت معجزگون : «أ لم يجدك يتيما فأوى. و وجدك ضالّا فهدى» بهره ميگيرد. و چنين نمونههائى در قرآن بسيار است.
آن روز كه اسلام در ايران پيروز شد و توانست دژ آمريكا و صهيونيزم را در يكى از حساسترين كشورهاى اين منطقهى بسيار حساس فتح كند، اهل عبرت و حكمت دانستند كه اگر صبر و بصيرت را به كار گيرند، فتوحات ديگر پىدرپى فرا خواهد رسيد؛ و فرا رسيد.
واقعيتهاى درخشان در جمهورى اسلامى كه دشمنان ما بدان اعتراف ميكنند، همه در سايهى اعتماد به وعدهى الهى و صبر و مقاومت و استمداد از خداوند به دست آمده است. مردم ما همواره در برابر وسوسهى ضعفائى كه در مقاطع اضطرابانگيز، نداى: «انّا لمدركون»(6) سر ميدادند، نهيب زدهاند كه : «كلاّ انّ معى ربّى سيهدين».(7)
امروز اين تجربهاى گرانبهاء در دسترس ملتهائى است كه در برابر استكبار و استبداد قد علم كرده و توانستهاند حكومتهاى فاسد و گوشبهفرمان و وابسته به آمريكا را سرنگون ساخته يا متزلزل كنند.
ايستادگى و صبر و بصر و اعتماد به وعدهى: «و لينصرنّ الله من ينصره انّ الله لقوىّ عزيز»(8) خواهد توانست اين مسير افتخار را تا رسيدن به قلهى تمدن اسلامى، در برابر امت اسلامى هموار كند.
اكنون در اين جلسهى مهم كه جمعى از علماى امت از كشورها و مذاهب گوناگون اسلامى در آن حضور يافتهاند، شايسته ميدانم به بيان چند نكتهى لازم در مسائل بيدارى اسلامى بپردازم:
اولين مطلب آن است كه نخستين امواج بيدارى در كشورهاى اين منطقه كه همزمان با آغاز ورود پيشقراولهاى استعمار آغاز شد، غالباً به وسيلهى علماى دين و مصلحان دينى پديد آمد. نام رهبران و شخصيتهاى برجسته چون سيدجمالالدين و محمد عبده و ميرزاى شيرازى و آخوند خراسانى و محمود الحسن و محمدعلى و شيخ فضلالله و حاج آقا نورالله و ابوالاعلى مودودى و دهها روحانى معروف بزرگ و مجاهد و متنفذ از كشورهاى ايران و مصر و هند و عراق در صفحات تاريخ براى هميشه ثبت و ضبط است.
در دوران معاصر هم نام درخشان «امام خمينى» عظيم چون ستارهى پرفروغى بر تارك انقلاب اسلامى ايران ميدرخشد. در اين ميان، صدها عالم معروف و هزاران عالم غيرمعروف نيز، امروز و ديروز، نقشآفرين حوادث اصلاحىِ بزرگ و كوچك در كشورهاى گوناگون بودهاند. فهرست مصلحان دينى از قشرهاى غيرروحانى همچون حسنالبناء و اقبال لاهورى نيز بلند و اعجابانگيز است.
روحانيان و رجال دينشناس كمابيش در همه جا مرجع فكرى و سنگ صبور روحى مردم بودهاند و هرجا كه در هنگامهى تحولات بزرگ، در نقش هدايتگر و پيشرو ظاهر شده و در پيشاپيش صفوف مردم در مواجهه با خطرات حركت كردهاند، پيوند فكرى ميان آنان و مردم افزايش يافته و انگشت اشارهى آنان در نشان دادن راه به مردم، اثرگذارتر بوده است. اين به همان اندازه كه براى نهضت بيدارى اسلامى داراى سود و بركت است، براى دشمنان امت و كينهورزان با اسلام و مخالفان حاكميت ارزشهاىاسلامى ، دغدغهآفرين و نامطلوب است و سعى ميكنند اين مرجعيت فكرى را از پايگاههاى دينى سلب كرده و قطبهاى جديدى براى آن بتراشند؛ كه به تجربه دريافتهاند كه با آنان ميتوان بر سر اصول و ارزشهاى ملى براحتى معامله كرد! چيزى كه در مورد عالمان باتقوا و رجال دينىِ متعهد هرگز اتفاق نخواهد افتاد.
اين، وظيفهى عالمان دين را سنگينتر ميكند. آنها بايد با هوشيارى و دقت فراوان، و با شناخت شيوهها و ترفندهاى فريبندهى دشمن، راه نفوذ را بكلى ببندند و فريب دشمن را ناكام كنند. نشستن بر سفرهى رنگين متاع دنيا، از بزرگترين آفتها است. آلوده شدن به صله و احسانِ صاحبان زر و زور و نمكگير شدن در برابر طاغوتهاى شهوت و قدرت، خطرناكترين عامل جدائى از مردم و از دست دادن اعتماد و صميميت آنها است. منيّت و قدرتطلبى كه سستعنصران را به گرايش به سوى قطبهاى قدرت فرا ميخواند، بستر آلودگى به فساد و انحراف است. اين آيهى قرآن را همواره بايد در گوش داشته باشند كه: «تلك الدّار الأخرة نجعلها للّذين لايريدون علوّا فى الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتّقين».(9)
امروز در دوران حركتهاى اميدبخش بيدارى اسلامى، گاه صحنههائى ديده ميشود كه نمايشگر تلاش عملهى آمريكا و صهيونيسم براى تراشيدن مرجعيتهاى فكرىِ نامطمئن از يك سو، و تلاش قارونهاى شهوتران براى كشاندن اهل دين و تقوا بر سر بساط مسموم و آلودهى خود، از سوى ديگر است. علماى دين و رجال ديندار و دينمدار، بايد بشدت مراقب و دقيق باشند.
دومين نكته، لزوم ترسيم هدف بلندمدت براى بيدارى اسلامى در كشورهاى مسلمان است؛ نقطهى متعالى و والائى كه بيدارى ملتها را بايد سمت و سو دهد و آنان را به آن نقطه برساند. با شناسائى اين نقطه است كه ميتوان نقشهى راه را ترسيم كرد و هدفهاى ميانى و نزديك را در آن مشخص نمود.
اين هدف نهائى نميتواند چيزى كمتر از «ايجاد تمدن درخشان اسلامى» باشد. امت اسلامى با همهى ابعاض خود در قالب ملتها و كشورها، بايد به جايگاه تمدّنىِ مطلوب قرآن دست يابد. شاخصهى اصلى و عمومى اين تمدن، بهرهمندى انسانها از همهى ظرفيتهاى مادى و معنوىاى است كه خداوند براى تأمين سعادت و تعالى آنان، در عالم طبيعت و در وجود خود آنان تعبيه كرده است. آرايش ظاهرى اين تمدن را در حكومت مردمى، در قوانين برگرفته از قرآن، در اجتهاد و پاسخگوئى به نيازهاى نوبهنوى بشر، در پرهيز از تحجر و ارتجاع و نيز بدعت و التقاط، در ايجاد رفاه و ثروت عمومى، در استقرار عدالت، در خلاص شدن از اقتصاد مبتنى بر ويژهخوارى و ربا و تكاثر، در گسترش اخلاق انسانى، در دفاع از مظلومان عالم، و در تلاش و كار و ابتكار، ميتوان و بايد مشاهده كرد. نگاه اجتهادى و عالمانه به عرصههاى گوناگون، از علوم انسانى تا نظام تعليم و تربيت رسمى، و از اقتصاد و بانكدارى تا توليد فنى و فناورى، و از رسانههاى مدرن تا هنر و سينما، و تا روابط بينالملل و غيره و غيره، همه از لوازم اين تمدنسازى است.
تجربه نشان داده است كه اينها همه، كارهاى ممكن و در دسترس توانائيهاى جوامع ما است. نبايد با نگاه شتابزده يا بدبينانه به اين چشمانداز نگريست. بدبينى به توانائيهاىخود، كفران نعمت الهى است؛ و غفلت از امداد الهى و كمك سنتهاى آفرينش، فرو لغزيدن به ورطهى: «الظّانّين بالله ظنّ السّوء»(10) است. ما ميتوانيم حلقهى انحصارات علمى و اقتصادى و سياسىِ قدرتهاى سلطهگر را بشكنيم و امت اسلامى را پيشروِ احقاق حق اكثريت ملتهاى جهان كه اينك مقهور اقليت مستكبرند، باشيم.
تمدن اسلامى ميتواند با شاخصههاى ايمان و علم و اخلاق و مجاهدت مداوم، انديشهى پيشرفته و اخلاق والا را به امت اسلامى و به همهى بشريت هديه دهد و نقطهى رهائى از جهانبينى مادى و ظالمانه و اخلاقِ به لجن كشيدهاى كه اركان تمدن امروزىِ غربند، باشد.
مطلب سوم آن است كه در نهضتهاى بيدارى اسلامى بايد تجربهى تلخ و دهشتناك تبعيت از غرب در سياست و اخلاق و رفتار و سبك زندگى، مورد توجه دائم باشد. كشورهاى مسلمان در بيش از يك قرن تبعيت از فرهنگ و سياست دولتهاى مستكبر، به آفات مهلكى همچون وابستگى و ذلت سياسى، فلاكت و فقر اقتصادى، سقوط فضيلت و اخلاق، عقبماندگى خجلتآور علمى، دچار شدند؛ و اين در حالى بود كه امت اسلامى از سابقهاى افتخارانگيز در همهى اين عرصهها برخوردار بود.
اين سخن را نبايد به معنى دشمنى با غرب دانست. ما با هيچ گروهى از انسانها به خاطر تمايز جغرافيائى، دشمنى نداريم. ما از على (عليهالسّلام) آموختهايم كه در بارهى انسانها فرمود : «امّا اخ لك فى الدّين او نظير لك فى الخلق».(11) ادعانامهى ما، عليه ظلم و استكبار، و تحكّم و تجاوز، و فساد و انحطاط اخلاقى و عملى است كه از سوى قدرتهاىاستعمارى و استكبارى بر ملتهاى ما وارد شده است. هماكنون نيز تحكّمها و دخالتها و زورگوئيهاى آمريكا و برخى دنبالهروانش در منطقه را در كشورهائى كه نسيم بيدارى در آنها به طوفان قيام و انقلاب بدل شده است، مشاهده ميكنيم.
وعدهها و وعيدهاى آنان نبايد در تصميمها و اقدامهاى نخبگان سياسى و در حركت عظيم مردمى اثر بگذارد. در اينجا نيز بايد از تجربهها درس بياموزيم. آنها كه در طول ساليان به وعدههاى آمريكا دل خوش كرده و ركون به ظالم را مبناى مشى و سياست خود ساختند، نتوانستند گرهى از كار ملت خود بگشايند، يا ستمى را از خود يا ديگران برطرف كنند. آنها با تسليم در برابر آمريكا نتوانستند از ويرانىِ حتّى يك خانهى فلسطينى در سرزمينى كه متعلق به فلسطينيان است، جلوگيرى كنند. سياستمداران و نخبگانىكه فريفتهى تطميع يا مرعوب تهديد جبههى استكبار شوند و فرصت بزرگ بيدارى اسلامى را از دست دهند، بايد از اين تهديد الهى بيمناك باشند كه فرمود: «أ لم تر الى الّذين بدّلوا نعمت الله كفرا و احلّوا قومهم دار البوار. جهنّم يصلونها و بئس القرار».(12)
نكتهى چهارم آن است كه امروز يكى از خطرناكترين چيزهائى كه نهضت بيدارى اسلامى را تهديد ميكند، اختلافافكنى و تبديل اين نهضتها به معارضههاى خونين فرقهاى و مذهبى و قومى و ملّى است. اين توطئه هماكنون از سوى سرويسهاى جاسوسى غرب و صهيونيزم، با كمك دلارهاى نفتى و سياستمداران خودفروخته، از شرق آسيا تا شمال آفريقا و بويژه در منطقهىعربى ، با جد و اهتمام دنبال ميشود و پولى كه ميتوانست در خدمت بهروزى خلق خدا باشد، خرج تهديد و تكفير و ترور و بمبگذارى و ريختن خون مسلمانان و برافروختن آتش كينههاى درازمدت ميگردد. آنها كه قدرت يكپارچهى اسلامى را مانع هدفهاى خبيث خود ميدانند، دامنزدن به اختلافها در درون امت اسلامى را آسانترين راه براى مقصود شيطانى خود يافتهاند و تفاوتهاى نظرى در فقه و كلام و تاريخ و حديث را - كه طبيعى و اجتنابناپذير است - دستاويز تكفير و خونريزى و فتنه و فساد ساختهاند.
نگاه هوشمندانه به صحنهى درگيريهاى داخلى، دست دشمن را در پس اين فاجعهها بروشنى نشان ميدهد. اين دست غدّار، بىشك از جهلها و عصبيتها و سطحىنگرىها در ميان جوامع ما بهرهبردارى ميكند و بر روى آتش، بنزين ميريزد. وظيفهى مصلحان و نخبگان دينى و سياسى در اين ماجرا بسيار سنگين است.
اكنون ليبى به گونهاى، مصر و تونس به گونهاى، سوريه به گونهاى، پاكستان به گونهاى، و عراق و لبنان به گونهاى درگير يا در معرض اين شعلههاى خطرناكند. بايد بشدت مراقب و در پى علاج بود. سادهانديشى است كه اين همه را به عوامل و انگيزههاى عقيدتى و قومى نسبت دهيم. تبليغات غرب و رسانههاى منطقهاىِ وابسته و مزدور، جنگ ويرانگر در سوريه را نزاع شيعه و سنّى وانمود ميكنند و حاشيهى امنى براى صهيونيستها و دشمنان مقاومت در سوريه و لبنان پديد مىآورد. اين در حالى است كه دو طرف نزاع در سوريه، نه سنّى و شيعه، بلكه طرفداران مقاومت ضدصهيونيستى و مخالفان آنند. نه دولت سوريه يك دولت شيعى، و نه معارضهى سكولار و ضد اسلامِ آن يك گروه سنّىاند. تنها هنر گردانندگان اين سناريوى فاجعهآميز آن است كه توانستهاند از احساسات مذهبىِ سادهانديشان در اين آتشافروزى مهلك استفاده كنند. نگاه به صحنه و دستاندركاران سطوح مختلف آن، ميتواند مسئله را براى هر انسان منصفى روشن كند.
اين موج تبليغات در مورد بحرين نيز به گونهاى ديگر به دروغ و فريب سرگرم است. در بحرين، اكثريتى مظلوم كه سالهاى متمادى است از حق رأى و ديگر حقوق اساسىيك ملت، محرومند، به مطالبهى حق خود برخاستهاند. آيا چون اين اكثريتِ مظلوم شيعهاند و حكومت جبارِ سكولار، متظاهر به سنىگرى است، بايد اين را نزاع شيعه و سنّى دانست؟ استعمارگران اروپائى و آمريكائى و همپيالههاى آنان در منطقه البته ميخواهند چنين وانمود كنند، ولى آيا اين حقيقت است؟
اينها است كه علماى دين و مصلحان منصف را به تأمل و دقت و احساس مسئوليت فرا ميخواند و شناختن هدفهاى دشمنان در عمده كردن اختلافات مذهبى و قومى و حزبى را بر همه فرض ميسازد.
نكتهى پنجم آن است كه درستى مسير نهضتهاى بيدارى اسلامى را از جمله بايد در موضعگيرى آنان در قبال مسئلهى فلسطين جستجو كرد. از 60 سال پيش تاكنون داغىبزرگتر از غصب كشور فلسطين بر دل امت اسلامى نهاده نشده است. فاجعهى فلسطين از روز اوّل تاكنون، تركيبى از كشتار و ترور و ويرانگرى و غصب و تعرض به مقدسات اسلامى بوده است. وجوب ايستادگى و مبارزه در برابر اين دشمن حربى و غاصب، مورد اتفاق همهى مذاهب اسلامى و محلّ اجماع همهى جريانات صادق و سالمِ ملّى بوده است. هر جريانى در كشورهاى اسلامى كه اين وظيفهى دينى و ملى را به ملاحظهى خواست تحكّمآميز آمريكا يا به بهانهى توجيههاى غيرمنطقى، به دست فراموشى بسپارد، نبايد انتظار داشته باشد كه به چشم وفادارى به اسلام يا صداقت در ادعاى ميهندوستى به او نگريسته شود. اين يك محك است. هر كس شعار آزادى قدس شريف و نجات ملت فلسطين و سرزمين فلسطين را نپذيرد يا به حاشيه ببرد و به جبههى مقاومت پشت كند، متهم است. امت اسلامى بايد در همه جا و همه وقت، اين معيار و شاخصِ نمايان و اساسى را در مدنظر داشته باشد.
ميهمانان عزيز! برادران و خواهران!
كيد دشمن را هرگز از نظر دور مداريد. غفلت ما براى دشمنان ما فرصتآفرين است. درس على(عليهالسّلام) به ما اين است كه: «من نام لم ينم عنه».(13) تجربهى ما در جمهورى اسلامى در اين زمينه نيز عبرتآموز است. با پيروزى انقلاب اسلامى در ايران، دولتهاى مستكبر غربى و آمريكا كه مدتهاى مديد پيش از آن، طاغوتهاى ايرانى را در مشت خود گرفته و سرنوشت سياسى و اقتصادى و فرهنگى كشورمان را رقم ميزدند و نيروى پرقدرت ايمان اسلامى در درون جامعه را دستكم گرفته و از توان بسيج و هدايت اسلام و قرآن بىخبر مانده بودند، ناگهان به غفلت خود پى بردند و دستگاههاىحاكميتى و سرويسهاى اطلاعاتى و اتاقهاى فرمان آنان به كار افتادند تا شكست فاحش خود را جبران كنند.
انواع توطئهها و ترفندها را در اين سىوچند سال از آنان ديدهايم. چيزى كه مكر آنان را نقش بر آب كرده است، در اصل دو عامل اساسى است: ايستادگى بر سر اصول اسلامى، و حضور مردم در صحنه. اين دو عامل در همه جا كليد فتح و فرج است. عامل اوّل به وسيلهى ايمان صادقانه به وعدهى الهى، و عامل دوم به بركت تلاش مخلصانه و تبيين صادقانه تضمين ميشود. ملتى كه صدق و صميميت پيشوايان را باور كند، صحنه را از حضور پر بركت خود رونق ميبخشد؛ و هر جا كه ملت با عزم راسخ در صحنه بماند، هيچ قدرتى توان شكست دادن آن را نخواهد داشت. اين تجربهى موفقى براى همهى ملتهائى است كه با حضور خود بيدارى اسلامى را رقم زدند.
از خداوند متعال هدايت و دستگيرى و كمك و رحمتش را براى شما و همهى ملتهاى مسلمان مسئلت ميكنم.
والسّلام عليكم و رحمةالله و بركاته
1) قصص: 7
2) قصص: 13
3) قريش: 3
4) فيل: 2
5) ضحى: 3
6) شعراء: 61
7) شعراء: 62
8) حج: 40
9) قصص: 83
10) فتح: 6
11) نهج البلاغه، نامهى 53
12) ابراهيم: 28 و 29
13) نهج البلاغه، نامهى 62
Source: http://farsi.khamenei.ir/speech-content?id=22405
9:53
|
Farsi - Arabic | کنار قدم های جابر - میثم مطیعی (مداحی اربعین)
کنار قدم های جابر، سوی نینوا رهسپاریم (مداحی فارسی و عربی ویژه پیاده روی اربعین)
مداحی خاطره انگیزحاج...
کنار قدم های جابر، سوی نینوا رهسپاریم (مداحی فارسی و عربی ویژه پیاده روی اربعین)
مداحی خاطره انگیزحاج میثم مطیعی برای زائرین اربعین \"بیاد قدم های جابر\"
~ Ghadam Haye Jaber
~ Meysam Motiee
- - متن مداحی - -
کنار قدم های جابر، سوی نینوا رهسپاریم
ستون های این جاده را ما، به شوق حرم می شماریم
شبیه رباب و سکینه، برای شما بی قراریم
ازین سختی و دوری راه، به شوق تو باکی نداریم
فدایی زینب، پر از شور و عشقیم
اگر که خدا خواست، بزودی دمشقیم
لبیک یابن الحیدر
قَطَعنا الیک الصَّحاری، الا یا امیر الفرات
أضِفنا فانّا ضیوفک، اضِف هؤلاء المُشاة
نَسیرُ الیک نهاراً، و نَحلُمْ بک فی اللیالی
نَعُدُّ الخُطىٰ و العلامات، و نبکیک حتى الوصال
نسیل کَنهرٍ، یا بحر المَعالی
بصَخرٍ و سدٍّ، اَبد لانُبالی
لبیک یابن الحیدر
وُلِدنا على حبّ حیدر، إذن لانخاف المَخاطِر
و نَفدیک بالقلب و الروح، و لیس فقط بالحناجر
و الحمدلله صِرنا، بلطفک شعباً أبیّا
سنمشی الى القدسِ یوماً، مع المسلمین سَویّا
سلامٌ على الشام، کَرَمزِ الصُّمود
و بحرین و القدس، اسیرِ القیود
لبیک یابن الحیدر
ترجمه:
ای امیر نهر فرات! به سوی تو بیابان ها را پشت سر گذاشتیم
میزبانی کن از ما که ما میهمانان توایم
میزبانی کن از این خیل پیاده
روزها به سوی تو گام برمیداریم
و شب ها رویای تو را می بینیم
قدم ها و علم های جاده را می شماریم
و تا زمان رسیدن بر تو گریه می کنیم
همچون رود جاری می شویم
ای دریای بزرگی ها!
و به هیچ صخره و سدّی
اهمیت نمی دهیم و اعتنا نمی کنیم
***
بر عشق و محبت علی به دنیا آمدیم
به خاطر همین است که از خطرها نمی ترسیم
ما با دل و جان مان فدای تو می شویم
نه فقط با حنجره های مان
خدا را شکر که به لطف تو
امّتی آزاده و ستم ناپذیر شدیم
روزی همراه با همه ی مسلمانان
به سوی قدس پیاده خواهیم رفت
درود بر شام
به عنوان نماد و مظهر مقاومت
و درود بر بحرین و قدس
که اسیر بند هستند))
یا حُسین!
یَتَّجِهُ هذا الحَشدِ الکبیرِ مِن محبّیکَ نحو کربلاء، بنیاتٍ صادِقَة و قلوبٍ مُشتعلة، شوقاً لزیارتک و تَوّاقَةً للتقرب بها إلی الله، لیُحرِّروا أنفسهم من الذنوبِ و التعلقاتِ الدنیویة.
یا سید الأحرار! نَعِدُک أن نَتَّجِهَ معاً نحوَ القدسِ مشیاً علی الأقدام و نُحرِّرَ تلکَ الأرضَ المقدَّسةَ من بَراثِنِ الصّهاینةِ الغاصبین، و أن نذهَبَ قریباً إلی الشّام لنُخَلِّصَ مقامَ أختکَ زینبَ الکبری من حمَلاتِ لُقَطاءِ الصّهاینةِ و أمریکا و هُم العناصِرَ السلفیة و التکفیریة و الإرهابیةِ و الوهابیة، الذین لم یُدرِکُوا شیئاً عن الإسلامِ الحقیقی.
ترجمه:
یاحسین!
این خیل عظیم دلدادگان با نیات صادقه و قلوب مطهره به قصد زیارت تو به سمت کربلا در حرکتند و با زیارت تو به خدای متعال تقرب میجویند تا خود را از قید و بند گناهان و تعلقات دنیایی رها کنند.
ای سید احرار! ما با تو عهد می بندیم که با این جماعت پیاده روان به قدس رفته و آن سرزمین مقدس را از چنگال غاصب صهاینه آزاد کنیم. همچنین با تو عهد می بندیم که به زودی به شام رفته و سوریه و حرم مطهر خواهر تو زینب کبری را از دست فرزندان نامشروع صهاینه و آمریکا یعنی گروههای سلفی و تکفیری و ارهابی و وهابی آزاد نماییم؛ همانها که از اسلام حقیقی هیچ نفهمیده اند.
شاعر: محسن رضوانی
More...
Description:
کنار قدم های جابر، سوی نینوا رهسپاریم (مداحی فارسی و عربی ویژه پیاده روی اربعین)
مداحی خاطره انگیزحاج میثم مطیعی برای زائرین اربعین \"بیاد قدم های جابر\"
~ Ghadam Haye Jaber
~ Meysam Motiee
- - متن مداحی - -
کنار قدم های جابر، سوی نینوا رهسپاریم
ستون های این جاده را ما، به شوق حرم می شماریم
شبیه رباب و سکینه، برای شما بی قراریم
ازین سختی و دوری راه، به شوق تو باکی نداریم
فدایی زینب، پر از شور و عشقیم
اگر که خدا خواست، بزودی دمشقیم
لبیک یابن الحیدر
قَطَعنا الیک الصَّحاری، الا یا امیر الفرات
أضِفنا فانّا ضیوفک، اضِف هؤلاء المُشاة
نَسیرُ الیک نهاراً، و نَحلُمْ بک فی اللیالی
نَعُدُّ الخُطىٰ و العلامات، و نبکیک حتى الوصال
نسیل کَنهرٍ، یا بحر المَعالی
بصَخرٍ و سدٍّ، اَبد لانُبالی
لبیک یابن الحیدر
وُلِدنا على حبّ حیدر، إذن لانخاف المَخاطِر
و نَفدیک بالقلب و الروح، و لیس فقط بالحناجر
و الحمدلله صِرنا، بلطفک شعباً أبیّا
سنمشی الى القدسِ یوماً، مع المسلمین سَویّا
سلامٌ على الشام، کَرَمزِ الصُّمود
و بحرین و القدس، اسیرِ القیود
لبیک یابن الحیدر
ترجمه:
ای امیر نهر فرات! به سوی تو بیابان ها را پشت سر گذاشتیم
میزبانی کن از ما که ما میهمانان توایم
میزبانی کن از این خیل پیاده
روزها به سوی تو گام برمیداریم
و شب ها رویای تو را می بینیم
قدم ها و علم های جاده را می شماریم
و تا زمان رسیدن بر تو گریه می کنیم
همچون رود جاری می شویم
ای دریای بزرگی ها!
و به هیچ صخره و سدّی
اهمیت نمی دهیم و اعتنا نمی کنیم
***
بر عشق و محبت علی به دنیا آمدیم
به خاطر همین است که از خطرها نمی ترسیم
ما با دل و جان مان فدای تو می شویم
نه فقط با حنجره های مان
خدا را شکر که به لطف تو
امّتی آزاده و ستم ناپذیر شدیم
روزی همراه با همه ی مسلمانان
به سوی قدس پیاده خواهیم رفت
درود بر شام
به عنوان نماد و مظهر مقاومت
و درود بر بحرین و قدس
که اسیر بند هستند))
یا حُسین!
یَتَّجِهُ هذا الحَشدِ الکبیرِ مِن محبّیکَ نحو کربلاء، بنیاتٍ صادِقَة و قلوبٍ مُشتعلة، شوقاً لزیارتک و تَوّاقَةً للتقرب بها إلی الله، لیُحرِّروا أنفسهم من الذنوبِ و التعلقاتِ الدنیویة.
یا سید الأحرار! نَعِدُک أن نَتَّجِهَ معاً نحوَ القدسِ مشیاً علی الأقدام و نُحرِّرَ تلکَ الأرضَ المقدَّسةَ من بَراثِنِ الصّهاینةِ الغاصبین، و أن نذهَبَ قریباً إلی الشّام لنُخَلِّصَ مقامَ أختکَ زینبَ الکبری من حمَلاتِ لُقَطاءِ الصّهاینةِ و أمریکا و هُم العناصِرَ السلفیة و التکفیریة و الإرهابیةِ و الوهابیة، الذین لم یُدرِکُوا شیئاً عن الإسلامِ الحقیقی.
ترجمه:
یاحسین!
این خیل عظیم دلدادگان با نیات صادقه و قلوب مطهره به قصد زیارت تو به سمت کربلا در حرکتند و با زیارت تو به خدای متعال تقرب میجویند تا خود را از قید و بند گناهان و تعلقات دنیایی رها کنند.
ای سید احرار! ما با تو عهد می بندیم که با این جماعت پیاده روان به قدس رفته و آن سرزمین مقدس را از چنگال غاصب صهاینه آزاد کنیم. همچنین با تو عهد می بندیم که به زودی به شام رفته و سوریه و حرم مطهر خواهر تو زینب کبری را از دست فرزندان نامشروع صهاینه و آمریکا یعنی گروههای سلفی و تکفیری و ارهابی و وهابی آزاد نماییم؛ همانها که از اسلام حقیقی هیچ نفهمیده اند.
شاعر: محسن رضوانی
4:14
|
Jannat Main Kon Jaye Ga? | Ayaat-un-Bayyinaat | Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi | Urdu
جنّت میں کون جائے گا؟ صرف یہودی یا صرف مسیحی یا ۔۔۔! || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۱۱ تا ۱۱۲ || حافظ سید محمد...
جنّت میں کون جائے گا؟ صرف یہودی یا صرف مسیحی یا ۔۔۔! || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۱۱ تا ۱۱۲ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Jannat Main Kon Jaye Ga? Sirf Yahudi Ya Sirf Masihi Ya...! || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 111 till 112 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi\\
وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾
Spread the message!
Share this video!
#Jannat #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
More...
Description:
جنّت میں کون جائے گا؟ صرف یہودی یا صرف مسیحی یا ۔۔۔! || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۱۱ تا ۱۱۲ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Jannat Main Kon Jaye Ga? Sirf Yahudi Ya Sirf Masihi Ya...! || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 111 till 112 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi\\
وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾
Spread the message!
Share this video!
#Jannat #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
8:30
|
Kiya Guzashta Hastiyon Kay Naik Aamaal Ba\'d Main Aany Walon Ki Bakhshish Ka Sabab Banain Gy | H.I. Syed Haider Naqvi |
کیا گزشتہ ہستیوں کے نیک اعمال بعد میں آنے والوں کی بخشش کا سبب بنیں گے؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۴ تا...
کیا گزشتہ ہستیوں کے نیک اعمال بعد میں آنے والوں کی بخشش کا سبب بنیں گے؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۴ تا ۱۳۸ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Kiya Guzashta Hastiyon Kay Naik Aamaal Ba\'d Main Aany Walon Ki Bakhshish Ka Sabab Banain Gy? || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 134 to 138 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٣٥﴾ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣٧﴾ صِبْغَةَ اللَّـهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿١٣٨﴾
Spread the message!
Share this video!
#Aamaal #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
More...
Description:
کیا گزشتہ ہستیوں کے نیک اعمال بعد میں آنے والوں کی بخشش کا سبب بنیں گے؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۴ تا ۱۳۸ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Kiya Guzashta Hastiyon Kay Naik Aamaal Ba\'d Main Aany Walon Ki Bakhshish Ka Sabab Banain Gy? || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 134 to 138 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٣٥﴾ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣٧﴾ صِبْغَةَ اللَّـهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿١٣٨﴾
Spread the message!
Share this video!
#Aamaal #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
2:50
|
Tum Behtar Jantay Ho Ya Allah? || Ayaat-un-Bayyinaat || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi
تم بہتر جانتے ہو یا الله؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۹ تا ۱۴۱ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Tum Behtar Jantay Ho Ya...
تم بہتر جانتے ہو یا الله؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۹ تا ۱۴۱ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Tum Behtar Jantay Ho Ya Allah? || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 139 to 141 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّـهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿١٣٩﴾ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّـهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّـهِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٤٠﴾ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾
Spread the message!
Share this video!
#Allah #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
More...
Description:
تم بہتر جانتے ہو یا الله؟ || آیاتٌ بیّناتٌ || سورۃ بقرہ آیت ۱۳۹ تا ۱۴۱ || حافظ سید محمد حیدر نقوی
Tum Behtar Jantay Ho Ya Allah? || Ayaat-un-Bayyinaat || Surah-e-Bqra Ayat 139 to 141 || Hafiz Syed Muhammad Haider Naqvi
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّـهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿١٣٩﴾ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّـهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّـهِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٤٠﴾ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾
Spread the message!
Share this video!
#Allah #Ayaat_un_Bayyinaat #SyedMuhammadHaiderNaqvi
54:21
|
المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 03 رمضان 1443 2022 | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثالثة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 03-رمضان-1443هـ 04-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثالثة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 03-رمضان-1443هـ 04-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن التقوى وعن المتقين فيما قدَّمه القرآن الكريم من علاماتهم، وصفاتهم، ونماذج من أعمالهم، وكذلك فيما عرضه مما وعد به الله \"سبحانه وتعالى\" عباده المتقين، وردت آياتٌ مباركة في سورة آل عمران، وفيها يتم الفرز بين التوجهات والاهتمامات لدى المتقين، وما يصلون من خلال ذلك إليه من الفوز العظيم، والنتائج المهمة، وما عليه غيرهم من الاهتمامات والتوجهات، التي نتائجها محدودة، ويعقبها الخسران.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\": {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: 14-17].
بدءاً بقوله \"سبحانه وتعالى\": {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}، الشهوات: هي غرائز لدى الإنسان، تدفعه غريزياً ونفسياً إلى متعلَّقات ومتطلبات هذه الحياة في جانبها المادي، سواءً على مستوى الحياة الزوجية، والحياة الأسرية، أو متطلبات هذه الحياة، مما يحتاج إليه الناس، من المال الذي يعتمدون عليه كنفقات في حياتهم، من الحرث والثروة الزراعية وما ينتج عنها، الثروة الحيوانية وما ينتفعون فيها من المنافع المتنوعة والمتعددة مما أنعم الله به عليهم، هي شهوات غريزية، والإنسان يندفع إليها غريزياً، ولكن المشكلة عندما تأتي حالة التزيين للشد إلى تلك الشهوات والمتطلبات والرغبات بشكلٍ كبير، حتى يتوجه إليها كل الاهتمام، كل التركيز من جانب الإنسان، وهذا ما يحصل للكثير من الناس، تتوجه كل اهتماماتهم، وتُستَغرَق كل جهودهم، وكل تفكيرهم، كل تركيزهم في هذه الحياة نحو هذه الشهوات، وهذه الرغبات، فيؤْثرون هذه الرغبات والشهوات، يُؤْثرونها على آخرتهم، إلى درجة أنه من الممكن أن ينحرفوا عن خط التقوى، أن يخدموا الباطل، أن يقعوا في الحرام، أن ينتهكوا حدود الله \"سبحانه وتعالى\"، أن يرتكبوا المعاصي بكل أشكالها وأنواعها، أن يتحمَّلوا الآثام والأوزار؛ بغية تحقيق أهدافهم ورغباتهم ومتطلباتهم المادية، فهذا يحصل للكثير من الناس، مع أنَّ الكثير لا يصلون أصلاً إلى مبتغاهم من ذلك، ومن يصلون إلى مستويات معينة، فيصبحون مثلاً أثرياء ومتمكِّنين، لا تنتهي أطماعهم، ولا يصلون إلى حد القناعة أصلاً، فهم يبتغون المزيد والمزيد، ولا يصلون إلى درجة أن يشعروا بالتمتع الكافي بكل ما قد حصلوا عليه، وتمكنوا منه، بل لا تزال تدفع بهم الأطماع والرغبات والشهوات نحو المزيد والمزيد، وما أكثر الذين يدفعهم ذلك إلى ارتكاب الآثام والمعاصي، وإلى استخدام الوسائل المحرمة، وإلى تجاوز شرع الله وتعاليمه وتوجيهه، ولا يصلون في نهاية المطاف إلى نتيجة؛ لأن كل هذه النعم، وكل هذه المتع، هي منافع مؤقتة في هذه الحياة، ويجب أن يستوعب الإنسان هذه الحقيقة؛ لأنها منافع مؤقتة، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فهي منافع يعيش عليها الإنسان لمرحلةٍ مؤقتة، وبِقَدَرٍ معين، بمستوى معين.
ولذلك هناك فرق بين من يتجه إليها ويجعل منها كل مأربه في هذه الحياة، كل مطلبه، كل رغباته، كل اهتمامه، يتوجه كلياً نحوها بكل اهتماماته وتركيزه، فيجعلها هي الأساس، الأساس في اهتماماته، الأساس في أعماله، الأساس حتى في مواقفه، الأساس حتى في ولاءاته، يبني على هذا الأساس كل اهتماماته وتوجهاته في هذه الحياة، وبين نظرة المتقين، الذين ينظرون النظرة الواقعية، النظرة الصحيحة، على هدىً من ربهم، فيرون فيها منافع مؤقتة، لا ينبغي أن يتجه الإنسان إليها هي ليجعل منها غاية، ليجعل منها نهاية السؤول، وغاية المأمول، فيتوجه بكل اهتماماته نحوها، هي منافع لحياةٍ مؤقتة، ومنافع في أصلها مؤقتة، وكثيراً ما يشوبها الكثير من المنغصات.
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الثالثة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 03-رمضان-1443هـ 04-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن التقوى وعن المتقين فيما قدَّمه القرآن الكريم من علاماتهم، وصفاتهم، ونماذج من أعمالهم، وكذلك فيما عرضه مما وعد به الله \"سبحانه وتعالى\" عباده المتقين، وردت آياتٌ مباركة في سورة آل عمران، وفيها يتم الفرز بين التوجهات والاهتمامات لدى المتقين، وما يصلون من خلال ذلك إليه من الفوز العظيم، والنتائج المهمة، وما عليه غيرهم من الاهتمامات والتوجهات، التي نتائجها محدودة، ويعقبها الخسران.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\": {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: 14-17].
بدءاً بقوله \"سبحانه وتعالى\": {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}، الشهوات: هي غرائز لدى الإنسان، تدفعه غريزياً ونفسياً إلى متعلَّقات ومتطلبات هذه الحياة في جانبها المادي، سواءً على مستوى الحياة الزوجية، والحياة الأسرية، أو متطلبات هذه الحياة، مما يحتاج إليه الناس، من المال الذي يعتمدون عليه كنفقات في حياتهم، من الحرث والثروة الزراعية وما ينتج عنها، الثروة الحيوانية وما ينتفعون فيها من المنافع المتنوعة والمتعددة مما أنعم الله به عليهم، هي شهوات غريزية، والإنسان يندفع إليها غريزياً، ولكن المشكلة عندما تأتي حالة التزيين للشد إلى تلك الشهوات والمتطلبات والرغبات بشكلٍ كبير، حتى يتوجه إليها كل الاهتمام، كل التركيز من جانب الإنسان، وهذا ما يحصل للكثير من الناس، تتوجه كل اهتماماتهم، وتُستَغرَق كل جهودهم، وكل تفكيرهم، كل تركيزهم في هذه الحياة نحو هذه الشهوات، وهذه الرغبات، فيؤْثرون هذه الرغبات والشهوات، يُؤْثرونها على آخرتهم، إلى درجة أنه من الممكن أن ينحرفوا عن خط التقوى، أن يخدموا الباطل، أن يقعوا في الحرام، أن ينتهكوا حدود الله \"سبحانه وتعالى\"، أن يرتكبوا المعاصي بكل أشكالها وأنواعها، أن يتحمَّلوا الآثام والأوزار؛ بغية تحقيق أهدافهم ورغباتهم ومتطلباتهم المادية، فهذا يحصل للكثير من الناس، مع أنَّ الكثير لا يصلون أصلاً إلى مبتغاهم من ذلك، ومن يصلون إلى مستويات معينة، فيصبحون مثلاً أثرياء ومتمكِّنين، لا تنتهي أطماعهم، ولا يصلون إلى حد القناعة أصلاً، فهم يبتغون المزيد والمزيد، ولا يصلون إلى درجة أن يشعروا بالتمتع الكافي بكل ما قد حصلوا عليه، وتمكنوا منه، بل لا تزال تدفع بهم الأطماع والرغبات والشهوات نحو المزيد والمزيد، وما أكثر الذين يدفعهم ذلك إلى ارتكاب الآثام والمعاصي، وإلى استخدام الوسائل المحرمة، وإلى تجاوز شرع الله وتعاليمه وتوجيهه، ولا يصلون في نهاية المطاف إلى نتيجة؛ لأن كل هذه النعم، وكل هذه المتع، هي منافع مؤقتة في هذه الحياة، ويجب أن يستوعب الإنسان هذه الحقيقة؛ لأنها منافع مؤقتة، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فهي منافع يعيش عليها الإنسان لمرحلةٍ مؤقتة، وبِقَدَرٍ معين، بمستوى معين.
ولذلك هناك فرق بين من يتجه إليها ويجعل منها كل مأربه في هذه الحياة، كل مطلبه، كل رغباته، كل اهتمامه، يتوجه كلياً نحوها بكل اهتماماته وتركيزه، فيجعلها هي الأساس، الأساس في اهتماماته، الأساس في أعماله، الأساس حتى في مواقفه، الأساس حتى في ولاءاته، يبني على هذا الأساس كل اهتماماته وتوجهاته في هذه الحياة، وبين نظرة المتقين، الذين ينظرون النظرة الواقعية، النظرة الصحيحة، على هدىً من ربهم، فيرون فيها منافع مؤقتة، لا ينبغي أن يتجه الإنسان إليها هي ليجعل منها غاية، ليجعل منها نهاية السؤول، وغاية المأمول، فيتوجه بكل اهتماماته نحوها، هي منافع لحياةٍ مؤقتة، ومنافع في أصلها مؤقتة، وكثيراً ما يشوبها الكثير من المنغصات.
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
44:10
|
المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1443 هـ 2022 م [Arabic]
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الرابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 04-رمضان-1443هـ 05-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الرابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 04-رمضان-1443هـ 05-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من أهم ما هو محسوبٌ في عداد مواصفات عباد الله المتقين، هو: اليقين بالآخرة، وهو من أهم الدوافع إلى التقوى، ومن أهم ما يساعد على التزام حالة التقوى، اليقين بالآخرة، قال الله \"سبحانه وتعالى\" عن عباده المتقين: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[البقرة: من الآية4]، فهم يوقنون بالآخرة، وهم مؤمنون إيماناً صادقاً بوعد الله \"سبحانه وتعالى\" ووعيده.
من المعلوم أنَّ من أهم المهام للرسالة والرسول والقرآن، هو: التبشير والإنذار، فالله يصف نبيه \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بأنه بشيراً ونذيراً، يصف القرآن- كذلك- بشيراً ونذيراً.
فيأتي النذر أو الإنذار بالآخرة من المهام الرئيسية للأنبياء والرسل \"صلوات الله عليهم\"، ومن أهم ما تتضمنه كتب الله \"سبحانه وتعالى\"، وختامها القرآن الكريم والرسول محمد \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، حيث كان لذلك مساحة واسعة في الحديث عن الآخرة، واليوم الآخر، وبشكلٍ تفصيلي، لم يبق مجرد عنوان عام بدون تفاصيل، مثلاً: نسمع عن يوم القيامة، ثم لا نسمع عن أي شيءٍ من التفاصيل سوى أنه يومٌ للحساب، وبعده الجزاء.
أتى الحديث التفصيلي عن يوم القيامة في مرحلته الأولى: النفخة الأولى، التي بها نهاية الحياة، ودمار الأرض والسماوات، وإعادة تكوينها من جديد، ثم في النفخة الثانية، في حالة البعث والقيام والحساب، وتفاصيل مقامات الحساب بشكلٍ دقيق، ثم ما بعد ذلك فيما يتعلق بالجزاء، الذي هو الجنة والنار، فالحديث التفصيلي لامس كل جانب من الجوانب التي تتصل بحياتنا.
يأتي الحديث عن الجوانب النفسية للإنسان في تلك المقامات والمشاهد، في ساحة القيامة، وما بعد ذلك: في الجنة، أو في النار، يأتي الحديث عن كل ما يتصل بشؤون حياتنا في كل جانبٍ من جوانبها، عن الطعام، عن الشراب، عن الملابس، عن ظروف وأجواء الحياة التي يعيشها الإنسان هناك، بنحوٍ تفصيليٍ فيه العبرة الكبيرة لنا، فيه ما يدل على أهمية ما نحن قادمون عليه.
ولذلك يأتي التأكيد على هذه الحقائق في القرآن الكريم، بالرغم من كل ذلك، أكثر الناس هم في حالة غفلة، بعد كل ذلك الإنذار المتكرر والمؤكد، والذي تأتي فيه الكثير من التفاصيل، والتي تلامس كل جانب يهم الإنسان، يتعلق بحياته، على نحوٍ تفصيلي، مع ذلك الحالة السائدة لدى أكثر البشر، أكثر الناس، هي حالة الغفلة، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}[الأنبياء: الآية1]، فحالة الغفلة الشديدة لدى أكثر الناس، وحالة تصل بهم إلى درجة الإعراض، واللامبالاة، وعدم الانتباه إلى أعمالهم، أقوالهم، تصرفاتهم... وغير ذلك، البعض إلى درجة التكذيب، إلى درجة التكذيب بالآخرة، وبعالم الآخرة.
ما يتميز به المتقون: أنهم في حالة انتباه، في حالة تذكر، مع يقينهم بالآخرة، مع إيمانهم بوعد الله ووعيده، هم في حالة انتباه، وتذكر، وجهوزية، واستعداد؛ ولذلك يزنون تصرفاتهم، أعمالهم، مواقفهم على هذا الأساس، أنَّ هناك حساب، هناك جزاء، يتذكرون ذلك، وإذا حدثت لهم حالات غفلة، فهي حالات عارضة، وليست حالاتٍ مستحكمة، هي حالاتٌ عارضة، يخرجون منها، يُذَكَّرون فيتذكَّرون، يأتي ما ينبههم؛ فيخرجون من حالة غفلتهم، ويعودون إلى انتباههم، وهم يستشعرون دائماً قرب لقاء الله \"سبحانه وتعالى\"، {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: الآية46]، فاستشعارهم المستمر لقرب لقاء الله \"سبحانه وتعالى\"، يجعلهم في حالةٍ من الانتباه، واليقظة، والاستعداد، والإدراك أنَّ مواقفهم محسوبة، وتصرفاتهم محسوبة، وأعمالهم محسوبة... إلى غير ذلك، ولهذا يقول الله \"سبحانه وتعالى\" عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف: الآية201]، فهم قد تعرض لهم حالة الغفلة، ثم سرعان ما ينتبهون، فينتبهون لتصرفاتهم، لأعمالهم، لمواقفهم، ويتحركون على أساسٍ من إيمانهم.
أيضاً في علاقتهم بالله \"سبحانه وتعالى\"؛ لأن الإيمان بالآخرة هو جزءٌ من إيماننا بالله، إيماننا بوعده ووعيده \"سبحانه وتعالى\"، فالله يقول عنهم: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال: من الآية2]؛ ولذلك يتأثرون، {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ} فيتأثرون بذلك، يكون لذلك تأثير في أعماق قلوبهم {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}، مشاعرهم حيَّة، وجدانهم حي، ضميرهم حي، يخشون من عذاب الله، يستحيون من الله \"سبحانه وتعالى\".
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الرابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 04-رمضان-1443هـ 05-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من أهم ما هو محسوبٌ في عداد مواصفات عباد الله المتقين، هو: اليقين بالآخرة، وهو من أهم الدوافع إلى التقوى، ومن أهم ما يساعد على التزام حالة التقوى، اليقين بالآخرة، قال الله \"سبحانه وتعالى\" عن عباده المتقين: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}[البقرة: من الآية4]، فهم يوقنون بالآخرة، وهم مؤمنون إيماناً صادقاً بوعد الله \"سبحانه وتعالى\" ووعيده.
من المعلوم أنَّ من أهم المهام للرسالة والرسول والقرآن، هو: التبشير والإنذار، فالله يصف نبيه \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بأنه بشيراً ونذيراً، يصف القرآن- كذلك- بشيراً ونذيراً.
فيأتي النذر أو الإنذار بالآخرة من المهام الرئيسية للأنبياء والرسل \"صلوات الله عليهم\"، ومن أهم ما تتضمنه كتب الله \"سبحانه وتعالى\"، وختامها القرآن الكريم والرسول محمد \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، حيث كان لذلك مساحة واسعة في الحديث عن الآخرة، واليوم الآخر، وبشكلٍ تفصيلي، لم يبق مجرد عنوان عام بدون تفاصيل، مثلاً: نسمع عن يوم القيامة، ثم لا نسمع عن أي شيءٍ من التفاصيل سوى أنه يومٌ للحساب، وبعده الجزاء.
أتى الحديث التفصيلي عن يوم القيامة في مرحلته الأولى: النفخة الأولى، التي بها نهاية الحياة، ودمار الأرض والسماوات، وإعادة تكوينها من جديد، ثم في النفخة الثانية، في حالة البعث والقيام والحساب، وتفاصيل مقامات الحساب بشكلٍ دقيق، ثم ما بعد ذلك فيما يتعلق بالجزاء، الذي هو الجنة والنار، فالحديث التفصيلي لامس كل جانب من الجوانب التي تتصل بحياتنا.
يأتي الحديث عن الجوانب النفسية للإنسان في تلك المقامات والمشاهد، في ساحة القيامة، وما بعد ذلك: في الجنة، أو في النار، يأتي الحديث عن كل ما يتصل بشؤون حياتنا في كل جانبٍ من جوانبها، عن الطعام، عن الشراب، عن الملابس، عن ظروف وأجواء الحياة التي يعيشها الإنسان هناك، بنحوٍ تفصيليٍ فيه العبرة الكبيرة لنا، فيه ما يدل على أهمية ما نحن قادمون عليه.
ولذلك يأتي التأكيد على هذه الحقائق في القرآن الكريم، بالرغم من كل ذلك، أكثر الناس هم في حالة غفلة، بعد كل ذلك الإنذار المتكرر والمؤكد، والذي تأتي فيه الكثير من التفاصيل، والتي تلامس كل جانب يهم الإنسان، يتعلق بحياته، على نحوٍ تفصيلي، مع ذلك الحالة السائدة لدى أكثر البشر، أكثر الناس، هي حالة الغفلة، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}[الأنبياء: الآية1]، فحالة الغفلة الشديدة لدى أكثر الناس، وحالة تصل بهم إلى درجة الإعراض، واللامبالاة، وعدم الانتباه إلى أعمالهم، أقوالهم، تصرفاتهم... وغير ذلك، البعض إلى درجة التكذيب، إلى درجة التكذيب بالآخرة، وبعالم الآخرة.
ما يتميز به المتقون: أنهم في حالة انتباه، في حالة تذكر، مع يقينهم بالآخرة، مع إيمانهم بوعد الله ووعيده، هم في حالة انتباه، وتذكر، وجهوزية، واستعداد؛ ولذلك يزنون تصرفاتهم، أعمالهم، مواقفهم على هذا الأساس، أنَّ هناك حساب، هناك جزاء، يتذكرون ذلك، وإذا حدثت لهم حالات غفلة، فهي حالات عارضة، وليست حالاتٍ مستحكمة، هي حالاتٌ عارضة، يخرجون منها، يُذَكَّرون فيتذكَّرون، يأتي ما ينبههم؛ فيخرجون من حالة غفلتهم، ويعودون إلى انتباههم، وهم يستشعرون دائماً قرب لقاء الله \"سبحانه وتعالى\"، {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: الآية46]، فاستشعارهم المستمر لقرب لقاء الله \"سبحانه وتعالى\"، يجعلهم في حالةٍ من الانتباه، واليقظة، والاستعداد، والإدراك أنَّ مواقفهم محسوبة، وتصرفاتهم محسوبة، وأعمالهم محسوبة... إلى غير ذلك، ولهذا يقول الله \"سبحانه وتعالى\" عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف: الآية201]، فهم قد تعرض لهم حالة الغفلة، ثم سرعان ما ينتبهون، فينتبهون لتصرفاتهم، لأعمالهم، لمواقفهم، ويتحركون على أساسٍ من إيمانهم.
أيضاً في علاقتهم بالله \"سبحانه وتعالى\"؛ لأن الإيمان بالآخرة هو جزءٌ من إيماننا بالله، إيماننا بوعده ووعيده \"سبحانه وتعالى\"، فالله يقول عنهم: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال: من الآية2]؛ ولذلك يتأثرون، {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ} فيتأثرون بذلك، يكون لذلك تأثير في أعماق قلوبهم {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}، مشاعرهم حيَّة، وجدانهم حي، ضميرهم حي، يخشون من عذاب الله، يستحيون من الله \"سبحانه وتعالى\".
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
Video Tags:
المركز
الإعلامي,اليمن,Yemen,أنصار
الله,المركز
الإعلامي
لأنصارالله,المركز
الإعلامي
لأنصار
الله,AnsarAllahMC,السيد
عبدالملك
بدرالدين
الحوثي,السيد
القائد,المحاضرة
الرمضانية,المحاضرات
الرمضانية,عبدالملك
الحوثي,السيد
عبدالملك
الحوثي,خطابات
السيد
عبدالملك
الحوثي,الحوثي,السيد
عبدالملك,السيد
القائد
عبدالملك
الحوثي,محاضرات
السيد
عبدالملك
الحوثي
اليمن,أخبار
اليمن,نشرة
الأخبار,مقتطفات
السيد,مقتطف,فلاشات,رمضان
1443,المحاضرة
الرابعة,المحاضرة
الرمضانية
الرابعة,التقوى
48:16
|
المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م [Arabic]
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الخامسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الخامسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وإيمان المتقين بوعد الله \"سبحانه وتعالى\" ووعيده، وما لذلك من تأثيرٍ كبيرٍ يساعد على التزام حالة التقوى في أعمال الإنسان وتصرفاته، في انتهائه وانضباطه تجاه حدود الله، وما نهى الله عنه، وفي اهتمامه بالقيام بما أمر الله \"سبحانه وتعالى\" به.
تحدثنا بالأمس عن الموت كبدايةٍ للرجوع إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، ونهايةٍ لهذه الحياة، التي هي الفرصة الوحيدة للإنسان في العمل الصالح، في العمل بما يفوز به، ويؤمِّن به مستقبله الأبدي الدائم، وينجو به من عذاب الله \"سبحانه وتعالى\".
وتحدثنا بالأمس عن اقتراب الساعة، وأننا آخر الأمم، وأنَّ البشرية في هذا الزمن هم في الحقبة التاريخية الأخيرة للوجود البشري، على مقربةٍ من قيام الساعة، إضافةً إلى أنَّ الموت بنفسه يعتبر فاصلاً قصيراً جدًّا، الإنسان يتصور ويتخيل ويتوقع عندما يبعث يوم القيامة أنه لم يمضي خلاله سوى فترة وجيزة، تقديرات البعض- الذين أكثروا- إلى عشرة ليالٍ، وتقديرات البعض بيوم، وتقديرات البعض ببعض يوم، بعشيةٍ أو ضحاها، كأنها فترة وجيزة جدًّا.
والحالة التي يمكن أن تقرِّب للإنسان هذه المسألة، هي حالة النوم نفسها، والله \"سبحانه وتعالى\" قال في القرآن الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[الزمر: من الآية42]، الإنسان عندما ينام ويستيقظ، يستشعر فترة النوم التي نامها بأنها فترة وجيزة، قصيرة، بسيطة؛ ولذلك يوم القيامة عندما تبعث، الحال بالنسبة لك في مشاعرك في إحساسك، كما لو أنك نمت بالأمس واستيقظت اليوم، يعني: كالحالة التي نعيشها في مسيرة حياتنا عندما ننام ونستيقظ، فنرى أنَّ الفاصل الزمني ليس إلَّا عبارة عن ليلةٍ واحدة، أو ساعاتٍ محدودة... هكذا هي مشاعر الإنسان عندما يبعث يوم القيامة: كأنه عن قريبٍ أتاه الموت ثم استيقظ، والحالة كما في الحديث النبوي عن النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\": ((لتموتنَّ كما تنامون، ولتبعثنَّ كما تستيقظون))، فلذلك المسألة قريبة جدًّا، لا ينظر الإنسان إلى الحديث عن الآخرة وكأنه حديث عن شيءٍ بعيدٍ جدًّا، الإنسان على مقربة كبيرة جدًّا.
والحالة التي هي حالةٌ استثنائيةٌ في مسألة الموت، هي: حالة الشهداء، كما بيَّن الله لنا في القرآن الكريم، وأكَّد لنا ذلك، عندما قال \"جلَّ شأنه\": {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: الآية169]، فحالهم يختلف عن بقية الذين يموتون، هم يحظون بهذا الامتياز الخاص، وهذه الرعاية الخاصة لهم من الله \"سبحانه وتعالى\"، حيث يستضيفهم الله \"سبحانه وتعالى\"، ويمنحهم الحياة في تلك الضيافة، ويبقون في حالة الاستضافة الربَّانية إلى يوم القيامة، في حالة سعادةٍ، ورزقٍ، وحياةٍ حقيقية، وهذا يبين عظمة الشهداء، وعظمة الجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، والقيمة الكبرى للتضحية في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\".
في مسألة اليوم الآخر، يقول الله \"سبحانه وتعالى\" يخاطبنا جميعاً، وما أهم أن يستذكر الإنسان هذه المسألة: أنه مخاطبٌ، فلا يتصور أنَّ الكلام يعني الآخرين وهو بمعزلٍ عن ذلك، يقول الله \"جلَّ شأنه\": {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: الآية281]، اتقوا ذلك اليوم.
كيف نتقي ذلك اليوم؟ كيف نعمل ما يقينا من أهوال ذلك اليوم، مما يترتب على البعث في ذلك اليوم: من الجزاء، من الحساب، من النتائج الرهيبة، مما فيه من الأهوال الرهيبة والعظيمة؟
رسم الله لنا ذلك في القرآن الكريم، ذلك اليوم هو يوم الرجوع إلى الله، الرجوع إلى الله للحساب وللجزاء، والرجوع الذي لا يمكن لأحدٍ- كما قلنا بالأمس- أن يمتنع عنه، الله \"جلَّ شأنه\" في مسألة البعث ويوم القيامة كما قال في القرآن الكريم: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس: الآية53]، سبحان الله المقتدر على كل شيء، العظيم، المهيمن، القاهر، صيحة واحدة فإذا بكل الخلائق منذ آدم \"عليه السلام\" إلى آخر مولودٍ ولد من المجتمع البشري، في صيحةٍ واحدة يمنحهم الله الحياة، يبعثهم من مماتهم، يحشرهم إلى ساحة الحشر، بشكلٍ سريعٍ وهائلٍ جدًّا يفوق كل تصورٍ وكل خيال، من قدرة الله \"سبحانه وتعالى\"، من آيات قدرته، من تجليات قدرته \"سبحانه وتعالى\".
فتأتي عملية البعث على الأرض التي حولها الله \"سبحانه وتعالى\" يوم القيامة إلى ساحةٍ مستوية وصعيدٍ واحد، تتحول لكي تتسع للحساب، تتسع للبشر، للمجتمع البشري في كل أجياله وأممه على مر التاريخ إلى نهاية الوجود البشري، لكي تتسع للجميع يحولها الله، ينسف ما فيها من الجبال، تنتهي ما فيها من المحيطات والبحار، وتتحول إلى ساحةٍ مستوية، كما قال عنها: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}[طه: الآية107]، كما قال: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}[الكهف: الآية8]، ليس فيها أي نبات، ولا أي أشجار، ولا أي غابات، ولا أي جبال، ولا أي أنهار، ولا أي مناطق مرتفعة، ولا أي مناطق منخفضة، ساحة مستوية بدقة، بشكلٍ دقيقٍ جدًّا، {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}...
https://www.almasirah.news/post/210275/
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الخامسة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 05-رمضان-1443هـ 06-04-2022م
في سياق الحديث عن اليقين بالآخرة، وإيمان المتقين بوعد الله \"سبحانه وتعالى\" ووعيده، وما لذلك من تأثيرٍ كبيرٍ يساعد على التزام حالة التقوى في أعمال الإنسان وتصرفاته، في انتهائه وانضباطه تجاه حدود الله، وما نهى الله عنه، وفي اهتمامه بالقيام بما أمر الله \"سبحانه وتعالى\" به.
تحدثنا بالأمس عن الموت كبدايةٍ للرجوع إلى الله \"سبحانه وتعالى\"، ونهايةٍ لهذه الحياة، التي هي الفرصة الوحيدة للإنسان في العمل الصالح، في العمل بما يفوز به، ويؤمِّن به مستقبله الأبدي الدائم، وينجو به من عذاب الله \"سبحانه وتعالى\".
وتحدثنا بالأمس عن اقتراب الساعة، وأننا آخر الأمم، وأنَّ البشرية في هذا الزمن هم في الحقبة التاريخية الأخيرة للوجود البشري، على مقربةٍ من قيام الساعة، إضافةً إلى أنَّ الموت بنفسه يعتبر فاصلاً قصيراً جدًّا، الإنسان يتصور ويتخيل ويتوقع عندما يبعث يوم القيامة أنه لم يمضي خلاله سوى فترة وجيزة، تقديرات البعض- الذين أكثروا- إلى عشرة ليالٍ، وتقديرات البعض بيوم، وتقديرات البعض ببعض يوم، بعشيةٍ أو ضحاها، كأنها فترة وجيزة جدًّا.
والحالة التي يمكن أن تقرِّب للإنسان هذه المسألة، هي حالة النوم نفسها، والله \"سبحانه وتعالى\" قال في القرآن الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[الزمر: من الآية42]، الإنسان عندما ينام ويستيقظ، يستشعر فترة النوم التي نامها بأنها فترة وجيزة، قصيرة، بسيطة؛ ولذلك يوم القيامة عندما تبعث، الحال بالنسبة لك في مشاعرك في إحساسك، كما لو أنك نمت بالأمس واستيقظت اليوم، يعني: كالحالة التي نعيشها في مسيرة حياتنا عندما ننام ونستيقظ، فنرى أنَّ الفاصل الزمني ليس إلَّا عبارة عن ليلةٍ واحدة، أو ساعاتٍ محدودة... هكذا هي مشاعر الإنسان عندما يبعث يوم القيامة: كأنه عن قريبٍ أتاه الموت ثم استيقظ، والحالة كما في الحديث النبوي عن النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\": ((لتموتنَّ كما تنامون، ولتبعثنَّ كما تستيقظون))، فلذلك المسألة قريبة جدًّا، لا ينظر الإنسان إلى الحديث عن الآخرة وكأنه حديث عن شيءٍ بعيدٍ جدًّا، الإنسان على مقربة كبيرة جدًّا.
والحالة التي هي حالةٌ استثنائيةٌ في مسألة الموت، هي: حالة الشهداء، كما بيَّن الله لنا في القرآن الكريم، وأكَّد لنا ذلك، عندما قال \"جلَّ شأنه\": {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: الآية169]، فحالهم يختلف عن بقية الذين يموتون، هم يحظون بهذا الامتياز الخاص، وهذه الرعاية الخاصة لهم من الله \"سبحانه وتعالى\"، حيث يستضيفهم الله \"سبحانه وتعالى\"، ويمنحهم الحياة في تلك الضيافة، ويبقون في حالة الاستضافة الربَّانية إلى يوم القيامة، في حالة سعادةٍ، ورزقٍ، وحياةٍ حقيقية، وهذا يبين عظمة الشهداء، وعظمة الجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، والقيمة الكبرى للتضحية في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\".
في مسألة اليوم الآخر، يقول الله \"سبحانه وتعالى\" يخاطبنا جميعاً، وما أهم أن يستذكر الإنسان هذه المسألة: أنه مخاطبٌ، فلا يتصور أنَّ الكلام يعني الآخرين وهو بمعزلٍ عن ذلك، يقول الله \"جلَّ شأنه\": {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: الآية281]، اتقوا ذلك اليوم.
كيف نتقي ذلك اليوم؟ كيف نعمل ما يقينا من أهوال ذلك اليوم، مما يترتب على البعث في ذلك اليوم: من الجزاء، من الحساب، من النتائج الرهيبة، مما فيه من الأهوال الرهيبة والعظيمة؟
رسم الله لنا ذلك في القرآن الكريم، ذلك اليوم هو يوم الرجوع إلى الله، الرجوع إلى الله للحساب وللجزاء، والرجوع الذي لا يمكن لأحدٍ- كما قلنا بالأمس- أن يمتنع عنه، الله \"جلَّ شأنه\" في مسألة البعث ويوم القيامة كما قال في القرآن الكريم: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس: الآية53]، سبحان الله المقتدر على كل شيء، العظيم، المهيمن، القاهر، صيحة واحدة فإذا بكل الخلائق منذ آدم \"عليه السلام\" إلى آخر مولودٍ ولد من المجتمع البشري، في صيحةٍ واحدة يمنحهم الله الحياة، يبعثهم من مماتهم، يحشرهم إلى ساحة الحشر، بشكلٍ سريعٍ وهائلٍ جدًّا يفوق كل تصورٍ وكل خيال، من قدرة الله \"سبحانه وتعالى\"، من آيات قدرته، من تجليات قدرته \"سبحانه وتعالى\".
فتأتي عملية البعث على الأرض التي حولها الله \"سبحانه وتعالى\" يوم القيامة إلى ساحةٍ مستوية وصعيدٍ واحد، تتحول لكي تتسع للحساب، تتسع للبشر، للمجتمع البشري في كل أجياله وأممه على مر التاريخ إلى نهاية الوجود البشري، لكي تتسع للجميع يحولها الله، ينسف ما فيها من الجبال، تنتهي ما فيها من المحيطات والبحار، وتتحول إلى ساحةٍ مستوية، كما قال عنها: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}[طه: الآية107]، كما قال: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}[الكهف: الآية8]، ليس فيها أي نبات، ولا أي أشجار، ولا أي غابات، ولا أي جبال، ولا أي أنهار، ولا أي مناطق مرتفعة، ولا أي مناطق منخفضة، ساحة مستوية بدقة، بشكلٍ دقيقٍ جدًّا، {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا}...
https://www.almasirah.news/post/210275/
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
Video Tags:
المركز
الإعلامي,اليمن,Yemen,أنصار
الله,المركز
الإعلامي
لأنصارالله,المركز
الإعلامي
لأنصار
الله,AnsarAllahMC,السيد
القائد,السيد
عبدالملك
بدرالدين
الحوثي,السيد
الحوثي,المحاضرة
الرمضانية
الخامسة,المحاضرة
الخامسة,Houthi
53:17
|
المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 07-رمضان-1443هـ 08-04-2022م [Arabic]
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية السابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 07-رمضان-1443هـ 08-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية السابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 07-رمضان-1443هـ 08-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
مما ورد في القرآن الكريم في الآيات المباركة من سورة البقرة في الحديث عن فريضة الصيام، وتعيين شهر رمضان ليكون هو الشهر المحدد لأداء فريضة الصيام، كركنٍ من أركان الإسلام، وكفرضٍ أساسيٍ من فرائض الله \"عزَّ وجلَّ\"، أتى قول الله \"سبحانه وتعالى\": {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: من الآية185]، فشهر رمضان المبارك هو شهر نزول القرآن، الذي اتبدأ فيه نزول القرآن الكريم من خلال الوحي إلى رسول الله وخاتم أنبيائه محمد \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وقد يكون- والله أعلم- هو بنفسه شهر البعثة بالرسالة إلى الناس، فتختلف الأقوال، البعض يعتبرون شهر البعثة هو شهر رجب، ولكن العجيب أنَّ أولئك الذين يعتبرون أنَّ شهر البعثة أنه شهر رجب، هم يعتبرون نزول القرآن في بداية البعثة، وأنه من خلال أول لقاء بالبعثة بالرسالة نزلت سورة اقرأ، هكذا يقولون هم، وهذا لا يستقيم؛ لأنه من المعلوم قطعاً أنَّ نزول القرآن الكريم ابتدأ في شهر رمضان المبارك، في ليلة القدر منه، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[القدر: الآية1]، فالإرسال قد يكون إذا كانت البعثة مترافقة مع نزول القرآن، أو ابتداء نزوله، في شهر رمضان المبارك، وهو شهرٌ مباركٌ، وشهرٌ عظيم، وهناك روايات عن أمير المؤمنين عليٍّ \"عليه السلام\" أيضاً تفيد ذلك، وعلى كلٍّ فمما لا شك فيه أنه إذا كان نزول القرآن الكريم متزامناً مع بداية البعثة بالرسالة؛ فستكون البعثة حتماً في شهر رمضان المبارك.
القرآن الكريم الذي أنزله الله في شهر رمضان المبارك، ثم شرع صيام هذا الشهر، وبيَّن لنا غايةً عمليةً أو ثمرةً عمليةً أساسيةً ومهمةً بالنسبة لنا هي التقوى، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: من الآية183]، فمما لا شك فيه أيضاً أنَّ هناك تلازمٌ تام ما بين تحقيق التقوى، وما بين الاهتداء بالقرآن الكريم؛ لأن من أول متطلبات التقوى هو الهدى، أن نعرف ونعلم ماذا نفعل؟ ما الذي فيه الوقاية لنا إن فعلناه؟ ما الذي فيه الوقاية لنا إن التزمنا به، من الأعمال، من الأقوال، من المواقف، من التصرفات؟ أيضاً كيف يأتينا من الهدى ما يساعدنا على تزكية أنفسنا؛ لأن من متطلبات التقوى: تزكية النفس، نحتاج إلى تزكية أنفسنا؛ لكي نتقي الله \"سبحانه وتعالى\".
ثم عندما نأتي إلى الجانب العملي، الجانب العملي لا يأتي هكذا بدون إرشاد، بدون تعليم، بدون معرفة، يحتاج الإنسان إلى معرفة ماذا يعمل؛ حتى يعمل، حتى يتحرك، وما الذي يجتنبه؟ ما الذي ينتهي عنه؟ ما الذي يحذر منه، مما فيه خطرٌ عليه، أو شرٌ عليه، أو عقابٌ له؟ ولذلك يقول الله \"سبحانه وتعالى\" فيما يتعلق بالتقوى والمتقين في علاقتهم بالقرآن الكريم: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: الآية2]، ويقول عنهم في آخر تلك المواصفات التي وردت في أول سورة البقرة: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}[البقرة: من الآية5]، فمن أساسيات ولوازم التقوى، هو: الاهتداء بالقرآن الكريم، والتحرك على أساسه، فبذلك تتحقق التقوى من خلال الالتزام عملياً بما يهدي إليه الله في القرآن الكريم، وبما للقرآن الكريم من أثرٍ تربويٍ عظيمٍ في تزكية النفس البشرية، يساعدها على الالتزام، يهيئها للعمل، ولما له من عطاءٍ تربويٍ أيضاً يتناسب مع الصيام في تحفيز النفس البشرية على الصبر، على التحمل، في توفير الدافع الإيماني الكبير، الذي يجعل الإنسان ينطلق بكل رغبة، بكل جد، بكل اهتمام، باستشعارٍ للمسؤولية، وبما يمثِّله أيضاً من صلةٍ بالله \"سبحانه وتعالى\"، يحظى الإنسان من خلالها بمعونة الله، بتوفيقه، فكل هذه الاعتبارات مأخوذةٌ بعين الاعتبار، كل هذه الحيثيات مأخوذةٌ بعين الاعتبار في أهميتها وتناسبها، والتلازم مع بين فريضة الصيام والقرآن الكريم في مسألة التقوى...
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية السابعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 07-رمضان-1443هـ 08-04-2022م
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
مما ورد في القرآن الكريم في الآيات المباركة من سورة البقرة في الحديث عن فريضة الصيام، وتعيين شهر رمضان ليكون هو الشهر المحدد لأداء فريضة الصيام، كركنٍ من أركان الإسلام، وكفرضٍ أساسيٍ من فرائض الله \"عزَّ وجلَّ\"، أتى قول الله \"سبحانه وتعالى\": {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: من الآية185]، فشهر رمضان المبارك هو شهر نزول القرآن، الذي اتبدأ فيه نزول القرآن الكريم من خلال الوحي إلى رسول الله وخاتم أنبيائه محمد \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، وقد يكون- والله أعلم- هو بنفسه شهر البعثة بالرسالة إلى الناس، فتختلف الأقوال، البعض يعتبرون شهر البعثة هو شهر رجب، ولكن العجيب أنَّ أولئك الذين يعتبرون أنَّ شهر البعثة أنه شهر رجب، هم يعتبرون نزول القرآن في بداية البعثة، وأنه من خلال أول لقاء بالبعثة بالرسالة نزلت سورة اقرأ، هكذا يقولون هم، وهذا لا يستقيم؛ لأنه من المعلوم قطعاً أنَّ نزول القرآن الكريم ابتدأ في شهر رمضان المبارك، في ليلة القدر منه، كما قال الله \"سبحانه وتعالى\": {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[القدر: الآية1]، فالإرسال قد يكون إذا كانت البعثة مترافقة مع نزول القرآن، أو ابتداء نزوله، في شهر رمضان المبارك، وهو شهرٌ مباركٌ، وشهرٌ عظيم، وهناك روايات عن أمير المؤمنين عليٍّ \"عليه السلام\" أيضاً تفيد ذلك، وعلى كلٍّ فمما لا شك فيه أنه إذا كان نزول القرآن الكريم متزامناً مع بداية البعثة بالرسالة؛ فستكون البعثة حتماً في شهر رمضان المبارك.
القرآن الكريم الذي أنزله الله في شهر رمضان المبارك، ثم شرع صيام هذا الشهر، وبيَّن لنا غايةً عمليةً أو ثمرةً عمليةً أساسيةً ومهمةً بالنسبة لنا هي التقوى، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: من الآية183]، فمما لا شك فيه أيضاً أنَّ هناك تلازمٌ تام ما بين تحقيق التقوى، وما بين الاهتداء بالقرآن الكريم؛ لأن من أول متطلبات التقوى هو الهدى، أن نعرف ونعلم ماذا نفعل؟ ما الذي فيه الوقاية لنا إن فعلناه؟ ما الذي فيه الوقاية لنا إن التزمنا به، من الأعمال، من الأقوال، من المواقف، من التصرفات؟ أيضاً كيف يأتينا من الهدى ما يساعدنا على تزكية أنفسنا؛ لأن من متطلبات التقوى: تزكية النفس، نحتاج إلى تزكية أنفسنا؛ لكي نتقي الله \"سبحانه وتعالى\".
ثم عندما نأتي إلى الجانب العملي، الجانب العملي لا يأتي هكذا بدون إرشاد، بدون تعليم، بدون معرفة، يحتاج الإنسان إلى معرفة ماذا يعمل؛ حتى يعمل، حتى يتحرك، وما الذي يجتنبه؟ ما الذي ينتهي عنه؟ ما الذي يحذر منه، مما فيه خطرٌ عليه، أو شرٌ عليه، أو عقابٌ له؟ ولذلك يقول الله \"سبحانه وتعالى\" فيما يتعلق بالتقوى والمتقين في علاقتهم بالقرآن الكريم: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: الآية2]، ويقول عنهم في آخر تلك المواصفات التي وردت في أول سورة البقرة: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}[البقرة: من الآية5]، فمن أساسيات ولوازم التقوى، هو: الاهتداء بالقرآن الكريم، والتحرك على أساسه، فبذلك تتحقق التقوى من خلال الالتزام عملياً بما يهدي إليه الله في القرآن الكريم، وبما للقرآن الكريم من أثرٍ تربويٍ عظيمٍ في تزكية النفس البشرية، يساعدها على الالتزام، يهيئها للعمل، ولما له من عطاءٍ تربويٍ أيضاً يتناسب مع الصيام في تحفيز النفس البشرية على الصبر، على التحمل، في توفير الدافع الإيماني الكبير، الذي يجعل الإنسان ينطلق بكل رغبة، بكل جد، بكل اهتمام، باستشعارٍ للمسؤولية، وبما يمثِّله أيضاً من صلةٍ بالله \"سبحانه وتعالى\"، يحظى الإنسان من خلالها بمعونة الله، بتوفيقه، فكل هذه الاعتبارات مأخوذةٌ بعين الاعتبار، كل هذه الحيثيات مأخوذةٌ بعين الاعتبار في أهميتها وتناسبها، والتلازم مع بين فريضة الصيام والقرآن الكريم في مسألة التقوى...
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
Video Tags:
المركز
الإعلامي,اليمن,Yemen,أنصار
الله,المركز
الإعلامي
لأنصارالله,المركز
الإعلامي
لأنصار
الله,AnsarAllahMC,السيد
عبدالملك
بدرالدين
الحوثي,السيد
القائد,المحاضرة
الرمضانية,المحاضرات
الرمضانية,عبدالملك
الحوثي,السيد
عبدالملك
الحوثي,خطابات
السيد
عبدالملك
الحوثي,الحوثي,السيد
عبدالملك,السيد
القائد
عبدالملك
الحوثي,محاضرات
السيد
عبدالملك
الحوثي
اليمن,حرب
اليمن,أخبار
اليمن,news,قناة
المسيرة,المسيرة,أخبار
المسيرة,مقتطفات
السيد,مقتطف,رمضان
1443
47:06
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 09 رمضان 1443ه 10-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية التاسعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 09-رمضان-1443هـ 10-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية التاسعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 09-رمضان-1443هـ 10-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من فوائد الصيام في شهر رمضان المبارك المساعدة على التقوى، وتحقيق هذه الثمرة العملية للصيام، هي: الصبر، الصبر الذي نكتسبه من خلال الصيام في تحملنا في التحمل والعزم المكتسب تجاه متاعب الظمأ والجوع، وتجاه السيطرة على شهوات النفس من جانبٍ آخر، فنحن نتعوَّد من خلال الصيام على التحمل، التحمل النفسي في السيطرة على شهوات النفس، والتحمل البدني في التحمل على عناء الجوع والظمأ بحسب الأحوال المختلفة.
الصبر هو عنوانٌ مهمٌ، وهو من لوازم النجاح والفلاح في كل الأمور المهمة، وهو لدى البعض عنوانٌ مزعج، يقترن به على الدوام شبح المعاناة والمشقة، عندما يسمع كلمة (صبر)، وكأنها ترادف (مر).
الصبر لا بدَّ منه مع العمل، وهو شيءٌ واقعيٌ وقائمٌ في حياتنا جميعاً، الجميع في شؤونهم المعيشية، في ظروف حياتهم المختلفة، ولربما قد تكون بشكلٍ شبه يومي، على نحوٍ مستمر يواجه الناس في العادة ما يحتاجون فيه إلى الصبر، إلى التحمل، وهذه مسألة معروفة لدى الإنسان، لدى الناس في مختلف ظروف حياتهم.
المزارع وهو يعمل يدرك أنه لا بدَّ من الصبر، بل يستحلي عواقب الصبر، عندما يصل- في نهاية المطاف- إلى النتائج الطيِّبة لجهوده وصبره، فيحصل بعد جهدٍ وبعد صبرٍ معين يصل إلى أن يجني ثمار ذلك الجهد، فيما يحصل عليه نتيجة جهوده من زراعته ومن أموال.
التاجر كذلك، العامل، الإنسان في ظروفه المعيشية وهو يسعى لتوفير متطلبات حياته، يدرك ذلك، الإنسان يصبر ويتفاعل بقدر ما يؤمن بالقضية التي يصبر من أجلها، بقدر ما تمثله من أهميةٍ بالنسبة له، سواءً على المستوى المعيشي، أو على مستوى أوسع من ذلك، المسألة مرتبطة بدرجةٍ أساسية بقدر ما يتفاعل الإنسان ويؤمن بالقضية التي يصبر من أجلها.
على المستوى الإيماني: الصبر من لوازم الإيمان، هو منه بمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الأثر، وهو أيضاً وسيلةٌ مساعدةٌ على العمل الصالح، ولهذا يأتي في القرآن الكريم في المواصفات الأساسية للمؤمنين المتقين: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[البقرة: من الآية177]، فالصبر هو صفة أساسية لديهم، وهو وسيلة- في نفس الوقت- لتجاوز كل تلك الصعوبات، {فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران: الآية200]، فيأتي التوجيه من الله \"سبحانه وتعالى\" إلى الذين آمنوا، من موقع انتمائهم الإيماني؛ لأنه في الأعمال الإيمانية، في الالتزامات الإيمانية، في المسؤوليات الإيمانية لا بدَّ من الصبر.
يأتي أيضاً قوله \"سبحانه وتعالى\": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: الآية153]، فالصبر وسيلة أيضاً تساعدنا على أداء أعمالنا، والنهوض بمسؤولياتنا، وسيلة مساعدة، والصبر في الأساس هو قضية نفسية، قوة إرادة، وعزم، ومعنوية، وتحمل، هذا كله مبنيٌ على مدى إيمانك- كما قلنا- بالقضية التي تصبر من أجلها.
مثلاً: في الأمور المعيشية الناس يعتبرون الأمور الضرورية التي لا بدَّ منها لحياتهم، لمعيشتهم، يرون فيها دافعاً كافياً لأن يصبروا، ولأن يتحملوا، ويستحلون النتائج التي تنتج عن ذلك فيما يتحقق لهم، وبقدر ما يتحقق لهم، كلما كان رضاهم عن جهدهم، عن صبرهم، أكثر وأكثر، وهكذا على مستوى شؤون الحياة كافة، طموحات البشر في حياتهم، متطلباتهم وآمالهم في حياتهم، وما يصلون إليه، وما يتحقق لهم في شؤونهم السياسية والاقتصادية... ومختلف شؤونهم.
فالصبر في ميدان العمل، والنهوض بالمسؤولية، والتزام طاعة الله \"سبحانه وتعالى\"، والسيطرة على هوى النفس، لا بدَّ منه في انتمائنا الإيماني، وهو أمرٌ بديهي، وأمرٌ طبيعي، طالما الإنسان يصبر في كل الأمور، ليس معناه: أنَّ هناك اتجاهٌ في الحياة لا تحتاج فيه إلى الصبر على شيء، ولا تواجه فيه المتاعب النفسية أو البدنية في شيء، الصبر لا بدَّ منه، ولذلك في الاتجاه الإيماني لا تزال العوامل المساعدة أكثر من غيره، أكثر من غيره، الحوافز المعنوية أكثر من غيره، النتائج المرجوة أكثر من غيره؛ فبالتالي يفترض في الاتجاه الإيماني أن يكون الإنسان مقرراً للصبر، موطناً نفسه على الصبر، متجهاً للصبر، وأن يتخذ قراراً حاسماً بذلك، عندما يتجه الإنسان الاتجاه الإيماني في مسيرة حياته، ليوطن نفسه على الصبر، وليتخذ قراره الحاسم بذلك، هذه مسألة أساسية، الله \"سبحانه وتعالى\" يقول: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[آل عمران: من الآية186]، في وصية لقمان لابنه أيضاً: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان: من الآية17]، فهي من الأمور المعزومة، المحسومة، التي لا بدَّ منها، الأساسية المهمة، والبديهية والطبيعية في نفس الوقت، ليست كارثة.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية التاسعة لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 09-رمضان-1443هـ 10-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
من فوائد الصيام في شهر رمضان المبارك المساعدة على التقوى، وتحقيق هذه الثمرة العملية للصيام، هي: الصبر، الصبر الذي نكتسبه من خلال الصيام في تحملنا في التحمل والعزم المكتسب تجاه متاعب الظمأ والجوع، وتجاه السيطرة على شهوات النفس من جانبٍ آخر، فنحن نتعوَّد من خلال الصيام على التحمل، التحمل النفسي في السيطرة على شهوات النفس، والتحمل البدني في التحمل على عناء الجوع والظمأ بحسب الأحوال المختلفة.
الصبر هو عنوانٌ مهمٌ، وهو من لوازم النجاح والفلاح في كل الأمور المهمة، وهو لدى البعض عنوانٌ مزعج، يقترن به على الدوام شبح المعاناة والمشقة، عندما يسمع كلمة (صبر)، وكأنها ترادف (مر).
الصبر لا بدَّ منه مع العمل، وهو شيءٌ واقعيٌ وقائمٌ في حياتنا جميعاً، الجميع في شؤونهم المعيشية، في ظروف حياتهم المختلفة، ولربما قد تكون بشكلٍ شبه يومي، على نحوٍ مستمر يواجه الناس في العادة ما يحتاجون فيه إلى الصبر، إلى التحمل، وهذه مسألة معروفة لدى الإنسان، لدى الناس في مختلف ظروف حياتهم.
المزارع وهو يعمل يدرك أنه لا بدَّ من الصبر، بل يستحلي عواقب الصبر، عندما يصل- في نهاية المطاف- إلى النتائج الطيِّبة لجهوده وصبره، فيحصل بعد جهدٍ وبعد صبرٍ معين يصل إلى أن يجني ثمار ذلك الجهد، فيما يحصل عليه نتيجة جهوده من زراعته ومن أموال.
التاجر كذلك، العامل، الإنسان في ظروفه المعيشية وهو يسعى لتوفير متطلبات حياته، يدرك ذلك، الإنسان يصبر ويتفاعل بقدر ما يؤمن بالقضية التي يصبر من أجلها، بقدر ما تمثله من أهميةٍ بالنسبة له، سواءً على المستوى المعيشي، أو على مستوى أوسع من ذلك، المسألة مرتبطة بدرجةٍ أساسية بقدر ما يتفاعل الإنسان ويؤمن بالقضية التي يصبر من أجلها.
على المستوى الإيماني: الصبر من لوازم الإيمان، هو منه بمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الأثر، وهو أيضاً وسيلةٌ مساعدةٌ على العمل الصالح، ولهذا يأتي في القرآن الكريم في المواصفات الأساسية للمؤمنين المتقين: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[البقرة: من الآية177]، فالصبر هو صفة أساسية لديهم، وهو وسيلة- في نفس الوقت- لتجاوز كل تلك الصعوبات، {فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران: الآية200]، فيأتي التوجيه من الله \"سبحانه وتعالى\" إلى الذين آمنوا، من موقع انتمائهم الإيماني؛ لأنه في الأعمال الإيمانية، في الالتزامات الإيمانية، في المسؤوليات الإيمانية لا بدَّ من الصبر.
يأتي أيضاً قوله \"سبحانه وتعالى\": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: الآية153]، فالصبر وسيلة أيضاً تساعدنا على أداء أعمالنا، والنهوض بمسؤولياتنا، وسيلة مساعدة، والصبر في الأساس هو قضية نفسية، قوة إرادة، وعزم، ومعنوية، وتحمل، هذا كله مبنيٌ على مدى إيمانك- كما قلنا- بالقضية التي تصبر من أجلها.
مثلاً: في الأمور المعيشية الناس يعتبرون الأمور الضرورية التي لا بدَّ منها لحياتهم، لمعيشتهم، يرون فيها دافعاً كافياً لأن يصبروا، ولأن يتحملوا، ويستحلون النتائج التي تنتج عن ذلك فيما يتحقق لهم، وبقدر ما يتحقق لهم، كلما كان رضاهم عن جهدهم، عن صبرهم، أكثر وأكثر، وهكذا على مستوى شؤون الحياة كافة، طموحات البشر في حياتهم، متطلباتهم وآمالهم في حياتهم، وما يصلون إليه، وما يتحقق لهم في شؤونهم السياسية والاقتصادية... ومختلف شؤونهم.
فالصبر في ميدان العمل، والنهوض بالمسؤولية، والتزام طاعة الله \"سبحانه وتعالى\"، والسيطرة على هوى النفس، لا بدَّ منه في انتمائنا الإيماني، وهو أمرٌ بديهي، وأمرٌ طبيعي، طالما الإنسان يصبر في كل الأمور، ليس معناه: أنَّ هناك اتجاهٌ في الحياة لا تحتاج فيه إلى الصبر على شيء، ولا تواجه فيه المتاعب النفسية أو البدنية في شيء، الصبر لا بدَّ منه، ولذلك في الاتجاه الإيماني لا تزال العوامل المساعدة أكثر من غيره، أكثر من غيره، الحوافز المعنوية أكثر من غيره، النتائج المرجوة أكثر من غيره؛ فبالتالي يفترض في الاتجاه الإيماني أن يكون الإنسان مقرراً للصبر، موطناً نفسه على الصبر، متجهاً للصبر، وأن يتخذ قراراً حاسماً بذلك، عندما يتجه الإنسان الاتجاه الإيماني في مسيرة حياته، ليوطن نفسه على الصبر، وليتخذ قراره الحاسم بذلك، هذه مسألة أساسية، الله \"سبحانه وتعالى\" يقول: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[آل عمران: من الآية186]، في وصية لقمان لابنه أيضاً: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان: من الآية17]، فهي من الأمور المعزومة، المحسومة، التي لا بدَّ منها، الأساسية المهمة، والبديهية والطبيعية في نفس الوقت، ليست كارثة.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
47:59
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 17 رمضان 1443ه 18-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ17 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 17-رمضان-1443هـ 18-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ17 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 17-رمضان-1443هـ 18-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#غزوة_بدر_الكبرى
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
كان من الأحداث التاريخية البارزة والمهمة في تاريخ المسلمين:
غزوة بدرٍ الكبرى، والتي وقعت في شهر رمضان المبارك، آنذاك في السنة الثانية للهجرة النبوية، وأتت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك.
وكان فيه أيضاً فيما بعد ذلك، في السنة الثامنة للهجرة: فتح مكة.
وغزوة بدرٍ الكبرى وفتح مكة من أهم الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي، وكان لها تأثيرها الكبير جداً، فمثَّلت نقلةً كبيرةً في واقع الأمة الإسلامية، وهيَّأ الله من خلالها المتغيرات الكبيرة، والتحولات العظيمة.
الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم سمَّى يوم غزوة بدر بيوم الفرقان، وهذه التسمية- بحد ذاتها- تقدِّم لها فكرةً متكاملةً عن أهمية ما حدث، وعن تأثيره الكبير جداً، حيث مثَّل بالفعل نقلةً كبيرةً جداً، فكان يوماً فارقاً في تاريخ الأمة الإسلامية، وفي التاريخ البشري بشكلٍ عام.
رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بعثه الله بالرسالة في مكة، وبقي فيها لفترة طويلة، ومدةٍ زمنية طويلة، البعض يقول عنها أنها: لعشر سنوات، والبعض يقول: لثلاث عشرة سنة، بقي فيها يبلِّغ رسالات الله \"سبحانه وتعالى\"، ويتلو آيات الله، ويدعو عباد الله إلى الله، هو رسول الله الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، تحرَّك يدعو إلى الله بإذنٍ من الله، وأمرٍ من الله \"سبحانه وتعالى\".
فكان الموقف لأغلب قريش- الذين هم قوم النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" في مكة- موقفاً معادياً، واتجه الكثير من أكابرهم، وقاداتهم، وزعمائهم، للصد عن الإسلام، والتثبيط عنه، والمحاربة له بكل أشكال المحاربة، بدءاً بالحرب الدعائية، والتكذيب، والصد، والتضييق على المسلمين، الذين يسلمون ممن هم من المستضعفين في مكة، وبذلوا كل جهدهم ألَّا يقوم للإسلام كيانه القوي في داخل مكة، وألَّا يسمحوا بذلك، وكان الاتجاه العام لأغلب الأهالي هو معهم، مع أبو جهل، مع أبو سفيان، مع أبو لهب، مع أولئك الزعماء المشركين، الكافرين، الذين صدوا عن سبيل الله، وحاربوا الإسلام.
في نهاية المطاف، بعد تلك الفترة الطويلة، بعد اكتمال الحجة، بعد اكتمال مرحلةٍ أراد الله أن تكون مكة فيها هي المنطلق، هي الأرضية المهيأة لانتشار صدى صوت الإسلام، وصوت الرسالة، وانطلاقته الأولى، هيَّأ الله لرسوله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، ولمن معه من المسلمين في مكة، الذين لم يتمكنوا من بناء كيانٍ مستقرٍ، وإقامة الدين الإسلامي في مكة، بحيث تكون هي موطنه الأول، لم يتهيَّأ ذلك، فهيَّأ الله بديلاً عن مكة، قوماً غير قريش، هم الأنصار في يثرب (الأوس، والخزرج)، ومنطقةً أخرى لتكون هي حاضنةً للدين الإسلامي، وللمنتمين لهذا الدين الإسلامي، ولتكون هي الموطن الذي تؤسس فيه الأمة الجديدة، والكيان الجديد، والدولة الجديدة للإسلام والمسلمين.
بعد انتقال النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" وهجرته إلى المدينة، ومستقره في المدينة، بدأ في تأسيس الأمة الإسلامية، والدولة الإسلامية، وكيان الأمة الإسلامية الجديد، في ظل ظروفٍ صعبة، أصبح هناك الأمل الذي يحدو المسلمين لأن تتهيأ الظروف على نحوٍ مختلفٍ عمَّا كان عليه الحال في مكة، لكن التحديات كانت لا تزال قائمة.
قريش واصلوا نشاطهم العدائي ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وواصلوا نشاطهم في مراسلاتهم، وفي طريقتهم في التخاطب مع القبائل، في التأثير عليها في مختلف المناطق؛ لكي يشكِّلوا تحالفاً يتعاون فيه العرب واليهود في الحرب ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وفي العمل على منع قيام الكيان الإسلامي، والأمة الإسلامية، والدولة الإسلامية في المدينة، فوسَّعوا من تحالفاتهم، وكان لهم تأثيرهم في الساحة العربية؛ استناداً إلى موقعهم المتمثل بمكة، وسيطرتهم على شعائر الحج، وعلى المقدسات في الحج، وفي المقدِّمة: الكعبة وبيت الله الحرام.
كانت الكعبة وبيت الله الحرام لا تزال مقدَّساً عظيماً لدى العرب حتى في الزمن الجاهلي، حتى في مراحل الشرك، كانوا يقدِّسون الكعبة، ويعظِّمونها، وكانوا يحجون إلى بيت الله الحرام، وكانوا يؤدون شعائر الحج في مكة، ويفيضون أيضاً، يعني: في كل شعائر الحج، ليس فقط الطواف بالبيت الحرام، يتجهون إلى عرفات، ويفيضون إلى المزدلفة ومنى، وهكذا يؤدون شعائر الحج.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ17 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 17-رمضان-1443هـ 18-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#غزوة_بدر_الكبرى
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
كان من الأحداث التاريخية البارزة والمهمة في تاريخ المسلمين:
غزوة بدرٍ الكبرى، والتي وقعت في شهر رمضان المبارك، آنذاك في السنة الثانية للهجرة النبوية، وأتت في السابع عشر من شهر رمضان المبارك.
وكان فيه أيضاً فيما بعد ذلك، في السنة الثامنة للهجرة: فتح مكة.
وغزوة بدرٍ الكبرى وفتح مكة من أهم الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي، وكان لها تأثيرها الكبير جداً، فمثَّلت نقلةً كبيرةً في واقع الأمة الإسلامية، وهيَّأ الله من خلالها المتغيرات الكبيرة، والتحولات العظيمة.
الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم سمَّى يوم غزوة بدر بيوم الفرقان، وهذه التسمية- بحد ذاتها- تقدِّم لها فكرةً متكاملةً عن أهمية ما حدث، وعن تأثيره الكبير جداً، حيث مثَّل بالفعل نقلةً كبيرةً جداً، فكان يوماً فارقاً في تاريخ الأمة الإسلامية، وفي التاريخ البشري بشكلٍ عام.
رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بعثه الله بالرسالة في مكة، وبقي فيها لفترة طويلة، ومدةٍ زمنية طويلة، البعض يقول عنها أنها: لعشر سنوات، والبعض يقول: لثلاث عشرة سنة، بقي فيها يبلِّغ رسالات الله \"سبحانه وتعالى\"، ويتلو آيات الله، ويدعو عباد الله إلى الله، هو رسول الله الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، تحرَّك يدعو إلى الله بإذنٍ من الله، وأمرٍ من الله \"سبحانه وتعالى\".
فكان الموقف لأغلب قريش- الذين هم قوم النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" في مكة- موقفاً معادياً، واتجه الكثير من أكابرهم، وقاداتهم، وزعمائهم، للصد عن الإسلام، والتثبيط عنه، والمحاربة له بكل أشكال المحاربة، بدءاً بالحرب الدعائية، والتكذيب، والصد، والتضييق على المسلمين، الذين يسلمون ممن هم من المستضعفين في مكة، وبذلوا كل جهدهم ألَّا يقوم للإسلام كيانه القوي في داخل مكة، وألَّا يسمحوا بذلك، وكان الاتجاه العام لأغلب الأهالي هو معهم، مع أبو جهل، مع أبو سفيان، مع أبو لهب، مع أولئك الزعماء المشركين، الكافرين، الذين صدوا عن سبيل الله، وحاربوا الإسلام.
في نهاية المطاف، بعد تلك الفترة الطويلة، بعد اكتمال الحجة، بعد اكتمال مرحلةٍ أراد الله أن تكون مكة فيها هي المنطلق، هي الأرضية المهيأة لانتشار صدى صوت الإسلام، وصوت الرسالة، وانطلاقته الأولى، هيَّأ الله لرسوله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، ولمن معه من المسلمين في مكة، الذين لم يتمكنوا من بناء كيانٍ مستقرٍ، وإقامة الدين الإسلامي في مكة، بحيث تكون هي موطنه الأول، لم يتهيَّأ ذلك، فهيَّأ الله بديلاً عن مكة، قوماً غير قريش، هم الأنصار في يثرب (الأوس، والخزرج)، ومنطقةً أخرى لتكون هي حاضنةً للدين الإسلامي، وللمنتمين لهذا الدين الإسلامي، ولتكون هي الموطن الذي تؤسس فيه الأمة الجديدة، والكيان الجديد، والدولة الجديدة للإسلام والمسلمين.
بعد انتقال النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" وهجرته إلى المدينة، ومستقره في المدينة، بدأ في تأسيس الأمة الإسلامية، والدولة الإسلامية، وكيان الأمة الإسلامية الجديد، في ظل ظروفٍ صعبة، أصبح هناك الأمل الذي يحدو المسلمين لأن تتهيأ الظروف على نحوٍ مختلفٍ عمَّا كان عليه الحال في مكة، لكن التحديات كانت لا تزال قائمة.
قريش واصلوا نشاطهم العدائي ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وواصلوا نشاطهم في مراسلاتهم، وفي طريقتهم في التخاطب مع القبائل، في التأثير عليها في مختلف المناطق؛ لكي يشكِّلوا تحالفاً يتعاون فيه العرب واليهود في الحرب ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وفي العمل على منع قيام الكيان الإسلامي، والأمة الإسلامية، والدولة الإسلامية في المدينة، فوسَّعوا من تحالفاتهم، وكان لهم تأثيرهم في الساحة العربية؛ استناداً إلى موقعهم المتمثل بمكة، وسيطرتهم على شعائر الحج، وعلى المقدسات في الحج، وفي المقدِّمة: الكعبة وبيت الله الحرام.
كانت الكعبة وبيت الله الحرام لا تزال مقدَّساً عظيماً لدى العرب حتى في الزمن الجاهلي، حتى في مراحل الشرك، كانوا يقدِّسون الكعبة، ويعظِّمونها، وكانوا يحجون إلى بيت الله الحرام، وكانوا يؤدون شعائر الحج في مكة، ويفيضون أيضاً، يعني: في كل شعائر الحج، ليس فقط الطواف بالبيت الحرام، يتجهون إلى عرفات، ويفيضون إلى المزدلفة ومنى، وهكذا يؤدون شعائر الحج.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
41:07
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 18 رمضان 1443ه 19-04-2022م | Arabic
ـ 📹 شاهد | المحاضرة الرمضانية الـ18 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 18-رمضان-1443هـ 19-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 شاهد | المحاضرة الرمضانية الـ18 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 18-رمضان-1443هـ 19-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#غزوة_بدر_الكبرى
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن غزوة بدرٍ الكبرى، وعن يوم الفرقان، تحدثنا بالأمس كيف تزعَّمت قريشٌ الحرب ضد رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\"، وضد الإسلام والمسلمين، امتداداً لنشاطها العدائي الذي استمر في كل المدة الزمنية التي أمضاها النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله وسلم\" في مكة، منذ البعثة وحتى الهجرة.
ما بعد ذلك اتجهت قريشٌ لأن تتزعم الحرب أيضاً على المستوى العسكري ضد رسول الله والإسلام والمسلمين، مستغلةً نفوذها، وتحالفاتها، وتأثيرها الكبير في مختلف القبائل العربية، من خلال موقعها في مكة، وفي إدارة شؤون الحج، وفي السيطرة على الكعبة، والرمزية التي حظيت بها في الوسط العربي آنذاك نتيجةً لذلك، فهم كانوا يقدِّمون أنفسهم أنهم في موقع الرمزية الدينية، فَيُظهِرون الاهتمام بالحجاج، وبالكعبة، وبإدارة شؤون الحج، ويتباهون بذلك، ويفتخرون بذلك، وقال الله عنهم في القرآن الكريم: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}[التوبة: الآية17]، قال عنهم عندما كانوا يستغلون سيطرتهم على مكة، وعلى الكعبة الحرام، ويقدِّمون أنفسهم بأنهم من لهم الولاية على مكة، ولهم الولاية على الكعبة، ولهم الولاية على إدارة شؤون الحج، قال عنهم: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}[الأنفال: من الآية34]، فهم كانوا يستغلون سيطرتهم تلك، ويقدِّمونها وكأنها وَلَاية، وكأنها وسيلة لتعزيز نفوذهم واستغلالهم، فكل سياساتهم وأساليبهم وطريقتهم في إدارة شؤون الحج، في أمور الكعبة، في أمور مكة، كلها محكومةٌ بالاستغلال، وتحت سقف الاستغلال، الاستغلال السياسي، الاستغلال للنفوذ في الوسط العربي آنذاك، فاتجهوا من خلال ذلك كله في حربهم ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وضد الإسلام والمسلمين.
كان تحرُّك النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وتحريكه معه للمستجيبين له من المسلمين، تحركاً نشطاً وفاعلاً، بقدر ما للمسألة من أهميتها الدينية، وبقدر أهميتها في الواقع، والله \"سبحانه وتعالى\" وجَّه الكثير في القرآن الكريم من التوجيهات التي تحث النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" للتحرك الفاعل، وبنشاطٍ كبير، فأتى في القرآن الكريم قوله \"سبحانه وتعالى\": {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}[الأنفال: من الآية5]، خرج النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بأمرٍ من الله \"سبحانه وتعالى\"، بتوجيهاتٍ من الله \"جلَّ شأنه\"، ولم يكن ذلك مجرد موقف شخصي، أو رأي شخصي، أو تقديرات للأمور بحسب النظرة الشخصية، المسألة هذه مسألةٌ إيمانية، فيها أوامر الله، فيها توجيهات الله \"سبحانه وتعالى\"، ولذلك انطلق- وهو بإيمانه العظيم- بكل جدية، بالرغم مما واجهه من التحديات المتنوعة:
فمن جهة كان الأعداء بإمكاناتهم العسكرية، والمادية، وعددهم، وعدتهم، وتأثيرهم في الساحة على المستوى العام.
ومن جهةٍ أخرى كانت حالة التخذيل والتثبيط، التي يقوم بها المنافقون والذين في قلوبهم مرض، في داخل المجتمع المسلم، في داخل الساحة الإسلامية، وهم يثبِّطون الناس عن أن يستجيبوا للرسول، وعن أن يتحرَّكوا معه في الجهاد، وهم يزرعون في قلوبهم اليأس، وهم يرجفون عليهم، ويعملون على إخافتهم، ويعملون على تشكيكهم في صحة الموقف، وحكى الله عنهم حتى فيما يتعلق بغزوة بدر، قال \"جلَّ شأنه\": {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: الآية49].
ومن خارج المجتمع العربي أيضاً، فيما يتعلق بالروم وغيرهم.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 شاهد | المحاضرة الرمضانية الـ18 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 18-رمضان-1443هـ 19-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#غزوة_بدر_الكبرى
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن غزوة بدرٍ الكبرى، وعن يوم الفرقان، تحدثنا بالأمس كيف تزعَّمت قريشٌ الحرب ضد رسول الله \"صلى الله عليه وعلى آله وسلم\"، وضد الإسلام والمسلمين، امتداداً لنشاطها العدائي الذي استمر في كل المدة الزمنية التي أمضاها النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله وسلم\" في مكة، منذ البعثة وحتى الهجرة.
ما بعد ذلك اتجهت قريشٌ لأن تتزعم الحرب أيضاً على المستوى العسكري ضد رسول الله والإسلام والمسلمين، مستغلةً نفوذها، وتحالفاتها، وتأثيرها الكبير في مختلف القبائل العربية، من خلال موقعها في مكة، وفي إدارة شؤون الحج، وفي السيطرة على الكعبة، والرمزية التي حظيت بها في الوسط العربي آنذاك نتيجةً لذلك، فهم كانوا يقدِّمون أنفسهم أنهم في موقع الرمزية الدينية، فَيُظهِرون الاهتمام بالحجاج، وبالكعبة، وبإدارة شؤون الحج، ويتباهون بذلك، ويفتخرون بذلك، وقال الله عنهم في القرآن الكريم: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}[التوبة: الآية17]، قال عنهم عندما كانوا يستغلون سيطرتهم على مكة، وعلى الكعبة الحرام، ويقدِّمون أنفسهم بأنهم من لهم الولاية على مكة، ولهم الولاية على الكعبة، ولهم الولاية على إدارة شؤون الحج، قال عنهم: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}[الأنفال: من الآية34]، فهم كانوا يستغلون سيطرتهم تلك، ويقدِّمونها وكأنها وَلَاية، وكأنها وسيلة لتعزيز نفوذهم واستغلالهم، فكل سياساتهم وأساليبهم وطريقتهم في إدارة شؤون الحج، في أمور الكعبة، في أمور مكة، كلها محكومةٌ بالاستغلال، وتحت سقف الاستغلال، الاستغلال السياسي، الاستغلال للنفوذ في الوسط العربي آنذاك، فاتجهوا من خلال ذلك كله في حربهم ضد رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وضد الإسلام والمسلمين.
كان تحرُّك النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، وتحريكه معه للمستجيبين له من المسلمين، تحركاً نشطاً وفاعلاً، بقدر ما للمسألة من أهميتها الدينية، وبقدر أهميتها في الواقع، والله \"سبحانه وتعالى\" وجَّه الكثير في القرآن الكريم من التوجيهات التي تحث النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" للتحرك الفاعل، وبنشاطٍ كبير، فأتى في القرآن الكريم قوله \"سبحانه وتعالى\": {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}[الأنفال: من الآية5]، خرج النبي \"صلوات الله عليه وعلى آله\" بأمرٍ من الله \"سبحانه وتعالى\"، بتوجيهاتٍ من الله \"جلَّ شأنه\"، ولم يكن ذلك مجرد موقف شخصي، أو رأي شخصي، أو تقديرات للأمور بحسب النظرة الشخصية، المسألة هذه مسألةٌ إيمانية، فيها أوامر الله، فيها توجيهات الله \"سبحانه وتعالى\"، ولذلك انطلق- وهو بإيمانه العظيم- بكل جدية، بالرغم مما واجهه من التحديات المتنوعة:
فمن جهة كان الأعداء بإمكاناتهم العسكرية، والمادية، وعددهم، وعدتهم، وتأثيرهم في الساحة على المستوى العام.
ومن جهةٍ أخرى كانت حالة التخذيل والتثبيط، التي يقوم بها المنافقون والذين في قلوبهم مرض، في داخل المجتمع المسلم، في داخل الساحة الإسلامية، وهم يثبِّطون الناس عن أن يستجيبوا للرسول، وعن أن يتحرَّكوا معه في الجهاد، وهم يزرعون في قلوبهم اليأس، وهم يرجفون عليهم، ويعملون على إخافتهم، ويعملون على تشكيكهم في صحة الموقف، وحكى الله عنهم حتى فيما يتعلق بغزوة بدر، قال \"جلَّ شأنه\": {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: الآية49].
ومن خارج المجتمع العربي أيضاً، فيما يتعلق بالروم وغيرهم.
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
71:18
|
المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي | 19 رمضان 1443ه 20-04-2022م | Arabic
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ19 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 19-رمضان-1443هـ 20-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ...
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ19 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 19-رمضان-1443هـ 20-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن غزوة بدرٍ الكبرى، ثم بالتالي الحديث عن جهاد رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ونهوضه بأمر الله \"سبحانه وتعالى\"، وعن المساحة التي أخذها الجهاد في القرآن الكريم فيما تحدث الله به عنه، وفي حركة رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، تحدثنا عن الجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\" كضرورةٍ لها علاقةٌ بنظم حياتنا، وبشؤون حياتنا، فليست- كما قلنا- عبءً إضافياً يُنتِج لنا المشاكل التي كنا في غناً عنها، بل هي وسيلةٌ جعلها الله \"سبحانه وتعالى\" لنا لنتصدى من خلالها للمشاكل القائمة في واقع الحياة، والمخاطر والتهديدات التي نواجهها نحن في ظروف حياتنا، وفي واقع حياتنا.
إضافةً إلى ذلك: فالجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\" هو من الفرائض الأساسية في الإسلام، وليس مجرد عملٍ قُدِّم ضمن الأعمال التي تأتي في سياق ما يوصَّف بأنه من المندوبات، أو المستحبات، أو الأعمال التطوعية، التي إن رغب الإنسان فيها، فلا بأس، وإن لم يرغب، فليس هناك مشكلة، ليست من ضمن الالتزامات الأساسية الإيمانية، الجهاد في سبيل الله ليس حاله حال المندوبات والمستحبات، والأمور التي تعود إلى رغبة الإنسان، إن رغب أن يفعلها، فزيادةٌ في الأجر والفضل، وإن لم يرغب، فلا حرج عليه.
الجهاد في سبيل الله هو فريضةٌ من أهم فرائض الدين، ومن ضمن الالتزامات الإيمانية الأساسية، التي على الإنسان المؤمن، إلَّا من عذرهم الله \"سبحانه وتعالى\" في الآيات القرآنية، ونصَّ عليهم، ونصَّ على عذرهم، وإلَّا فعلى غيرهم أن يتحركوا، أن يستجيبوا لله \"سبحانه وتعالى\".
والقرآن الكريم أكَّد على هذا كثيراً؛ لأن الحديث عن الجهاد هو أكثر من الحديث عن أي فريضةٍ أخرى من فرائض الله في القرآن الكريم، فالله تحدث عن الجهاد بأكثر مما تحدث عن الصلاة، وعن الصيام، وعن الحج، وعن الزكاة... وعن مجموع تلك الفرائض، الحديث عنه واسعٌ جداً في القرآن الكريم.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[النساء: من الآية76]، فجعله من صفاتهم اللازمة، من شأنهم أن يكونوا هكذا؛ لأن هذا جزءٌ من التزاماتهم ومسؤولياتهم الإيمانية، ذات العلاقة بإيمانهم، {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: الآية76].
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: الآية111]، فيأتي الحديث عمَّن؟ عن المؤمنين، باعتبارهم باعوا أنفسهم وأموالهم من الله \"سبحانه وتعالى\".
مستوى العلاقة الإيمانية بالله \"جلَّ شأنه\" تصل إلى هذا المستوى: الذي ينطلق فيه الإنسان بائعاً نفسه من الله، والله هو المالك للنفس؛ إنما جعل الله هذا الباب، وفتحه لخاصة أوليائه، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ \"عليه السلام\" عن الجهاد: ((بابٌ من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه))، فالله هو المالك للنفس البشرية، الله هو المالك لكل نفس، لكل ما في السماوات والأرض، المالك لنفس البَّر، ونفس الفاجر، والمؤمن والكافر، لأنفس البشر جميعاً، لكل المخلوقات بكلها، هو الملك، مع ذلك أتاح لعباده المؤمنين أن يبيعوا أنفسهم منه ضمن صفقةٍ، هي صفقة الجهاد في سبيل الله، كما قال في آيةٍ أخرى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة: من الآية207]، فتستثمر تضحيتك في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، لتكون بالنسبة لك صفقةً بينك وبين الله، تحصل من خلالها على الأجر العظيم، على الفضل الكبير، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}[التوبة: من الآية111]، فيكافئك على ذلك بهذا العطاء العظيم، العطاء الواسع، الحياة الهنيئة، السعادة الأبدية.
وواقع الكثير من البشر أنهم يبيعون أنفسهم، ومواقفهم، فيقاتلون، ويَقتُلون ويُقتَلون، مقابل رغبات مادية، وأهواء ومطامع، ومقابل إغراءات حصلوا عليها من هنا أو هناك، من جهاتٍ أخرى، هي تقف ضد الحق، جهات عندما يقاتل الإنسان في سبيلها، حتى لو كان في مقابل كل الدنيا، فهو خاسر؛ لأنه أسخط الله، وخدم الباطل، ووقف في صف الظالمين، والطغاة المجرمين، المعتدين، واكتسب الوزر الثقيل في الظلم معهم، في مشاركتهم في ظلمهم، وطغيانهم، وعدوانهم، وإجرامهم، والتمكين لباطلهم؛ فيتحمل الأوزار الثقيلة، التي تكون سبباً لهلاكه وخسرانه الدائم والعياذ بالله..
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
More...
Description:
ـ 📹 المحاضرة الرمضانية الـ19 لـ #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي 19-رمضان-1443هـ 20-04-2022م
#رمضان 🌙 1443هـ
#محاضرة_السيد_القائد
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
اللهم اهدنا، وتقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
في سياق الحديث عن غزوة بدرٍ الكبرى، ثم بالتالي الحديث عن جهاد رسول الله \"صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله\"، ونهوضه بأمر الله \"سبحانه وتعالى\"، وعن المساحة التي أخذها الجهاد في القرآن الكريم فيما تحدث الله به عنه، وفي حركة رسول الله \"صلوات الله عليه وعلى آله\"، تحدثنا عن الجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\" كضرورةٍ لها علاقةٌ بنظم حياتنا، وبشؤون حياتنا، فليست- كما قلنا- عبءً إضافياً يُنتِج لنا المشاكل التي كنا في غناً عنها، بل هي وسيلةٌ جعلها الله \"سبحانه وتعالى\" لنا لنتصدى من خلالها للمشاكل القائمة في واقع الحياة، والمخاطر والتهديدات التي نواجهها نحن في ظروف حياتنا، وفي واقع حياتنا.
إضافةً إلى ذلك: فالجهاد في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\" هو من الفرائض الأساسية في الإسلام، وليس مجرد عملٍ قُدِّم ضمن الأعمال التي تأتي في سياق ما يوصَّف بأنه من المندوبات، أو المستحبات، أو الأعمال التطوعية، التي إن رغب الإنسان فيها، فلا بأس، وإن لم يرغب، فليس هناك مشكلة، ليست من ضمن الالتزامات الأساسية الإيمانية، الجهاد في سبيل الله ليس حاله حال المندوبات والمستحبات، والأمور التي تعود إلى رغبة الإنسان، إن رغب أن يفعلها، فزيادةٌ في الأجر والفضل، وإن لم يرغب، فلا حرج عليه.
الجهاد في سبيل الله هو فريضةٌ من أهم فرائض الدين، ومن ضمن الالتزامات الإيمانية الأساسية، التي على الإنسان المؤمن، إلَّا من عذرهم الله \"سبحانه وتعالى\" في الآيات القرآنية، ونصَّ عليهم، ونصَّ على عذرهم، وإلَّا فعلى غيرهم أن يتحركوا، أن يستجيبوا لله \"سبحانه وتعالى\".
والقرآن الكريم أكَّد على هذا كثيراً؛ لأن الحديث عن الجهاد هو أكثر من الحديث عن أي فريضةٍ أخرى من فرائض الله في القرآن الكريم، فالله تحدث عن الجهاد بأكثر مما تحدث عن الصلاة، وعن الصيام، وعن الحج، وعن الزكاة... وعن مجموع تلك الفرائض، الحديث عنه واسعٌ جداً في القرآن الكريم.
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[النساء: من الآية76]، فجعله من صفاتهم اللازمة، من شأنهم أن يكونوا هكذا؛ لأن هذا جزءٌ من التزاماتهم ومسؤولياتهم الإيمانية، ذات العلاقة بإيمانهم، {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: الآية76].
يقول الله \"سبحانه وتعالى\" في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة: الآية111]، فيأتي الحديث عمَّن؟ عن المؤمنين، باعتبارهم باعوا أنفسهم وأموالهم من الله \"سبحانه وتعالى\".
مستوى العلاقة الإيمانية بالله \"جلَّ شأنه\" تصل إلى هذا المستوى: الذي ينطلق فيه الإنسان بائعاً نفسه من الله، والله هو المالك للنفس؛ إنما جعل الله هذا الباب، وفتحه لخاصة أوليائه، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ \"عليه السلام\" عن الجهاد: ((بابٌ من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه))، فالله هو المالك للنفس البشرية، الله هو المالك لكل نفس، لكل ما في السماوات والأرض، المالك لنفس البَّر، ونفس الفاجر، والمؤمن والكافر، لأنفس البشر جميعاً، لكل المخلوقات بكلها، هو الملك، مع ذلك أتاح لعباده المؤمنين أن يبيعوا أنفسهم منه ضمن صفقةٍ، هي صفقة الجهاد في سبيل الله، كما قال في آيةٍ أخرى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة: من الآية207]، فتستثمر تضحيتك في سبيل الله \"سبحانه وتعالى\"، لتكون بالنسبة لك صفقةً بينك وبين الله، تحصل من خلالها على الأجر العظيم، على الفضل الكبير، {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}[التوبة: من الآية111]، فيكافئك على ذلك بهذا العطاء العظيم، العطاء الواسع، الحياة الهنيئة، السعادة الأبدية.
وواقع الكثير من البشر أنهم يبيعون أنفسهم، ومواقفهم، فيقاتلون، ويَقتُلون ويُقتَلون، مقابل رغبات مادية، وأهواء ومطامع، ومقابل إغراءات حصلوا عليها من هنا أو هناك، من جهاتٍ أخرى، هي تقف ضد الحق، جهات عندما يقاتل الإنسان في سبيلها، حتى لو كان في مقابل كل الدنيا، فهو خاسر؛ لأنه أسخط الله، وخدم الباطل، ووقف في صف الظالمين، والطغاة المجرمين، المعتدين، واكتسب الوزر الثقيل في الظلم معهم، في مشاركتهم في ظلمهم، وطغيانهم، وعدوانهم، وإجرامهم، والتمكين لباطلهم؛ فيتحمل الأوزار الثقيلة، التي تكون سبباً لهلاكه وخسرانه الدائم والعياذ بالله..
لمتابعة آخر الأخبار والتقارير على منبر المركز الإعلامي لـ #أنصار_الله في التيليجرام:
https://t.me/AnsarAllahMC
9:48
|
الحقائق المكتومة و الأمة المخدوعة (4) - في النبوة و الرسالة و الإمامة و الإجتهاد - Arabic
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
و اعتقادنا في النبّوّة أنّها...
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
و اعتقادنا في النبّوّة أنّها واجبةٌ في الحكمة، لأنّها لطفٌ في الواجب العقليّ و اعتقادنا أنّ الأنبياءَ معصومون من المعصيةِ عمداً و خَطَأً و إلّا لارتفَعَ
الوثوقُ بهم و لم يكن قولُهم و فعلُهم و تقريرُهم حجّة، و أنّهم منزّهون من كلّ ما يُنَفِّرُ الطبائِعَ و يُسقِطُ محلَّهم من القلوب كدَناءةِ الآباء و عهرِ الأمهات و الرّذائلِ الخُلُقيّةِ و العُيُوبِ الخَلقِيّة، و أنّهم أفضلُ أهلِ زمانهم، لأنَّ تقديمَ غيرَ الأفضل قبيحٌ .................
و اعتقادنا في نبوّةِ نبيِّنا محمّدٍ صلى اللّه عليه و آله معروفٌ و أنّه أفضلُ الأنبياء و خاتمُ النبيّين، و كتابُه القرآن أفضلُ الكُتُب، فمن اعتقدَ أنّ هناك حكماً أحسنُ من حكمه و قانونا أفضلُ من شرعه أو أنّه كان نبيّاً لقوم خاصّ كالأعراب أو فى زمنٍ خاصّ و لا يُناسبُ شرعُه جميعَ الأزمنة و الأمكنةو الأحوال فهو كافرٌ، ليس بمسلمٍ بلا ريب.
و اعتقادنا في الإمامة أنّها رئاسةٌ عامّةٌ في أمور الدّين و الدّنيا نيابةً عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و أنّها لطفٌ، إذ تُقرِّبُ العبادَ إلى الطاعة و تُبعِّدُهم عن المعصية، فهي واجبة و يجب أن يكونَ الإمامُ معصوماً حتّى يجبَ طاعتُه و يحرُمَ عِصيانُه و لو احتُمِلَ في قولِه و فعلِه و تقريرِه خطأٌ خرجوا مِنْ أنْ يكُونُوا حُجَّة و لِذلك يجبُ أن يكونَ الإمامُ منصوصاً من اللّه سبحانه و تعالى أوِ النبيّ صلى اللّه عليه و آله أوِ الإمامِ السابق. لانّ العصمةَ أمرٌ خفيٌ لا يُطّلعُ عليه إلّا من قِبَل اللّهِ تعالى عالمِ الغيب ِو الشهادة، و يجب أن يكون الامامُ أفضلَ الناس لقُبْحِ إطاعةِ الفاضلُ المفضول، و اعتقادنا في الأئمة بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّهم اثنا عشر معروفون. أجمع المسلمون على طهارتِهم و فضلِهِم و قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله في الحديث المتّفَقِ عليه بين الفريقين «أنّ الأئمةَ بعدَه اثنا عشر» رُوِيَ بألفاظ مختلفة عن جابر بن سَمُرة و أورده البخاري و المسلم في السقيمين و غيرُهُما في كتبٍ كثيرة.
فَالإمامُ عليه السلام يَتَلَقِّى المعارفَ وَ الأحكامَ الإلهيةَ وَ جَميعَ المعلومات، من طريقِ النبيّ، أوِ الإمامِ مِنْ قَبلِه صلوات الله عليهم أجمعين واذَا اسْتَجَدَّ شيءٌ لا بُدَّ أنْ يَعْلَمَهُ، مِنْ طَريقِ الإلهامِ، بِالقوّةِ القدسيّةِ الّتي أوْدَعَهَا اللّهُ تعالى فيه، وَ لا بِطَرِيقِ الإجْتِهَادِ، فَإنْ تَوَجَّهَ إلى شيءٍ وَ شَاءَ أنْ يَعْلَمَهُ عَلَى وَجهِهِ الحَقِيقِي، لا يُخْطِأُ فِيه و لا يَشْتَبِه،............. كما قال الرسولُ الاعظمُ (ص): رب زدني علما
أما الاجتهادُ هُوَ اسْتنباطُ الأحكامِ، بِالطُرُقِ الاعتياديَّةِ، عَنْ أدلَّتِهَا الشَّرعِية. وَ هُوَ غيرُ الوحيِ الإلهيِ وَ الفُروقُ بَينَ الوَحْيِ وَ الإجْتِهَادِ و بَينَ الحجةِ (ع) وَ المجْتَهِدِ كَثِيرةٌ وَ مِنْ جِهَاتٍ عَدِيدَةٍ:
بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عَدَمِ وُفُورِ كِفَاءَاتِ الحجَةِ فِي المجتهدِ وَ مِنْهَا العِصْمَةُ وَ العِلْمُ من جانب الله وَ الأفْضَلِيَّةُ في كُلِ فَضِيلَةٍ وَ الوَلايةُ التِّكوينِيَّةُ وَ الوَلايةُ التَّشْريعِيَّةُ، لا يُعَيَّنُ المجتهدُ بِنَصِّ اللهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ (ص) بِالإسمِ وَ الشَخصِ بَلْ بِالصفاتِ وَ شَرائِطِ العُمُومِ فَقَط ، فَالمجتَهِدُ لَيسَ بحجةٍ ولايُجَاوِزُ شأنُهُ قِرَاءَةَ الآياتِ وَ نَقْلَ الرِّوَاياتِ و مَقَامَ الإستنباطِ وَ بيانَ الأحكامِ عَلَي أدِلَّتِهَا وَ القَضَاءَ عَلَي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وَ اوليائِهِ المَعْصُومِينَ عَلَيهِم صلواتُ الله لِرَفْعِ التَّرَافُعِ بَينَ النَّاسِ وَ مَنْ جَحَدَ بهَذَهِ الحقيقةِ وَ اسْتَيْقَنَتْها نَفْسُهُ، ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ يُجَاوِزُ عَنْ حَدِّهِ الَّذِي جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالي لَهُ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدينَ وَ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ.
فَالحُجَّةُ نَبِياً كَانَ أوْ اِمَاماً لايُقَاسُ بِهَا أحَدٌ. إنَّ النَّبِيَ وَ الإمامَ (ع) مَعْصُومَانِ لايَصْدُرُ مِنْهُمَا الخَطَاءُ وَ الذَّنْبُ وَ الطُغْيانُ و لايَحِلُّ فِيهِمَا السَّهوُ وَ الغَفلَةُ وَ النِسيانُ و إذَا شَاءَا أنْ يَعْلَمَا أُعْلِمَا مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ وَ صَدَرَتْ مِنهُمَا المعْجِزةُ بِإذنِ اللهِ وَ لَكِنَّ المُجْتَهِدَ هُوَ كَسَائِرِ أفْرَادِ الأمَّةِ يَغْفُلُ و يَسْهُو وَ يَنْسَي وَ يُخْطِئُ وَ يُصِيبُ وَ لَنْ تَصْدُرَ مِنهُ المعجزةُ، فِيهِم كاملُ الإيمانِ وَ الوَرَعِ وَ فِيهِمْ غَيرُ ذلِكَ وَ لِذَلك نَشَبَتْ بَينَهُمْ خُصُومَاتٌ وَ مُنَازَعَاتٌ وَ لا يُمْكِنُ حَمْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى العِصْمَةِ. فَلا يَكُونُ قَولُهُ بِنَفْسِهِ حُجَّةً وَ إلا لَتَنَاقَضَتِ الحُجَجُ وَ تَضَارَبَتْ وَ لِهَذَا جَازَ لِكُلٍ مِنْهُمْ مُخَالَفَةُ الآخَرِ فِي الفَتْوَى.
وَ مِنَ المعْلُومِ أنَّ شَأْنَ التشريعِ غيرُ شأنِ الإستِنْباطِ و المُجْتَهِدَ غَيرُ مُشَرِّعٍ وَ إنَّمَا هُوَ مُسْتَنْبِطٌ مَا شَرَّعَهُ اللهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ الأحْكَامِ وَ القَوَانِينِ المَتَكَفِّلَةِ بِمَصَالِحَ البَشَرِ فِي جَمِيعِ الأدوارِ وَ الأطْوارِ.
إنَّ طَرِيقَتَنا وَ مَذْهَبَنا المَشْرُوحَ فِي جُلِّ كُتُبِنا هُوَ أنَّ قَوْلَ غَيرِ الإمامِ المَعْصُومِ (ع) وَ فِعْلَهُ وَ تَقْرِيرَهُ لا يَكُونُ حُجَّةً وَ لا يُسْتَنَدُ إلَيهِ وَ لَيسَ لَغير المعصوم ِمَا لِلرَّسُولِ وَ الأئمةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ أبداً. كما قال مولانا ابو عبد الله جعفرُ بنُ محمد عليهما السلام : مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ وَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا فَهُوَ كَافِر و إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّا.
More...
Description:
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
و اعتقادنا في النبّوّة أنّها واجبةٌ في الحكمة، لأنّها لطفٌ في الواجب العقليّ و اعتقادنا أنّ الأنبياءَ معصومون من المعصيةِ عمداً و خَطَأً و إلّا لارتفَعَ
الوثوقُ بهم و لم يكن قولُهم و فعلُهم و تقريرُهم حجّة، و أنّهم منزّهون من كلّ ما يُنَفِّرُ الطبائِعَ و يُسقِطُ محلَّهم من القلوب كدَناءةِ الآباء و عهرِ الأمهات و الرّذائلِ الخُلُقيّةِ و العُيُوبِ الخَلقِيّة، و أنّهم أفضلُ أهلِ زمانهم، لأنَّ تقديمَ غيرَ الأفضل قبيحٌ .................
و اعتقادنا في نبوّةِ نبيِّنا محمّدٍ صلى اللّه عليه و آله معروفٌ و أنّه أفضلُ الأنبياء و خاتمُ النبيّين، و كتابُه القرآن أفضلُ الكُتُب، فمن اعتقدَ أنّ هناك حكماً أحسنُ من حكمه و قانونا أفضلُ من شرعه أو أنّه كان نبيّاً لقوم خاصّ كالأعراب أو فى زمنٍ خاصّ و لا يُناسبُ شرعُه جميعَ الأزمنة و الأمكنةو الأحوال فهو كافرٌ، ليس بمسلمٍ بلا ريب.
و اعتقادنا في الإمامة أنّها رئاسةٌ عامّةٌ في أمور الدّين و الدّنيا نيابةً عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و أنّها لطفٌ، إذ تُقرِّبُ العبادَ إلى الطاعة و تُبعِّدُهم عن المعصية، فهي واجبة و يجب أن يكونَ الإمامُ معصوماً حتّى يجبَ طاعتُه و يحرُمَ عِصيانُه و لو احتُمِلَ في قولِه و فعلِه و تقريرِه خطأٌ خرجوا مِنْ أنْ يكُونُوا حُجَّة و لِذلك يجبُ أن يكونَ الإمامُ منصوصاً من اللّه سبحانه و تعالى أوِ النبيّ صلى اللّه عليه و آله أوِ الإمامِ السابق. لانّ العصمةَ أمرٌ خفيٌ لا يُطّلعُ عليه إلّا من قِبَل اللّهِ تعالى عالمِ الغيب ِو الشهادة، و يجب أن يكون الامامُ أفضلَ الناس لقُبْحِ إطاعةِ الفاضلُ المفضول، و اعتقادنا في الأئمة بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أنّهم اثنا عشر معروفون. أجمع المسلمون على طهارتِهم و فضلِهِم و قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله في الحديث المتّفَقِ عليه بين الفريقين «أنّ الأئمةَ بعدَه اثنا عشر» رُوِيَ بألفاظ مختلفة عن جابر بن سَمُرة و أورده البخاري و المسلم في السقيمين و غيرُهُما في كتبٍ كثيرة.
فَالإمامُ عليه السلام يَتَلَقِّى المعارفَ وَ الأحكامَ الإلهيةَ وَ جَميعَ المعلومات، من طريقِ النبيّ، أوِ الإمامِ مِنْ قَبلِه صلوات الله عليهم أجمعين واذَا اسْتَجَدَّ شيءٌ لا بُدَّ أنْ يَعْلَمَهُ، مِنْ طَريقِ الإلهامِ، بِالقوّةِ القدسيّةِ الّتي أوْدَعَهَا اللّهُ تعالى فيه، وَ لا بِطَرِيقِ الإجْتِهَادِ، فَإنْ تَوَجَّهَ إلى شيءٍ وَ شَاءَ أنْ يَعْلَمَهُ عَلَى وَجهِهِ الحَقِيقِي، لا يُخْطِأُ فِيه و لا يَشْتَبِه،............. كما قال الرسولُ الاعظمُ (ص): رب زدني علما
أما الاجتهادُ هُوَ اسْتنباطُ الأحكامِ، بِالطُرُقِ الاعتياديَّةِ، عَنْ أدلَّتِهَا الشَّرعِية. وَ هُوَ غيرُ الوحيِ الإلهيِ وَ الفُروقُ بَينَ الوَحْيِ وَ الإجْتِهَادِ و بَينَ الحجةِ (ع) وَ المجْتَهِدِ كَثِيرةٌ وَ مِنْ جِهَاتٍ عَدِيدَةٍ:
بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عَدَمِ وُفُورِ كِفَاءَاتِ الحجَةِ فِي المجتهدِ وَ مِنْهَا العِصْمَةُ وَ العِلْمُ من جانب الله وَ الأفْضَلِيَّةُ في كُلِ فَضِيلَةٍ وَ الوَلايةُ التِّكوينِيَّةُ وَ الوَلايةُ التَّشْريعِيَّةُ، لا يُعَيَّنُ المجتهدُ بِنَصِّ اللهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ (ص) بِالإسمِ وَ الشَخصِ بَلْ بِالصفاتِ وَ شَرائِطِ العُمُومِ فَقَط ، فَالمجتَهِدُ لَيسَ بحجةٍ ولايُجَاوِزُ شأنُهُ قِرَاءَةَ الآياتِ وَ نَقْلَ الرِّوَاياتِ و مَقَامَ الإستنباطِ وَ بيانَ الأحكامِ عَلَي أدِلَّتِهَا وَ القَضَاءَ عَلَي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وَ اوليائِهِ المَعْصُومِينَ عَلَيهِم صلواتُ الله لِرَفْعِ التَّرَافُعِ بَينَ النَّاسِ وَ مَنْ جَحَدَ بهَذَهِ الحقيقةِ وَ اسْتَيْقَنَتْها نَفْسُهُ، ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ يُجَاوِزُ عَنْ حَدِّهِ الَّذِي جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالي لَهُ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدينَ وَ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ.
فَالحُجَّةُ نَبِياً كَانَ أوْ اِمَاماً لايُقَاسُ بِهَا أحَدٌ. إنَّ النَّبِيَ وَ الإمامَ (ع) مَعْصُومَانِ لايَصْدُرُ مِنْهُمَا الخَطَاءُ وَ الذَّنْبُ وَ الطُغْيانُ و لايَحِلُّ فِيهِمَا السَّهوُ وَ الغَفلَةُ وَ النِسيانُ و إذَا شَاءَا أنْ يَعْلَمَا أُعْلِمَا مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ وَ صَدَرَتْ مِنهُمَا المعْجِزةُ بِإذنِ اللهِ وَ لَكِنَّ المُجْتَهِدَ هُوَ كَسَائِرِ أفْرَادِ الأمَّةِ يَغْفُلُ و يَسْهُو وَ يَنْسَي وَ يُخْطِئُ وَ يُصِيبُ وَ لَنْ تَصْدُرَ مِنهُ المعجزةُ، فِيهِم كاملُ الإيمانِ وَ الوَرَعِ وَ فِيهِمْ غَيرُ ذلِكَ وَ لِذَلك نَشَبَتْ بَينَهُمْ خُصُومَاتٌ وَ مُنَازَعَاتٌ وَ لا يُمْكِنُ حَمْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى العِصْمَةِ. فَلا يَكُونُ قَولُهُ بِنَفْسِهِ حُجَّةً وَ إلا لَتَنَاقَضَتِ الحُجَجُ وَ تَضَارَبَتْ وَ لِهَذَا جَازَ لِكُلٍ مِنْهُمْ مُخَالَفَةُ الآخَرِ فِي الفَتْوَى.
وَ مِنَ المعْلُومِ أنَّ شَأْنَ التشريعِ غيرُ شأنِ الإستِنْباطِ و المُجْتَهِدَ غَيرُ مُشَرِّعٍ وَ إنَّمَا هُوَ مُسْتَنْبِطٌ مَا شَرَّعَهُ اللهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ الأحْكَامِ وَ القَوَانِينِ المَتَكَفِّلَةِ بِمَصَالِحَ البَشَرِ فِي جَمِيعِ الأدوارِ وَ الأطْوارِ.
إنَّ طَرِيقَتَنا وَ مَذْهَبَنا المَشْرُوحَ فِي جُلِّ كُتُبِنا هُوَ أنَّ قَوْلَ غَيرِ الإمامِ المَعْصُومِ (ع) وَ فِعْلَهُ وَ تَقْرِيرَهُ لا يَكُونُ حُجَّةً وَ لا يُسْتَنَدُ إلَيهِ وَ لَيسَ لَغير المعصوم ِمَا لِلرَّسُولِ وَ الأئمةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ أبداً. كما قال مولانا ابو عبد الله جعفرُ بنُ محمد عليهما السلام : مَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ وَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا فَهُوَ كَافِر و إِنْ كَانَ فَاطِمِيّاً عَلَوِيّا.
Video Tags:
الإمام,الإمامية,العدالة,العدل,الإجتماعية,الحق,التكليف,و
العصر,الخسران,ألأخسرين,الزيدية,البكرية,العمرية,البترية,ولاية
الفقيه,الإنتظار,انتظار
الفرج,تيار
الوحدة
و
الأخوة,البدعة,حزب
الله,الإرهاب,الجهاد,الدفاع,إسرائيل,ايران,لبنان,الجميلات,الحقائق
المكتومة,الأمة
المخدوعة,الإمامة
الكاذبة,العلماء,الفقهاء,علماء
السوء,الخيانة,خان
الله
و
رسوله,السياسة,الإدارة,الحب,الرومانسي,أهل
السنة
و
الجماعة,الحماقة,الجهل,النفاق,أهل
السياسة,الرجال,النساء,البنات,الشباب,الإسلام
المزيف,الإنحراف
8:14
|
الحقائق المكتومة و الأمة المخدوعة (6) - مصادر الأحكام بين الوحي الإلهي و الإجتهاد البشري - Arabic
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
الإمامُ عليه السلام...
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
الإمامُ عليه السلام يَتَلَقِّى المعارفَ وَ الأحكامَ الإلهيةَ وَ جَميعَ المعلومات، من طريقِ النبيّ، أوِ الإمامِ مِنْ قَبلِه صلوات الله عليهم أجمعين واذَا اسْتَجَدَّ
شيءٌ لا بُدَّ أنْ يَعْلَمَهُ، مِنْ طَريقِ الإلهامِ بِالقوّةِ القدسيّةِ الّتي أوْدَعَهَا اللّهُ تعالى فيه وَ لا بِطَرِيقِ الإجْتِهَادِ، فَإنْ تَوَجَّهَ إلى شيءٍ وَ شَاءَ أنْ يَعْلَمَهُ عَلَى وَجهِهِ الحَقِيقِي لا يُخْطِأُ فِيه و لا يَشْتَبِه، وَ لَا يَحتاجُ فِي كلِّ ذَلكَ إلى البَراهِينِ العقليّة، وَ لَا إلى تَلقِينَاتِ المعَلِّمِينَ، وَ إنْ كانَ عِلمُه قابلاً لِلزِّيادةِ وَ الاشتدادِ.
أما الاجتهادُ هُوَ اسْتنباطُ الأحكامِ، بِالطُرُقِ الاعتياديَّةِ، عَنْ أدلَّتِهَا الشَّرعِية. وَ هُوَ غيرُ الوحيِ الإلهيِ وَ الفُروقُ بَينَ الوَحْيِ وَ الإجْتِهَادِ و بَينَ الحجةِ (ع) وَ المُجْتَهِدِ كَثِيرةٌ وَ مِنْ جِهَاتٍ عَدِيدَةٍ:
بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عَدَمِ وُفُورِكِفَاءَاتِ الحجَةِ فِي المجتهدِ وَ مِنْهَا العِصْمَةُ وَ العِلْمُ الْلَدُنِّيُ وَ الأفْضَلِيَّةُ في كُلِ فَضِيلَةٍ وَ الوَلايةُ التِّكوينِيَّةُ وَ الوَلايةُ التَّشْريعِيَّةُ، لا يُعَيَّنُ المجتهدُ بِنَصِّ اللهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ (ص) بِالإسمِ وَ الشَخصِ بَلْ بِالصفاتِ وَ شَرائِطِ العُمُومِ فَقَط ، فَالمجتَهِدُ لَيسَ بحجةٍ ولايُجَاوِزُ شأنُهُ قِرَاءَةَ الآياتِ وَ نَقْلَ الرِّوَاياتِ و مَقَامَ الإستنباطِ وَ بيانَ الأحكامِ عَلَي أدِلَّتِهَا وَ القَضَاءَ عَلَي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وَ اوليائِهِ المَعْصُومِينَ عَلَيهِم صلواتُ الله لِرَفْعِ التَّرَافُعِ بَينَ النَّاسِ وَ مَنْ جَحَدَ بهَذَهِ الحقيقةِ وَ اسْتَيْقَنَتْها نَفْسُهُ ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ يُجَاوِزُ عَنْ حَدِّهِ الَّذِي جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالي لَهُ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدينَ وَ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ.
فَالحُجَّةُ نَبِياً كَانَ أوْ اِمَاماً لايُقَاسُ بِهَا أحَدٌ. إنَّ النَّبِيَ وَ الإمامَ (ع) مَعْصُومَانِ لايَصْدُرُ مِنْهُمَا الخَطَاءُ وَ الذَّنْبُ وَ الطُغْيانُ و لايَحِلُّ فِيهِمَا السَّهوُ وَ الغَفلَةُ وَ النِسيانُ و إذَا شَاءَا أنْ يَعْلَمَا أُعْلِمَا مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ وَ صَدَرَتْ مِنهُمَا المعْجِزةُ بِإذنِ اللهِ وَ لَكِنَّ المُجْتَهِدَ هُوَ كَسَائِرِ أفْرَادِ الأمَّةِ يَغْفُلُ و يَسْهُو وَ يَنْسَي وَ يُخْطِئُ وَ يُصِيبُ وَ لَنْ تَصْدُرَ مِنهُ المعجزةُ، فِيهِم كاملُ الإيمانِ وَ الوَرَعِ وَ فِيهِمْ غَيرُ ذلِكَ وَ لِذَا نَشَبَتْ بَينَهُمْ خُصُومَاتٌ وَ مُنَازَعَاتٌ وَ لا يُمْكِنُ حَمْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى العِصْمَةِ فَلا يَكُونُ قَولُهُ بِنَفْسِهِ حُجَّةً وَ إلا لَتَنَاقَضَتِ الحُجَجُ وَ تَضَارَبَتْ وَ لِهَذَا جَازَ لِكُلٍ مِنْهُمْ مُخَالَفَةُ الآخَرِ فِي الفَتْوَى. وَ مِنَ المعْلُومِ أنَّ شَأْنَ التشريعِ غيرُ شأنِ الإستِنْباطِ و المُجْتَهِدَ غَيرُ مُشَرِّعٍ وَ إنَّمَا هُوَ مُسْتَنْبِطٌ مَا شَرَّعَهُ اللهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ الأحْكَامِ وَ القَوَانِينِ المَتَكَفِّلَةِ بِمَصَالِحَ البَشَرِ فِي جَمِيعِ الأدوارِ وَ الأطْوارِ. إنَّ طَرِيقَتَنا وَ مَذْهَبَنا المَشْرُوحَ فِي جُلِّ كُتُبِنا هُوَ أنَّ قَوْلَ غَيرِ الإمامِ المَعْصُومِ وَ فِعْلَهُ وَ تَقْرِيرَهُ لا يَكُونُ حُجَّةً وَ لا يُسْتَنَدُ إلَيهِ وَ لَيسَ لَهُ مَا لِلرَّسُولِ وَ الأئمةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ أبداً.
More...
Description:
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
الإمامُ عليه السلام يَتَلَقِّى المعارفَ وَ الأحكامَ الإلهيةَ وَ جَميعَ المعلومات، من طريقِ النبيّ، أوِ الإمامِ مِنْ قَبلِه صلوات الله عليهم أجمعين واذَا اسْتَجَدَّ
شيءٌ لا بُدَّ أنْ يَعْلَمَهُ، مِنْ طَريقِ الإلهامِ بِالقوّةِ القدسيّةِ الّتي أوْدَعَهَا اللّهُ تعالى فيه وَ لا بِطَرِيقِ الإجْتِهَادِ، فَإنْ تَوَجَّهَ إلى شيءٍ وَ شَاءَ أنْ يَعْلَمَهُ عَلَى وَجهِهِ الحَقِيقِي لا يُخْطِأُ فِيه و لا يَشْتَبِه، وَ لَا يَحتاجُ فِي كلِّ ذَلكَ إلى البَراهِينِ العقليّة، وَ لَا إلى تَلقِينَاتِ المعَلِّمِينَ، وَ إنْ كانَ عِلمُه قابلاً لِلزِّيادةِ وَ الاشتدادِ.
أما الاجتهادُ هُوَ اسْتنباطُ الأحكامِ، بِالطُرُقِ الاعتياديَّةِ، عَنْ أدلَّتِهَا الشَّرعِية. وَ هُوَ غيرُ الوحيِ الإلهيِ وَ الفُروقُ بَينَ الوَحْيِ وَ الإجْتِهَادِ و بَينَ الحجةِ (ع) وَ المُجْتَهِدِ كَثِيرةٌ وَ مِنْ جِهَاتٍ عَدِيدَةٍ:
بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عَدَمِ وُفُورِكِفَاءَاتِ الحجَةِ فِي المجتهدِ وَ مِنْهَا العِصْمَةُ وَ العِلْمُ الْلَدُنِّيُ وَ الأفْضَلِيَّةُ في كُلِ فَضِيلَةٍ وَ الوَلايةُ التِّكوينِيَّةُ وَ الوَلايةُ التَّشْريعِيَّةُ، لا يُعَيَّنُ المجتهدُ بِنَصِّ اللهِ تَعَالَي وَ رَسُولِهِ (ص) بِالإسمِ وَ الشَخصِ بَلْ بِالصفاتِ وَ شَرائِطِ العُمُومِ فَقَط ، فَالمجتَهِدُ لَيسَ بحجةٍ ولايُجَاوِزُ شأنُهُ قِرَاءَةَ الآياتِ وَ نَقْلَ الرِّوَاياتِ و مَقَامَ الإستنباطِ وَ بيانَ الأحكامِ عَلَي أدِلَّتِهَا وَ القَضَاءَ عَلَي كِتَابِ اللهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وَ اوليائِهِ المَعْصُومِينَ عَلَيهِم صلواتُ الله لِرَفْعِ التَّرَافُعِ بَينَ النَّاسِ وَ مَنْ جَحَدَ بهَذَهِ الحقيقةِ وَ اسْتَيْقَنَتْها نَفْسُهُ ظُلْماً وَ عُلُوًّا وَ يُجَاوِزُ عَنْ حَدِّهِ الَّذِي جَعَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالي لَهُ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدينَ وَ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ.
فَالحُجَّةُ نَبِياً كَانَ أوْ اِمَاماً لايُقَاسُ بِهَا أحَدٌ. إنَّ النَّبِيَ وَ الإمامَ (ع) مَعْصُومَانِ لايَصْدُرُ مِنْهُمَا الخَطَاءُ وَ الذَّنْبُ وَ الطُغْيانُ و لايَحِلُّ فِيهِمَا السَّهوُ وَ الغَفلَةُ وَ النِسيانُ و إذَا شَاءَا أنْ يَعْلَمَا أُعْلِمَا مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ وَ صَدَرَتْ مِنهُمَا المعْجِزةُ بِإذنِ اللهِ وَ لَكِنَّ المُجْتَهِدَ هُوَ كَسَائِرِ أفْرَادِ الأمَّةِ يَغْفُلُ و يَسْهُو وَ يَنْسَي وَ يُخْطِئُ وَ يُصِيبُ وَ لَنْ تَصْدُرَ مِنهُ المعجزةُ، فِيهِم كاملُ الإيمانِ وَ الوَرَعِ وَ فِيهِمْ غَيرُ ذلِكَ وَ لِذَا نَشَبَتْ بَينَهُمْ خُصُومَاتٌ وَ مُنَازَعَاتٌ وَ لا يُمْكِنُ حَمْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى العِصْمَةِ فَلا يَكُونُ قَولُهُ بِنَفْسِهِ حُجَّةً وَ إلا لَتَنَاقَضَتِ الحُجَجُ وَ تَضَارَبَتْ وَ لِهَذَا جَازَ لِكُلٍ مِنْهُمْ مُخَالَفَةُ الآخَرِ فِي الفَتْوَى. وَ مِنَ المعْلُومِ أنَّ شَأْنَ التشريعِ غيرُ شأنِ الإستِنْباطِ و المُجْتَهِدَ غَيرُ مُشَرِّعٍ وَ إنَّمَا هُوَ مُسْتَنْبِطٌ مَا شَرَّعَهُ اللهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ الأحْكَامِ وَ القَوَانِينِ المَتَكَفِّلَةِ بِمَصَالِحَ البَشَرِ فِي جَمِيعِ الأدوارِ وَ الأطْوارِ. إنَّ طَرِيقَتَنا وَ مَذْهَبَنا المَشْرُوحَ فِي جُلِّ كُتُبِنا هُوَ أنَّ قَوْلَ غَيرِ الإمامِ المَعْصُومِ وَ فِعْلَهُ وَ تَقْرِيرَهُ لا يَكُونُ حُجَّةً وَ لا يُسْتَنَدُ إلَيهِ وَ لَيسَ لَهُ مَا لِلرَّسُولِ وَ الأئمةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ أبداً.
Video Tags:
الإمام,الإمامية,العدالة,العدل,الإجتماعية,الحق,التكليف,و
العصر,الخسران,ألأخسرين,الزيدية,البكرية,العمرية,البترية,ولاية
الفقيه,الإنتظار,انتظار
الفرج,تيار
الوحدة
و
الأخوة,البدعة,حزب
الله,الإرهاب,الجهاد,الدفاع,إسرائيل,ايران,لبنان,الجميلات,الحقائق
المكتومة,الأمة
المخدوعة,الإمامة
الكاذبة,العلماء,الفقهاء,علماء
السوء,الخيانة,خان
الله
و
رسوله,السياسة,الإدارة,الحب,الرومانسي,أهل
السنة
و
الجماعة,الحماقة,الجهل,النفاق,أهل
السياسة,الرجال,النساء,البنات,الشباب,الإسلام
المزيف,الإنحراف
13:35
|
الحقائق المكتومة و الأمة المخدوعة (7) - بارقة من فضائل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) Arabic
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
كَانَ يَخُصُّ غلاماً...
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
كَانَ يَخُصُّ غلاماً اتَّبَعَهُ يافعاً وَ انقطَعَ إليهِ شابِّاً وَ آزَرَهُ كَهْلاً فكَانَ يَغُرُّهُ العلمَ غَرّاً وَ يُلَقِّنُهُ الحكمةَ تَلقيناً وَ يُبالِغُ فِي تَأدِيبِهِ وَ تعليمِهِ وَ تثقيفِهِ وَ هُوَ
يَقْتَدِي بِهِ وَ يَستَقِي مِنْ نَميرِ عُلُومِهِ وَ يَتَّبِعُهُ اتباعَ الفَصِيلِ لأمِّهِ وَ ذَلكَ لِمَا عَلِمَ صلى الله عليه و آله و سلم أنَّ اللهَ اخْتَصَّ ذلكَ الغلامَ، بِمُمَيِّزاتٍ وَ خَصائصٍ، لم يُشارِكْهُ أحدٌ فِيهَا فكان يَفتَحُ لَهُ مِن أبوابِ العِلمِ وَ الحِكمَةِ أبواباً، فَتَنْفَتِحُ لَهُ مِنْ تلكَ الأبوابِ فروعٌ وَ أبوابٌ، كُلُّ ذلكَ لِيَجْعَلَهُ وِعَاءً لِسِرِّهِ، وَ عَيبَةً لأحكامِ سُنَّتِهِ وَ باباً لِمَدينةِ عِلمِهِ وَ وَصياً عِنْدَ غَيبَتِهِ وَ خَليفَةً مِنْ بَعدِهِ وَ أباً لأمَّتِهِ وَ وَلِيَّاً لِكُلِ مُؤمنٍ وَ مُؤمنَةٍ وَ مَولىً لكلِ مَنْ كَانَ صلى اللّه عليه و آله مَولاهُ وَ قَاضياً فِي دَينِهِ وَ أخاً لِنفسِهِ وَ سَيفاً لإعلاءِ كَلِمَتِهِ وَ زَوجاً لِبَضْعَتِهِ وَ مُهْجَتِهِ وَ كَهْفاً لِشريعتِهِ وَ مَناراً لِطريقتِهِ وَ سيداً لِلمسلمينَ وَ أميراً للمؤمنينَ، فَأخَذَ يُهَيِّئُ العُدَّةَ لِخَليفتِهِ، و يُصَرِّحُ وَ يُلَوِّحُ وَ يُعَيِّنُ وَ يُشِيرُ إلَى ذَلِكَ العَلَمِ المَنصوبِ و الوصيِ المُرَشَّحِ، مِنْ مَبدأِ دَعوتِهِ صلى اللّه عليه و آله وسلم فِي قصةِ الدَّارِ، حينما نَزلَتْ آيةُ: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، بِروايةِ الثِّقاتِ مِنَ المسلمينَ، إلى قبيلِ شَهادتِهِ ، وَ فِي طيلةِ أيامِ نُبُوتِهِ كانَ يُبيِّنُ لأصحابِهِ مَنْ يَرجِعُونَ إليهِ، خوفاً وَ خيفةً عَلَيهِمْ، كي لايَتِيهُوا وَ ذلك فِي مواطنَ كثيرةٍ و مواقفَ عديدةٍ، بِكُلِّ مُناسَبَةٍ لأفرادٍ وَ لِجُموعٍ، حتى أعذَرَ وَ أنذَرَ وَ أدَّى مَا أمَرَهُ اللهُ سبحانَهُ بِهِ فِي ذلكَ، فتارةً أمَرَ بالاقتداءِ بِهِ وَ بِمَنْ يَلِي الأمرُ بَعدَهُ مِنْ عِترَتِهِ، وَ تارةً قَرَّنَهُ مَعَ الحقِ و القرآنِ، وَ قَرَّنَ الحقَّ وّ القُرآنَ مَعهُ، وَ تارةً بِالتَّهديدِ بِأنَّ مُفارِقَهُ مُفارِقِي وَ مُفارِقُ اللهِ، وَ تارةً جَعَلَهُ حَبلَ اللهِ المَتِينِ وَ أمَرَ بِالتَّمَسُّكِ بِهِ، وَ تارةً جَعَلَهُ أميراً لِلمؤمنينَ وَ سيداً لِلمسلمينَ وَ أنَّهُ المؤديُ عَنْهُ وَ المُبيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَعدَهُ، وَ تارةً جَعَلَهُ خيرَ البَرِيَّةِ وَ تارةً جَعَلَهُ ولياً لِلمُسلِمينَ فَسَتَرونَ هَذِهِ النُّصُوصِ وَ هِيَ مَروِيَّةٌ عَنْ أعلامِ أهلِ البدعةِ وَ الخِلافِ البَكريةِ وَ العُمَريةِ فِي أكْثَرَ كُتُبِهِم، وَ تَارةً ذَكَرَ أوصياءَهُ مِنْ بَعْدِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ بأسمائِهِم و آبائِهِم أوْ إجْمالاً (بِقَولِهِ صلى اللّه عليه و آله وسلم: خَلَّفْتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ كتابَ اللهِ وَ عِترتِي أهلَ بيتِي مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِّلُوا بَعدِي أبداً وَ إنَّهُمَا لَنْ يَفتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض) و هَذِهِ الرِّوايةُ رَوَاهَا فِي غَايةِ المَرام عَنْ ثقاتِ أهلِ البدعةِ و الخلافِ، البكريةِ و العمرية، وَ عَنْ ثِقَاتِنا بألفاظٍ متقارِبَةٍ فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ وَ أحَادِيثٍ كَثِيرةٍ .
هَذَا مَعَ تنبيهِ أمَّتَهِ عَلَى غَزارَةِ عِلمِ ذلكَ الوصِيِ بِكلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ (كقوله: مَا عُلِّمتُ شيئاً إلا عَلِّمْتُهُ عَلِياً) (و قوله: أعلمُ أمِّتِي مِنْ بعدِي عَلِيٌ) وَ تَشْبِيهُهُ بِآدمَ فِي عِلمِهِ وَ بِنُوحٍ فِي فَهْمِهِ وَ بإبراهيمَ في حِكمتِهِ (و قوله: عَليٌ عَيبةُ عِلْمِي) (و قوله: قُسِّمَتِ الْحِكْمَةُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِيَ عَلِيٌّ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ وَ أُعْطِيَ النَّاسُ جُزْءاً وَاحِداً) و إنَّهُ أقضَى أمَّتِي وَ إنَّهُ أكثرُهُمْ عِلماً وَ إنَّهُ خازنُ عِلْمِي.
More...
Description:
#العقائد_الحقة
#الإمامة
#الحقيقة
#الوحدة_الإسلامية
#الإمامية
#ولاية_الفقيه
كَانَ يَخُصُّ غلاماً اتَّبَعَهُ يافعاً وَ انقطَعَ إليهِ شابِّاً وَ آزَرَهُ كَهْلاً فكَانَ يَغُرُّهُ العلمَ غَرّاً وَ يُلَقِّنُهُ الحكمةَ تَلقيناً وَ يُبالِغُ فِي تَأدِيبِهِ وَ تعليمِهِ وَ تثقيفِهِ وَ هُوَ
يَقْتَدِي بِهِ وَ يَستَقِي مِنْ نَميرِ عُلُومِهِ وَ يَتَّبِعُهُ اتباعَ الفَصِيلِ لأمِّهِ وَ ذَلكَ لِمَا عَلِمَ صلى الله عليه و آله و سلم أنَّ اللهَ اخْتَصَّ ذلكَ الغلامَ، بِمُمَيِّزاتٍ وَ خَصائصٍ، لم يُشارِكْهُ أحدٌ فِيهَا فكان يَفتَحُ لَهُ مِن أبوابِ العِلمِ وَ الحِكمَةِ أبواباً، فَتَنْفَتِحُ لَهُ مِنْ تلكَ الأبوابِ فروعٌ وَ أبوابٌ، كُلُّ ذلكَ لِيَجْعَلَهُ وِعَاءً لِسِرِّهِ، وَ عَيبَةً لأحكامِ سُنَّتِهِ وَ باباً لِمَدينةِ عِلمِهِ وَ وَصياً عِنْدَ غَيبَتِهِ وَ خَليفَةً مِنْ بَعدِهِ وَ أباً لأمَّتِهِ وَ وَلِيَّاً لِكُلِ مُؤمنٍ وَ مُؤمنَةٍ وَ مَولىً لكلِ مَنْ كَانَ صلى اللّه عليه و آله مَولاهُ وَ قَاضياً فِي دَينِهِ وَ أخاً لِنفسِهِ وَ سَيفاً لإعلاءِ كَلِمَتِهِ وَ زَوجاً لِبَضْعَتِهِ وَ مُهْجَتِهِ وَ كَهْفاً لِشريعتِهِ وَ مَناراً لِطريقتِهِ وَ سيداً لِلمسلمينَ وَ أميراً للمؤمنينَ، فَأخَذَ يُهَيِّئُ العُدَّةَ لِخَليفتِهِ، و يُصَرِّحُ وَ يُلَوِّحُ وَ يُعَيِّنُ وَ يُشِيرُ إلَى ذَلِكَ العَلَمِ المَنصوبِ و الوصيِ المُرَشَّحِ، مِنْ مَبدأِ دَعوتِهِ صلى اللّه عليه و آله وسلم فِي قصةِ الدَّارِ، حينما نَزلَتْ آيةُ: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، بِروايةِ الثِّقاتِ مِنَ المسلمينَ، إلى قبيلِ شَهادتِهِ ، وَ فِي طيلةِ أيامِ نُبُوتِهِ كانَ يُبيِّنُ لأصحابِهِ مَنْ يَرجِعُونَ إليهِ، خوفاً وَ خيفةً عَلَيهِمْ، كي لايَتِيهُوا وَ ذلك فِي مواطنَ كثيرةٍ و مواقفَ عديدةٍ، بِكُلِّ مُناسَبَةٍ لأفرادٍ وَ لِجُموعٍ، حتى أعذَرَ وَ أنذَرَ وَ أدَّى مَا أمَرَهُ اللهُ سبحانَهُ بِهِ فِي ذلكَ، فتارةً أمَرَ بالاقتداءِ بِهِ وَ بِمَنْ يَلِي الأمرُ بَعدَهُ مِنْ عِترَتِهِ، وَ تارةً قَرَّنَهُ مَعَ الحقِ و القرآنِ، وَ قَرَّنَ الحقَّ وّ القُرآنَ مَعهُ، وَ تارةً بِالتَّهديدِ بِأنَّ مُفارِقَهُ مُفارِقِي وَ مُفارِقُ اللهِ، وَ تارةً جَعَلَهُ حَبلَ اللهِ المَتِينِ وَ أمَرَ بِالتَّمَسُّكِ بِهِ، وَ تارةً جَعَلَهُ أميراً لِلمؤمنينَ وَ سيداً لِلمسلمينَ وَ أنَّهُ المؤديُ عَنْهُ وَ المُبيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَعدَهُ، وَ تارةً جَعَلَهُ خيرَ البَرِيَّةِ وَ تارةً جَعَلَهُ ولياً لِلمُسلِمينَ فَسَتَرونَ هَذِهِ النُّصُوصِ وَ هِيَ مَروِيَّةٌ عَنْ أعلامِ أهلِ البدعةِ وَ الخِلافِ البَكريةِ وَ العُمَريةِ فِي أكْثَرَ كُتُبِهِم، وَ تَارةً ذَكَرَ أوصياءَهُ مِنْ بَعْدِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ بأسمائِهِم و آبائِهِم أوْ إجْمالاً (بِقَولِهِ صلى اللّه عليه و آله وسلم: خَلَّفْتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ كتابَ اللهِ وَ عِترتِي أهلَ بيتِي مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِّلُوا بَعدِي أبداً وَ إنَّهُمَا لَنْ يَفتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوض) و هَذِهِ الرِّوايةُ رَوَاهَا فِي غَايةِ المَرام عَنْ ثقاتِ أهلِ البدعةِ و الخلافِ، البكريةِ و العمرية، وَ عَنْ ثِقَاتِنا بألفاظٍ متقارِبَةٍ فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ وَ أحَادِيثٍ كَثِيرةٍ .
هَذَا مَعَ تنبيهِ أمَّتَهِ عَلَى غَزارَةِ عِلمِ ذلكَ الوصِيِ بِكلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ (كقوله: مَا عُلِّمتُ شيئاً إلا عَلِّمْتُهُ عَلِياً) (و قوله: أعلمُ أمِّتِي مِنْ بعدِي عَلِيٌ) وَ تَشْبِيهُهُ بِآدمَ فِي عِلمِهِ وَ بِنُوحٍ فِي فَهْمِهِ وَ بإبراهيمَ في حِكمتِهِ (و قوله: عَليٌ عَيبةُ عِلْمِي) (و قوله: قُسِّمَتِ الْحِكْمَةُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِيَ عَلِيٌّ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ وَ أُعْطِيَ النَّاسُ جُزْءاً وَاحِداً) و إنَّهُ أقضَى أمَّتِي وَ إنَّهُ أكثرُهُمْ عِلماً وَ إنَّهُ خازنُ عِلْمِي.
Video Tags:
الإمام,الإمامية,العدالة,العدل,الإجتماعية,الحق,التكليف,و
العصر,الخسران,ألأخسرين,الزيدية,البكرية,العمرية,البترية,ولاية
الفقيه,الإنتظار,انتظار
الفرج,تيار
الوحدة
و
الأخوة,البدعة,حزب
الله,الإرهاب,الجهاد,الدفاع,إسرائيل,ايران,لبنان,الجميلات,الحقائق
المكتومة,الأمة
المخدوعة,الإمامة
الكاذبة,العلماء,الفقهاء,علماء
السوء,الخيانة,خان
الله
و
رسوله,السياسة,الإدارة,الحب,الرومانسي,أهل
السنة
و
الجماعة,الحماقة,الجهل,النفاق,أهل
السياسة,الرجال,النساء,البنات,الشباب,الإسلام
المزيف,الإنحراف